تفاصيل الخبر

اختصاصية الطب العائلي الدكتورة غريس ابي رزق: لكل فيتامين فوائد عديدة يحتاجها الجسم واي نقص في الفيتامينات يؤدي الى مشاكل صحية عديدة!

30/11/2018
اختصاصية الطب العائلي الدكتورة غريس ابي رزق: لكل فيتامين فوائد عديدة يحتاجها الجسم واي نقص في الفيتامينات يؤدي الى مشاكل صحية عديدة!

اختصاصية الطب العائلي الدكتورة غريس ابي رزق: لكل فيتامين فوائد عديدة يحتاجها الجسم واي نقص في الفيتامينات يؤدي الى مشاكل صحية عديدة!

 

بقلم وردية بطرس

تعتبر الفيتامينات مركبات عضوية يحتاجها الجسم بنسب معينة حتى يستطيع القيام بوظائفه الحيوية، ويُعّد اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الخضراوات والفواكهة واللحوم والحبوب الكاملة والبقوليات والألبان الطريقة الفضلى للحصول عليها، وذلك لأن الجسم لا يستطيع تصنيعها بنفسه بكميات كافية، او من خلال التعرض لأشعة الشمس بشكل كاف للحصول على فيتامين <د>، او تناول المكملات الغذائية لتزويد الجسم بها في بعض حالات نقص الفيتامينات التي تؤدي الى مشاكل صحية مختلفة تؤثر على حياة الأشخاص من أمراض القلب والسرطانات وهشاشة العظام، وتعتبر الفيتامينات ضرورية ايضاً بالنسبة للمرأة الحامل، وتتألف الفيتامينات من 13 نوعاً، وتقسم الى فيتامينات ذائبة في الماء وفيتامينات ذائبة في الدهون... وتختلف حاجة الأشخاص للحصول على الفيتامينات حسب أعمارهم وحالاتهم الصحية والمتناول اليومي من الطعام، حيث يمكن ان يؤدي النظام الغذائي المفتقر للعناصر الغذائية مثل المعادن والفيتامينات، او خلل امتصاصها نتيجة تناول بعض الأدوية او الاصابة ببعض الأمراض، في حدوث مشاكل نقص الفيتامينات والتي تُعّد من المشاكل الصحية الشائعة، ويمكن تشخيصها عن طريق أعراض عدة، مثلاً قد يؤدي نقص فيتامين <ب 12> الى حالات فقر الدم الشديد، كما يؤدي نقص فيتامين <د> الى حدوث ضعف في نمو العظام ونقص النمو، ويمكن علاج هذا النقص بالحصول على نظام غذائي يحتوي على مصادر هذه الفيتامينات او الحصول على المكملات الغذائية وذلك بعد استشارة الطبيب.

تجدر الاشارة الى ان بداية الاهتمام بالفيتامينات كمواد غذائية أساسية كانت في أوائل القرن التاسع عشر، وقبل ذلك كان الاهتمام يُصب على الكربوهيدرات والبروتينات والدهون كمواد غذائية أساسية وحيدة، حيث كان يُعتقد انه لا يلزم غير هذه المواد الثلاث او احداها على الأقل للجسم البشري حتى يكون بأتم صحة تغذوياً، حيث انها المواد الغذائية التي تمّد الجسم بالطاقة اللازمة للحركة، وبدونها يخسر الشخص وزنه ويُصاب بالهُزال والضعف العام وثم يصل الى الوفاة. وكان هناك من اهتم بالتغذية كفرع من الطب، وان لم يكن هناك <علم تغذية> بعد، ومثال على اهتمامهم ملاحظة عوارض مختلفة تظهر على الأشخاص حتى مع تناولهم كميات كافية من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، وقد كانت مرفوضة قبل ذلك فكرة وجود مكوّن غذائي بكميات ضئيلة في أغذية معينة قد يتسبب بالوفاة عند نقصه، وأول ما بدأ الاكتشاف كان بملاحظة الأطباء لمرض <الاسقربوط> حيث كان جنود البحرية والبحارة بشكل عام يعانون من عوارض الضعف العام وألم المفاصل وتساقط الأسنان وثم الموت المفاجىء، ولم يكن أحد يعلم سبب اصابة البحارة بهذه العوارض، ولكن تبين ان البحارة كانوا في الرحلات البحرية الطويلة يتناولون الخبز والأسماك بشكل رئيسي دون اي نوع من الخضراوات او الفواكهة بسبب عدم القدرة على الحفاظ عليها من التلف على السفينة في الرحلات الطويلة، وكان البحارة يشفون تلقائياً بعد أيام عدة من الوصول الى اليابسة وبدء تناول الطعام عليها. وفي حادثة أخرى كان الجنود في المستعمرات البريطانية الآسيوية يُصابون بمرض <البري بري> وهو مرض يتسبب بضعف عام بالجسم وهُزال وعدم انتظام في ضربات القلب، وقد كان غذاؤهم يشتمل على الأرز الأبيض بشكل رئيسي الى جانب بعض الخضراوات، وكان الجنود يشفون بعد العودة الى وطنهم الأم، وهنا أدرك الأطباء واختصاصيو التغذية ان هناك عناصر كيميائية ومركبات لم يلاحظوا وجودها في الغذاء لقلة كمياتها فيه، ولكن لها دور أساسي في الحفاظ على الصحة العامة لجسم الانسان، وقد لاقى هذا الاستنتاج رفضاً من قبل العديد من الأطباء والناس، إذ لم يقتنع أحد ان سبب المرض وعلاجه يكمنان بتناول الفواكهة، وكان العمل الدؤوب هو لايجاد دواء يشفي العوارض التي كان يعتقد أن عدوى جرثومية تسببت بها، لذلك فقد كانت فكرة تناول الفاكهة للشفاء فكرة سخيفة في الأوساط الطبية. وفي أوائل القرن التاسع عشر وبعد ملاحظات عدة وتجارب مختلفة تم الافصاح عن هذه العناصر والمركبات الخفية، وتمت في ما بعد تسميتها <فيتامينات>، وأصبح من المعروف وغير قابل للنقاش ان نقص فيتامين <س> يتسبب بمرض <الاسقربوط>، وبدأ البحارة بأخذ الليمون المجفف معهم الى الرحلات البحرية الطويلة وتناوله بشكل منتظم وعلى حصص للمحافظة على مستوى هذا الفيتامين في الجسم، كما تبين ان مرض <البري بري> في المستعمرات البريطانية في الدول الآسيوية ــ وقد كان يُصيب القرويين في الصين واليابان ولكن لم يتم الانتباه له وملاحظته سوى عند الجنود ــ كان بسبب نقص فيتامين <ب1> وهو يتوافر في أغذية مثل البيض والبطاطا وقشرة البذور او الحبوب الكاملة، لذلك كان تناول الأرز الأبيض الى جانب بعض الخضراوات الخضراء غير كاف للحصول عليه، وان كانت تلك الخضراوات غنية بفيتامين <س>، ومن هنا بدأ البحث ودراسة مصادر كل فيتامين والكميات التي يحتاجها جسم الانسان حتى يبقى سليماً، ووجدوا ان الكميات قليلة جداً فلا تُقاس بوحدة الغرام وانما بوحدة <المليغرام> او <المايكروغرام>.

الدكتورة غريس ابي رزق وأهم الفيتامينات

فما هي أهم الفيتامينات التي يحتاجها جسم الانسان؟ وماذا يحدث للجسم عندما ينقص اي نوع من الفيتامينات؟ وغيرها من الأسئلة أجابت عنها اختصاصية الطب العائلي الدكتورة غريس ابي رزق ونسألها:

ــ ما هي أهم الفيتامينات التي يحتاجها جسم الانسان؟

- أهم الفيتامينات هي <K> & <E>، <D>، <C>، <B>، <A>، ولكل فيتامين وظيفته وعمله في جسم الانسان، كما ان كل فيتامين يؤثر على عمل او وظيفة معينة في الجسم.

 

مصادر الفيتامينات وأضرار

نقصها في الجسم

ــ ما هي مصادر الفيتامينات؟ وماذا يحدث للجسم عندما ينقص اي نوع من الفيتامينات؟

- فيتامين <أ> وهو مهم للنظر لأن نقصه يؤدي الى العمى، نجده في اللحوم والخضراوات مثل السبانخ والجزر. وفيتامين <ب> هي مقسمة الى فيتامين: <ب1>، <ب3>، <ب6>، <ب9>، <ب12> (B1, B3, B6, B9, B12) ونجدها في اللحوم، ولكن نجد البعض منها في الخضراوات التي نتناولها، وفيتامين <ب> مهم جداً للجهاز العصبي وانتاج الطاقة، ونجد <ب 1>، و <ب3> في الخضراوات مثلاً في الفاصوليا والعدس والحمص، وبقية الفيتامينات <ب> مثل <ب12> نجدها في الحليب، وكلها تعمل ضمن الجهاز العصبي، وفيتامين <ب5> نجدها في اللحوم والبيض ونجدها في البروتين المشتق من الحيوان، ولهذا الأشخاص النباتيين تحدث معهم مشاكل بالعصب في الجسم تكون ناتجة عن نقص فيتامين <ب>، اذاً فيتامين <ب1> و <ب3> موجودان في الخضار والحبوب، و<ب5> في اللحوم، و<ب2> في الدجاج، وفيتامين <ب12> في حبوب الافطار والحليب، وعندما نتحدث عن فيتامين <ب> نركز على الجهاز العصبي، وكيف يعمل، وأيضاً انتاج الطاقة، والنقص بفيتامين <ب1> و<ب3> يسبب تساقط الشعر، ولكن عادة نفتش عن سبب تساقط الشعر في النقص بالحديد والغدة، ويبقى فيتامين <ب9> وهو مهم جداً خصوصاً عند السيدة الحامل او التي تخطط للحمل، اذ يجب عليها أن تتناول دائماً <أسيد فوليك> من أجل الجهاز العصبي لدى الطفل، وبالتالي هذا الفيتامين مهم جداً عندما تود المرأة ان تحمل او عند الحامل خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى، ومن السهل الحصول عليه في الخضار والحبوب.

وتتابع:

- ثالث فيتامين هو فيتامين <س> اذ انه مهم لجهاز المناعة في جسم الانسان، وأيضاً يساعد الجرح ان يلتئم بسرعة، ويساعد بتقوية الأسنان، ويساعد بتقوية العظام، ونجد فيتامين <س> في الفواكهة والخضار. أما فيتامين <د> فنجده في الزبدة والسمك وأحياناً في الجبنة، و90 بالمئة من فيتامين <د> نحصل عليه من الشمس، وفيتامين <د> مهم لتنمية العظام.

النقص بفيتامين <د>

ــ يُشار دائماً الى ان اللبنانيين يعانون من نقص فيتامين <د> فما السبب؟

- لقد أظهرت الدراسات ان هناك نقصاً لافتاً بفيتامين <د> في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، ولكن هناك نقص بفيتامين <د> في كل مكان اذ هناك نقص بهذا الفيتامين في أميركا وأوروبا، وان الأشخاص الذين لا يتعرضون لفيتامين <د> أبداً هم أكثر من يعانون من نقصه، وهناك أشخاص يتعرضون كثيراً لفيتامين <د> ورغم ذلك لديهم نقص بالفيتامين، فالأسباب لا تزال غير دقيقة وغير واضحة، اذ نعتقد ان الجسم لا يقوم بتحويل فيتامين <د> الذي نحصل عليه مما يسبب مشكلة بهذا الخصوص. وبما يتعلق بمشكلة فيتامين <د> من ناحية المختبرات، فهناك فرق بين مختبر وآخر آحياناً يصل الى 10 اذ نحن نقول نريد نسبته ان تكون بين 20 و 30 لتكون مقبولة، ولكن ما دون 10 يعني هناك نقص كبير بفيتامين <د>، ولكن حتى الآن ليست هناك دراسات واضحة عن أهمية فيتامين <د> لأعضاء أخرى غير العظام.

 

فيتامين <اي> و <ك>

ــ وماذا عن مصادر فيتامين <E & K>؟ وماذا يحدث للجسم عندما ينقص احداهما في الجسم؟

- لدى فيتامين < E> وظيفة ضد الالتهابات، وهو فيتامين مهم للقلب، ونجده في الخضراوات ذات اللون الأخضر كما نجده في الزيت النباتي. أما فيتامين <ك> فنجده في صفار البيض وأيضاً بحبوب الافطار، ويعمل هذا الفيتامين على تجمع الدم يعني الأشخاص الذين لديهم نقص بهذا الفيتامين يحدث معهم نزيف، اي عندما يكون هناك جرح لا يلتئم بسرعة بل يتطلب وقتاً ليلتئم وأحياناً يسبب نزيفاً اذا كان النقص كبيراً.

وأضافت:

- في الماضي كنا نجد نقصاً كاملاً بالفيتامينات عند الأشخاص، ولكن الآن لا نجد ذلك كثيراً لأننا أصبحنا نتناول طعاماً متنوعاً أكثر وأصبح كل شيء متوافراً بأي مكان، وكما سبق وقلت ان النقص بفيتامين <أ> يسبب العمى لدى الانسان، والشخص الذي لديه نقص بفيتامين <س> يتسبب ذلك له بنزيف اللثة كما يتسبب أحياناً بمرض يدعى <الاسقربوط>، واذا كان لدى الشخص نقص بفيتامين <د> تصبح العظام ضعيفة وتُصاب بالهشاشة، فالمرأة اذا كان لديها نقص بفيتامين <ب9> يعني بـ<الأسيد فوليك> واذا لم تأخذ قبل الحمل وخلال الحمل منه يولد الطفل وهو مصاب بمشاكل في الجهاز العصبي. فكما ذكرت ان لكل فيتامين فوائده وكلها نجدها في الطعام، وبالاختصار اذا تناول الانسان الطعام على مختلف أنواعه فإنه سيحصل على كل الفيتامينات، واذا لم يتناول الطعام على أنواعه عندئذٍ يحدث معه نقص بالفيتامينات، مثلاً اذا كان الشخص لا يتناول اللحوم أبداً فستحدث معه مشكلة بفيتامين <ب> وممكن ان يُصاب بمشاكل بسببها، ومثلاً النقص بفيتامين <ب12> يؤدي الى نوع من الخرف والتنميل في اليدين او القدمين، أي انه اذا تناولنا من كل العناصر الغذائيـــة وباعتدال فلن نكون بحاجة لأي فيتامين.

ــ وهل صحيح ان فيتامين <د> من اهم الفيتامينات التي يحتاجها جسم الانسان؟

- ان فيتامين <د> ليس من أهم الفيتامينات التي يحتاجها جسم الانسان، بل كل الفيتامينات مهمة ونحتاج اليها، لأن لكل فيتامين أهميته ووظيفته في جسم الانسان، وان كان فيتامين <د> له علاقة بالعظام، فبقية الفيتامينات لها وظيفتها كما ذكرت في سياق الحديث، اذ ان نقص فيتامين <ك> له علاقة بالنزيف، والنقص بفيتامين <E> له علاقة بالقلب الى ما هنالك... وبالتالي نحن بحاجة لكل الفيتامينات، ولهذا نقول يجب ان نتناول مأكولات متنوعة. وفي آخر دراسة عن فيتامين <د> تبين انه في أميركا أنفقت ملايين الدولارات لاجراء فحص فيتامين <د> لأنه فحص مكلف، لكي يعطوا للناس فيتامين <د>، وقد أُشير في هذه الدراسة الى انه حتى الآن لم يتبين ان لفيتامين <د> وظيفة أخرى غير تقوية العظام، ولا نعرف كم هو مهم ان نعطي فيتامين <د> ام لا، ويقولون طبعاً يجب ان نعطي فيتامين <د> وفقاً لآخر توصية عندما يكون ما دون العشرة لكي نرفع كمية الفيتامين لدى الشخص، ولكن يجب ان يُطلب اجراء فحص فيتامين <د>، ولكن عندما نطلب ذلك يجب ان تكون هناك شروط: اي ان يكون الشخص لديه مشكلة بترقق العظام أو تكون لديه مشاكل لكي يُطلب منه اجراء فحص فيتامين <د>.

وختمت الدكتورة أبي رزق حديثها قائلة:

- في لبنان كل الناس يخضعون لفحص فيتامين <د> وكل شخص يقصد الطبيب يطلب منه اجراء فحص فيتامين <د>، وكأنه أصبح موضة رائجة. التوصيات أبداً لا تطلب اجراء فحص فيتامين <د> عند كل الناس، وحتى في السابق كنا نقول يجب ان نعطي لكل الناس فيتامين <د>، ولكن التوصيات اليوم تتغير فالهجمة التي كانت على فيتامين <د> كانت هجمة سريعة، وبرأيي يضطر الطبيب ان يطلب فحوصات للشخص او المريض وهو غير مقتنع بها، لأن الناس يأتون اليه ويطلبون منه اخضاعهم لفحص فيتامين <د> وهذا ليس فقط في لبنان بل في كل البلدان، والواقع أنه عندما يُنشر اي خبر عن فيتامين معين يتهافت كل الناس عليه وما شابه.