تفاصيل الخبر

الى العزيزة نايلة تويني!

19/10/2018
الى العزيزة نايلة تويني!

الى العزيزة نايلة تويني!

بقلم وليد عوض

الصحافي الرائد هو الذي ينفرد بالسبق الصحافي والمبادرة في طريقة الاصدار. ونايلة جبران تويني جعلت من عدد <النهار> يوم الأربعاء الماضي حالة رائدة في الصحافة العربية، إذ صدرت كل صفحاتها خالية من الحرف والحبر، ومكتفية باللون الأبيض السائد، فحق فيها قول الأخطل الصغير: <أبيض غار النهار منو خجول محتار>.

لماذا اختارت نايلة وفريق الجريدة الظهور بالعدد الأبيض؟

لقد دخلت نايلة تويني دنيا الصحافة وهي يتيمة الأب، لكنها أخذت من الوالد جبران تويني روح التحدي وعدم الاستسلام، وإلا ما كانت انضمت الى أعداء الوصاية السورية، وحاربت بالكلمة كما يحارب الفرسان بالسيف. ولأنها تدرك ان الفارس لا يمكن أن يحارب بدون جيش، فقد كانت حريصة على الاحتفاظ بالجهاز البشري لجبران تويني، بدءاً من نبيل بومنصف، واميل خوري، وغسان حجار، وسركيس نعوم، والياس الديري، وميشيل جبران تويني، وراجح الخوري. فقائد المحاربين يحتاج دائماً الى جيش يهتف به <الى الأمام سر>، وعلى الباغي تدور الدوائر.

ولم تغفل نايلة تويني عن دور الزوجة والأم فاقترنت بالإعلامي مالك مكتبي وأنجبت منه ثلاثة أولاد، لكن أمومتها لم تشغلها عن الواجب الصحافي. ففي وقت تهاتفت فيه الأقلام خبراً عن معاناة <النهار> كانت نايلة تويني تجعلها معاناة وطن، أي ما دام لبنان بخير، فإن <النهار> بخير، وما دامت ثمة طوارئ على الكلمة المكتوبة فإن على نايلة تويني أن تحتاط، وتجعل <النهار> في صميم الورشة الصحافية، وفي غمار المعاناة التي تضرب كل مطبوعة ورقية، وهي الحالة التي جعلت وزير الإعلام ملحم رياشي ونقيب الصحافة عوني الكعكي يدقان الناقوس ويطلبان الانقاذ السريع للصحافة المكتوبة، فإن أمجاد جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وأمين الريحاني، وايليا أبو ماضي، وروز اليوسف، قامت على أسنة الأقلام لأن شبكات التواصل الاجتماعي لم تكن قد ولدت بعد، وعالم <الانترنت> لم يكن قد نشر بنوده أيضاً.

ومثل أي رئيس تحرير يعانق عالم الكلمة المكتوبة، نجحت نايلة توني في جعل معاناة <النهار> وباقي المطبوعات جزءاً من معاناة الوطن، ولا ترضى نايلة تويني أن تغيب <النهار> ولا ليوم واحد، فلجأت الى العدد الاليكتروني الذي يشبه العدد الورقي.

فماذا يدور في خلد نايلة تويني؟!

بنت جبران في حالة غيرة شاملة على الصحافة المكتوبة، إنها لن ترضى بأن يخاطب رئيس جمهورية كالرئيس شارل حلو، أعضاء نقابة الصحافة قائلاً: <أهلاً بكم في وطنكم الثاني لبنان>. فإن لبنان عند نايلة تويني هو الأساس، والبيت الصحافي لكل لبناني وعربي. وإذا وضعت الصحافة أوزارها فإن نايلة تويني هي طوق النجاة للكلمة المكتوبة، مرددة قول الشاعر: <وأجمل منك لم تر قط عيني/ وأفضل منك لم تلد النساء>.

والوضع الصحافي ليس هو وضع نقابة الصحافة ووزارة الإعلام فحسب، بل هو وضع والد الوطن الرئيس ميشال عون!