تفاصيل الخبر

الى سيزار أبي خليل مع التحيات!

12/10/2018
الى سيزار أبي خليل مع التحيات!

الى سيزار أبي خليل مع التحيات!

 

بقلم وليد عوض

نخاف أن يسري علينا المثل القائل: <دق المي وهي مي>!

فوزير الطاقة سيزار أبي خليل صادق مع نفسه ويريد أن يحل مشكلة المولدات الكهربائية التي لا تبلغ تكلفتها ما تتحمله الدولة اللبنانية من أعباء في سبيل ضبط سياسة الماء والكهرباء!

والماء حالة مقدسة. فالآية القرآنية تقول: <وجعلنا من الماء كل شيء حي>. وشاعر النيل حافظ ابراهيم يقول: <أنا البحر في أحشائه الدر كامن/ فهلا سألوا الغواص عن صدفاتي>، والأغنام تهتف < ماء ماء>، وبالانكليزية تردد <ووتر ووتر> وعندما يفشل الوزير في مهامه يقال عنه: <خلصت مياتو>.

وليس لنا هذه الأيام إلا أن نردد شعر المتنبي: <ردت الروح على المضنى معك أحسن الأيام يوم أرجعك>، والمقصود هو الكهرباء هدية <توماس اديسون> الى العالم.

وزير الطاقة سيزار أبي خليل على خلاف الآن مع المستشارة الألمانية <أنجيلا ميركل> لأن الدولة اللبنانية لم تصغ الى نصائحها وارشاداتها في ما يخص بناء شركة <سيمنس> لمعملين في لبنان. ومن حق المستشارة وهي ما هي عليه من مرتبة عالمية أن تغضب أو تقلب شفتيها، أو تمرر عبارات مسيئة الى لبنان، لأنها لم تتلق جواباً على مقترحاتها، والنصيحة عند العرب كانت تساوي جملاً!

وعند لبنان ما يكفيه من مشاكل وهموم، ولا حاجة له الى مشكلة مع ألمانيا. فألمانيا تمددت ثقافياً الى لبنان عبر المعهد الألماني في رأس بيروت، والمعهد الألماني السابق في طرابلس. وقد احتضنت قادة عرباً زمان الرئيس الألماني <أدولف هتلر> الذي استقبل مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني، واحتضن الزعيم فوزي القاوقجي، والصحافيين كامل مروة وعفيف الطيبي. والطب الألماني كان دواراً بين بيروت وطرابلس زمان الخمسينات.

ما الذي يتطلبه الموقف مع ألمانيا الآن؟!

إن شركة <سيمنس> متغلغلة في الاقتصاد اللبناني، وشركات كهربائية بالجملة تعتمد على شركة <سيمنس> كمورد لنشاطاتها. ولا بأس من قيام حلف كهربائي بين الدولة وشركة <سيمنس>، ويجري تبادل الوفود بين لبنان وألمانيا، خصوصاً وأن وزارة التربية والتعليم العالي الألمانية تستضيف المئات من طلاب وطالبات لبنان. وفي متناول الوزير أبي خليل أن يفتح خطوطاً جديدة مع ألمانيا، ولا يترك الوفد الألماني برئاسة <ديتمار سيد سدورفر> الذي يزور لبنان خالي الوفاض، وسلته فارغة. وقد تسلم وزراء في الماضي، مثل المهندس فؤاد البزري وزارة الكهرباء، وكان البزري يستعين بسنترال فندق <بريستول> ليتابع المهام التي رسمها في ذلك الزمن الصعب، وكانت الكهرباء على أيامه بألف خير!

فهل يكون الوزير أبي خليل وزير المبادرة والإنقاذ؟!