تفاصيل الخبر

أكـــــــــــاذيـب الأنـفــــــــــــــاق

13/12/2018
أكـــــــــــاذيـب الأنـفــــــــــــــاق

أكـــــــــــاذيـب الأنـفــــــــــــــاق

 

بقلم علي الحسيني

خلافاً للواقع السياسي المأزوم في لبنان والعابق بروائح الخلافات والمناكفات اليومية التي تحول دون تأليف الحكومة العتيدة، يُمكن وصف الحالة الأمنية اليوم بالمستقرة إلى حد ما، هذا إذا ما استثنينا بعض الحوادث المتفرقة التي تطرأ بين الحين والآخر والتي تأخذ أشكالاً معقدة وطابعاً متأزماً على غرار ما حصل في بلدة الجاهلية منذ أيام. واللافت على المستوى نفسه، الإشادات التي تطفو على ساحة <المدائح> و<الإطراءات> سواء الدولية أو الداخلية والتي تصب جميعها في خانة أهمية المحافظة أو الاستمرار في الحفاظ على الأمن والاستقرار.

بلد العجائب!

ما سلف ذكره ينطبق على الأحاديث الإعلامية والتصريحات السياسية من باب أن لبنان بلد تحكمه صيغة فريدة من نوعها قائمة على عقد اجتماعي والشراكة في ظل سلطة تحكمها الدولة والقانون. هذا في العلن، أمّا عند إنطفاء الكاميرات وانتهاء حلقات البرامج السياسية وانخفات التصريحات الداعمة والمؤيدة لهيبة الدولة، ثمة كلام آخر يطفو على سطح المشهد، وسط تساؤلات أيضاً، دولية ومحلية: بلد من دون حكومة تُنظّم دورته الأمنية والسياسية والإقتصادية. بلد ظل لفترة عامين وخمسة أشهر من دون رئيس جمهورية. بلد توجد فيه فئة تنتمي إلى مكوّن أساسي من تركيبته المذهبية، تُقاتل خارج حدود الوطن وعلى أرض أكثر من دولة. بلد توجد فيه نوعية من الأسلحة المتطورة بيد فئة تفوق منظومة كل السلاح الذي تمتلكه القوى الشرعية كمّاً ونوعاً. بلد فيه انقسام سياسي عمودي بين الأحزاب وحتى بين أركان الحكم فيه.

هذا البلد القائم على كل تم ذكره، كيف يُمكن وصفه بالآمن والمُستقّر وحتى الأمس القريب كانت التنظيمات الإرهابية تستوطن جزءاً من جغرافيته بالإضافة حوادث متفرقة لم تبدأ في بعلبك في حيّ <الشروانة> وبالطبع لن تنتهي مع إنتهاء ذيول حادثة بلدة الجاهلية، ولا حتى مع المزاعم الإسرائيلية بوجود أنفاق أقامها حزب الله داخل الأراضي الإسرائيلية والتهمة في حاجة الى إثبات.

شربل و<المستقبل> وأنواع الأمن في لبنان!

 

ثمة ثلاثة أنواع من الأمن تحكم العملية السياسية في لبنان.الأمن بالتراضي على قاعدة ستة وستة مكرر كالقول إن الخطّة الأمنية التي ثبّتت الأمن والاستقرار في شمال لبنان بعد جولات من العنف المجنون، كان يجب أن تُقابلها خطّة في البقاع على غرار ما يحدث اليوم في <الشراونة>، أو أن تقوم الدولة بدور <شيخ صلح> بين الأفرقاء المتنازعين، وبهذا يكون المواطن هو المتضرر الأكبر. الأمن التوافقي، وهو الأمن الذي يأتي ضمن توافق سياسي بين أركان الحكم وقيادة الأحزاب، وحزب الله جزء أساسي من هذا التوافق، وهذا النوع من الأمن أظهر إيجابيته في معارك <عرسال> ضد الجماعات الإرهابية والذي انعكس إيجاباً على الداخل خصوصاً بعد موجة العمليات الإنتحارية التي استهدفت العديد من المناطق.

أما النوع الثالث فهو بالصدفة كالقول إن مرحلة الاستقرار التي يهنأ بها لبنان، ليست ناتجة عن الجهود التي تقوم بها الدولة، بل تعود إلى أن الدول المؤثرة المعنية باستقرار لبنان بشكل كبير، لا ترغب بتحويله إلى كرة نار أو إلى مسرح تجارب واختبارات للقوى المتصارعة. في هذا الشق تحديداً، يذهب مصدر في تيّار <المستقبل> في حديث لـ<الأفكار>، إلى خيار النفي المُطلق بل ويُطلق عليه <مقولة سخيفة>. ويسأل: هل يرضى الظالم والمظلوم؟ لا يوجد شيء اسمه أمن بالتراضي، بل هناك شيء اسمه سلطة وقانون وهذه يجب ان تُفرض وأن تُحمى، أما إذ تركنا الخيار للقاتل بأن يُقرر الحضور إلى المحكمة من عدمه، فإن الأمر يصبح أقرب الى الجنون.

الخيار نفسه الذي سلكه المصدر، سلكه أيضاً وزير الداخلية السابق مروان شربل خلال حديثه لـ <الأفكار>، إذ يؤكد أن <لا شيء اسمه الأمن بالتراضي. لنأخذ المثال من عرسال التي كان القرار السياسي فقط هو وراء المعركة وتغطية الجيش وتقديم كافة الدعم له. وأيضاً الخطة الأمنية في البقاع اليوم لا ينطبق عليها وصف الأمن بالتراضي>. لكن، ماذا عن الأمن التوافقي؟ يقول المصدر في تيّار <المستقبل>: مما لا شك فيه أن الأمن التوافقي بين الطبقة السياسية الفاعلة، أدى دوره على أكمل وجه في تثبيت عامل الأمن والاستقرار وقد انعكس بشكل واضح على اداء القوى الأمنية تنسيقاً لافتاً سواء في تبادل المعلومات، أو في الميدان بحيث كنّا نرى أكثر من جهاز امني على الأرض في العديد من العمليات الأمنية.

قرار دولي بحماية الاستقرار!

وفي السياق نفسه وأيضاً لجهة مخاوف المواطنين التي برزت بعد حادثــــة الجاهليـــــة، يلفت شربــــــل إلى أن لا خـــــوف على الاستقــــــرار في لبنان ولا على السلم الاهلي المحمي بفعل القوى السياسية الموجــــودة اليـــــوم والتـــــي تمكنت بخــــلال فترة قصيرة مـــن تكــــريس الأمـــن وتثبيته في أكثر من مكان. واللافت في مجال السلم الي تشهده البلاد اليوم، هو التعاون الكبـــير بين جميع الأجهزة الامنية وهذا ما يؤدي إلى الحالة المستقرة التي نحن فيها. ولكن ماذا عن الأمن بالصدفة؟ يقول شربل: نعم أمن الصدفة يلعب دوراً إيجابياً كبيراً في حماية السلم والاستقرار. وهذا يعني ان الدول جميعها غير متوافقة على حصول خضاّت تهز الأمن في لبنان.

ويُضيف الوزير السابق: لقد حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي <بنيامين نتنياهو> مراراً وتكراراً توريطنا في حرب كي يخرج من ازماته السياسية، مرة بفضيحة فساد ومرة بسبب استقالة وزير دفاعه <أفيغدور ليبرمان>، لكن الحصانة الدولية هي التي تمنع انزلاق لبنان الى حرب مجهولة. وهذا الشق له إيجابيات كثيرة على عكس ما يعتقد البعض، فنحن دولة صغيرة ولا يوجد أدنى شك أن التدخلات الخارجية تؤثر بمسارنا سواء الأمني أو الإجتماعي، وهذه الصدفة التي اعتبرها خيراً من الف ميعاد، توفر لنا حصانة أمنية واجتماعية وتمنع عنّا أذى الدول التي تتربص بنا شرّاً وتحديداً اسرائيل.

على موجة <الصدفة> ذاتها، يُلاقي المصدر في تيّار <المستقبل> كلام شربل، فهو أيضاً يعتبر أن جزءاً كبيراً من عامل الاستقرار اليوم، مرده إلى أن الدول المؤثرة في المشهد السياسي في لبنان، لا تريد أي توتير سواء على الحدود أو في الداخل. نعم نحن في مكان ما ننعم بالامن، لأن هناك دولاً خارجية لا تريد افتعال أزمات على أرضنا، وهذا امر جيّد. لكن رغم هذا الكم من التفاؤل في الاتكال على دول الخارج الذي أبداه المصدر، إلا انه رأى أن السلم الأهلي منذ العام 2005 ولغاية اليوم

هو في خطر وعملياً ما نراه اليوم هو من تداعيات انتشار السلاح غير الشرعي. ومع وجود هذا السلاح قد يستمر الوضع الامني في البلد إلى سنوات لاحقة.

تهويل اسرائيلي عند الحدود الجنوبية!

من الأمن الداخلي إلى الأمن على الحدود الجنوبية. هناك لا تزال إسرائيل ماضية في عمليتها العسكرية الهادفة لإيجاد المزيد من الأنفاق العسكرية التابعة لـحزب الله بحسب زعمها، بالإضافة إلى الضغط الدولي التي تمارسه على لبنان من خلال تقديم أدلة للمجتمع الدولي على انتهاكه القرار 1701، ويبدو أن الضغط الإضافي الذي تُمارسه إسرائيل على لبنان من خلال تهديدات عن احتمال قيامها بالتوغل في الأراضي اللبنانية، يأتي في سياق التهويل ليس أكثر، إذ إن معظم التحليلات والتكهنات، تذهب باتجاه أن الأزمة ستنتهي دون حرب أو من خلال ضربة دبلوماسية، وذلك بعد الأدلة الإسرائيلية التي تفقدها قائد القوات الدولية <اليونيفيل> في جنوب لبنان والتي أسقطت مبرر التعامل معها عسكرياً من جانب اسرائيل التي التقط رئيس وزرائها <بنيامين نتنياهو> انفاسه وهو المنهك بمتاعبه الداخلية، فقرر ترك هموم الأنفاق الباقية في عهدة الحكومة اللبنانية.

زهران: <نتنياهو> يهرب إلى الأمام!

في هذا الصدد يؤكد مدير مركز <الارتكاز> الإعلامي المحلل السياسي سالم زهران إن <بنيامين نتنياهو> الذي يعيش أزمة داخلية عبرت عنها معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية، يهرب إلى الأمام عبر هذه الإشكالية التي يفتحها مع لبنان. ولذلك يمكن التأكيد أن عملية <درع الشمال> التي أطلقتها إسرائيل لتدمير <الأنفاق> على الحدود، هي تحركات لها بعد إسرائيلي داخلي أكثر مما لها بعد لبناني إسرائيلي.

أضاف: لقد اعتاد حزب الله على اتباع استراتيجية الغموض البناء بحيث لا يعلق على الأنباء العسكرية لا سلباً ولا إيجاباً وهذا واحد من أسرار الحرب، ولكن السؤال المركزي اليوم هل هذا النفق قد حفر قبل عام 2006، أي قبل القرار الدولي 1701، لم تعط الأمم المتحدة جواباً دقيقاً متى حُفر هذا النفق، وعليه بتقديري الشخصي أن المسألة سوف تأخذ المزيد من الوقت مع الإشارة إلى أن الإسرائيلي قد أعطى لنفسه مهلة أسبوعين من أجل البحث كما قال في بيانه الأول.

وبعيداً عن الأضواء، هناك مساع دولية روسية وغربية لتهدئة الجبهة ولإعطاء الأمم المتحدة زمام الأمور، ويبدو من خلال ما ينقل عن مسؤولين غربيين بارزين ومسؤولين روس أيضاً أنهم تمكنوا من ضبط إيقاع هذا التوتر جنوبي لبنان. وحول طلب إسرائيل من لبنان تدمير النفق الذي كشفت عنه قال: بكل شفافية إيقاع الدولة اللبنانية يجب ألا يكون على إيقاع مزاج إسرائيل، إيقاع الدولة اللبنانية يجب أن يكون وفق التوصيات الدولية ووفق الإرادة المحلية، هناك اجتماع ثلاثي يعقد بين <اليونيفل> وممثل عن الجيش اللبناني وممثل عن إسرائيل، اجتماع غير مباشر سيؤسس لطريقة التعاطي في المرحلة المقبلة مع الإشارة إلى أن هذا النفق الذي تتحدث عنه إسرائيل يكاد يكون أشبه بمغارة وليس بنفق خصوصاً وأن عالم الأنفاق قد أصبح اليوم متطوراً أكثر بكثير مما كشفه الإسرائيلي.

وختم زهران بالقول إن الإسرائيلي يريد أن يبتز في البر لكي ينال حصته في البحر عبر ترسيم الحدود البحرية والسطو على جزء من الغاز اللبناني، وحتى هذه اللحظة يبدو أن <نتنياهو> يتحرك وعينه على الداخل الإسرائيلي أكثر مما عينه على لبنان. كل المؤشرات تدل على أنه لا يوجد حرب في القريب العاجل.

حرب نفسية على حزب الله!

 

يبدو أن اسرائيل قررت خوض نوع من الحرب النفسية ضد حزب الله في معركة <الأنفاق> التي تُديرها منذة اسبوع تقريباً، وقد جاءت تصريحات العدو الإسرائيلي لتصب في هذا السياق خصوصاً في ظل غياب أي دليل دامغ على هذه الإدعاءات وإلا لكانت اسرائيل اتخذت حجة منها لتوتير الأجواء بشكل كبير عند الحدود. الحرب النفسية هذه، عبرت عنها اسرائيل بتسريب أخبار تقول إن أحد قادة حزب الله سرّب خارطة الأنفاق في كل لبنان، وسلمها للجانب الإسرائيلي. وقالت إن الجيش الإسرائيلي يشعر بالكبرياء والاعتزاز الشديدين، لأنه تمكن من حل مشكلة الأنفاق وهذا يحدث مرة واحدة في الجيل. من جهته، زعم <تساحي هنغبي> العضو البارز في حزب <الليكود>، أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أصيب بالذهول من النجاح الإسرائيلي في كشف خطته لغزو الأراضي الإسرائيلية.

من جهة أخرى، أكدت مصادر مقربة من حزب الله، أن الحزب ينظر اليوم الى العالم بأكمله على أن هناك مرحلة تحصل فيها تحولات كبرى يرتسم من خلالها نظام اقليمي وعالمي جديد. وما يجري اليوم سواء عند حدودنا أو في سوريا والعراق واليمن، سيرسم مستقبل ومصير المنطقة في حد ادنى لعقود من الزمن مع ضرورة التأكيد على أن هناك محاور وتحالفات جديدة تتشكل ونحن امام وضع اقليمي جديد. ورأت أن ما تسعى اليه اليوم اسرائيل من خلال أكاذيب الأنفاق، إنما تُحاول رفع معنويات جنودها ومستوطنيها خصوصاً في المستعمرات المواجهة للحدود مع لبنان، لأن سكانها يعتبرون أن حرب تموز 2006، كشفت هشاشة الوضع الإسرائيلي ككل وخصوصاً أمن المستوطنات.

وكشفت المصادر أيضاً أن أهداف حزب الله ليست فقط عسكرية فالرد على أي اعتداء سيكون بحجم اعتداءات العدو، فنقاط ضعف العدو كثيرة وإذا اراد ان يعتدي دون ضوابط فالمقاومة ايضا لن يكون لديها ضوابط واي هدف على امتداد فلسطين المحتلة من الحدود الى الحدود يمكن ان تطاله صواريخ المقاومة الاسلامية وهي التي تختار هذه الاهداف. وذكرت المصادر بكلام سابق لنصرالله قال فيه: هناك اهداف ذات طابع اقتصادي وصناعي وكهربائي ونووي تحت مرمى المقاومة>. ومن حرب الأنفاق التي تقودها اسرائيل ضد لبنان، يستعيد المصدر كلام سابق لنصرالله توجه من خلاله الى عناصره <كونوا مستعدين، اذا فرضت الحرب على لبنان قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل>.

إسرائيل إن دخلت الحرب!

كل المؤشرات تدل على أن اسرائيل وفي حال قررت الدخول في مغامرة غير محسوبة النتائج مع لبنان، فسوف تعتمد خطة عسكرية تقوم على أن لا تحريك لقواتها البرية أبداً، بل ستعتمد فقط على المدفعية وعلى سلاح الجو من علو مرتفع جداً، من اجل تدمير بنية لبنان التحتية. كما ستظلّ إسرائيل أيضاً تقيم حسابات انطلاقاً من أن حزب الله امتلك أسلحة تدميرية وهو قد يكون يمتلك أسلحة من ايران، مضادة للطائرات وعلى مسافات عالية. فإسرائيل تعتبر أن الحزب قد يكون امتلك هذه الأسلحة خلال الحرب السورية خصوصاً وانها تعرف أن الحزب يمتلك مجالاً للصواريخ بعيدة المدى لديها قدرة تدميرية كبيرة، وستأخذ كل ذلك في الاعتبار، لأنها ستحسب الخسائر البشرية والمادية ومدى تجاوب المجتمع الإسرائيلي مع الحرب.

ومن نافل القول، إنه اذا لم يتوفّر لاسرائيل المردود المُنتظر من الحرب خلال الأيام والساعات الأولى بعد اندلاعها، فذلك يعني أن المجتمع الإسرائيلي سيهتز وسوف تنال منه الضربات من كل حدب وصوب. كما أن الحسابات الإسرائيلية ستشمل خصمها، هل هو متماسك شعبياً ومناطقياً أم لا، وغير ذلك. لكن الاستنتاجات تقول انه في حال قام حزب الله بالمبادرة في أي معركة، فقد يخسر الحاضنة الشعبية التي حصل عليها في حرب تموز/ يوليو عام 2006.  فالانقسام السياسي في البلد عميق جداً مذهبياً ودينياً وسياسياً، وهو ما يصعّب أن يكون للحزب الحاضنة ذاتها، ولذلك فإن هذا قد يدفع بحسب المؤشرات حزب الله الى عدم المبادرة لأي حرب.

موقف الجيش اللبناني!

 

حملت مواقف قائد الجيش العماد جوزيف عون  دلالات ذات أهمية بالغة، بالتزامن مع الوضع الدقيق على الجبهة الجنوبية حيث الاستنفار الإسرائيلي المصحوب بارتفاع في لهجة التصعيد والتهديد ضد لبنان، وذلك خلال زيارته إلى كتيبة الحراسة والمدافعة، والكلام الذي أطلقه من هناك واطلاعه على عمل القوّات الجوية، والمتعلق بالأمن في الداخل وعند الحدود وعدم السماح بهزّ السلم الأمني في لبنان أو التساهل مع أي محاولة من هذا النوع من أي طرف كان، مع التركيز على أهمية دور الجيش في عملية ضبط الحدود ومراقبتها.

ولعل الحديث عن هذه النقطة تحديداً في ظل التشنجات الحاصلة على الحدود الجنوبية بسبب ما اسمته اسرائيل بـ<أنفاق> حزب الله، يأتي في سياق التأكيد على دور الجيش في مواجهة أي عملية خرق للأمن والإستعداد لكافة التطورات دون غيره. ومن هنا جاء كلام عون بأن <الجيش سيبقى قبلة أنظار اللبنانيين ومحط ثقتهم>. وفي موازاة  كلام قائد الجيش، صوّب رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري كلامه في الإتجاه نفسه ولكن بمضمون يُحدد مسؤولية أمن الحدود للشرعية اللبنانية ويوكلها للجيش دوناً عن سواه مع منحه <حصرية تأمين السلامة بما يتوافق مع مقتضيات الشرعية الدولية، وفقاً للقرار 1701 الصادر عام 2006 والداعي إلى وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل>.

مصادرعسكرية أكدت لـ<الأفكار> أن زيارة قائد الجيش لنقطة عسكرية حسّاسة لها دورها البارز في تركيبة المؤسسة العسكرية، بالإضافة إلى الكلام الذي أطلقه من هناك، هو بالطبع رسالة تحذير بعدم السماح بتعريض أمن لبنان إلى أي اهتزاز وتحديداً عند النقطة الحدودية مع اسرائيل. وما إطلاق النار في الهواء الذي جرى أمس من قبل الإسرائيليين لحظة مرور دورية للجيش، إلا محاولة لجر لبنان ربما إلى اشتباك، لكن حكمة قيادة الجيش إضافة إلى التحرك الدولي، جنب الإنزلاق نحو المخطط الإسرائيلي.

وشددت على أن لدى الجيش أوامر تسمح له بالرد فوراً على أي عملية خرق اسرائيلي باتجاه الأراضي اللبنانية، لكن حتى الآن يبدو أن الإسرائيلي يعمل داخل الحدود لكن من دون وجود ضمانات تمنعه من محاولات التقدم باتجاه الأراضي اللبنانية.