تفاصيل الخبر

الاعلامية جيزيل خوري: الصحافيون المشاركون في الجائزة هم من الشباب ومعظمهم تعرف على سمير قصير  من خلال كتاباته ونضاله في سبيل الحرية!

03/05/2019
الاعلامية جيزيل خوري: الصحافيون المشاركون في الجائزة هم من الشباب ومعظمهم تعرف على سمير قصير  من خلال كتاباته ونضاله في سبيل الحرية!

الاعلامية جيزيل خوري: الصحافيون المشاركون في الجائزة هم من الشباب ومعظمهم تعرف على سمير قصير  من خلال كتاباته ونضاله في سبيل الحرية!

 

بقلم وردية بطرس

أربع عشرة سنة مرت على اغتيال الصحافي سمير قصير ولا يزال اسمه محفوراً في النفوس وخصوصاً جيل الشباب الذين يؤمنون بالحرية... وما مشاركة آلاف الصحافيين العرب الشباب في <جائزة سمير قصير> لحرية الصحافة الا تأكيد على ايمانهم بفكر سمير قصير ومفهومه للحرية التي ينشدها الوطن العربي... وكانت كل من سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان <كريستينا لاسن> ورئيسة <مؤسسة سمير قصير> الاعلامية جيزيل خوري أرملة الشهيد سمير قصير قد أطلقتا مسابقة <جائزة سمير قصير> لحرية الصحافة في سنتها الرابعة عشرة التي تخلّد منذ العام 2006 ذكرى الصحافي الشهيد سمير قصير، وشارك فيها ما يزيد عن 2000 صحافي من دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا والخليج. وخلال المؤتمر لفتت الاعلامية جيزيل خوري الى ان <مؤسسة سمير قصير> ترصد يومياً حالات تراوح بين شتم وتهديد واستدعاء وتحقيق وتوقيف في حق صحافيين. ومن جهتها أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي <كريستينا لاسن> ان الكل معني بحرية التعبير وعلينا رفع الصوت والمناداة بالحق في التعبير، مجددة التأكيد على استمرار مساعي الاتحاد لـ<تعميم الصحافة الحرة>، وملاحظة تراجع حرية التعبير في العالم في السنوات الأخيرة ولاسيما في هذه المنطقة وتزايد حالات العنف ضد الصحافيين الى حد القتل.

وتجدر الاشارة الى ان مسابقة <<جائزة سمير قصير لحرية الصحافة> مفتوحة أمام المرشحين من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والخليج، وتمنح الجائزة عن فئات: أفضل مقال رأي، أفضل مقال استقصائي، وأفضل تحقيق اخباري سمعي وبصري. ويجب ان تتناول التحقيقات واحداً او أكثر من المواضيع الآتية: دولة القانون، حقوق الانسان، الحكم الرشيد، مكافحة الفساد، حرية الرأي والتعبير، التنمية الديمقراطية، والمشاركة المواطنية.

 

الاعلامية جيزيل خوري وأهمية الجائزة والمهرجان!

وفي كل مرة نلتقي فيها مع الاعلامية القديرة جيزيل خوري نلمس ايمانها بالحرية والوطنية، وهي حرصت منذ اغتيال زوجها في العام 2006 على تخليد ذكراه من خلال <جائزة سمير قصير> التي يمولها الاتحاد الأوروبي. ولطالما تألقت الاعلامية جيزيل خوري في العمل الاعلامي وتميزت بايمانها بالصحافة الحرة، اذ منذ ثلاث سنوات قدمت لها فرنسا وساماً تقديراً لأعمالها في الفن والثقافة، ومنذ أيام كرمتها فرنسا اذ قدمت لها وسام الشرف لحرية التعبير، اذ تعتبر جيزيل ان الفرنسيين قدموا لها الكثير وهي تحمل الجنسية الفرنسية أيضاً ولكنها تفاجأت عندما تلقت رسالة من الرئيس الفرنسي <ايمانويل ماكرون> وأيضاً من السفير الفرنسي في لبنان تقديراً لجهودها كاعلامية ورئيسة لمؤسسة سمير قصير التي تدافع عن الحرية.

وفي مكاتب قناة <بي بي سي> العربي في بيروت حيث تقدم عبر شاشتها البرنامج الحواري <المشهد> كان لـ<الأفكار> حوار مع الاعلامية المتألقة دائماً عن اهمية <جائزة سمير قصير>، وعن رأيها بالوضع الراهن في البلد، وعن الاعلام فنسألها عن <جائزة سمير قصير> لعام 2019 وعن المهرجان الذي تقيمه مؤسسة سمير قصير فتقول:

- ستُقام <جائزة سمير قصير> في 31 أيار (مايو)، وفي 6 أيار (مايو) سنقيم مهرجاناً اذ ستكون هناك فرقة بريطانية مع عازفة بيانو وهي مناضلة لحقوق المرأة، وفي 11 أيار (مايو) ستُقدّم مسرحية تونسية - لبنانية، واسم المسرحية <Le Radeau> او القارب الذي يقلّ اللاجئين الى دول العالم، وهذا التعاون التونسي - اللبناني مميز، اذ انه للمرة الأولى ستُعرض هذه المسرحية في لبنان عن كل مآسي البحر اذ هناك أناس من جنسيات مختلفة من أفريقيا والعراق وفلسطين وسوريا ولبنان وغيرها جميعهم يلجأون الى هذه القوارب للوصول الى أماكن عديدة في هذا العالم. وفي 14 أيار (مايو) ستُقام حفلة كبيرة برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري على المدرج الروماني اذ سيشارك فيها من 25 الى 35 فنان لبناني وسيُعتمد <3D Mapping> للهندسة المعمارية عن العصور القديمة، وسيتخللها عزف اوركسترا اذ سيغني شبان وصبايا أغنيات عن بيروت، فعلى سبيل المثال لقد وجدنا أغنيات بلغات مختلفة عن لبنان مثلاً هناك اغنية اسبانية عن بيروت، وطبعاً سيغنون أغنيات لفيروز ووديع الصافي وكل ما له علاقة بالماضي وذلك في مكان جميل مثل المدرج الروماني... كانت هناك مشكلة تتعلق بالميزانية ولكن بالرغم من الصعوبات بما يتعلق بالميزانية، فقد أبدى الفنانون اللبنانيون رغبتهم بالمشاركة في الاحتفال مجاناً ولكننا نحرص ان يحصل جميعهم على أتعابهم ولن نقبل ان يقدموا هذا الاحتفال مجاناً، فمن جهتنا يهمنا ان يقدموا هذه الأغنيات عن بيروت في هذه المدينة التي نحبها والتي لا نريد ان نخسرها. لقد اردنا ان يُقام هذا المهرجان بالرغم من كل شيء والا يتوقف مهما كانت الظروف المادية صعبة، اذ ليس هناك تمويل بما يتعلق بالمهرجان الذي تقيمه مؤسسة سمير قصير، ولكننا نحرص ان يُقام هذا المهرجان، وبلدية بيروت تقدم الدعم المادي ولكن هذا العام قدمت مبلغاً من المال اقل مما كانت تقدمه في السابق، كما قدمت شركة <ألفا> المال وبعض الأوفياء. ما يهمني ان يشاهد الناس أموراً جميلة وممتعة اذ من حق اللبنانيين الذين ينشدون الجمال والابداع ان يستمتعوا بعيداً عن الأخبار والمشاكل اليومية.

مشاركة كبيرة في <جائزة

سمير قصير>!

ــ ما الذي يميز <جائزة سمير قصير> لعام 2019؟

- أولاً عدد الصحافيين العرب المشاركين في <جائزة سمير قصير> هو ضعف العدد المشارك في العام الماضي، وهذه الجائزة تنمو أكثر، اذ يشارك فيها من كل دول العربية وحوض المتوسط، وأكثر المشاركين في <جائزة سمير قصير> هم من مصر اذ ان الصحافيين المصريين يتميزون بالصحافة الاستقصائية، وايضاً هناك مشاركون من العراق. أما المواضيع التي سيتناولها الصحافيون المشاركون فلها علاقة بالفساد، اذ كان الموضوع الأساسي في العام الماضي، وهو من المواضيع التي يتطرق اليها المشاركون، عن ارساء دولة القانون، كما هناك اهتمام بموضوع زواج القاصرات وأيضاً بمشاكل الحدود والسرقة وغيرها من المواضيع التي تمس الناس والمجتمع، اذ يقضي الصحافيون شهرين وثلاثة أشهر باعداد التقارير الصحفية، والتحقيق الاستقصائي، مثلاً منذ سنة او سنتين قام صحافي عراقي باعداد تقرير رائع عن سرقة وزارة التربية، وأيضاً العام الماضي قدم صحافي مصري تقريراً مميزاً عن تزويج القاصرات من الأثرياء، وأيضاً هناك اهتمام بموضوع الحريات اذ هناك دائماً اهتمام بهذا الأمر.

ــ لو كان سمير قصير بيننا اليوم كيف كان سينظر الى أحداث المنطقة؟

- سمير قصير كان أول من تحدث عن ربيع دمشق اذا كان متأكداً من حدوث ذلك، كما كان متأكداً من ان حركة 14 آذار في لبنان سيكون لها تأثير على الدول العربية، لقد تحدث عن هذا التأثير مراراً وهذه كانت نقطة اضافية للقيام باغتياله لأنه كان يدرك الأمور جيداً. لو كان سمير بيننا اليوم لكان أعدّ كتباً عن الربيع العربي، أعتقد اننا كنا سنمضي وقتنا في الطائرة نتنقل بين البلدان التي شهدت الربيع العربي وحتى كان ليذهب الى سوريا لو اتيح له ذلك.

ــ ماذا يخطر على بالك خلال التحضير لاطلاق <جائزة سمير قصير> كما في كل عام منذ اغتياله؟

- يخطر على بالي أمر الا وهو ان المشاركين في <جائزة سمير قصير> هم من الشباب ولكنهم يعرفون الكثير عنه، مع العلم انه عندما اغتيل سمير قصير منذ 14 سنة كانوا بسن العاشرة او حتى 15 سنة اي لم يعرفوا سمير قصير، ولكن أتفاجىء عندما يأتون للمشاركة في هذه الجائزة اذ يبدون حماسهم ويعرفون الكثير عنه وكأنهم تعرّفوا عليه في الماضي. بالرغم من مرور 14 سنة على اغتياله لا يزال اسمه محفوراً في النفوس، وحتى الجيل الذي لم يعرفه يتعرّف عليه ويبدي حماسه لأن مسألة الحريات والديمقراطية تستحوذ على اهتمام جيل الشباب، ومن جهتنا نعمل في مؤسسة سمير قصير لترسيخ ذكراه من خلال هذه الجائزة.

 

المنطقة تغيرت ولن تعود كما

كانت في السابق!

ــ كيف تنظرين الى الوضع القائم في البلاد من جميع النواحي؟ وماذا عن المنطقة؟

- بطبعي اتفاءل دائماً واقول بأن لبنان مرّ بظروف اصعب ولكنني لا أرى ان هناك أفقاً. نحن كلبنانيين تعبنا كثيراً، مع العلم ان جيلنا يقدر ان يعمل ولكن لا تنسي اننا جيل حرب او اننا ولدنا في الحرب، ولقد نزلنا الى الشارع ورفعنا الصوت عالياً لنطالب بالتغيير ولم نسلم من القتل والاعتداءات، ولكن طبعاً نحتاج لدم جديد اذ لا نقدر ان نستمر بهذا الشكل. كما ان الزمن تغيّر كثيراً ولا يغيب عن البال ان هناك أموراً عديدة تحدث في المنطقة، فانظري مثلاً الى ما يحدث في الجزائر فشعوب العالم العربي تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية الى ما هنالك. هناك توق للحرية كثيراً، بالنسبة الي عندما زرت تونس بعد الربيع العربي لمست روح الحرية في تونس. اما في مصر فهناك أمن واستقرار ولكن الأمور ليست واضحة بعد. بشكل عام المنطقة تغيرت ولن تعود كما كانت في السابق.

ــ وماذا عن البرنامج الذي تقدمينه على قناة <بي بي سي>؟

- يسعدني انني اقدم هذا البرنامج عن الذاكرة اذ كل يوم اكتشف أموراً عديدة اذ اسمع الكثير من القصص وهذا ما نفتقده في الاعلام اللبناني اذ كما تعلمين الاعلام في لبنان يهتم بالخبر ولكن نحن بحاجة الى القصة لأنه من خلال القصة نقدر ان نفهم السياسة، وهذه هي فكرة البرنامج اذ ان مدير البرامج في محطة <بي بي سي> سام فرح اقترح فكرة البرنامج علي وهكذا بدأت.

وعن رأيها بتراجع عدد الصحف الورقية تقول:

- منذ اسبوعين كان رئيس تحرير <صنداي تايمز> وزوجته هي رئيسة تحرير <ايكونوميست> وسألتهما عن وضع الصحافة الورقية فأجابا بأن لا مشكلة لديهما في لبنان لا بل زاد عدد قرائهم لأنهما وجدا الصيغة، وبالتالي هناك أدمغة وتفكير جدي بما يتعلق بالصحافة الورقية، لا شك ان هناك مشكلة في الصحافة الورقية ولكن لا بد من ايجاد الصيغة... على سبيل المثال اذا قمت الآن بكتابة سطر على صفحة <الفايسبوك> او <التويتر> عن هذه المقابلة التي نجريها الآن وقبل ان تُنشر في العدد فإنك سترين ان هناك اناساً سيقومون بشراء العدد للاطلاع على تفاصيل الحوار وما شابه. واذا كان لديك <Podcast> او البث الصوتي، وقمت بنشر مقطع كامل لمدة عشر دقائق لهذه المقابلة بصوتك مثلاً فسيساعد ذلك أيضاً بأن يقوم الناس بشراء المجلة. وهذا يحصل كثيراً اذ اليوم بالتحديد قرأت قسماً من مقال على <فرانس دو> وسأقصد المكتبة لشراء المجلة لأقرأ المقال. لقد رأينا ورشة عمل مع وزير الاعلام من قبل شارك فيها رؤساء المؤسسات وقالوا بأن الصحافة الورقية ستنتهي وبقي لهم وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الأمر ليس كذلك، اذ انه في دول العالم نجد أشخاصاً يفكرون بجدية ويقدمون المحاضرات والندوات ويفكرون سوياً لكي يحافظوا على وجودهم في الاعلام. للأسف كنا الأوائل في العالم العربي في مجال التلفزيون ولكن اليوم نحن غير موجودين لأننا لم نفكر جيداً في هذا الخصوص، مع العلم لا ينقصنا شيء، ولا يجب ان يقولوا بأن المال هو السبب بل الأمر يحتاج لعمل جدي، بالنسبة الي فانني اقدم برنامجي بدون ديكور... أتمنى ان تُقام ورشة عمل فكر بهدوء مع اختصاصيين في الاعلام لأن ليس كل رؤساء المؤسسات هم متخصصون في الاعلام، وأيضاً مع اختصاصيين في التسويق لنقدر ان ننهض بالاعلام اللبناني، اذ غير مسموح بعد الآن ان تغلق جريدة الواحدة تلو الأخرى وأيضاً ان تكون هناك مشاكل مادية في المحطات التلفزيونية او الاذاعية، صحيح ان بلدنا صغير وسوقنا صغير ولكن نحن لدينا فرصة ذهبية للنهوص بالاعلام اذ لا تزال لدينا الحرية والتي هي غير موجودة في المنطقة.

ــ وماذا عن العائلة؟

- طبعاً تأخذ العائلة الكثير من الوقت، ولطالما اعطيت وقتي لعائلتي قدر المستطاع، ولكنني اسافر كثيراً وهذه هي المشكلة، صحيح انني لا اقضي وقتاً طويلاً مع عائلتي ولكنني على اتصال مباشر وتقريباً ارى اولادي واحفادي كل يوم، وانني أحاول ان أحافظ على التوازن بين حياتي المهني وحياتي العائلية. أشكر ربي ان لدي العائلة ولكن اود ان اقول انه على الشخص ان يضحي، فهناك أناس نسيت او لا تريد ان تؤسس عائلة لأن العائلة والاولاد قد تؤخر الاستمرار في العمل الاعلامي، ولكن كان لدي الحظ انني نجحت كاعلامية وكأم، كما انني تزوجت باكراً وبالتالي كـــبرت مع أولادي وعملت في مجال الاعلام في الوقت نفسه.