تفاصيل الخبر

آخر صيحات الموضة من حقائب واكسسوارات بمواد صديقة للبيئة..

21/02/2020
آخر صيحات الموضة من حقائب واكسسوارات بمواد صديقة للبيئة..

آخر صيحات الموضة من حقائب واكسسوارات بمواد صديقة للبيئة..

بقلم عبير انطون

 

مطلقة المبادرة اللافتة مورييل جبور: نخصصها لمحبي البيئة بأناقة!

لفتنا كيس من القماش المرسوم عليه يدويا تحمله سيدة الى أحد المتاجر ما يجعله شبيها بعمل فني جميل. لما سألناها عن اصله وفصله، دلتنا الى المصدر وفرحنا جدا لما عرفنا انه فكرة الشابة مورييل جبور التي درست المختبر وعلوم الميكروبيولوجيا، تساندها فيه أمها من خلال الخياطة والتطريز، وشريكتها التي هي في الواقع قريبتها المهندسة الداخلية فالنتين الشدياق التي توقع الرسومات المميزة في <لمسة> خاصة تضيف الى الطبيعة الجميلة ما هو جميل ايضا. الأهمية هنا للمواد والاستخدام المتكرر ولأكثر من وجهة استعمال، ويمكن اعادة تدوير المنتج، فضلا عن الكثير من الصيحات والافكار المبتكرة والحقائب والاكسسوارات المختلفة المصنوعة من المواد المستدامة.

فكيف ولدت الفكرة؟ ما الهدف من خلالها؟ وما علاقتها بالتنمية الريفية التي تعمل جبور فيها ايضا؟

ليست الموضة المستدامة أو صديقة البيئة مفهوماً جديداً الا ان المدافعين المتحمسين عن التصاميم المستدامة يرتفعون باضطراد فنرى الحقائب من قشر الأناناس أو من القمامة المعاد تدويرها، والملابس من الألياف الطبيعية، والاكسسوارات من المواد الخام... وكل هذه التصاميم <الخضراء> بدأت تأخذ حيزا في اسواقنا ومتاجرنا خاصة وان الكثيرين باتوا يسألون عن المواد المستعان بها ويحرصون على مبدأ الحفاظ على البيئة مع بذل قصارى جهدهم للتقليل من النفايات واعتماد مفهوم الاستدامة والحفاظ على البيئة وحماية مواردها واستخدام المواد القابلة لاعادة التدوير، خاصة وان احصاءات تقول ان صناعة الملابس احتلّت الترتيب الثاني كأكبر مصدر للتلوث في العالم بعد قطاع النفط. وقد كشف تقرير صدر عن مؤسسة <إلين ماك آرثر> في 2017 عن أن إنتاج المنسوجات مسؤول عن 1. 2 مليار طن من انبعاثات الغازات الضارة التي ترفع درجة حرارة الأرض

سنوياً، وهو ما يفوق ما ينبعث من كل الرحلات الجوية الدولية والملاحة البحرية. وتتسبب الملابس في إطلاق 500 ألف طن من الألياف الدقيقة في محيطات العالم، بما يوازي 50 مليار زجاجة بلاستيكية.

 من هنا حرص الكثيرون وبينهم من المشاهير على ارتداء الملابس الصديقة للبيئة، وقد باتت الاستدامة تعتبر أسلوب حياة رائعاً، وتأخذ هذه النزعة اليوم مداها عالميا ولبنانيا أيضا بشكل خاص من قبل الشباب والصبايا وبينهم مورييل جبور مثلا والتي تعرف قراء <الافكار> على عملها فتعرفنا بنفسها وبعملها قائلة:

 - أنا من بلدة القبيات، درست العلوم المخبرية ومن ثم حصلت على شهادة ماجستير في علم الأحياء المجهرية وسلامة الأغذية. أعمل في مجال التنمية الريفية والأمن الغذائي من خلال تعاونية <أطايب الريف>. وبما أنني <انتمي الى الكشافة> تعرفون كم نتعلم التعلق بالطبيعة وموادها فنهتم بكل ما هو صديق للبيئة. من هنا انطلقت وقريبتي فالنتين وقررنا العمل على إطلاق فكرة موحدة تجمع ما بين البيئة والموضة، الهدف منها محاولة استقطاب شريحة من الأشخاص الذين لا يهتمون كثيرا بالموضوع البيئي من خلال الموضة، جاعلين شعارنا <Love the environment with style> وفالنتين مهندسة داخلية تضع ايضا هم الحفاظ على البيئة كأولوية وهي موهوبة جدا في الرسم. بدأنا بالحقائب والاكياس من القطن العضوي نرسم عليها ونتقنها بحيث يمكن استخدامها في التسوق أو العمل وغيرها من الاستعمالات في سعي منا الى تشجيع الناس على حمل هذه الحقائب بشكل يومي (في الجامعة، في العمل، في السوق، في السفر...) والاعتياد على الفكرة، لعلهم يستبدلون اكياس النايلون وايضا العلب البلاستيكية بها، ومن ثم توسعنا في مجموعة للسفر <ترافل سيت> وقد أدخلنا الحياكة اليدوية من خلال والدتي التي تهواها فهي كانت تخيط لنا الثياب الجميلة وقد كنا صغاراً، كما أدخلنا في بعض منتجاتنا جلد البقر الطبيعي، وهذا فقط لانه يرمى ولا يستخدم في حين نرفض استخدام انواع الجلود او الفراء التي يتم قتل الحيوانات لاجل الحصول عليها، فلا جلد <كروكو> ولا فراء في منتجاتنا، ونصر على أن يحمل كل ما نستخدمه صفة <صديق للبيئة>، اي اننا نتبع في عملنا أسلوبا صديقا لها من الألف الى الياء، أي من التعبئة والتغليف، حتى الحبر المستخدم، ووصولا الى المنتج بحد ذاته.

 ولما نسألها عن المميز في <Ta tache> وهو الاسم الذي تم اختياره لمنتجاتهن، تؤكد مورييل انه يكمن في اللمسة الشخصية والخاصة في كل منتج، اذ انها <كوستومايزد> أي تعتمد على <التخصيص> بمعنى ان لكل شخص ما يختاره من تصميم خاص به وحده، يحمل لمسته وفكرته، وهي الموضة اليوم، كما بات المستهلكون اللبنانيون - بخاصة من فئة الشباب والصبايا - يبحثون عن المواد الصديقة للبيئة للحفاظ على محيطنا وارضنا نظيفة وكي لا نزيد من تشويهها... فنحن مثلا نتعاون مع مؤسسة <وردة> للقماش فنستخدم بقايا القماش التي تتبقى <ويست فابريك> بدلا من رميها وندخلها في تصاميم مختلفة عصرية وأنيقة، كما واننا نستخدم <الخام> الذي لا يزال القش فيه وقد ساعدنا في هذا المجال صديق للعائلة يملك معملا للقماش في منطقتنا.

وتزيد مورييل:

- منتجاتنا المختلفة من <حقائب اليد> الى الـ<بوك ماركس> الى العلب لوضع الماكياج او تلك الخاصة بعدة الحلاقة للرجال، تعرف اقبالا فاجأنا، كذلك المنتجات التي نخصصها في فترات الاعياد والمناسبات. كما وايضا نقوم بالرسم على السترات والجاكيتات والبنطلونات بمواد صديقة للبيئة وبأسعار في متناول الجميع حتى انها بخسة نظرا الى ما يتطلبه العمل من جهد وبالتالي التكلفة أعلى من المنتجات الصناعية. ونحاول قدر الإمكان الوصول الى مختلف الفئات الاجتماعية والطبقات العمرية لأننا نفضل أن تبلغ فكرتنا العدد الأكبر من الأشخاص وان نحقق ربحا ماديا قليلا على أن نربح الكثير ونصل الى عدد محدود من الناس، فهدفنا الأكبر يبقى التوعية وليس تحقيق الربح. كذلك، لقد لاحظنا ان الكثيرين من اللبنانيين او الاجانب يطلبون هذه المنتجات لاهدائها الى اشخاص خارج لبنان، فتعرفهم بوطننا او تذكرهم به، وهي تلقى تفاعلا كبيرا منهم، كذلك فان المنظمات غير الحكومية تقوم باهدائها ايضا حين تحتاج لذلك، وهذا كله جميل جدا ومشجع.

 

<اشتري لبناني>...

 

وعن التسويق للمنتجات تقول مورييل:

- بدأنا بالتسويق في المنطقة، وبعد ذلك توسعنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وبالاضافة الى ذلك، نحاول في الوقت الحاضر، التسويق لتصاميمنا في المتاجر المتخصصة بالطبيعة وبالمنتجات الصديقة للبيئة. التسويق في الجانب الأكبر منه يتم عبر <اونلاين> ومن خلال الصفحات على <فايسبوك> و<انستغرام> الخاصة بنا كما ونعرض منتجاتنا في أحد المتاجر المعروفة بموادها البيئية والتي تعنى بالطبيعة عند منطقة الكسليك، وعبر موقع <اشتري لبناني> الذي يشجع على شراء المنتجات اللبنانية على اختلاف انواعها. نريد ان يثق الجميع بمنتجاتنا اللبنانية فنساعد عجلتنا الاقتصادية على الدوران خاصة وان الكثيرين من الناس اليوم باتوا منفتحين على مبدأ الحفاظ على البيئة واستخدام المواد الصديقة لها، والأهم ان ذلك لم يعد محصورا فقط في المدن انما تمدد هذا الوعي ايضا الى الاطراف والمناطق البعيدة عن بيروت... ومن واجبنا أيضا مساعدة المنتجات المصنعة او المحبوكة يدويا، لفرادتها من جهة ولجانب مساعدة القائمين بها وتمكينهم من جهة أخرى.

هدفنا اليوم تقول مورييل هو ان نتطور ونتوسع لينضم الينا عدد اكبر من النساء بهدف زيادة التمكين والمساعدة الاقتصادية، فيبقين في مناطقهن الريفية ويسوقن انتاجهن فيها وفي المدينة من دون ان يتركن ارضهن وبيوتهن.

الريف اللبناني...

البقاء في الريف، يدخل أيضا في صلب اهتمامات مورييل التي، الى دراستها علوم المختبر، تخصصت أيضا في الأمن الغذائي وتعمل اليوم في تعاونية <اطايب الريف> في مجال <المونة> اللبنانية. عملها الفردي الخاص في <تا تاش> يتكامل مع عملها في التنمية الريفية، والهدف المساندة والدعم للبقاء في الريف ومساعدة النساء وتمكينهن اقتصاديا حتى يكون قرارهن بيدهن في اي باب يطرقنه.

 وفي هذا المجال تقول مورييل:

- ان التعاونية تقوم بالمساعدة من خلال التدريب وتقوية المهارات والتجهيزات ووضع اسم المنتج والعلامة التجارية وتحسين الانتاج وجودته، فضلا عن المساعدات والهبات التي تقدمها السفارات او منظمات الامم المتحدة احيانا، الى المساعدة في ايجاد طرق التسويق والتصريف، والاشتراك في معارض محلية وخارجية.