إنها الحرب العالمية الثالثة ولو ان المتقاتلين لا يرتدون البزة العسكرية، ولن يسلم منها أي مكان في العالم، وتدفع فيها أوروبا الثمن الباهظ كما حصل يوم الأربعاء الماضي أمام مجلس العموم (البرلمان) حيث هناك لوحة تحمل عبارة <من هنا تبدأ سياسة العالم>.
ويأتي اعتداء لندن الارهابي الذي أسفر عن سقوط أربعة قتلى وأكثر من عشرين شخصاً، بعد مرور عام كامل على الأحداث الارهابية في العاصمة البلجيكية <بروكسيل> على محطة للقطارات ومطار المدينة، وكان الارهابيين في سوريا والعراق يصوبون على أوروبا، جزاء مشاركتها في التحالف الدولي الذي يضرب العراق جواً وبراً وبحراً. والتسجيل الذي عثرت عليه المخابرات البلجيكية يكشف تورط الارهابيين نجم العشراوي وابراهيم البكراوي في أحداث <بروكسيل>.
والضرر الذي يحدثه الارهاب في أوروبا لا يعرقل سير التدابير الأمنية فقط، كما حصل ظهر الثلاثاء الماضي أمام مجلس العموم، ويشل حركة المواصلات، بل سيتحول الى رسالة برسم الأوروبيين وغيرهم تقول بأن أوروبا لم تعد مكاناً آمناً للسياحة. وهذا الرئيس التركي <رجب طيب أردوغان> يحذر الأوروبيين قائلاً: <لن تستطيعوا السير في الشوارع إذا استمر موقفكم الحالي>.
ويلمح <أردوغان> من هذا التصريح الى الاستفتاء الذي سيجريه في نيسان (ابريل) المقبل للحصول على صلاحيات دستورية تجعل منه سلطان تركيا، بدون رئيس وزارة، وإذا استمر الأوروبيون في تعطيل طريق انتمائه الى الاتحاد الأوروبي فسيكونون هم الخاسرون.
وأول برهان على تصريح <أردوغان> إلغاء الحجوزات السياحية في انكلترا لمجاميع من السياح الآسيويين والفرنسيين والبلجيكيين، وهذا أهم ما في الموضوع. ولكن كل هذه الملابسات لا تلغي بطولة وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية <توبياس إلوود> عندما حاول انقاذ حياة شرطي وانعاشه بالضغط على صدره. والوزير عسكري سابق يعرف ماذا تعني الحوادث الارهابية.
وقد أعلنت شرطة <سكوتلانديارد> البريطانية ان منفذ هجوم لندن يدعى خالد مسعود، ومولود في مقاطعة <كنت> البريطانية.