تفاصيل الخبر

أجهزة أشعة «اللايزر» من الأرض تولّت عملية الاغتيال، وهاتف سمير القنطار هو الذي أرشد إليه إسرائيل!

24/12/2015
أجهزة أشعة «اللايزر» من الأرض تولّت عملية الاغتيال،  وهاتف سمير القنطار هو الذي أرشد إليه إسرائيل!

أجهزة أشعة «اللايزر» من الأرض تولّت عملية الاغتيال، وهاتف سمير القنطار هو الذي أرشد إليه إسرائيل!

بقلم علي الحسيني

غارة-جرمانا  

لم يكن هناك ما يوحي بحصول أي امر غير اعتيادي عند الساعة العاشرة والنصف من فجر يوم الاحد الماضي في بلدة جرمانا التابعة لريف دمشق. كل الامور كانت تسير على ما يرام وبشكل طبيعي باستثناء سماع اصوات القذائف البعيدة التي كانت تنهال على بعض احياء العاصمة السورية في معركة اصبحت شبه ليلية بين جيش النظام السوري وحزب الله من جهة، وبين قوى المعارضة وتحديداً جيش الاسلام بقيادة زهران علوش من جهة ثانية. لكن ما هي سوى لحظات حتى باغتت اربعة صواريخ الطبقة الثانية من احد المباني في جرمانة لينكشف بعدها المشهد عن مصرع القيادي في الحزب سمير القنطار ورجل آخر ما زال مجهول الهوية، وجرح نحو خمسة عشر آخرين.

اسرائيل تنفذ تهديدها

يوم خرج الاسير سمير القنطار من سجنه في اسرائيل عقب صفقة معقدة قامت بين الاخيرة وحزب الله بعد عملية أسر جنديين اسرائيليين كان اختطفهما الحزب وتمت مبادلتهما لاحقاً بالقنطار وآخرين بعد حرب مدمرة شنتها اسرائيل على لبنان في العام 2006، اطلق الكيان الاسرائيلي تهديداته بحق القنطار متوعداً إياه بعدم السماح له بتكملة مشوار حياته بشكل طبيعي خصوصاً اذا ما عاد الى مزاولة العمل العسكري او الامني ضدها، وذلك بعد سنتين على انتهاء حرب تموز/ يوليو. لكن اسرائيل قررت في الاسبوع الماضي ان تغلق ملف القنطار كاملاً بعدما اعتبرته مصدراً خطراً على امنها، وبعدما لاحقته طوال سبع سنوات من مكان الى آخر حيث كانت محاولة اغتياله ما قبل الاخيرة يوم شنت اسرائيل غارة على موكب للحزب في القنيطرة منذ عام تقريباً، وهو الذي خضع لتدريبات امنية وعسكرية قاسية مع حزب الله داخل لبنان وخارجه قبل ان يتولى مهمات امنية على الحدود السورية - الاسرائيلية. ويُذكر ان القنطار قد سُئل يوماً عن ملاحقة اسرائيل له فأجاب: <كنت بينهم ولم أخف منهم، فلن أخاف منهم الآن، لكن هذا لا يمنعني من اتخاذ بعض الترتيبات لأنهم لا يتورعون عن شيء>.

 

تشييع-القنطاراين اغتيل القنطار وكيف؟

ومن هو الجاسوس؟

منذ سنة تقريباً قام حزب الله بتهيئة عدد من اماكن السكن في بعض المناطق خصصها لعدد من كوادره الامنيين والعسكريين، وأخضعها لحراسة شديدة ومركزة على أيدي عناصره، ويومئذٍ حصلت نقاشات بين قيادة امن الحزب في سوريا وبين ضباط كبار من المخابرات السورية حول تأمين مساكن لعدد من الضباط ضمن نطاق الحزب الا ان الحزب رفض هذه الاقتراحات بعدما تلمس حجم الاختراقات الامنية داخل صفوف جيش النظام سواء من جبهة النصرة او الجيش السوري الحر او فصائل سورية اخرى معارضة، الى ان انتهت النقاشات باتفاق على إنشاء غرفة عمليات عسكرية موحدة تتبع لمدينة دمشق وريفها الغربي. وهنا تؤكد المعلومات ان المبنى الذي تم استهدافه في جرمانا كانت تسكن بعض شققه عائلات سورية لم تكن تعلم ان القنطار وبعض قياديي الحزب يسكنونه، من بينهم فرحان الشعلان احد قادة المقاومة الاسلامية السورية في القنيطرة والجولان، وعنصر من الحزب هو مرافق القنطار.

الغوص في تفاصيل العملية يحتم الذهاب الى استنتاجات امنية بنتها جهات مخابراتية مقربة من حزب الله قالت باحتمال وجود جهاز <ليزري> على الأرض قام بتوجيه الصواريخ التي اصابت هدفها بدقة بعدما انطلقت من الطائرتين في اتجاه الطبقة الثانية من المبنى المشار إليه. لكن في المقلب الآخر ثمة من تحدث عن وجود جاسوس كان دائم المراقبة لحركة القنطار يسجل جميع تحركاته وأحاديثه ويرصد امكنة وجوده. ولدى الاستيضاح اكثر فاكثر عن هوية هذا الشخص او العميل، اكدت جهات امنية في حزب الله ان هاتف القنطار هو العميل الذي كشفه، وهو الذي سهّل على اسرائيل تعقبه والنجاح في اصطياده، خصوصاً وان تحذيرات متكررة كانت وجهت الى القنطار بعدم الاحتفاظ بجهازه الخلوي وتحديدا على جبهات القتال.

 

 ما هو الدور الروسي؟

القنطار-في-زمن-المقاومة-الوطنية  

 لم يكن قد مضى سوى ساعات قليلة على عملية اغتيال القنطار، حتى ضج الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي باستنتاجات وتحليلات، بعضها يستند الى المنطق وبعضها الآخر نابع عن تعاطف مع الشاب الذي امضى اكثر من نصف عمره داخل الزنازين. وفي طليعة هذه التساؤلات يأتي دور روسيا التي اتهمت بالتواطؤ بعملية إغتيال القنطار، خصوصاً وانها كانت نشرت منذ فترة قريبة في سوريا منظومة صواريخ <أس - 400> قادرة على رصد اي تحركات جوية معادية لدرجة انها قادرة على كشف اي عملية اختراق للمجال الجوي الذي تفرضه روسيا فوق الاراضي السورية، ومع هذا لم تحرك ساكنا. ويُذكر ان روسيا كانت قد عقدت اتفاقات مع اسرائيل على قاعدة العلاقة الجيدة بين الدولتين تقضي بأن لا تدافع روسيا عن اي شخصية او جهة تنوي القيام بعمل عسكري ضد اسرائيل، وان لا تتدخل بين حزب الله واسرائيل في الصراع الدائر بينهما. وان اسرائيل لن تهاجم، في المقابل، اي فصيل تابعلايران او حزب الله او النظام السوري أثناء قتالهم ما داموا لا يشكلون اي خطر على اسرائيل.

عندما استشعرت ايران الخطر الروسي

 

تقول مصادر خاصة ان القراءة المعمقة في زمان ومكان الحدث تؤشر الى امرين: الاول ان التفاهم الاميركي - الروسي غير المعلن حول التسوية في سوريا يبدو انه يتضمن في متنه الذي تصعب معرفة تفاصيله ما يشير الى غض الطرف عن استهداف كوادر التطرف الى اي جهة انتموا، خصوصا ان حزب الله مدرج على قائمة التنظيمات الارهابية التي تم تسريبها الى اجتماع نيويورك الاخير واخيراً من قبل السعودية. اما الامر الثاني فتعتبر المصادر انه يتصل بما يتردد عن محاولات تبذلها ايران التي كانت استشعرت الخطر الروسي بعدما قلص وجوده الميداني دورها في سوريا لصالح انشاء طبعات منقحة عن مقاومة حزب الله في عدد من بلدان المنطقة، وما لجان المقاومة الشعبية سوى صورة عن الحزب في سوريا تحت شعار تحرير الجولان خصوصاً بعدما تبين ان القنطار كان يعمل في هذا الاتجاه.

 وهذه الفرضية تقول عنها اوساط سياسية انها محاولة استنساخ لحزب الله في بعض الدول التي تتمتع فيها ايران بحيز واسع من القدرة والفاعلية، بحيث إذا حلّ زمن التسويات السياسية ودخلت مدار التنفيذ تعتمد ايران نموذج الحزب في لبنان على مستوى فرض نفسه عنصراً لا يمكن تجاوزه في الحياة السياسية ما دامت مبررات وجوده لم تنتف، فكما هو باق في لبنان بذريعة تحرير ما تبقى من اراض لبنانية على رأسها مزارع شبعا غير المحسومة هويتها بعد، كذلك تبقى لجان المقاومة في سوريا لفرض نفسها في التسوية السياسية. بيد ان اسرائيل التي تنبهت للخطوة، سددت ضربتها في الزمان والمكان المناسبين لمنع مشروع مقاومة جديدة على حدودها بغض طرف روسي وموافقة اميركية، بعدما وضعت القنطار في دائرة الرصد والمراقبة منذ سنوات.

العميد-زيتوني

والرادارات السورية النائمة

طائرتا <أف 15> إسرائيليتان قامتا بقصف المكان عن بعد. هذا ما اكدته مصادر امنية سورية، وهما تنتميان إلى <السرب 69> كانتا قد اقلعتا من قاعدة <هتساريم> جنوب فلسطين المحتلة واتجهتا شمالاً. وتضيف المصادر ان مراصد الجيش السوري سجلت تحويمهما عند بحيرة طبريا ثم إطلاقهما من دون تجاوز خط الهدنة في الجولان اربع قنابل ذكية مجنحة من طراز <سبايس 2000> قطعت تسعين كيلومتراً من موقع اطلاقها في سماء طبريا حتى انفجارها عند العاشرة والربع ليل امس الاول في المبنى الحجري الأبيض في جرمانا. وتقول المصادر نفسها ان الرادارات السورية لم ترصد دخول القنابل المجنحة الأجواء السورية إلا في الكيلومتر 15 قبل انفجارها في جرمانا. وفي غياب اي رواية رسمية اسرائيلية لعملية الاغتيال وصمت دمشق عن التفاصيل بانتظار نتائج التحقيق الذي تجريه الأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية والحزبية، تبدو الرواية التي تبنتها المقاومة عن تنفيذ عملية الاغتيال بقصف جوي بالقنابل الذكية هي الرواية الأكثر ترجيحاً في مواجهة ما قالته القناة العبرية الأولى من ان قصف جرمانا قد نفذته وحدة صواريخ <أرض - أرض>.

 

اسرائيل بين التوتر والانتظار

يشكل اغتيال اسرائيل للقنطار اذا ما تم تأكيد تفاصيل العملية في الساعات المقبلة تحولا كبيرا في العمليات الإسرائيلية الجوية تجاه سوريا ولبنان. اذ يُعتبر اللجوء الى القصف من الأجواء الفلسطينية ومن مسافة 90 كيلومتراً ومن دون اختراق الأجواء المجاورة عملاً غير مسبوق في عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل، كما وانها تطرح اسئلة عن احتمالات الخرق التقني او البشري الاسرائيلي، اذ ان انكشاف تحركات القنطار امام الرصد الإسرائيلي كان جلياً خصوصاً انه لم يمض على وصوله الى دمشق قادماً من بيروت، أكثر من 48 ساعة. كما ان تردده على شقة حي الحمصي في جرمانا كان لا يتجاوز الزيارة الواحدة كل شهرين من دون ان يمكث فيها أكثر من ساعات قليلة بحسب مصادر مقربة من حزب الله.

وفي السياق نفسه تساءلت أوساط إسرائيلية عن حجم الرد الذي يمكن أن يلجأ اليه حزب الله وما اذا كان سيؤدي الى فتح مواجهة شاملة مع إسرائيل، مع العلم ان وسائل اعلامية اسرائيلية رأت ان ايران هي التي ستحدد حجم الرد وانها هي العنوان وليس حزب الله. وفي اول رد صهيوني اعتبرت القناة الرسمية الاولى في التلفزيون الاسرائيلي ان عملية اغتيال القنطار تمت بواسطة قاعدتي إطلاق صواريخ وليس بالطيران الحربي ام-جبر-والدة-سمير-القنطارالإسرائيلي، ليعقبها كلام لوزير الاسكان والبناء <يؤاف جلانط> الذي رأى <ان من الأمور الطيبة ان اشخاصاً مثل القنطار لن يكونوا جزءاً من عالمنا بعد اليوم>.

 

اسرائيل تستعد لرد حزب الله

اما عضو الكنيست الاسرائيلي <ايال بن رؤوفين> فقد لفت الى ان اسرائيل تستعد لرد فعل حزب الله على اغتيال القيادي في الحزب والأسير المحرر سمير القنطار، مشيراً إلى ان المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والاستخبارات وسلاح الجو وآخرين يستحقون كل المديح بعد تصفية القنطار وقيادي آخر في الحزب بعملية عسكرية شائكة ومعقدة.

اضاف: عند تحريره في صفقة <ريغف> و<غولدفاسير> (وهما جنديان إسرائيليان أسرهما حزب الله) واصل القنطار نشاطه في حزب الله، واقام قاعدة ارهابية في هضبة الجولان السورية ضد دولة إسرائيل، وانه لا شك في ان الجيش الاسرائيلي يستعد لرد فعل محتمل، وعلى الارجح ان رد فعل كهذا اذا حدث، سيكون مدروساً وليس من اجل اشعال المنطقة بحرب شاملة.

 

حطيط: حزب الله مجبر على الرد

العميد-حطيط

وفي اطار توضيح الانتقادات التي وجهت الى حزب الله بان وجوده في سوريا يُعتبر احتلالاً بحد ذاته، وان سقوط عناصر له في الداخل السوري يندرج ضمن حربه التي يخوضها هناك، اكد العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني والخبير الاستراتيجي أمين حطيط ان من سقط في جرمانا هم لبنانيون كانوا يقومون بعمل ميداني لتقديم القدرات للمقاومة الشعبية السورية التي أُعلن عن قيامها منذ سنة ونصف السنة من قبل الرئيس السوري بشار الاسد. وقال: إن وجود قياديين خبراء في حزب الله على أرض سوريا ليس بالامر المفاجئ لان الحزب سبق وأعلن هذا الأمر مباشرة على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله، لافتاً الى ان حزب الله سيرد على عملية اغتيال المناضل القنطار الذي اغتيل من قبل اسرائيل على الاراضي السورية، موضحاً ان الرد هو لأخذ حق الشهيد من القتلة وتنفيذ عناصر الاشتباك التي تقتضي الرد على اي جريمة يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي.

وختم: الرد سيكون له بُعد امني لحماية عناصر حزب الله من الاستهداف، لان عدم الرد بشكل مؤلم على اسرائيل سيجعل عناصره وقياداته عرضة للعدوان الإسرائيلي، لذلك فالحزب مجبر على الرد على تل أبيب وبكل قوة.

زيتوني: جرمانا ليست منطقة اتفاق

بدوره لفت الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد وليد زيتوني الى ان الشهيد سمير القنطار نجح في احداث نقلة نوعية على صعيد المقاومة في الجولان السوري المحتل، ودوره كان بارزاً في خلق حالة جديدة من خلال تنظيم عمل المجموعات المقاتلة وتأطير عملها وبالتالي كان دوره في المقاومة كبيراً خلال هذه المرحلة. وقال: ان القنطار بالإضافة الى دوره الاخير في الجولان له رمزية خاصة، وهو عمل ايضاً على تفعيل العمل المقاوم في المناطق القريبة من الجولان لاسيما في السويداء وباقي المناطق المحاذية للشريط الحدودي، ووسائل اعلام العدو اشارت الى الدور الفعال والمؤثر الذي لعبه القنطار اكثر من مرة، كما اشارت من خلال إعلانها عن عملية الاغتيال الى انها اغتالت القنطار وعدداً من القياديين الميدانيين المرتبطين مباشرة بجبهة الجولان.

أما في ما خص منظومة الصواريخ الروسية <أس 400> وعدم اعتراضها الصواريخ الإسرائيلية أوضح زيتوني ان هناك ثلاثة أنواع من الرادارات هي: رادار الكشف ورادار المتابعة ورادار الرمي، لافتاً الى ان رادار الكشف التقط الاحداثيات لكنها ظهرت انها خارج نطاق المنطقة التي تُسمى نطاق التأثير، وبالتالي لم يصدر الامر لرادار المتابعة لتتبع تلك الصواريخ ولم يعطَ الأمر لرادار الرمي لاعتراض تلك الصواريخ، لافتاً الى أن نطاق مدينة جرمانا ليس ضمن المنطقة المتفق عليها بين الجانبين الإسرائيلي والروسي.

وحول رد المقاومة على العملية رأى ان الامور تخضع لحسابات دقيقة، والرد لا يمكن ان يحصل في كبسة زر، لكن في الوقت عينه اشار الى احتمال أن تكون المقاومة بدأت عملية الرد على اغتيال القنطار، لكن الموضوع اخطر من ذلك ولا يقتصر على عملية رد على الاغتيال، فالعدو الصهيوني يحــــــاول منذ فترة استدراج المقاومة في سوريـــــا من خــــــلال عمل امني ما يدفعها الى سحب قواتهـــــــا من سوريا لاسيمــــا بعد الإنجــــازات الميدانية الكبيرة التي حققتها، الأمر الذي يزعج إسرائيل كثيراً.

عبد القادر: تنسيق مصالح بين الروس واسرائيل

العميد-المتقاعد-عبد-القادر

من جهته اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد نزار عبد القادر ان <علينا أن ننتظر لنرى أين الحقيقة بعدما تبنى <الجيش السوري الحر> العملية. ذلك أن هذا التبني أحدث زلزالاً قلب المعطيات، متسائلاً إن كان <الجيش الحر> يملك ذخائر واسلحة تستطيع تدمير مبنى الى هذه الدرجة؟ وهل يمكن ان يتبنى <الجيش الحر> عملية قد تتبناها اسرائيل؟. واعتبر ان الحرب سجال بين المعارضة والنظام. الروس موجودون في الجو. وان كان الاسرائيليون وراء العملية فهذا يدل على تنسيقهم مع الروس وقد اعلموهم بها من دون شك لأن ادارة الاشتباك بينهما هي منعاً للحوادث كما حصل مع تركيا. ثم ان اول جهة توافقت مع الروس هي اسرائيل، وعلى اعلى المستويات اي بين رئيس الوزراء الاسرائيلي <بنيامين نتانياهو> والرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> ثم بين هيئتي الأركان في البلدين. نعم هناك تنسيق مصالح بين الجانبين.

ماذا قالت زوجة القنطار السابقة؟

 

في اول رد فعل لها بعد تلقيها نبأ استهدافه، علقت زوجة القنطار السابقة كفاح كيال بأن قتال القنطار في سوريا ليس موجهاً ضد إسرائيل بل موجه ضد ثورة شعب. ومن المعروف ان اول قرار خلع تتخذه محكمة في فلسطين كان يوم اقرت المحكمة الشرعية في مدينة رام الله خلع الاسير القنطار عن زوجته الاسيرة المحررة كفاح كيال بعد 20 عاماً ونصف العام من الارتباط بموجب عقد قران رسمي تم بينهما عام 1992 أثناء وجوده في السجن الإسرائيلي. وقالت كيال يومئذٍ: <هذا القرار اعتبره انجازاً تاريخياً لقضايا المرأة لأن الخلع يُطبّق لاول مرة كقرار قضائي في فلسطين>، معربة عن سعادتها كونها نالت حريتها بعد 20 سنة من الاعتقال القسري والاجتماعي والشخصي، وقالت: <لقد نلت حريتي ولو بشكل مجتزأ فما زلت تحت الاحتلال ولكنني نلت الحرية الشخصية.

ومن المعروف ان هناك سيدة فلسطينية تُدعى ام جبر كانت تزور القنطار على الدوام في سجنه في اسرائيل كان يناديها بـ<أمي>، وقد حزنت بشدة على استشهاد القنطار حيث وصفت العملية بـ<يوم الكارثة> لكن مع تأكيدها بأن دماءه لن تذهب هدراً.

 

<الجيش الحر> يتبنى اغتيال القنطار

 

أما <الجيش السوري الحر> فقد أعلن في اليوم التالي لعملية الاغتيال في شريط <فيديو> نُشر على <الانترنت> تمكّنه من اغتيال القيادي في حزب الله القنطار ومرافقيه في عملية نوعية، نافياً ما يقوله الحزب عن استهداف القنطار من جانب الطيران الصهيوني.

ومما جاء في بيان <الجيش الحر>: <في عملية نوعية قام لواء المهام السرية بالعاصمة دمشق التابع لغرفة عمليات دمشق وريفها، وبالاشتراك مع لواء فرسان حوران التابع لفرقة شباب السنة، باغتيال سمير القنطار ومرافقيه. وننفي ما يقوله <حزب اللاة> عن استهدافه من قبل الطيران الصهيوني، وهذا الكلام الذي يقوله <حزب الشيطان> ما هو إلا محاولة منه لإحباط جماعة <الجيش السوري الحر> ولرفع معنويات المرتزقة جماعته. ولكننا لكم مع-نصرالله-يوم-خروجه-من-الاعتقالبالمرصاد ونقسم بالله أن جميع تحركاتكم تحت أنظارنا ولن تنجوا من ضرباتنا القادمة، والقادم أعظم بإذن الله>.

 

نصر الله: اعملوا على هذا الاساس

فيما كانت الانظار بعد عملية الاغتيال متجهة الى ما سيقوله الامين العام لحزب الله، أطل السيد حسن نصر الله مساء الاثنين ليعلن جملة مواقف رسم من خلالها خريطة جديدة من التعاطي مع اسرائيل، وتحديداً في ما يتعلق بعمليات اغتيال عناصر من الحزب. نصر الله أكد خلال اطلالته <ان سمير القنطار واحد منا، وقد قتله الاسرائيلي، ومن حقنا ان نرد على ذلك في اي مكان واي زمان وبالطريقة التي نريدها، ونحن في حزب الله سنمارس هذا الحق بعون الله والجميع عليه ان يعمل على هذا الاساس>.

وقال: <اي كادر او شاب من المجاهدين يُقتل غيلة نحمل المسؤولية للاسرائيلي، ومن حقنا الرد بأي مكان واي زمان وبالوسيلة التي نريدها، مشددا على ان تبني <الجيش الحر> الاغتيال لا يمتّ الى الحقيقة بصلة>.