تفاصيل الخبر

أحدث الطرق والاجراءات الوقائية لمكافحة ”الانفلونزا“!

19/10/2018
أحدث الطرق والاجراءات الوقائية لمكافحة ”الانفلونزا“!

أحدث الطرق والاجراءات الوقائية لمكافحة ”الانفلونزا“!

 

بقلم وردية بطرس

 

مع اقتراب فصل الشتاء نسمع كثيراً عن لقاحات <الانفلونزا الموسمية>... فـ<الانفلونزا> قد تكون أحياناً كثيرة مرضاً خطيراً يمكن ان يسبب الدخول الى المستشفى، كما انه في كل موسم تختلف <الانفلونزا> عن الموسم الآخر، و<الانفلونزا> نفسها تؤثر على كل شخص بشكل مختلف عن الآخر. ولكن كل عام الملايين من الناس يُصابون بـ<الانفلونزا>، ومئات الآلآف منهم يؤدي بهم المرض للدخول الى المستشفى، والآلآف او عشرات الآلآف منهم يموتون نتيجة للأسباب المرتبطة بـ<الانفلونزا>، حتى ان الأشخاص الأصحاء يمكن ان يُصابوا بالمرض وينقلوه الى الآخرين، لذلك يعتبر لقاح <الانفلونزا الموسمية> أفضل وسيلة للحد من خطر اصابة الشخص بـ<الانفلونزا> ونقلها للآخرين، إذ عندما يحصل أكثر عدد من الناس على لقاح <الانفلونزا> سيساهم ذلك في تخفيف نسبة انتقال الـ<انفلونزا> بين الناس.

و<الانفلونزا> ليست مجرد <رشح>، وهي تصيب أياً كان ولكن بعض الأشخاص يكونون أكثر تأثراً وعرضة لها، و<الانفلونزا> هو مرض يسببه الفيروس الموسمي الذي ينتقل من شخص لآخر، وان فيروس <الانفلونزا> شديد العدوى اذ يمكن ان ينتقل من شخص الى آخر من خلال الرذاذ أو الأسطح الملوثة مثل الأوراق النقدية، ومقابض الأبواب، ومفاتيح الاضاءة وغيرها من الأدوات المنزلية.

 وعند الاصابة بـ<الانفلونزا> يجب ان يقوم المصاب به بالأمور الآتية: عند السعال او العطس يجب تغطية الفم والأنف بالذراع او بالمنديل. وان يحصل المصاب به على الكثير من الراحة وان يبتعد عن الاجتهاد. وان يغسل يديه بالماء والصابون بين الحين والآخر. وان يشرب الكثير من السوائل وان يتناول الأطعمة المغذية. وان يحصل على العناية الصحية اللازمة وان يستشير الطبيب اذا لم تتحسن حالته وخصوصاً اذا كان يعاني من أمراض مزمنة وخطيرة.

 

<منظمة الصحة العالمية> والتدابير الوقائية

تنصح <منظمة الصحة العالمية> بأن التطعيم هو أنجح وسيلة لتوقي المرض او حصائله الوخيمة خصوصاً للفئات أدناه: الحوامل في جميع مراحل الحمل، الأطفال في سن 6 أشهر الى 5 سنين، المسنين (أكبر من 65 سنة) والمصابين بحالات مرضية مزمنة (الايدز والعدوى بفيروسه، والربو، والأمراض القلبية او الرئوية المزمنة، وداء السكري)، وأيضاً العاملين في مجال الصحة. وبالاضافة الى التطعيم والعلاج بالمضاد للفيروسات هناك تدابير الحماية الشخصية مثل: غسل اليدين بانتظام مع التجفيف المناسب لليدين. صحة الجهاز التنفسي ــ تغطية الفم والأنف عند السعال او العطس باستخدام الأنسجة والتخلص منها بشكل صحيح. العزلة الذاتية في وقت مبكر لأولئك الذين يشعرون بتوعك وبارتفاع حرارة وعوارض أخرى لـ<الانفلونزا>. تجنب الاقتراب من المرضى. تجنب ملامسة العين او الأنف او الفم... بالنسبة للقاح المضاد لـ<الانفلونزا> فيمكن ان ينفع الشخص وينفع أفراد الأسرة والمقربين منه إذ يمنع الغياب المرتبط بـ<الانفلونزا> عن العمل او المدرسة ويحدّ من خطر انتقال <الانفلونزا> الى أفراد الأسرة او الأصدقاء او الزملاء في العمل. يمنع المرض والاستشفاء المرتبطين بـ<الانفلونزا>. يُحتمل ان ينقذ حياة الأشخاص المعرضين لخطر الاصابة. كما ان التلقيح آمن اذ انه لا يصيب الشخص بـ<الانفلونزا> لأنه يحتوي على جُزيئات غير معدية من الفيروس، مما ينبّه فحسب الجسم الى خطر الفيروس. ولقاح <الانفلونزا> جيد التحمل والتأثير الجانبي الأكثر شيوعاً هو وجع خفيف في موقع الحقن. ويتم فحص لقاحات <الانفلونزا> سريرياً كل سنة للتأكد من سلامتها واستمناعها. والتلقيح سهل اذ ان التلقيح السنوي يحمي الشخص وعائلته من <الانفلونزا> طوال السنة.

 

توصيات وارشادات طبية

ونُشرت مجموعة توصيات مبنية على دلائل ليتم استخدامها كقواعد ارشادية للأطباء. وهذه التوصيات عمل على استخلاصها خبراء من الجمعيات الطبية للأمراض المعدية والميكروبيولوجيا السريرية والأمراض الرئوية والطب العائلي والطب الداخلي، وقد سلطت الضوء على السبل الأكثر فعالية للحماية من الأمراض القابلة للوقاية عبر اللقاح. وتشمل التوصيات: ضرورة لقاح <الانفلونزا الموسمية> سنوياً وبشكل مستمر، تحديد الأفراد الأكثر عرضة للاصابة بالمرض والذين يجب ان يتحصنوا باللقاح الى جانب الدائرة المحيطة بهم ومن يوفر لهم الرعاية، وتشمل الشريحة الأكثر عرضة للاصابة بـ<الانفلونزا> الأطفال والمراهقين بين عمر الستة أشهر والثامنة عشرة، والنساء الحوامل او اللواتي يعتزمن الحمل خلال موسم <الانفلونزا>، والبالغين الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة، والمصابين بأمراض القلب والكلى والجهاز الهضمي والكبد والاضطرابات الرئوية والدموية المزمنة والاضطرابات العصبية ونمو الأعصاب ومرضى نقص المناعة، هذا فضلاً عن الذين هم على اتصال دائم بالمرضى ومن يعتني بهم في دور الرعاية ومنشآت الرعاية طويلة الأمد إذ يعتبر العاملون في مجال الرعاية الصحية السريرية والخارجية من ضمن المجموعات الأكثر عرضة للاصابة بـ<الانفلونزا>، كما تشير التوصيات الى ضرورة تلقي اللقاح قبل انتشار <الانفلونزا> اي قبل شهر كانون الأول (ديسمبر).

وتجدر الاشارة الى ان <الانفلونزا> مرض فيروسي شديد العدى يسبب التهاباً حاداً في الجهاز التنفسي، وتختلف فيروسات <الانفلونزا> بشكل كبير من عام الى آخر، كما تختلف درجة حماية السكان ومدى انتشار وباء <الانفلونزا> وكثافته. بدوره يعتبر مدير <سانوفي باستور> في المشرق العربي وأوكرانيا السيد مروان شريف انهم ملتزمون بتحسين فعالية لقاحات <الانفلونزا> للمساهمة في الحماية من هذا المرض، وبأن هناك حرصاً دائماً لتعزيز صحة افراد المجتمع عبر تأدية دور فعال كشريك في تحسين صحة المجتمعات...

ونظراً الى ان <الانفلونزا> مرض شديد العدوى، أصدرت ادارة الصحة العامة مجموعة من الاجراءات الوقائية تشمل: غسل اليدين بانتظام، اعتماد نظام مدروس للنظافة التنفسية مثل تغطية الفم والأنف أثناء السعال او العطس باستخدام المناديل والتخلص منها بالشكل الصحيح، الاعتزال لمن يشعر باقتراب الوعكة او الحمى او لمن يعاني من اي أعراض أخرى لـ<الانفلونزا>، كما يجب تجنب الاتصال المباشر مع المرضى ولمس العينين والأنف والفم. وتتضمن حملة التوعية هذا العام مجموعة واسعة من النشاطات للمساعدة في التواصل مع اللبنانيين في جميع المناطق، وتشمل الحملة توزيع ملصقات في العيادات والمستشفيات، ومواداً تثقيفية للمرضى، وبث اعلانات تلفزيونية واذاعية، اضافة الى اجراء مقابلات توعوية مع الأطباء، وورش عمل تدريبية للصيادلة لضمان توصيل الرسالة التوعوية الى مختلف شرائح المجتمع بالشكل الملائم.

فما أهمية أخذ لقاح <الانفلونزا>؟ وما هي عوارض الاصابة بـ<الانفلونزا>؟ وهل تختلف عوارضها عن عوارض الرشح؟ وماذا عن التوصيات التي أطلقتها الجمعيات العلمية المحلية عن لقاح <الانفلونزا>؟

عن أهمية لقاح <الانفلونزا> للأطفال يقول رئيس <الجمعية اللبنانية لطب الأطفال> البروفيسور جوزيف حداد:

- ذكّرنا موسم <الانفلونزا> الماضي كيف تنتشر <الانفلونزا> بشكل غير متوقع. وكأطباء أطفال تحتّم علينا مسؤوليتنا تشجيع الناس وخصوصاً الأمهات على المضي قدماً في جهودهن لضمان تحصين أطفالهن، اذ يقلل اللقاح بشكل كبير مخاطر اصابة الطفل بـ<الانفلونزا> الشديدة والمضاعفات الناجمة عنها، فقد أظهرت آخر نتائج الدراسات ان لقاحات <الانفلونزا> آمنة وتتميز بتركيبة تضمن تغطية السلالات الأربع لفيروس <الانفلونزا>، ما يؤمن حماية أكبر تقلل من أعباء الاصابة به، علماً ان مفعول لقاح <الانفلونزا> يبدأ بعد ثلاثة أسابيع من التطعيم.

وبالسؤال عن تأثير التلوث المناخي يشرح:

- بما يتعلــــق بالتلــــوث المناخـــــي فهـــــو لا يؤثر فقط من ناحيــــة الاصابـــــة بـ<الانفلونـــــزا>، بل ان التلوث المناخي يؤدي لانتشار جراثيم عدة، ولكن الاصابة بـ<الانفلونزا> تزداد في موسم الشتاء، فمثلاً لقد انقضى موسم <الانفلونزا> في القطب الجنوبي والآن يبدأ في القطب الشمالي اذاً للمناخ تأثير من ناحية نقل الفيروسات.

وعن الأشخاص الأكثر عرضة للاصابة بـ<الانفلونزا> يقول رئيس <الجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والميكروبيولوجية السريرية> الدكتور زاهي الحلو:

- يجب ان نتذكر ان <الانفلونزا> الموسمية قد تصيب شرائح المجتمع كافة وحتى من يتمتع بصحة جيدة، من هنا ضرورة اتخاذ الاجراءات الوقائية، إذ ان اللقاح قد ينقذ الحياة، ويسمح بتفادي الدخول المتكرر الى المستشفى، ويحمي الأفراد بشكل عام من تداعيات الاصابة بـ<الانفلونزا> ومضاعفاتها الخطيرة التي تهدد الحياة، كما يمكن للعادات الصحية مثل تغطية الفم عند السعال وغسل اليدين بانتظام ان تساهم في وقف انتشار الجراثيم ومنع حدوث مضاعفات خطيرة في الجهاز التنفسي. وهنا لا بد من ذكر ان الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاصابة بـ<الانفلونزا> هم المسنون، والأطفال، والنســــاء الحوامـــــل، والذين يعانون من نقص المناعة، او مــــن حــــالات طبية مزمنة مثل مرضى السكري ومـــرضى الانســـــداد الرئوي المزمن والربو، لذا يجب على المجموعات الأكثر عرضة لخطر الاصابة بـ<الانفلونزا> والدائرة المحيطة بهم ان يتحصنوا باللقاح.

وعن أهمية التعاون بين الجمعيات لاطلاق التوصيات يقول:

- هذا العام اجتمعت كل من الجمعيات المتخصصة والمعنية بالأمر وتم التعاون في ما بينها لرفع التوعية حول <الانفلونزا> والاجراءات الوقائية التي ينبغي اتخاذها، اذ عقدت الجلسة بالتعاون مع نقابة الأطباء في لبنان، و<الجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والميكروبيولوجيا السريرية>، و<الجمعية اللبنانية لأمراض الرئة>، و<الجمعية اللبنانية لطب العائلة>، و<الجمعية اللبنانية للطب الداخلي>، و<الجمعية اللبنانية لطب الأطفال>، وكانت مناسبة لكشف النقاب عن التوصيات المحلية التي أصدرتها الجمعيات العلمية المحلية للمرة الأولى في لبنان حول ضرورة تلقي اللقاحات خلال موسم <الانفلونزا> لتفادي تداعيات الاصابة بها ومضاعفاتها والمعاناة وتقليل الأعباء الناجمة عنها... وتجدر الاشارة الى ان الشائع هو ان اللقاحات هي موجهة للأطفال فقط، وهذا اعتقاد خاطىء لأن لقاحات <الانفلونزا> موجهة أيضاً للراشدين ويجب ان يلتزموا بها لحمايتهم من <الانفلونزا> ومضاعفاتها الخطيرة التي تهدد حياتهم... وبالتالي عقدت اجتماعات عدة وستُوزع التوصيات لنشر التوعية بين الناس، وصحيح ان الحملة عن لقاح <الانفلونزا> مستمرة لشهر واحد ولكنها ستنتشر في كل أنحاء لبنان ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من الناس.

التوصيات

وبالسؤال عن التوصيات يقول:

- وفقاً للتوصيات يجب ان يأخذ اللقاحات كل من الأطفال، والمسنين، والنساء الحوامل، كما انه يُنصح بأن يأخذ اللقاحات مرضى السكري، والمصابون بالأمراض الرئوية المزمنة، والمصابون بالربو، ومرضى غسيل الكلى، وكل الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة، وأيضاً المصابون بالسرطان، وكل شخص مصاب بـ<الانفلونزا> يجب ان يأخذ أفراد أسرته اللقاح أيضاً، وطبعاً اللقاح ضروري للنساء الحوامل، ويجب التذكير هنا ان لقاح <الانفلونزا> هذا لا يشكّل خطراً على الحمل بل كل امرأة حامل يجب ان تأخذ اللقاح، وأيضاً يجب أن يأخذ اللقاحات كل العاملين في المستوصفات والمستشفيات، واذا كان الشخص مريضاً يجب ان يعزل نفسه عن أفراد الاسرة، وان يرمي المنديل الذي يستخدمه في الحال والا يضعه على الطاولة او السرير لحماية الأشخاص غير المصابين من الاصابة بـ<الانفلونزا>، ونركز على غسل اليدين لأنه من خلال اليدين تنتقل <الانفلونزا> من شخص لآخر بشكل سريع، كما ننصح باستخدام الكمامات.

 

العوارض بين <الرشح> و<الانفلونزا>

وبالسؤال عما اذا كان هناك تشابه من حيث العوارض بين الاصابة بـ<الرشح> و<الانفلونزا> وكيف يعرف الشخص انه مصاب بـ<الانفلونزا> يقول الدكتور زاهي الحلو:

- ان العوارض متشابهة، ولكن في حال الاصابة بـ<الانفلونزا> تكون العوارض شديدة، كما انه عند الاصابة بـ<الانفلونزا> ليس بالضرورة ان يعاني المريض من ارتفاع درجة الحرارة كما هو الحال عند الاصابة بالرشح، وعندما تحدث تعقيدات يجب ادخال المريض الى المستشفى لئلا تحدث مضاعفات وتهدد حياته. وتجدر الاشارة في هذا الصدد الى ان الأشخاص المصابين بـ<الرشح> لا يقدرون ان يأخذوا لقاح <الانفلونزا> ما لم يشفوا من <الرشح>، وهناك فحص دم سريع يخضع له المريض للتأكد ما اذا كان مصاباً بـ<الانفلونزا>، وبالتالي هذا الفحص يساعدنا كثيراً، وكما ذكرنا ان مرضى السرطان يأخذون لقاح <الانفلونزا> أيضاً.

وعن دور الاعلام بتوعية الناس يقول:

- خلال الحملة ستُوزع البروشورات على الناس وعلى المدارس والجامعات، وستكون هناك مقابلات صحفية لنشر التوعية بين الناس بمختلف الأعمار والفئات، وطبعاً ستكون هناك محاضرات لتوعية الناس بكل الطرق والوسائل، وبالنسبة للقاحات فستكون متاحة للناس لغاية شهر آذار (مارس) المقبل، وبالتالي للإعلام دور مهم بنشر التوعية ونحن نعتمد عليه لايصال هذه الرسالة لكل الناس، وطبعاً نشكر جهوده لأنه يلعب دوراً مهماً في هذا الخصوص، ونأمل ان يستفيد كل الناس من هذه الحملة.