تفاصيل الخبر

العــلاج بالتنويم الايحائــي من التوتر والهموم الى السرطـان!

13/07/2018
العــلاج بالتنويم الايحائــي من  التوتر والهموم الى السرطـان!

العــلاج بالتنويم الايحائــي من التوتر والهموم الى السرطـان!

 

بقلم وردية بطرس

 

<Hypnotherapy> او العلاج بالتنويم الايحائي وهو شكل من أشكال العلاج النفسي يُستخدم للمعالجة من خلال العقل الباطني للمريض في شكل ردود وأفكار ومواقف وسلوكيات او مشاعر جديدة... ولطالما استخدم العلاج الايحائي منذ القدم واليوم يُستخدم كثيراً في الولايات المتحدة الاميركية وفي العديد من الدول وعندنا في لبنان أيضاً.

 

<كاتي اثناسيادس> وقدرتها على شفاء الناس

 

لطالما شعرت منذ صغرها انه يوماً ما ستكون لديها القدرة على شفاء الناس من أوجاعهم فكان لها ما ارادت... <كاتي اثناسيادس> الآتية من عالم الاعمال والتصميم الداخلي واعادة تجهيز وديكور اليخوت الى مجال مختلف تماماً الا وهو <Hypnotherapy> ولديها شهادات من المؤسسة العالمية للتنويم المغناطيسي في لندن وبتوقيع من لبنان من الشخص المسؤول عن الـ<Mena Region> وعندما طلبت <كاتي اثناسيادس> في صلاتها ان يمنحها الله القدرة لمساعدة الناس لم تعلم ان ذلك سيتحقق وستتمكن من مساعدة امرأة مصابة بالسرطان كانت على شفير الموت لتستعيد نشاطها وحيوتها. فكيف تعلمت ان تساعد الناس؟ وما هي التقنية التي تتبعها؟ وماذا عن تجربتها مع السيدة المصابة بالسرطان؟ أسئلة عديدة حملتها <الأفكار> الى <كاتي> وسألناها:

ــ ما الذي اتى بك من عالم الاعمال والتصميم الداخلي الى التنويم المغناطيسي؟

- قبل ان ادخل الى هذا العالم كنت دائماً افكر بمساعدة الناس. عندما بدأت بدراسة الحقوق لسوء الحظ لم استطع ان اكمل بسبب الحرب، فعملت في مجالات مختلفة في مجال المصارف وشركة سفريات، كما حصلت

على لقب ملكة جمال لبنان في العام 1987، ومثلت لبنان في ملكة جمال العام ونلت لقب الوصيفة الثالثة وربحت أفضل زي. ثم أسست شركة لتنظيم المعارض والحفلات، ثم تزوجت وانجبت ابنة وهي اليوم تبلغ السادسة عشرة من عمرها. عملت بعدها في مجال التصميم الداخلي اذ ان اختصاصي هو تصميم الداخلي لليخوت وأيضاً اكسسوارات لليخوت... ومنذ صغري كنت احب ان ادرس اللاهوت اذ اردت ان اصبح راهبة ولكن اهلي لم يرغبوا بذلك مع العلم انهم متدينون. اذاً اول ما اردت القيام به هو ان أصبح راهبة، ولكن ارادت والدتي ان اختار مجالاً آخر، وهكذا دخلت الى مجال الاعمال بسن صغيرة، اذ تسلمت اول وظيفة وانا في الثامنة عشرة من عمري في مجال السياحة وحجز التذاكر، وبعد شهرين أُقفل مطار بيروت بسبب الحرب ففتحت مكتب للسفريات في قبرص لمدة تسعة اشهر، ثم عدت الى لبنان والتحقت بالجامعة لادرس الحقوق ولكن اندلعت الحرب فتوقفت.

وتتابع:

- بالرغم من انني لم ادخل عالم الكهنوت لكنني بقيت روحانية وكنت على تواصل خاص مع العذراء اذ انها تؤثر في حياتي كثيراً، اذ كنت اشعر انها بجانبي بكل المراحل والصعوبات التي واجهتها في حياتي خصوصاً الصحية. فقد مررت بمشاكل صحية وتعرضت لحادث سير مميت اذ اختبرت الموت في تلك الحادثة وتناولت الكثير من الأدوية، ومع مرور الوقت والقراءة المستمرة في مجال الروحانيات والانسان وعلم النفس والحياة والقدرة التي يمتلكها الانسان، كنت اشعر منذ ان كنت في العاشرة من عمري انه يوماً ما ستكون لدي القدرة في يدي بأن اشفي الناس. ثم لم تعد الفكرة قائمة بهذا الخصوص الا ان حصلت معي تجـــــارب ومنهــــــا ظهــــــورات العذراء، اذ كنت ارى واتنبــــأ بأمـــــور قبــــــل ان تحصل... ولكن منذ سنة تقريباً صليت وطلبت من الرب ان يمنحني القدرة لأساعد الناس خصوصاً انني أعرف ماذا فعلت بي الأدوية، وكيف أثرت سلباً على صحتــــي. وسبق ان تعرفت منذ عشر سنوات علــــى الدكتـــــور مـــــارك مــــــلاّط،

وهو متخصص في <Dimensional Breathwork Practitioner Method> وهو

استاذي اليوم، اذ كنت قد خضعت لجلسة <Breathe Work> (حالة الاسترخاء).

ــ هلا شرحت لنا عن <Dimensional Breathwork Practitioner Method>؟

- تعتمد هذه التقنية بأن يجلس الشخص في غرفة مغلقة، ويتنفس بطريقة منتظمة وسريعة، وفي الوقت نفسه يستمع الى موسيقى عالية، اذ انها تساعده على الاسترخاء، وعندها يدخل الشخص برحلة والتي تساعده ليعالج نفسه بنفسه من خلال الموسيقى والاسترخاء، ونحن نطبق ذلك في سنتر ملاّط في الحازمية اذ كل اسبوع نقوم بهذه الجلسة، اذ انني مساعدة للدكتور ملاّط في المركز، كما يساعدنا شخصان متخصصان في هذا المجال. وتخصصت مع الدكتور ملاّط بأمور عدة اذ خضعت لدورات عدة مختلفة، ولا أزال أدرس لأكمل المامي بكل المجالات لأقدر ان أساعد الناس للتخلص من أوجاعهم الجسدية والنفسية والعقلية. وكما ذكرت في سياق الحديث انني طلبت من الرب ان يساعدني ليصبح لدي القدرة لمساعدة الناس، واصبحت لدي هذه القدرة بعدما اختبرت تجربة مع شخص كان زميلي ايام المدرسة اذ كنا نجتمع مرة كل شهر وساعدته من خلال هذه التقنية، واليوم يعتبرني ملاكه الحارس. وهكذا بدأت أدرس أكثر فأكثر، وراح استاذي الدكتور ملاّط يردد على مسمعي ان لدي القدرة لمساعدة الناس من خلال الجلسات للتخلص من التشنج او اذا كانوا متضايقين خلال الجلسة، ففتحت العيادة الخاصة بي في منطقة النقاش وبدأت أعالج الناس، ويتواصل معي الناس من خلال صفحة <الفايسبوك> او <الانستغرام> (Cat_athanassiades) ويقصدني أشخاص من مختلف الأعمار والفئات... وقبل ذلك كنت قد سافرت الى البيرو في آذار (مارس) الماضي وعالجت نفسي من كل المشاكل التي كنت أعاني سواء النفسية او الجسدية لاقدر ان اساعد الناس. وعدت الى لبنان انسانة مختلفة بقدرة آلهية اساعد الناس بشتى الطرق اذ ليس هناك مشكلة جسدية او نفسية او عقلية او عاطفية بالنسبة الي مستعصية، ما عدا حالة واحدة الا وهي انفصام الشخصية.

 

مساعدة سيدة مصابة بالسرطان

ــ وكيف عالجت السيدة المصابة بالسرطان لاسيما انها اول حالة من نوعها تعالج من خلال <Hypnosis> التنويم الايحائي؟ وما هو وضعها اليوم؟

 - بالفعل كانت أول حالة أقوم فيها بمعالجة سيدة مصابة بالسرطان كانت على شفير الموت، اذ سبق ان أطلت على شاشة التلفزيون وتحدثت عن مرضها، وكان السرطان قد اصاب منطقة الصدر والرئة وامتد الى الخاصرة، ولم تعد قادرة على النهوض من الفراش، وكنت قد تعرفت اليها قبل سنتين في المكان الذي ارسم فيه - أحب الرسم كثيراً ولا ازال ارسم وقد نشرت أكثر من مئة لوحة على صفحة <الفايسبوك> الخاص بي كما انني اقمت معارض عديدة - واتصلت بي تلك السيدة التي تبلغ 52 عاماً، وطلبت مني ان اذهب اليها واساعدها لتعيش الأيام المتبقية لها براحة، وكانت قد تحدثت عن حالتها في وسائل اعلام شتى، بالفعل قصدتها وفي أول جلسة قامت من سريرها، مع العلم انها لم تكن قادرة ان تقوم من سريرها قبل الواحدة ظهراً، وكانت تتألم كثيراً وحركتها بطيئة، كما انها كانت منهارة نفسياً. وفي الجلسة الثانية اصبحت تستيقظ نشيطة عند السابعة صباحاً، وبدأت تمارس حياتها اليومية، وبعد الجلسة الثالثة قصدتها لاكمل الجلسة الرابعة فقالت لي انها توقفت عن تناول الأدوية كلها اذ انها تشعر انها قوية، طبعاً أسعدني ذلك كثيراً، ولكن لا اقدر ان اقول انها شفيت نهائياً لانها لا تزال تخضع للعلاج، ولكن بعد ثلاث جلسات اصبحت نشيطة وتقوم من فراشها، وتوقفت عن تناول المسكنات كلها فجأة وبكل راحة. وبالتالي اعالجها منذ شهرين ونصف الشهر، وطبعاً اخضعت لفحوصات الدم عند الدكتور فادي نصر، ولم ترد ان تستمر بالعلاج ولكنني قلت لها يجب ان تكمل العلاج، ومن جهته طلب الدكتور نصر منها ان تتابع الجلسات معي لأن نتيجة فحوصات الدم كانت جيدة وبدأت حالتها تتحسن. وهذه كانت اول حالة اهتم بها وهذا منحني فرحاً داخلياً لأنه بالنسبة لي مساعدة الناس اهم شيء في حياتي.

 

المفهوم الخاطىء عن التنويم المغناطيسي

وعن المفهوم الخاطىء للتنويم المغناطيسي تشرح <كاتي>:

- أود ان اوضح أمراً مهماً في هذا الخصوص، هناك تفكير خاطىء عن التنويم المغناطيسي اذ بالأساس ليست التسمية صحيحة، ففي الماضي كان الناس يخافون من ذلك لاسيما انهم كانوا يشاهدون عروضاً عن التنويم المغناطيسي على شاشة التلفزيون مثلاً كيف يُرفع الشخص من الأرض خلال التنويم المغناطيسي وما شابه... نحن نقدر ان نقوم بذلك ولكن هذه الأمور ليست من الطب، بمعنى انه من السهل القيام بذلك خلال عرض ما على شاشة التلفزيون، ولكن نحن لا نستعمل ذلك في الحالات التي نعالج فيها المرضى، فالأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية او جسدية او روحية نقوم بمعالجتهم بطريقة مختلفة، يعني نساعدهم

ليشعروا بارتياح واسترخاء وهم بكامل وعيهم، اي لا ينامون بل كل الوقت يتكلمون معنا، فما يحصل ان الجسم يكون في حالة استرخاء لكي نقدر ان ندخل الى عقلهم الباطني... بالنسبة الي فانني مقتنعة بأن كل المشاكل الجسدية او النفسية او العقلية او الروحية نحملها معنا منذ الصغر خصوصاً اننا نتأثر بالأهل كثيراً والأشخاص المحيطين بنا مثل الاخوة والأقارب والاصدقاء لتصل الى الناس والمجتمع ككل، وخلال المعالجة التي أدخل الى العقل الباطني لاخرجه من المشاكل التي كان يعيشها وهو صغير والتي أثرت فيه جسدياً وروحياً او عقلياً، من ثم ظهرت على الصعيد الجسدي مثلاً عدم التركيز او عدم القدرة على النوم، او انه مشوش او يعاني من <الفوبيا> من الأماكن المغلقة او العلو او الظلام وغير المشاكل الصحية التي نتحدث عنها الجسدية والعقلية، فعملي يتمحور أيضاً حول زيادة الوزن والامتناع عن التدخين، والتلعثم بالكلام لأن الشخص الذي يواجه مشكلة زيادة الوزن يعاني من مشاكل تدفعه لتناول الطعام بطريقة غير صحيحة، والتدخين وكل العادات السيئة تأتي من رواسب ومشاكل بدأت بسن صغيرة. وكما ذكرت اننا لا نستخدم كلمة التنويم المغناطيسي اذ اننا نستعمل هذا المصطلح <Relaxation and High state of suggestibility> اي حالة الاسترخاء، اذ يصبح الشخص بحالة يقدر ان يتقبّل الأمور بطريقة مختلفة عن حالة الوعي العادية من خلال عقله الباطني. وعادة تمتد الجلسة الى ساعة وأحياناً الى ساعتين ونصف الساعة... لدي سبع تقنيات اعمل بها والقوة التي املكها مختلفة عن الأشخاص الذين درسوا هذا الاختصاص، اذ أنعم ربي علي بهذه القدرة واليوم أدرس لأتعمق أكثر فأكثر... وأهم ما في الأمر احساسي الذي يجعلني ادير الجلسة حسب الشخص امامي وحسب الوضع الذي امر به لاستخدم الكلام ، والجلسة كلها عبارة عن

كلام لاعالجه من خلال احساسي وبالطرق التي اجدها مناسبة في تلك اللحظة لكي يخرج الشخص من الجلسة بنتيجة جيدة.

وتختم قائلة:

- الاهم ان يقبل الانسان شخصياً ان يخضع للعلاج، اذ لا أحد يجبره على القيام بذلك، من جهتي أوجّه الشخص فقط لكي يصل الى عقله الباطني والمشاكل التي يعاني منها فنقوم بمعالجتها، من ثم يتصالح مع نفسه، ويخرج من المشاكل التي يعاني منها بدون أوجاع، من ثم نمرّر الأفكار البديلة الجيدة ليشعر انه افضل، وعادة في اليوم الثاني من الجلسة يشعر وكأن ثقلاً كبيراً زال عن كتفيه. المشكلة التي نعاني منها في لبنان هي <Ego> او الغرور اذ كل الناس يقولون انهم لا يشكون من شيء، مع العلم انهم يعرفون انهم يعانون من شيء ولكن لا احد يعلن عن ذلك، اذ يفضّل ان يتحدث مع صديق له او جاره ليعالج نفسه بعيداً عن الأدوية، ولكن بالنهاية يأتون الينا لأنه لا شيء يُصلح بدون مساعدة. على الانسان ان يتخلص من الغرور، وان يتمتع بالتواضع والتسامح ليعيش بشكل أفضل وأجمل.

 

الكاتبة تانيا حاجي توما مهنا وشغفها بمساعدة الناس

 

وكان لـ<الأفكار> لقاء وحديث أيضاً مع الكتابة تانيا حاجي توما مهنا التي كانت تشعر منذ صغرها ان لديها حاسة سادسة، وبالرغم من مرور السنوات وامتهانها مهنة الصحافة والكتابة الا انها ظلت تشعر ان هناك نقصاً في حياتها، الى ان تغيرت حياتها كلياً بعدما تعلمت التنويم الايحائي وبدأت تساعد الآخرين اذ يمنحها ذلك الفرح والراحة. ونبدأ حوارنا عن سبب اختيارها لهذا الاختصاص بعدما ألفّت الكتب وكتبت في مجلات

عديدة وعملت لسنوات كمديرة دار نشر <تاميراس> فتقول:

- عندما كنت في المدرسة وأرى احد زملائي يبكي كنت أبكي معه، واذا عاقبت المعلمة احد التلاميذ كنت أتضامن معه. وبعدما تزوجت وأنجبت أولادي درست الأدب الفرنسي في جامعة القديس يوسف، وكنت أحب المطالعة كثيراً... عندما بدأت الحرب في لبنان كنت في الثامنة من عمري، ولا أزال أتذكر كيف غادرنا منزلنا في الحمراء فتركت بيتي ومدرستي ورفاقي في المدرسة، وأقمنا عند جدي في الجبل، وهناك لم يكن أصدقائي معي وكان لدى جدي الكثير من الكتب، فرحت أقرأ يومياً الكتب وباللغة الفرنسية، اذ ان أفراد أسرتي كانوا يتحدثون باللغة الفرنسية واليونانية لأن أهلي من أصول يونانية، ولكنني طبعاً اتكلم العربية ولكنني لا أقرأ باللغة العربية جيداً، وبعدما تزوجت درّست في المدرسة لمدة أربع سنوات، وقررت أنذاك ان أصبح صحافية، وبالفعل بدأت أكتب بالفرنسية لمجلات عدة في لبنان، اذ كنت أكتب تقريباً 15 موضوعاً في الشهر، وكتبت عن لبنان وتراث لبنان لأنني أحب بلدي كثيراً، وعندما قدم جدي وجدتي اليونانيان من تركيا الى لبنان شعرت انهما خلقا جذورهما بأيديهما في هذا الوطن، وانني متعلقة بلبنان ولم أغادر البلاد طوال الحرب علماً ان لدي الجنسية الفرنسية واليونانية. خلال عملي الصحفي توليت رئاسة التحرير في مجلات عدة، وعندها قررت انا وصديقتي ان نفتح دار نشر وأردنا ان نكتب للأولاد باللغة الفرنسية وأيضاً العربية، وأسسنا دار النشر <تاميراس> في العام 2003، ثم بعنا الدار في العام 2008 لأنه لم تكن لدينا الامكانيات المادية لتوسيعه فبعناه لمجموعة فرنسية لبنانية، وكنت مديرة دار النشر من العام 2008 لغاية العام 2017، وكنت في تلك الفترة أسافر كثيراًولكن كنت أشعر انني اريد ان افعل شيئاً للناس، وكل سنة كنت أتعلم شيئاً، فمثلاً تعلمت شخصية الانسان من خلال الوجه، و<Reiki> وأموراً عديدة.

وعن دراستها <Mediation> تقول:

- في السنوات الأربع الأخيرة بالرغم من انني كنت انشر الكتب وأسافر كثيراً شعرت انني اريد ان اقوم بعمل خاص بي، فدرست <Mediation> في جامعة القديس يوسف اي تحليل المشاكل على الصعيد السياسي والثقافي والعمل، وبعد هذه الدراسة يصبح الشخص <Mediator>  اي يقوم بحل المشاكل مثلاً بين الثنائي او حتى بين بلدين، وأكملت في هذا المجال. وكنت أشعر بأنني سعيدة اذ كان كل شيء من حولي يسير بشكل جيد. فدار النشر أصبح معروفاً أكثر، وكنت أسافر كثيراً، وأولادي أصبحوا كباراً، وبالرغم من كل ذلك قلت ان هناك شيئاً ناقصاً في حياتي، وأدركت لاحقاً انه اذا لم اساعد الناس، واذا لم ألجأ الى الطبيعة لأستمد منها الطاقة سواء من الشمس او القمر سيظل ينقصني شيء، وهكذا رحت أتعلم عن الطاقة حتى اساعد الناس على أساس علمي. ولهذا لجأت الى معالجة نفسية وخضعت لجلسة <Hypnosis> والتي ساعدتني كثيراً، لأنني بدأت أحصل على الأجوبة التي كنت أطرحها على نفسي، وقررت ان ادرس هذا الاختصاص العام الماضي. وقبل ذلك كنت في <باريس> أشارك في معرض الكتاب وعندما عدت الى الفندق شعرت بأن هناك شيئاً ناقصاً في حياتي، وعندها قررت أخذ دروس في <Hypnosis>.

وعن مفهوم الناس للتنويم الايحائي تقول:

- التنويم الايحائي ليس عدائياً كما يظن البعض، على العكس فالناس يخافون من الفكرة ويظنون انهم سيفقدون الوعي أثناء الجلسة، ولكن هذا غير صحيح، لأن الشخص الذي يخضع للجلسة لا ينام كما يظن البعض، ولا يفقد السيطرة على نفسه، للأسف بقيت صورة التنويم المغناطيسي عالقة في أذهان الناس بسبب ما كانوا يشاهدونه من عروض عن التنويم المغناطيسي على شاشة التلفزة، وللتنويم المغناطيسي درجات: من 1 الى 6، ونحن أثناء الجلسة نستعمل أول درجة وثاني درجة، ولا نستعمل رابع او خامس درجة، التي يستعملها الطب، وهذا ما أحببته بالعلاج لأنه سريع وقوي اذ خلال ساعة او ساعة ونصف الساعة يجد الشخص الأجوبة التي يطرحها على نفسه، فنحن نقوم بتوجيه الشخص فقط بينما الشخص يكمل العمل بنفسه. وأحياناً نعيد الشخص الى أيام الطفولة فمثلاً نسأله عن زميله الذي كان يجلس بجانبه على مقاعد الدراسة فيتذكر أيام المدرسة، وغيرها من الأمثلة التي نقدر ان نعيد الشخص الى الماضي. لقد أحببت هذا المجال وتعلمت كثيراً، اذ نلت العديد من الشهادات من مراكز في لبنان والخارج، كما تعلمت <Reiki>.

 

تغيّرت حياتي

ــ وكيف تغيّرت حياتك؟

- توصلت الى مرحلة أردت فيها ان أغيّر حياتي وهذا ما قمت به، فقد قرأت الكثير في هذا المجال، وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 استقلت من دار النشر، لكي أقوم بالأبحاث عن التنويم المغناطيسي فقط، وان يكون لدي أشخاص اساعدهم، مع العلم انني لم انشر اي اعلان لانني أشعر انني اريد ان اتعلم اكثر، ولكن اليوم يقصدني أناس واساعدهم. ومنهم من يأتي الي بعدما جرّب العديد من العلاجات، ومثلاً الدبلوم الذي نلته هو عن التدخين، لأنني كنت بالأساس أدخن على مدى ثلاثين سنة والآن قررت ان اتوقف عن التدخين لأتحدى نفسي، وعملت كل الدراسة عن التدخين اي اعرف بالتحديد كيف سأتحدث مع الشخص ليتوقف عن التدخين.

ــ وبأي الحالات تستعملين التنويم الايحائي؟

- نستعمل التنويم المغناطيسي على كثير من الحالات، فمثلاً اذا اراد الشخص ان يقلع عن التدخين كما ذكرت، واذا كان الشخص يأكل كثيراً، ومن خلال التنويم المغناطيسي نساعده لمعرفة سبب قيامه بذلك، وايضاً في حالة التوتر و<الفوبيا> من المصعد الكهربائي او من العلو او من الحيوانات، فمثلاً لا يقدر الشخص ان يدخل الى منزل فيه هر او كلب او الخوف من الطائرة وغيرها من المخاوف التي يشعر بها الشخص. والشخص الذي يأتي الي عليه ان يرغب بالعلاج وان يثق بي، وبالنسبة لي أشعر ان التنويم المغناطيسي غيّر حياتي، كنت كاتبة ولدي مؤلفات عن لبنان والتقاليد وباللغة الفرنسية والانكليزية، والآن لا أزال اكتب ولكن قليلاً لأنني أهتم بالأبحاث، ومنذ ان بدأت ادرس واعمل في هذا المجال أصبحت حياتي هادئة وأشعر بسلام واساعد نفسي كثيراً وأجلس في الطبيعة والغابات وأمشي على الرمال وغيرها من الأمور التي استمد منها الطاقة. والآن أدرس اكثر عن التنويم المغناطيسي، اذ اعتبر ان أجمل كتاب أقرأه هو عن هذا الموضوع. طبعاً العلاج بواسطة التنويم المغناطيسي ليس جديداً اذ لطالما لجأ الانسان الى هذه الطريقة منذ قرون عدة إذ استخدمت منذ 16 قرناً. واليوم أكثر

ما يستخدمونها في الولايات المتحدة الأميركية، وفي السنوات الأخيرة اصبحت تستخدم في العديد من الدول لمساعدة الناس.

وتتابع:

- قبل ان يأتي الشخص الي اتمّعن بحالته كثيراً، وفي الوقت نفسه لا اغيب عن عائلتي وأقضي وقتي مع أولادي في لبنان اكثر من السابق، اذ قبل بضع سنوات كنت أقضي وقتي بالطائرة اسافر كثيراً ضمن نطاق عملي في دار النشر والكتابة. انا بطبعي لدي حشرية واحب ان اقوم بأمور جديدة، واظل اتعلم واتعمق واتحدى نفسي. اسافر كل سنة الى الهند اذ احب تلك البلاد لان هناك احتراماً كبيراً للطبيعة وهذا مفيد لصحة الانسان كثيراً، وكل الأدوية التي يصنعونها في الهند هي من الأعشاب، كما يلجأون في الهند الى استخدام المكونات الطبيعية لـ<ماسك> الوجه، بالنسبة الي طلبت أثناء وجودي في الهند ان اضع <ماسك> لوجهي وذلك على مدى اسبوع، وبالفعل كان الأمر مفيداً جداً اذ وضعوا لي <ماسك> مكوناً من ماء الورد مع الموز لمدة ربع ساعة، وفي اليوم الثاني وضعوا ماء الورد مع المانغا، وفي يوم آخر استخدموا الخيار وهكذا دواليك. كما تعلمت في الهند ان اشرب مياهاً فاترة لأنها صحية أكثر، اذ يُنصح في الهند ألا يشرب الشخص مياهاً باردة، وفي كل صباح أعصر نصف حامضة مع الماء وأشربها، مع العلم ان الناس يظنون ان الحامض آسيد ويضايق المعدة وما شابه، ولكن هذا غير صحيح، كما يستعلمون في الهند كثيراً نبتة <الألوفيرا> وهي متوافرة في لبنان وهي مفيدة ايضاً، بالتالي تجدين في الهند طرقاً علاجية عديدة لجسم الانسان والرأس.

وتختم قائلة:

- هذا الجيل يشعر بالتعب والارهاق لأن الحياة أصبحت صعبة كثيراً، اذ هناك قلق وتوتر وهذا ما المسه عندما يقصدني أشخاص ومن اعمار مختلفة في العشرينات والثلاثينات والخمسينات والستينات، وطبعاً لا ننسى أن ما نأكله اليوم ليس صحياً. للأسف حتى لو حاول الشخص ان يسترخي فلن يجد الراحة اذ لمجرد ان يلقي نظرة على وسائل التواصل الاجتماعي سيجد الكثير من المآسي والأخبار المحزنة مما يجعله يشعر بالقلق والتوتر. الانسان في يومنا هذا يفكر كثيراً ويظل باله مشغولاً، من هنا يجب ان يجلس الانسان مع نفسه، وان يلجأ الى التنويم المغناطيسي ليتخلص من الهموم والتوتر. بالنسبة للأشخاص الذين يقضون ساعات في مكاتبهم وأعمالهم يستطيعون ان يساعدوا انفسهم من خلال التنفس، واذا استطاعوا ان يتأملوا لمدة خمس او عشر دقائق في اليوم سيساعدهم ذلك أيضاً، او ان يزاولوا الرياضة او <اليوغا> للتخلص من التوتر الذي يؤثر على صحتهم ونشاطهم.