تفاصيل الخبر

الاعتلال العصبي يحدث نتيجة للتلف الذي يصيب الأعصاب خارج الدماغ والحبل النخاعي

04/10/2019
الاعتلال العصبي يحدث نتيجة للتلف الذي يصيب الأعصاب خارج الدماغ والحبل النخاعي

الاعتلال العصبي يحدث نتيجة للتلف الذي يصيب الأعصاب خارج الدماغ والحبل النخاعي

  

 

الدكتورة نانسي معلوف: من أسباب الاصابة بالاختلال العصبي مرض السكري ونقص الفيتامينات وأهمها فيتامين ”ب12“!

 

 

بقلم وردية بطرس

الاعتلال العصبي هو مصطلح يعود الى الأمراض او الاضطرابات العامة في الأعصاب حيث يمكن للأعصاب في اي مكان في الجسم ان تتعرض للضرر نتيجة مرض أو أذية ما. ويتم تصنيف الاعتلال العصبي عادة تبعاً لنوع او أماكن الأعصاب المصابة، كما يمكن ان يصنف تبعاً للمرض الذي يسببه على سبيل المثال تأثير مرض السكري على العصبية اذ تُسمى بالاعتلال العصبي السكري. ويحدث الاعتلال العصبي عندما يؤدي تلف الأعصاب الطرفية الى اعاقة وظيفة الجهاز العصبي المركزي او من الدماغ والنخاع الشوكي الى بقية أنحاء الجسم. احصائياً يصيب الاعتلال العصبي حوالى 8 بالمئة من الأشخاص بسن فوق 55 سنة.

الاعتلال العصبي هو نتيجة للتلف الذي يُصيب الأعصاب خارج الدماغ والحبل النخاعي وغالباً ما يتسبب في الضعف والخدر والألم، عادة في اليدين والقدمين. يمكن ان يؤثر أيضاً على مناطق أخرى من الجسم. يُرسل الجهاز العصبي المحيطي معلومات من الدماغ والحبل النخاعي (الجهاز العصبي المركزي) الى بقية الجسم. تُرسل الأعصاب أيضاً معلومات حسية الى الجهاز العصبي المركزي. يمكن ان ينتج اعتلال الأعصاب عن الاصابات المؤلمة والالتهابات ومشاكل التمثيل الغذائي والأسباب الموروثة والتعرض للسموم. أحد أكثر الأسباب شيوعاً هو مرض السكري. ويصف الأشخاص الذين لديهم الاعتلال العصبي الألم بأنه طعن او حرق او وخز. في كثير من الحالات تتحسن العوارض خصوصاً اذا كان سببها حالة يمكن علاجها. ويمكن ان تقلّل الأدوية من آلام الاعتلال العصبي... ان العصب عبارة عن حزمة من شعيرات عصبية دقيقة مرتبطة عبر المحاور العصبية، وهي مسؤولة عن نقل الاشارات من الأعضاء المختلفة الى الجهاز العصبي المركزي، فيما تقوم الأعصاب المصدرة بنقل الاشارات من الجهاز العصبي المركزي الى العضلات والغدد المختلفة. وتتكون الشعيرات العصبية التي تشكل الأعصاب من محاور الخلايا العصبية، بينما يكون جسم الخلية العصبية نفسه موجوداً داخل الجهاز العصبي المركزي او في تجمعات عصبية تعرف بالعقد العصبية، أما مجموعة الأعصاب في الكائن الحي فهي تشكل الجهاز العصبي الفرعي. وتعتبر الأعصاب الجهاز الناقل للسيالة العصبية باتجاهين: من الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي) الى جميع أنسجة الجسم، ومن هذه الأنسجة جميعاً الى الجهاز العصبي المركزي. ينقل العصب المعلومات بشكل دفعات كهروكيميائية تحملها العصبونات المنفردة التي تشكل العصب نفسه. هذه الدفعات سريعة جداً تصل سرعتها الى 120 متراً في الثانية، ويتم تحويلها من اشارة كهربائية الى اشارة كيميائية ثم الى اشارة كهربائية مرة أخرى. ويمكن تقسيم الأعصاب الى نوعين بناء على وظيفتها: الأعصاب الحسية التي تنقل المعلومات من الأعضاء الحسية الى مستقبلاتها في الجهاز العصبي المركزي حيث تتم معالجة الاشارات. الأعصاب الحركية التي تنقل الاشارات من الجهاز العصبي المركزي الى العضلات. وتكمن المشكلة في ان كل مصاب بالم الاعتلال العصبي يواجه عوارض مختلفة، وهو ما يعني الألم، الحكة او التخدر الذي يصيب اليدين والقدمين ويحتد عادة خلال الليل. وممكن للألم ان يظهر ويختفي على فترات ولكن المرضى يشكون دائماً من ان الألم يصبح غير محتمل خلال الليل. ويأتي الألم الذي يصيب اليدين والقدمين عادة مع زيادة تحسس جميع أجزاء الجسم الأخرى، وهو ما قد يؤدي الى الشعور بالألم. وتتضمن عوامل خطر الاعتلال العصبي ما يلي: داء السكري خصوصاً اذا كانت مستويات السكر لدى الشخص غير متحكم بها جيداً. نقص الفيتامينات وخصوصاً فيتامين <B12> تجدر الاشارة الى ان فيتامين <ب12> من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم يومياً للتغلب على الأمراض، ويمكن الحصول عليها عن طريق المكملات التي يوصي بها الطبيب بعد اجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتحديد الكمية المطلوبة، او من خلال بعض الأطعمة مثل اللحوم والبيض والحليب والمكسرات والبقول. وأهم الفوائد التي يزود بها هذا الفيتامين ومستوياته الطبيعية في الجسم هي: ينتج كريات الدم الحمراء. ويقوي الذاكرة. كما يحسن المزاج ويخفف من عوارض الاكتئاب من خلال مساهمته في انتاج وايض هرمون السيروتونين. ويحمي فيتامين <ب12> الدماغ من فقدان الخلايا العصبية، ولذلك ارتبط نقص هذا الفيتامين بحدوث النسيان والخرف على المدى البعيد. ويمد هذا الفيتامين الجسم بالطاقة، وبالتالي يسبب نقصه التعب والارهاق.

ومن العوامل الخطرة أيضاً أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي حيث يهاجم فيها الجهاز المناعي الأنسجة. والتعرض للسموم. تاريخ عائلي من الاعتلال العصبي.

 

الدكتورة نانسي معلوف وأسباب الاصابة بالاعتلال العصبي!

 

فما هي الأسباب التي تؤدي لحدوث الاعتلال العصبي؟ وما هي العوارض؟ وكيف يُعالج؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصية في أمراض الجهاز العصبي الدكتورة نانسي معلوف وهي حائزة شهادة البورد الأميركي في الأمراض العصبية ونسألها:

ــ هل هناك أسباب تؤدي لحدوث الاختلال العصبي؟

- طبعاً هناك أسباب متعددة اذ نقدر ان نقسمها الى أنواع: أول نوع من الأسباب الذي يؤثر على العصب ممكن ان يكون نقصاً في الفيتامينات ومن أهم هذه الفيتامينات  فيتامين <B12> و<أسيد فوليك> التي ممكن ان تؤثر على كيفية عمل العصب، وممكن ان يكون نوعاً من سموم يعني أدوية معينة تكون قد أثرت على العصب، او ممكن أيضاً ان يكون تسمماً معيناً نتيجة عدم المعالجة بالطريقة الصحيحة للسكري، وبالتالي اذا ارتفع السكر او اذا كان مخزون السكر عالياً فهذا أيضاً يؤثر على الأعصاب في الجسم، وممكن ان يكون بسبب اختلال في عمل الغدة الدرقية. وهناك أمراض في جهاز المناعة تؤثر على أعضاء عدة في الجسم من بينها الأعصاب، وممكن ان تؤدي للاختلال في العصب. هذه من أكثر الأسباب التي نراها. الى جانب ذلك طبعاً هناك مشاكل الظهر او الرقبة من نوع الديسك الذي ممكن ان يسبب الضرر بالعصب.

ــ وهل من عوامل أخرى نتيجة تغير نمط حياتنا؟

- طبعاً ان تغير نمط حياتنا يؤثر علينا ويسبب مشاكل صحية اذ ممكن ان تؤدي لمشاكل العصب ومن بينها السكري، فاليوم مرض السكري موجود أكثر من قبل لأن الانسان لم يعد يتحرك ويزاول الرياضة وما شابه، وبالتالي ان قلة الحركة تؤثر طبعاً على الأعصاب في الجسم. ولا يغيب عن البال النظام الغذائي اذ لم يعد متنوعاً كما كان في السابق بطريقة يؤدي الى نقص الفيتامينات في الجسم مما يؤثر على العصب. وكما ذكرت ان لفيتامين <ب12> أهمية كبيرة في جسم الانسان، وعندما ينقص هذا الفيتامين تحدث المشاكل، اذ أشبه هذا الفيتامين بالبنزين فكما ان السيارة لا تمشي بدون البنزين، هكذا أيضاً ان عصب الجسم بحاجة لفيتامين <ب12> لكي يعمل بطريقة صحيحة. وفيتامين <ب12> يؤثر على كل الأعضاء في الجسم وليس فقط على الأعصاب، ومن بينها الجهاز العصبي. وأحياناً من عوارض نقص فيتامين <ب12> هو النسيان، ونلاحظ كثيراً ان الأشخاص في يومنا هذا يشكون من النسيان أكثر مما كنا نرى في السابق. وممكن ان يصيب الاعتلال العصبي كل الأعمار خصوصاً الأشخاص الذين يختارون نظاماً غذائياً نباتياً لأن قسماً كبيراً من فيتامين <ب12> نحصل عليه من اللحوم، وبالتالي النظام الغذائي النباتي يعرّض الشخص أيضاً لنقص هذا الفيتامين، ولهذا ننصح بضرورة تناول فيتامين <ب12>.

 

 العوارض والتشخيص والعلاج!

ــ ما هي العوارض وكيف تبدأ؟

- لنأخذ مثلاً سبباً من الأسباب الشائعة لمشاكل الأعصاب: السكري، فاذا لم يتبع الشخص علاجه بطريقة صحيحة ممكن ان يؤثر السكري على العصب، والعوارض تبدأ بنوع من التنميل في أسفل القدمين وممكن ان تتطور هذه الحالة ويصيب التنميل أيضاً مناطق أعلى من القدمين، وممكن ان يحدث احساس بالحريق في أسفل القدمين. وفي المرحلة المتقدمة تتطور الحالة ويصل التنميل الى منطقة القدمين وممكن في الحالات المتقدمة ان يحدث فقدان للاحساس اي لا يعود الشخص يشعر ببعض الأمور، وعادة نسأل المريض عما اذا يشعر ببرودة بلاط الأرض عندما يمشي حافي القدمين، فيجيب بأنه لا يشعر ببرودة  بلاط الأرض وبالتالي يكون قد حدث فقدان للاحساس، وهذا يؤثر عادة على المشي اي ممكن للمريض الذي يعاني من هذه المشكلة ان يلاحظ ان لديه عدم توازن في المشي خصوصاً في الظلام والأماكن المظلمة، لأنه عادة عندما نشمي في الظلام نعتمد على عصب القدمين لنقدر ان نمشي بشكل مستقيم، ولهذا يفقد التوازن في المشي عند اصابته بالاعتلال العصبي. وفي الحالة المتطورة أكثر يحدث ضعف نتيجة الخلل في الأعصاب، وهذا يسبب الوقوع والارتطام بالأرض لأن قدميه تصبحان هزيلتين ولا يقدر ان يحمي نفسه من الوقوع. وهناك مثل آخر ألا وهو الديسك في الظهر الذي يسبب الماً في أسفل الظهر وهذا يمتد الى الرجل وممكن ان يصل الى القدم، وهذا الألم يشعر به الشخص عندما يمشي او يكون جالساً، وتتطور الحالة ايضاً فيشعر بالتنميل والخدر في الرجلين، والأمر نفسه في الحالة المتقدمة التي تسبب ضعفاً في عضلات القدمين.

ــ وهل تلاحظون ان هذه المشكلة تزداد أكثر في يومنا هذا؟ ومن هم الأكثر عرضة للاصابة؟

- طبعاً مشاكل العصب تصيب الأشخاص في سن متقدم، وهذا نتيجة ضعف الخلية كما اي خلية في جسم الانسان اذ تصبح أضعف كلما تقدم الانسان في السن، وبالتالي يكون معرضاً أكثر للتلف بشكل أسهل. لطالما كانت هناك مشاكل ممكن ان تؤثر على العصب، ولكن الآن وبفضل التوعية وادراك الناس لهذه المشاكل أصبح الأشخاص أكثر وعياً بهذا الموضوع ويستشيرون الطبيب بصورة مبكرة أكثر، ولهذا ربما نسمع عن حالات اصابة بالاعتلال العصبي أكثر من السابق لأن هناك حملات توعية تساعد بايصال المعلومات للجميع.

ــ وكيف يتم التشخيص؟

- يعتمد التشخيص على المعلومات التي يقدمها المريض للطبيب عما يشعر به وعن العوارض التي تزعجه ويعاني منها، ثم يُخضع للفحص السريري في عيادة الطبيب، وهذا يساعد بالتشخيص لمعرفة عما اذا كانت هناك اشارة لتلف العصب، وبهذه الحالة يطلب الطبيب اجراء فحص تخطيط العصب الذي يبرهن بصورة موضوعية اين هي المشكلة بالتحديد، واي نوع من الأعصاب متأثرة بالمرض. وطبعاً نطلب فحوصات الدم والصورة والأشعة او فحص الرنين المغناطيسي لنحدد أكثر سبب المشكلة ونقوم بمعالجتها.

ــ وماذا عن العلاج؟ وهل يتم الشفاء؟

- أهم علاج هو عندما نكتشف السبب لأن العلاج الشافي لهذا المرض يبدأ بمعالجة السبب، يعني اذا كان السبب نتيجة نقص في الفيتامين، عندها يكون العلاج اما بالحقن او بالعقاقير وهذا يؤدي لنتيجة فعالة وللشفاء التام. واذا كانت المشكلة بسبب خلل في السكري عندها على المريض ان يتبع ارشادات طبيب السكري من ناحية العلاج ونوع الطعام الذي يتناوله. اجمالاً عندما تكون المشكلة نتيجة السكري فممكن الا نصل للشفاء التام لأن الوقت يكون قد مرّ، وعندها تؤثر هذه المشكلة على العصب، ولكن طبعاً هناك علاجات ومسكنات للعصب تساعد اذا كان الشخص يعاني من تنميل شديد او حريق في القدمين مما يؤثر على حياته اليومية.

وفي الحالات المتقدمة من التلف للأعصاب ممكن الا نقدر ان نصلح التلف الذي حصل مئة بالمئة، وبالتالي هناك حالات يظل الشخص يعاني من العوارض، ولكن كما ذكرت هناك أدوية مسكّنة نصفها للمريض لمشاكل العصب، وهي ليست مسكنات لأي نوع من الوجع، بل هي مسكنات مخصصة للعصب تساعد بهذا الموضوع.

ــ وهل من نصائح؟

- طبعاً هناك نصائح منها اتباع نظام صحي متنوع فهو مهم لصحة عصب الجسم، كما ان مزاولة الرياضة أيضاً مهمة لأنها تؤثر ليس فقط على صحة القلب وباقي الأعضاء بل أيضاً تؤثر على كيفية علاقة العضل والعصب بالجهاز العصبي وهذا يساعدنا بالحفاظ على أعصاب سليمة. وننصح الشخص الذي يعاني من عوارض مشكلة العصب ان يستشير طبيبه والا يتأخر بالسؤال لأنه اذا اكتشفنا السبب بشكل مبكر فممكن ان نصل الى العلاج الذي يساعد ويؤدي للشفاء التام بينما اذا انتظر الشخص كثيراً وتم تأجيل العلاج عندها يكون الوقت قد تأخر ولن يصل الى الشفاء التام.