تفاصيل الخبر

العجز الجنسي يصيب النساء مثلما يصيب الرجال وإليكم الأسباب..  

31/12/2015
العجز الجنسي يصيب النساء مثلما  يصيب الرجال وإليكم الأسباب..   

العجز الجنسي يصيب النساء مثلما يصيب الرجال وإليكم الأسباب..  

 

بقلم وردية بطرس

 

الدكتور-رائف-رضا

يحدث العجز الجنسي عند الرجل عندما يجد صعوبة في الوصول الى الانتصاب او الحفاظ عليه. ويُعرف العجز الجنسي أيضاً بـ<الفشل الوظيفي للانتصاب>. وتبين الدراسات الحديثة ان العجز الجنسي هو مشكلة أكثر شيوعاً بكثير مما نعتقد حيث يعاني العديد من الرجال من صعوبة في الانتصاب، وإن ثلثي الرجال يُصابون بعدم الانتصاب في وقت معين في حياتهم. واليوم أثبتت الدراسات الحديثة اعتقاد الناس الخاطئ حول سبل حدوث العجز الجنسي عند الرجال، إذ بينما كان يُعتقد ان المشاكل النفسية هي السبب الرئيسي، أظهرت الدراسات وجود عوامل طبية مثل ضعف تدفق الدم، وتلف الاعصاب والآثار الجانبية للأدوية، وهي تلعب دوراً مهماً في معظم حالات العجز الجنسي.

أما العجز الجنسي عند النساء فهي مشكلة لا تحظى بالاهتمام الذي تحظى به مشكلة العجز الجنسي عند الرجال. وقد يعود السبب الى سهولة تشخيص العجز الجنسي عند الرجال مثل ضعف الانتصاب والقذف المبكر، فيما الضعف الجنسي عند النساء أقل وضوحاً حيث لا توجد هناك عوارض طبيعية واضحة، كما ان الاثارة الجنسية عند النساء هي أكثر تعقيداً من الاثارة الجنسية عند الرجال.

 

البروفيسور رضا وأسباب بالجملة

فما هي الأسباب التي تؤدي لحدوث العجز الجنسي عند الرجل والمرأة؟ وكيف يُعالج؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على البروفيسور الدكتور رائف خليل رضا اختصاصي جراحة المسالك البولية والعجز الجنسي والعقم، وسألناه بداية:

ــ ما هو العجز الجنسي عند الرجل؟

- العجز الجنسي هو عدم القدرة على القيام بعلاقة جنسية سليمة لأسباب متعددة، منها العضوي ومنها النفسي، ويصيب العجز الجنسي 20 بالمئة من المجتمع الذكوري العالمي. ويحصل الانتصاب بعد اثارة جنسية اذ يزداد ضخ الدم الشرياني في العضو الذكري بعد استرخاء العضلات الملساء للأجسام التي تحدث انغلاقاً في الدم الوريدي لها، وبنتيجته يكون الانتصاب. مع التركيز على ان عملية الانتصاب هي متكاملة من حيث الدم والأعصاب والهرمونات الجنسية والوضعية النفسية، وان اي خلل في هذا التكامل الطبقي يحدث عجزاً جنسياً.

ــ وما هي أسباب العجز الجنسي؟

- للعجز الجنسي أسباب عضوية وأخرى نفسية. بالنسبة للأسباب العضوية: أولاً نذكر من بين الأسباب العصبية: مرض <باركنسون>، التصلب اللويحي، متلازمة ذيل الحصان، العصبي السكري، أمراض الديسك.. وللأهمية سنفصّل معنى متلازمة ذيل الحصان ومرض العصبي السكري. ان متلازمة ذيل الحصان تأتي نتيجة <ديسك> بليغ في العمود الفقري او نتيجة أورام او أكياس عصبية حميدة في المنطقة السفلى للعمود الفقري التي تكون من الناحية التشريجية على شكل ذنب الحصان، وبهذا تُصاب الخلايا العصبية الخارجية لهذه المنطقة من العمود الفقري وتمتد الاضطرابات العصبية لتكون مسؤولة عن عجز جنسي بالغ، وبالتالي قد تؤدي الى عقم في بعض الحالات. وان مرض السكري يؤثر على الشرايين بشكل عام، وخصوصاً الشرايين الصغيرة وخاصة شرايين العضو الذكري ويؤدي بالتالي الى اعتلال عصبي ــ سكري ويطاول خصوصاً الجهاز العصبي النباتي فيحدث عجزاً جنسياً وعقماً.

ثانياً الأسباب الدموية ومنها أمراض القلب والشرايين وخصوصاً تصلب الشرايين وتسرب أوردة العضو الجنسي. ويحدث تسرب الدم عادة عند الشباب ما بين سن الـ30 والـ40 سنة على العموم، ويشكل قصور الدم الوريدي مع ضعف عضلة الانتصاب عجزاً جنسياً سببه رجوع الدم من العضو الى داخل البطن بعكس عملية الانتصاب الطبيعي، ويرجع السبب الى عوامل خلقية وعوامل اكتسابية، وفي كلتي الحالتين يتعرض الوريد العضوي العميق للأذى، ويحتاج المريض للمعاينة الدقيقة وطلب فحوصات شعاعية بعد اعطاء مادة في العضو.

ويتابع البروفيسور خليل رضا:

- ثالثاً أسباب استقلابية ــ هرمونية ومنها افراط الهرمون الحليبي، زيادة هرمون النمو، انخفاض الهرمون الذكري (التستسترون)، انخفاض الهرمونات القندية، مرض السكري الذي يؤدي الى عجز جنسي بنسبة 30 بالمئة قبل سن الثلاثين، و50 بالمئة بعد سن الخمسين، و70 بالمئة بعد سن السبعين، وقصور الغدة الدرقية، وأمراض الكلى وخصوصاً قصور الكلية المزمن الذي يتسبب في ارتفاع بالهرمون الحليبي مع انخفاض الهرمون الذكري، وارتفاع دهنيات الدم، وغيرها...

رابعاً أسباب تعود الى تشوهات خلقية أم اكتسابية: انحراف العضو، القسوح، مرض <بيروني>. أما أسباب القسوح فهي أولاً: ميكانيكية: تؤدي الى توقف موضعي لرجوع الدم الوريدي. أسباب دموية: اللوكيما، مرض الكريات المنجلية، كثرة الحمر البدئية، التهاب الوريد الخثاري. وأسباب سرطانية: سرطان العضو الذكري، نقائل (انتشار السرطان) الجهاز البولي او الهضمي. والحوادث: حوادث الدراجات الهوائية. وثانياً عصبية: صدمات على الجمجمة، أورام الدماغ والمخيخ، صدمات على العمود الفقري، التصلب الطبقي. ثالثاً: اثارة انعكاس الانتصاب: التهاب المجرى البولي، التهاب <البروستات>، حصى المثانة، ضيق المجرى، أجسام خارجية في المجرى. رابعاً: انتصاب تسممي: جراء بعض الأدوية النفسية وغيرها، الكحول، بعض أدوية البنج، الأدوية التي تزرف داخل العضو الذكري، وبعض أدوية العجز الجنسي.

وعن أسباب مرض <بيروني> يشرح البروفيسور رضا:

- يتحد هذا المرض مع بعض الأمراض وأحياناً يتداخل معها نذكر: التهاب داء المفاصل، ارتفاع الضغط الشرياني، نقص فيتامين <E> والمناعة الذاتية، وداء السكري وسواها...

خامساً: أسباب جراحية: زرع الكلى، جراحة الشرايين في البطن، وجراحة المسالك البولية: استئصال سرطان <البروستات>، وسرطان الخصية وغيرها...

سادساً: الأدوية: بعض أدوية القلب، وأدوية الضغط، وأدوية الصرع، والعلاج الكيميائي، وأدوية قرحة المعدة، وأدوية دهنيات الدم، ومدرات البول.

سابعاً أسباب أخرى مثل التدخين، والمخدرات، والكحول.

ــ وماذا عن الأسباب النفسية؟

- الأسباب النفسية تتمثل في: القلق، الكآبة، الاحباط، العصاب، الهيستيريا، انفصام الشخصية، الحزن، وغيرها من ظروف اقتصادية ومعيشية.

ثم استدرك قائلاً:

- ولكن يجب التمييز بين العجز الجنسي والعضوي من ناحية ظهور المرض، فعلى الصعيد العضوي يحدث تدريجياً، أما على الصعيد النفسي فيحدث بشكل فجائي. اما المعطيات من الناحية العضوية فهي: مشاكل بولية، وعصبية، ودموية، وهرمونية، وغيرها، بينما من الناحية النفسية فهي: انحطاط، قلق وغيرها، والفحوصات الهرمونية على الصعيد العضوي تكون غير طبيعية بينما على الصعيد النفسي تكون طبيعية.

ــ وما هو العلاج وتحديداً العلاج العضوي؟

- يختلف العلاج العضوي يختلف باختلاف الحالة والسبب الكامن وراء العجز، ويمكننا السيطرة على الحالة اذا تمكنا من تشخيص المرض المسبب او علـــى الأقـــل اعطاء علاج متزامن لسبب المرض والعجز الجنسي.

السكري و<الأنسولين>

ثم أردف:

- اما مرض السكري فهو نوعان منه ما يتعلق بـ<الأنسولين> ومنه ما لا يتعلق بـ<الأنسولين>. وعلى العموم ان مرض السكري بنوعيه يسبب عجزاً جنسياً واضحاً، ويكون المريض بحاجة الى حقن بالأبر داخل الأجسام لمواد منشطة للشرايين تعمل على ارتخاء العضلات الملساء للأجسام وتمدد الشرايين الصغيرة بحيث تمنع رجوع الدم الوريدي وتساعد في حدوث الانتصاب.

ــ والقسوح؟

- يمكن علاج القسوح أولاً: بالانتصاب الوريدي: سحب الدم من الأجسام مع المراقبة خلال 24 ساعة. ثانياً: بالانتصاب الشرياني أي اجراء ثقب في العضو. وبالنسبة لمرض البيروني فالعلاج الطبي يكون عبر هرمون الغدة الدرقية، وفيتامين <E>، والاشعاع العلاجي، العلاج بواسطة <انترفيرون> والعلاج الجراحي عبر ازالة التكلس اذا أمكن.

ويتابع:

- فرط الهرمون الحليبي: وهو يعالج باعطاء دواء لمدة شهر الى شهرين على شكل حبات عبر الفم، وهذا الدواء له عيار 2,5 ملغ يُعطى تدريجياً نظراً لما يرافقه من غثيان شديد في بعض الحالات، وهو يُعطى بمعدل حبتين يومياً، وعلينا مراقبة نسبته بعد العلاج، كما نلجأ الى الجراحة في بعض الحالات التي لا تتجاوب مع العلاج الطبي، وفي بعض المواقع نعمد الى العلاج الشعاعي.

ويكمل البروفيسور رضا:

- انخفاض الهرمون الذكري: خصوصاً في علاج الرجل الأسن الذي يترافق مع هبوط معدل <التستسترون> بعد سن الستين وهو يسبب عجزاً جنسياً ويمكن علاجه عبر اعطاء الهرمونات الجنسية تنشيط <التستسترون> على شكل حبوب عبر الفم وابر بالعضل، ويمكن وصف المراهم الحاوية لـ<التستسترون>. ان هذا العلاج يجب ان لا يُعطى الا بعد التأكد من فحوصات مؤشر <البروستات>، وبعد معاينة <البروستات> للتأكد من سلامة <البروستات>، وفي حال سلامتها يوصف العلاج التعويضي لـ<التستسترون> مع مراقبة دورية لفحص <التستسترون> في الدم.

علاج القصور القندي: العلاج بمادة <التستسترون> فعال في هذه الحالة. واذا كان هنالك من فشل في هذا العلاج نلجأ الى اعطاء ابر عيار 5000 وحدة عالمية اسبوعياً بالعضل مع اعطاء ابرة عيار 75 وحدة عالمية مرتين اسبوعياً، او اعطاء مضخة في حال اصابة الغدة الملكية. وفي حال وجود متلازمة <كالامان> الذي يصيب الجنسين، فإن العلاج يتم بواسطة الابر، أما علاج مشاكل الغدد الصماء الأخرى: قصور الغدة الدرقية، افراط هرمون النمو، فان علاج السبب والتعاطي مع المرض الأصيل يحسن الأداء.

علاج المشاكل العصبية:

- يتم العلاج حسب كل سبب، إذ علينا ان نوازن السكري مع نظام غذائي خاص به في حال السكري العصبي مقرونة بفيتامينات <ب> التي هي  مفيدة في هذه الحالة، وفي حال الكحول العصبي يتوجب الاقلاع عن الكحول واعطاء فيتامين <ب> وعلاج الديسك اذا وُجد.

وفي حال متلازمة ذيل الحصان يجب ازالة الأسباب المؤدية لهذه المتلازمة التي منها عملية الديسك او الأورام. أما في حالة أمراض القلب والشرايين فالأفضل مراجعة الاختصاصي في هذا المجال.

ــ وماذا عن العلاج الجنسي؟

- يجب معرفة السبب النفسي، ويُعتبر العلاج الجنسي مهماً في بعض الحالات، خصوصاً وانه يتطلب افهام الزوجة بطرق التعاطي مع الزوج، كذلك التركيز على نقاط الضعف المسببة للمشكلة، وهي على شكل تمارين خاصة تُستعمل في كثير من المدارس الأوروبية والأميركية. وبما يتعلق بالعلاج العضوي والنفسي، فعلينا معرفة السبب العضوي للعلاج، كذلك الوضع النفسي، فيكون العلاج بالاثنين معاً في بعض الحالات.

وعموماً ينصح أولاً بعلاج غير خاص: حذف المواد السامة مثل الدخان الذي يسبب أذى دموياً في الأوعية الدموية الجانبية، والكحول اذ تتسبب بخلل هرموني وخصوصاً الهرمون الذكري وبالتالي تضعف الرغبة الجنسية، والمخدرات التي تؤثر على الهرمون الحليبي وبالتالي تحدث ضعفاً وعجزاً جنسياً. ثانياً حذف العوامل الجراحية والطبية المسببة اذا امكن. ثالثاً: حذف الأدوية المسببة اذا أمكن. رابعاً: تناول الأدوية المفيدة حسب الحالة عبر الفم او عن طريق الجلد.

 

عند المرأة أيضاً

العجز الجنسي

ــ وماذا عن العجز الجنسي عند المرأة؟ والأسباب التي تؤدي لذلك؟

- ان العجز الجنسي عند المرأة هو عبارة عن خلل في العلاقة الجنسية للمرأة مع شريكها الزوجي، وتشكل هذه الحالة حوالى 40 بالمئة عند النساء بعد سن الستين، وله أسباب كثيرة. وأسباب العجز عند المرأة هي متعددة ويمكن ان تكون مشتركة في بعض الحالات بين الرجل والمرأة. ونستطيع تقسيمها الى ثلاثة أنواع: عضوية، نفسية والاثنان معاً، وسنحاول ان نتطرق الى أكثر الحالات شيوعاً التي منها: البرودة الجنسية، تشنج الرحم، الأوجاع الجنسية، عدم الرغبة الجنسية، وسنوضح بعض الأسباب العضوية والنفسية. أولاً الأسباب العضوية: الاعاقة الجسدية، شلل الأطراف، الأمراض العصبية التي منها التصلب اللويحي وغيرها، بعض أعمال الجراحة النسائية، الاضطرابات الهرمونية: انخفاض الهرمونات القندية، الأمراض المتصلة جنسياً، المخدرات، الكحول، زيادة نسبة الهرمون الحليبي، وغيرها...

وختم قائلاً:

أما الأسباب النفسية فهي: القلق، الاكتئاب، الاحباط، العصاب، الهستيريا، الحزن، انفصام الشخصية، الجهل الجنسي، الظروف الاقتصادية والاجتماعية، تعرض سابق للاغتصاب، زنى المحارم، العقد النفسية، التوتر النفسي، كره الزواج، عدم التوافق الزوجي، الانحرافات الجنسية، ميول التحول الى الجنس المعاكس، وغيرها.