تفاصيل الخبر

إقصاء ”داعش“ يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية

10/10/2014
إقصاء ”داعش“ يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية

إقصاء ”داعش“ يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية

السيد-نصر-الله كان من الضروري استراتيجياً ومعنوياً ودعائياً أن يقوم حزب الله بعملية نوعية ضد العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة. عدة رسائل من وراء توقيت هذه العملية رغم محدودية أبعادها ومفاعيلها التحريرية: جهوزية الحزب ضد اسرائيل لم ولن تتأثر بمعاركه في سوريا أو على الحدود الشرقية للبنان. البوصلة نحو العدو الحقيقي ومعركة التحرير لم تتغير، شعار الـ 10452 كلم2 ما زال يحكم استراتيجية المقاومة عند الحزب، اسرائيل و<داعش> يتقاسمان منزلة العداء للبنان، <الصهيونية> و<الداعشية> وجهان لخطر كياني واحد، تصريحات اسرائيل الأخيرة الممتلئة تهديداً ووعيداً لا تخيف الحزب لأن الدولة العبرية أعجز من أن تغامر بأمنها وغازها. كل هذا بديهي ومشبع تحليلاً من الراصدين لمنظومة حزب الله والمقربين منه.

الجانب اللبناني المواجه لحزب الله سيتهمه بالقيام بمغامرات غير محسوبة وتوسيع الجبهات واستدراج الذئب الاسرائيلي وتعريض الجيش للاستنزاف وتحميل الاقتصاد عبئاً إضافياً من الصعب أن يقدر عليه في الظروف الراهنة.

ولكن الموقف الوطني يقتضي حالياً تجميد منطق محاسبة حزب الله على أخطائه في سوريا، وهي ليست بقليلة، والوقوف معه ووراءه في حربه ضد <داعش> و<النصرة>. ليس الوقت اليوم لكلام مثل <لولا  7 أيار (مايو) 2008 لما كان هناك <دواعش> في لبنان> أو <تورط الحزب في سوريا استجلب الإرهاب إلى البلد> أو <الحزب أنقذ النظام السوري من السقوط ووحشية الأخير أدت إلى ولادة التوحش الداعشي>.. التاريخ لن يتغير ونحن الآن في حاضر يتهدد فيه وجود لبنان كل يوم.

ما هو المطلوب من حزب الله حتى تتحقق أهداف عملية مزارع شبعا؟

1 - عدم مقابلة التشكيك الذي يتعرض له بتخوين الآخرين. آن الأوان ليتحرر الحزب من اللغة الخشبية التي اعتمدها منذ حرب تموز (يوليو) 2006 ولم تؤدِ إلا إلى مزيد من الشروخ.

سعد-الحريري

2 - الاعتراف بما يسمى بالاعتدال السني وبأنه جزء اساسي من مسار الخلاص في لبنان. ومد اليد لتيار <المستقبل> في هذه المرحلة يجب أن يتوسع إلى أبعد من العلاقة الجيدة مع الوزير نهاد المشنوق والتأسيس عليها لتغطية عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان.

 

3 - إعادة الأولوية عملياً وليس كلامياً لانتخاب رئيس للجمهورية وفصل المسار الإقليمي عن الضرورات الداخلية الحالية. الكل يعرف أن هذا القرار في <حارة حريك> وليس في طهران.

4 - معظم اللبنانيين كانوا ضد سلاح حزب الله منذ أشهر. أي استفتاء محايد اليوم سيؤكد أن أكثرية اللبنانيين ينظرون إلى دور وطني ضروري لسلاح حزب الله في المعركة ضد <داعش> الذي لم يقدر عليها حتى الآن أي جيش نظامي. هناك فرصة حقيقية لأن يستعيد الحزب مكانته الوطنية وأن يخرج من قمقمه المذهبي. وحتى تكون عملية <مزارع شبعا> نوعية يجب مواكبتها بموقف سياسي مغايــــــــــر لما سمعناه في جنازة تأبين شهداء الحزب في معركة <بريتال> الأخيرة.

الكرة في ملعــــــــــــــــــب حزب الله وحــــــــــــــــــــده إن هو عرف كيف يتجاوز الماضــــــــــــــــــــــي ويتكلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم بلغة المستقبل... وتياره. والكلمة الأولى تكون بانتخــــــــــــــــــــــــاب رئيس للجمـــــــــــــــــــــــــهورية.