تفاصيل الخبر

الى الملك سلمان مع التحيات!

26/10/2018
الى الملك سلمان مع التحيات!

الى الملك سلمان مع التحيات!

بقلم وليد عوض

المجذاف القومي هو الآن في قبضة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. فهو الربان الكبير في خضم جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطمبول.

وحدكم يا سيدي صاحب الجلالة وأنتم تحكمون بالعدل، تملكون القدرة على توضيح قضية الصحافي السعودي الكاتب في جريدة <الواشنطن بوست> واستخراج الحقيقة التي واجهتها بعض القوى الإعلامية الأجنبية بالتهويل والابتزاز والتعكير.

وأنا أعرف سيدي الملك منذ عام 1984 حيث تأسست <الأفكار> على يديه وكانت نصيحته الأولى لنا هي: <ابحثوا عن الحقيقة ولا تخافوا، فالحقيقة هي طعام النسور>.

في كل تصريح وكل تدبير نلمح من سالف الأيام حرصكم الكبير على إرث مؤسس المملكة الملك الوالد عبد العزيز آل سعود. وحفظ هذا الارث يكون بتظهير المبادئ والقواعد التي نشأت عليها المملكة، وهو حكم الأخلاق، ونهج العدالة التي هي كنز لا يفنى.

وبداية إجراءاتكم تكون بتغيير بعض رؤوس المسؤولين، وتطهير مراكز القوى، كانت المؤشر على أنكم تحكمون بتعاليم السماء ووصايا الأنبياء، وحكم الضمير، وسعة الاطلاع على الأحداث والتواصل مع الدول الشقيقة والصديقة، بحيث عقدتم الخناصر مع هذه الدول، وتعاملتهم مع الجريمة بعيداً عن إحداث أي انكسار في العلاقات مع الدول الكبرى، وأولها الولايات المتحدة.

وعندكم يا سيدي الملك نخبة من القضاة يقبضون على الحقيقة مهما كان الوصول إليها صعباً، ولكن لا شيء مستحيلاً.

هاجسكم الآن يا سيدي الملك أن يتوصل المحققون والقضاة الى اكتشاف مكان الجثة حتى لو كانت في عمق التراب أو تحت أرض مجاورة، لأن العثور على هذه الجثة هو الطريق الى الحقيقة، والمرشد الى الصواب.

ولا أملك الآن، وأنا أبلغ الخامسة والثمانين، إلا أن أستذكر أيامي معكم، وأنتم أمير الرياض، كما أحاول أن أقتفي وصاياكم في التعاطي مع المهنة، وما زلت أذكر كيف استخرتموني مع الرئيس تمام سلام وأنتم نزلاء فندق <بريستول> ومددتمونا بالنصائح المطلوبة لجعل العلاقات اللبنانية ــ السعودية مثالاً يحتذى في الديبلوماسية.

قلوبنا معكم رغم انقطاع جسوركم عنا، وبهذا المفهوم نردد قول الإمام علي بن أبي طالب: <وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر>.

وبالساعة السعودية يجري تحريك العقارب الآن!