تفاصيل الخبر

الى دولة الكويت مع التحيات!

18/08/2017
الى دولة الكويت مع التحيات!

الى دولة الكويت مع التحيات!

 

بقلم وليد عوض

teleliban-(1) 

كل المنابر في لبنان كان لها فارسها المغوار ثم تشتتت هذه المنابر، فضاع فيها الغالي والنفيس. لقد جاء تلفزيون لبنان لأول مرة الى بيوت لبنان عام 1959، وكان على رأسه عسكري هو الجنرال سليمان نوفل، وكان الرجل صاحب تربية أخلاقية بحيث كان واحداً من أصحاب البيوت المحافظة!

بحكم هذه التربية ما أن شاهد الجنرال نوفل من شاشة الطابق السابع في مبنى تلة الخياط الممثل وحيد جلال يتولى تقبيل بطلة المسلسل كما تقضي الرواية، حتى نزل مسرعاً الى الطابق السفلي حيث تقع الاستوديوهات، ويطلب من المهندس المختص وقف المسلسل... حفاظاً على أخلاق الناس.

تلك كانت بداية شركة التلفزيون اللبنانية، ثم انضمت إليها شركة تلفزيون موازية في الحازمية بإدارة روبير بولس. بعد هذه المرحلة سمحت الدولة لشركات تلفزيون بالجملة الحصول على تراخيص. إلا ان التلفزيون الرائد لم يولد حتى الآن، وهناك <أم تي في> (آل المر)، و<الجديد> (تحسين خياط)، و<أن بي أن> الذي يشرف عليه الرئيس نبيه بري و<ال بي سي>.

فمن هو التلفزيون الرائد حتى الآن؟

حين يعود تلامذة المدارس والجامعات الى بيوتهم يحارون بأي مفتاح يمسكون.. ولكن الثابت حتى الآن ان أيديهم تستقر على خمسة مفاتيح هي <الجديد> و<أم تي في> و<أن بي أن> وتلفزيون <أل بي سي> وتلفزيون <المنار> التابع لحزب الله. ويحار المتفرج على أي مفتاح يقبض بيده ويستقرئ الأحداث. ولكن الثابت هو أن لبنان أرض تلفزيونية مثل جمهورية مصر العربية، يذهب الى كل العالم يستقرئ أحداثه، ويستعلم شؤونه، وخصوصاً أن الأحد الماضي كان يوم الذكرى الحادية عشرة لانتصار تموز 2006ضد اسرائيل، واندحار اسرائيل يومذاك من الأرض اللبنانية.

هناك دخل سهل الخيام التاريخ، واستطاع بما عاشه من بطولات أن يجعله سهل المقاومة. والمناسبة تقتضي بأن يكون انتصار تموز هذا هو أساس المكانة التي حصل عليها حزب الله وكان له وزراؤه ونوابه، بعكس صورته الآن كسلاح تدخل في شؤون الدول الأخرى، مثل سوريا ومملكة البحرين، وأرض اليمن، وأرض العراق.

وهذا التراث الذي ترجمه مهندسو الصوت والصورة وأفردوا له الأشرطة التلفزيونية، كان أغلى ما تركه حزب الله. لكن كان أسوأ ما أتهم به مؤخراً هي قضية <خلية العبدلي> التي طاردتها السلطات الكويتية والإعلام الخليجي بكل وسائل المجابهة الاليكترونية وحكمت الظروف على الرئيس سعد الحريري بأن يتوجه الى الكويت لاصلاح ذات البين، ورد الزوجة الطالق بالثلاثة الى زوجها الأول.

وأهل الكويت جزء من المشهد اللبناني، ولا يحلو صيف، وتزدهر شطآن، وتروج أسواق بدون حضورهم. كما لهم في جامعات لبنان تمثيل وحضور، كما لهم في أسواق العقارات والمصارف استشراف وشراكة، مثل السيدة سعاد الحميضي بنت الكويت التي ودعناها بالأمس. هذا إذا غفلنا عن موجة الصحافيين الذين كانوا يساهمون في إصدار الصحف الكويتية وكان فيهم رئيس تحرير ومدير تحرير.

في القطاع التلفزيوني لرأس المال الكويتي حضور وبركة. ويتعين رسم الفارق بين حزب الله صاحب انتصار سنة 2006، وحزب الله المتورط في <خلية العبدلي>. فموقف الحزب على الحدود سنة 2006 كان موقف مواجهة ضد اسرائيل، ولم يكن هناك اتهام للحزب في التدخل في شؤون الآخرين. كما كانت في الإعلام التلفزيوني إشارات الى الصناديق الكويتية الممولة لمشاريع الانشاءات اللبنانية، وخصوصاً الجنوب، مما يعني وجود التفاتة خاصة نحو روح المقاومة في جنوب لبنان.

عاصفة وعبرت..

وتبقى صداقة لبنان والكويت فوق كل اعتبار!