تفاصيل الخبر

الإعلامية دنيز رحمة فخري:الإعلام غير المأجور مكمل لدور القضاء وعليه منع اللفلفة وإشراك الرأي العام بالحقيقة !

10/06/2020
الإعلامية دنيز رحمة فخري:الإعلام غير المأجور مكمل لدور القضاء وعليه منع اللفلفة وإشراك الرأي العام بالحقيقة !

الإعلامية دنيز رحمة فخري:الإعلام غير المأجور مكمل لدور القضاء وعليه منع اللفلفة وإشراك الرأي العام بالحقيقة !

بقلم عبير انطون

[caption id="attachment_78653" align="alignleft" width="250"] دنيز رحمة فخري: أخشى على المؤسسات الإعلامية المرئية من الإقفال[/caption]

هي مقدمة البرامج الحوارية والمراسلة السياسية المميزة بتقاريرها وتغطياتها، كما في طلتها القريبة الحلوة.الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها من عالم إعلامي بات لها في ذمته ربع قرن وسنة، لا يزيدها الا شغفاً لمهنة أخلصت لها إلا أنها بالمقابل أعطتها الكثير، أولها صفة الإعلامية المحترمة، المميزة بموضوعيتها وإصرارها على التأكد من المعلومة وإعطاء المساحة الكافية للرأي الآخر.إلا أنها في حواراتها السياسية من ضمن " بيروت اليوم"  البرنامج الذي تتناوب على تقديمه مع عدد من زملائها في محطة الـ" أم تي في" ، فإنها "تفتك" بضيفها إن صح القول، لا تلاطف ولا تهادن قبل أن تسحب الجواب الذي بالعادة ، يريده صاحبه كما في غالبية المقابلات السياسية منمّقاً ، مغلّفاً، حاسباً على الدوام "خط الرجعة" في سياسة لبنانية قائمة منذ الأزل على  تدوير الزوايا، والابتعاد عن تسمية الأمور بأسمائها لعلّ وعسى تغيرت الأمزجة أو الظروف، وتبدّلت التحالفات.

 بعد انطلاقتها في المؤسسة اللبنانية للارسال التي راسلتها لخمسة عشر عاماً وإكمالها المسيرة في الـ"أم تي في"، لدنيز رئيسة المراسلين في المحطة، بصمتها أيضاً  في عالم الصحافة المكتوبة من خلال الصحيفة البريطانية الأصل "أندبندنت عربية"، والتي على غرار اسم الصحيفة تعلن من ناحيتها أنها "مستقلة" مثلها.

 مؤخراً تعرضت دنيز لحملة شعواء على خلفية ملف النفط و"الفيول المغشوش" ليس لسبب سوى أن أحد اقربائها، صهرها تحديداً في هذا الميدان. وفي تغريدة لافتة لها عبر موقعها على "أنستغرام" في التاسع والعشرين من أيار (مايو) الفائت كتبت:

 الفيول صار مطابقاً للمواصفات بقرار من القاضية عون التي كانت هي نفسها قررت حجز    بحجة أن الفيول مغشوش استناداً للمختبر نفسه الذي اعتمد للقول إن حمولة asopos الباخرة

التي سبقت الحالية غير مطابقة.  baltic

كل ذلك يثير شكوكاً بصدقية الملف وبالأهداف الكامنة وراء فتحه. أين الحقيقة؟

  فماذا تقول دنيز في كل ذلك؟ كيف تنظر الى الإعلام اللبناني اليوم؟ الى القضاء والوضع الحالي؟ وماذا عن لقائها الحصري بالفنان العالمي "أندريا بوتشيللي" الذي كان ضيف "مهرجانات الأرز الدولية" للعام الفائت وأصيب للأسف بالـ"كوفيد 19"؟

[caption id="attachment_78651" align="alignleft" width="250"] 26 سنة في المهنة كنت حريصة على سمعتي من جميع النواحي[/caption]

الأجوبة حصدناها في لقاء "الأفكار" مع ابنة عيناتا البقاعية، وسألناها اولاً:

- تعرضت لحملة شعواء على خلفية ملف الفيول بحكم الروابط الاجتماعية إذ إن السيد تيدي رحمة هو زوج أختك. والإعلامي بالعادة محصن ضد مختلف الحملات إلا أننا شعرنا أنها أزعجتك جداً. ما السبب؟

_  نعم الإعلامي معرض للانتقاد في عمله ولكن عندما يتحول الأمر إلى حملة مبرمجة وفي الشخصي، يصبح الأمر مرفوضاً وأكثر ما استفزني اتهامي بالفساد واطلاق التهم بحق صهري قبل ان يقول القضاء كلمته. عملت في المهنة طوال ٢٦ عاماً وكان حرصي الأكبر، فضلاً عن  المهنية والموضوعية وقول الحقيقة، ان أحافظ على سمعتي من كل النواحي. ولا أفهم كيف يمكن ان يأتي شخص لا أعرفه ولا يعرفني ويقود حملة أقل ما يقال فيها إنها لا أخلاقية ومردودة لأصحابها .

- سمعنا الأسبوع الفائت في نشرة الثامنة عبر "أم تي في" : "أيها اللبنانيون اشتروا الشمع". هل كنت تتوقعين يوماً أن نصل الى هذا الدرك في لبنان؟ والى أين نحن ذاهبون برأيك والقطاعات تنهار الواحد تلو الآخر؟

   _ لم افاجأ بما وصلنا إليه نتيجة اللامسؤولية التي تتحكم بالقيّمين على السلطة السياسية الحاكمة. متابعتي اليومية للاحداث والاجتماعات لاسيما في السنوات القليلة الماضية أكدت لي أن الأمور تذهب الى الأسوأ وأن الوعود بالإصلاح لن تترجم إلى أعمال حقيقية للأسف .

  - في السابق كانوا يضعون اللوم على الناس. نزلت الناس الى الساحات. ماذا تغير؟ وهل وحدها الناس وثورتها قادرة على التغيير؟

 _ قد يكون "كورونا" هو السبب، لكن الواضح أن الثورة ليست بخير ويجب أن تعود كما انطلقت في ١٧ تشرين.

 - هل تخشين على القطاع الاعلامي، التلفزيوني تحديداً، من الانهيار الكامل؟ وفرضاً حدث ذلك - لا سمح الله - أين تجدين نفسك، أين تكونين؟

 _ نعم أخشى على القطاع الإعلامي وعلى المؤسسات الإعلامية المرئية من الاقفال نتيجة الوضع الاقتصادي وتراجع القطاع الاعلاني وقد بدأت التلفزيونات بالاستغناء عن موظفين وعمدت إلى تخفيض الرواتب إلى النصف. أما بالنسبة لي فأقول "الله بيدبر"، ويمكن أن أستمر بالكتابة كما هي الحال حالياً لموقع "اندبندنت عربية".

الإعلام والقضاء..

[caption id="attachment_78652" align="alignleft" width="333"] دنيز رحمة بين منى صليبا وفادي شهوان[/caption]

- في القضاء تهويل كبير واستدعاءات وفي اليوم التالي إخلاء سبيل بـ" كم مليون"، وهذا في مختلف المجالات. هل تشعرين كإعلامية أن القضاء يحسب حساب الاعلام الذي يلعب دوراً مهماً في كشف الملفات، أم تبقى "اللفلفة" سيدة الموقف؟

  _ لا شك أن الاعلام،غير المأجور، هو مكمل لدور القضاء. فهو يسلط الضوء على الارتكابات والفساد ويترك للقضاء المحاسبة. حتى إذا كانت النيات بلفلفة الملف فعلى الاعلام منع ذلك عبر متابعة القضية وإشراك الرأي العام بالحقيقة. لكن الاعلام ليس الجهة التي يجب أن تصدر الأحكام كما يحصل للأسف حالياً.

 - كإعلامية عشت واختبرت الكثير من الأزمات. هل "كورونا" هي الأصعب برأيك. والى أي مدى احتياطاتكم كإعلاميين مؤمنة ؟

 _ نعم اختبرت الكثير من الأزمات طوال ٢٦ عاماً في هذه المهنة، ومن بينها حروب واغتيالات وثورات ومؤتمرات مصيرية ومحاكمات محلية ودولية...وصولاً الى أزمة "كورونا". كل حدث له صعوباته ولا يمكن القول إن العمل في زمن الفيروس "كوفيد 19" كان الأصعب، لكن يمكن القول إن التغطيات والمواضيع اختلفت. فكما كنا نستعين بالخوذة والسترة الواقية في تغطية حرب تموز او إشكالات طرابلس، بتنا نستعين بالكمامة والمواد المطهرة في زمن "كورونا".

- تستضيفين في حلقاتك من برنامج "بيروت اليوم" المحطة السياسيّة اليوميّة لمواكبة أحداث الساعة مع الشخصيات المختلفة ونعرف موضوعيتك تجاهها جميعها. لكن من هي الشخصية التي يتميز الحوار معها؟

   _ ليس هناك من شخصية واحدة يمكن أن أقول إن الحوار معها متميز. بالنسبة لي صفة المتميز هي لكل ضيف لا يتجنّب أسئلتي لأن الحوار معي ليس "نزهة".

- لو قيد لك مقابلة شخصية لم تقابليها بعد من تختارين؟ ولماذا؟

. _ اللائحة تطول من الأشخاص الذين أتمنى أن أحاورهم ومنهم قيادات عربية ودولية

-  نهاية، كان لك  لقاء حصري من ضمن "مهرجانات الأرز الدولية"  العام الماضي مع الاسطورة الايطالية مغني الأوبرا "أندريا بوتشيللي". اليوم هو مصاب بـ"كورونا" الذي وصفه شخصياً بـ"الكابوس". ماذا تذكرين عن تلك المقابلة؟ وبم تتميز شخصيته؟

  _ إجراء مقابلة مع الفنان العالمي "أندريا بوتشيللي"، محطة مهمة في مسيرتي المهنية لن أنساها أبداً. أبرز ما لفتني في شخصيته تواضعه وانسانيته، وكم أثر في لحظة عناقه لشجرة الأرز وتلمّس خشبها، مظهراً تقديره لهذه الشجرة الخالدة من دون حتى أن يراها !