تفاصيل الخبر

العائلة و«الكتلة الشعبية» بايعتا مريام سكاف لعدم السماح للخصوم ب«مصادرة قرار الزحليين»!

11/12/2015
العائلة و«الكتلة الشعبية» بايعتا مريام سكاف  لعدم السماح للخصوم ب«مصادرة قرار الزحليين»!

العائلة و«الكتلة الشعبية» بايعتا مريام سكاف لعدم السماح للخصوم ب«مصادرة قرار الزحليين»!

 

Myriam-Skaff-Lقبل أن تحيي عائلة الزعيم الزحلاوي الراحل الياس سكاف ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاته، بدا واضحاً من خلال سلسلة معطيات ومؤشرات أن وراثة زعامة <الآدمي> لن تكون سهلة على أرملته السيدة ميريام طوق سكاف عملياً، وإن كان الراحل أوصى آل سكاف بأن تحمل <ميريام> المشعل من بعده في زعامة العائلة ورئاسة <الكتلة الشعبية> التي كان أنشأها والده المرحوم جوزف سكاف وتزعّم من خلالها طائفة الروم الكاثوليك عموماً، وزحلة والبقاع خصوصاً. إلا أن المفاجأة ان التنافس على وراثة الإرث السياسي للزعيم الراحل، لم يأتِ من العائلة التي تضامنت وتكاتفت لتنفيذ رغبته، لا بل وصيته في الوقوف الى جانب أرملته من بعده، بل من شخصيات كاثوليكية زحلاوية تعتقد أنها قادرة على أن تضطلع بالمسؤوليات السياسية التي تؤهلها للحلول مكان الزعيم الراحل، من دون أن تدري أن في ما بعض ما قامت به من تصرّفات وما أطلقته من مواقف زاد في التفاف العائلة حول <ابنة جبران بك طوق>، الزعيم البشراوي الذي اختار الابتعاد نسبياً عن المسرح السياسي المباشر ليعمل وراء الكواليس في انتظار ساعة الصفر.

 

كاثوليكية ميريام سكاف

 

ولعلّ ما زاد في قناعة هذه الشخصيات - أو بعضها على الأقل - بإمكانية <التسلل> الى ملعب <ايلي بك> بعد رحيله، بعض الإيحاءات التي روّجها <مستفيدون> من الفتور الذي نشأ بين الزعيم الراحل وراعي أبرشية زحلة والفرزل للروم الكاثوليك المطران عصام درويش والذي لم ينحسر بشكل نهائي على رغم غياب سكاف وانتقاله الى دنيا البقاء. وثمة روايات كثيرة حول ما كان يحصل من <ذبذبات> بين المطران درويش والزعيم الراحل لأسباب مختلفة، ما زاد الهوّة اتساعاً بين الرجلين الى حد المقاطعة الكلية حيناً والتواصل المتقطع أحياناً. وأتى الإجراء الذي اتخذته بلدية زحلة المعلقة (التي تنتسب سياسياً الى الراحل) بوقف أعمال حفريات وردميات كان يقوم بها المطران درويش في أراضٍ تملكها الأبرشية، على خلفية عدم وجود موافقة على هذه الأشغال، لتزيد الطين بلّة بحيث قبل أن تحلّ ذكرى الأربعين كانت العلاقة المتوترة بين المطران والراحل الياس سكاف تنتقل الى أرملته التي شكت من <مضايقات> تعرّضت لها من المطران، من بينها عدم موافقته على تبديل مذهبها من مارونية الى كاثوليكية وتذرّعه بالرغبة في <استشارة> المراجع الروحية المختصة. لكن الذين اطلعوا على أبعاد هذا الخلاف اعتبروا أن المسألة ليست <مسألة رمانة، بل قلوب مليانة>، وأن أوان تصفية الحسابات قد حلّ والذي تُرجم بعدم ترؤس المطران درويش الصلاة في جنّاز الأربعين وغيابه عن الكنيسة بحجة عدم دعوته الى المشاركة!

زيارة السفارة السورية... ومضاعفاتها

وثمة من يعتبر من المطلعين والمتابعين، أن الزيارة التي قام بها المطران درويش مع شخصيات زحلية لدارة السفير السوري علي عبد الكريم علي في اليرزة، بعيد الوفاة وما قيل عن حديث حول <خلافة زعامة الياس بك> في زحلة والبقاع، كانت بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير والتي استخدمها خصوم المطران كدليل على سعيه الى <تفصيل> قياس الزعامة الكاثوليكية الزحلية على قياس شخص آخر غير أرملة الراحل، ما أحدث ردة فعل متضامنة مع <الست ميريام> التي وجدت مع العائلة أن موعد جناز الأربعين هو النقطة الفاصلة بين مرحلة ما قبل وفاة الياس سكاف، ومرحلة ما بعد وفاته فأكدت العائلة مبايعتها لها زعيمة وخليفة للزعيم الراحل، فيما انتخبتها <الكتلة الشعبية> في زحلة رئيسة لها خلفاً لزوجها الرئيس الراحل، وسرعان ما أطلقت السيدة سكاف مواقف التزمت فيها <السقف العالي> لاسيما في مقاربة محاولات <وضع اليد> على القرار الزحلي، فردّدت ما كان يقوله زوجها بأن <زحلة حيطها مش واطي>، ودعت الذين <يحاولون تجاوز السياج> الى التنبّه <لأن خلف السياج شعباً يدافع عن أرضه وكرامته، ولن نسمح بمصادرة قراره وعدم تمثيله، زحلة للجميع وبيت ايلي سكاف المفتوح دائماً يستمد قوته من أهل زحلة الطيبين، ونودّ أن يطمئن الجميع الى أن في حوزتنا مخزوناً لن ينفذ وقادراً على جمع خيوط كل أطياف الوطن>.

ومع هذه المبايعة وما قيل خلال القدّاس وبعده، وما يتردّد بعيداً عن الإعلام، فإن مصادر زحلاوية متابعة تعتبر أن الخلاف بين المطران درويش من جهة، وعائلة سكاف من جهة ثانية، تكرّس بشكل نهائي ما لم يدخل <رعاة المصالحة> بقوّة الى الخلاف بين الجانبين ويعملون على إعادة المياه الى مجاريها، وإن كان ثمة من يقول إن هذه الخطوة تبدو صعبة في الوقت الحاضر على الأقل، وهي تحتاج الى بعض <المهدئات> السياسية والمعنوية. وثمة من يقول إن المسألة كاثوليكية - كاثوليكية، ويمكن حلها حبياً، في وقت تتحدّث مصادر معلومات عن أن صراع النفوذ داخل المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك هو الذي يقف وراء كل ما يجري منذ دخول الراحل سكاف في حالة الغيبوبة خلال وجوده في المستشفى. وقد حرص الوزير ميشال  فرعون الذي دارت حوله <شبهات> تسريب صورة اللقاء في السفارة السورية في اليرزة، على التأكيد بأن ما يعمل له هو وحدة الطائفة، ولن يكون سبباً لتشرذمها وابتعاد قياداتها بعضهم عن البعض الآخر، وهو نفى أن يكون قد <شجّع> ميشال سكاف ابن عم الراحل على المطالبة بالزعامة خلفاً للراحل لقطع الطريق على أرملته.

في أي حال، ثمة من يؤكد أن حزب <الكتلة الشعبية> بعد غياب رئيسه ايلي سكاف، لن يكون كما كان خلال وجوده في موقع المسؤولية الحزبية والزحلية، وان ارملته وخليفته في الزعامة مدعوّة الى اعتماد قراءة هادئة وموضوعية لـ<الحساسيات> الزحلية عموماً، والكاثوليكية خصوصاً، وهي باتت ملمّة بها واكتسبت خبرة من زوجها الراحل ووالدها جبران طوق!