تفاصيل الخبر

أقباط مصر وزعامة السيسي!

09/11/2018
أقباط مصر وزعامة السيسي!

أقباط مصر وزعامة السيسي!

 

بقلم وليد عوض

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منغمس في المجتمع المصري حتى القعر ولا يحب أن يفرق بين المواطن السني والمواطن القبطي. فالأقباط هم الآن جزء لا يتجزأ من قرار السلطة المصرية، وسواء أكان عددهم اثني عشر مليون انسان أو أكثر، فهم قوة ضاربة في المجتمع المصري. وكان الرئيس جمال عبد الناصر، طيب الله ثراه، أول من أدرك هذه الحقيقة فجاء الى سدة وزارة التموين بالوزير كمال رمزي استينو، مثلما أسند الرئيس أنور السادات الحقيبة الوزارية الى بطرس بطرس غالي. وقد آلمنا إقدام <داعش> على اطلاق النار على حافلة نقل مجموعة من الأقباط خلال عودتهم من دير الإنبا صموئيل في محافظة المنيا التي تقع على بعد 250 كيلومتراً جنوب القاهرة، وتسبب الهجوم الارهابي في سقوط سبعة قتلى وسبعة جرحى.

وأقباط مصر، كما يقولون في كنائسهم وعظاتهم هم رواد مصر الأولون، والمسيحي المصري يبقى شريك المسلم المصري في الإمساك بمفاتيح مصر. كما فتح الباب للمسيحي العربي، واللبناني بصورة خاصة، ليكون جزءاً من القرار السياسي، مثل تولي أنطون الجميّل رئاسة تحرير <الأهرام> وداود بركات ابن كسروان قطبية الجريدة، وروز اليوسف بنت قضاء زغرتا منشئة مجلة <روز اليوسف> واختيارها اسم فاطمة اليوسف بديلاً حرصاً على ذريتها، وأول الذرية الكاتب الكبير احسان عبد القدوس ابنها من النجم الكوميدي محمد عبد القدوس.

وأذكر أنني في السبعينات لبيت دعوة الرئيس كامل الأسعد الى زيارة عائلة من آل البستاني. ولأن المنزل في مصر الجديدة كان بلا مصعد كهربائي، فقد وجدنا صعوبة في صعود السلالم، بسبب ازدحام الزوار، وكان خطاب كامل الأسعد مرتكزاً على الأواصر الجامعة بين المسلم والمسيحي في تكوين الوطن.

واتخذ كامل الأسعد من لبنان نموذجاً للتعايش الاسلامي المسيحي وقال:

<بالتعايش الاسلامي ــ المسيحي بنينا لبنان بالميثاق الوطني، فأعطيت رئاسة الجمهورية للماروني، وأعطيت رئاسة مجلس النواب للشيعي، وأنيطت رئاسة مجلس الوزراء بالسني، وعاش لبنان منذ فترة الاستقلال أجمل أيامه. وفي وسع المصريين أن يتلبننوا>.

وهنا علت موجة من التصفيق وكانت أيدي المصريين الأقباط هي السائدة في التظاهرة.

ومن حق أقباط مصر أن يفاخروا تحت زعامة عبد الفتاح السيسي بأنهم تعاقبوا على إبراز العنصر المسيحي، كما في الصحافة عبر جريدة <الأهرام> وعبر فؤاد صروف في <المقطم>، كذلك في المسرح والسينما، فاشتهرت بنت شتورة بديعة مصابني بمسرحها الخاص المسمى <مسرح بديعة> الذي تخرج منه مشاهير أهل الفن المصري مثل فريد الأطرش، كما اشتهرت آسيا داغر بنت تنورين بشركتها السينمائية <لوتس فيلم> ومعها بنت أختها ماري كويني التي تزوجت من الصحافي والمخرج السينمائي أحمد جلال. كما اشتهرت نور الهدى (الكسندرا بدران) بنت المصيطبة في بيروت بدخولها عالم السينما على يد الفنان الكبير يوسف وهبي في فيلم <جوهرة> وفيلم <برلنتي>، وأرسل الموزع والمنتج السينمائي قيصر يونس خطاباً الى آسيا داغر يطلب منها اعتماد بنت وادي الشحرور جانيت فغالي كمطربة سينمائية، فلبت الطلب وتولى الموسيقار رياض السنباطي استجـــــلاء ملامح جانيت فغالي وقال: <هي مثل اشراقة الصباح، ويجب أن نسميها صباح>.

وانفتح باب الحظ أمام صباح في فيلم <القلب له واحد> من انتاج آسيا داغر، وبطولة أنور وجدي، ومثلهن لور دكاش بنت كسروان، وجورج أبيض ودولت أبيض، وبشارة واكيم، وعلوية جميل بنت عائلة المجدلاني.

لم يسأل أي سينمائي عن دين نور الهدى أو صباح، بل كان همه هو الصوت، حتى قيل ان نور الهدى أزعجت مطربات مثل لور دكاش، وليلى مراد شريكة محمد عبد الوهاب في فيلم <يحيا الحب>، بل كان المسيحي حلمي رفلة يعبر من وظيفة <ماكيير> الى سدة الاخراج وكانت له مجموعة من الأفلام أشهرها <فاطمة وماريكا وراشيل> للمطرب محمد فوزي.

إنهم مسيحيو لبنان في مصر، وأقباط مصر في صناعة السينما، وكلهم أصحاب فضل، والفضل يعرفه ذووه!