تفاصيل الخبر

”إفطار الضاحية“ كرّس ترميم العلاقة بين جنبلاط وحزب الله لكن اللقاء مع نصر الله يحتاج الى ”ضمانات“ تؤمّن نجاحه!  

01/07/2016
”إفطار الضاحية“ كرّس ترميم العلاقة بين جنبلاط وحزب الله  لكن اللقاء مع نصر الله يحتاج الى ”ضمانات“ تؤمّن نجاحه!   

”إفطار الضاحية“ كرّس ترميم العلاقة بين جنبلاط وحزب الله لكن اللقاء مع نصر الله يحتاج الى ”ضمانات“ تؤمّن نجاحه!  

2

لا يمكن اعتبار مشاركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في إفطار خاص في مقرّ كتلة الوفاء للمقاومة الأسبوع الماضي، الا خطوة متقدمة في مسيرة إعادة ترميم العلاقات بين جنبلاط وقيادة المقاومة التي <انشعرت> مراراً وكادت أن تنكسر نهائياً لولا حرص الزعيم الدرزي على إبقاء <شعرة معاوية> مع حزب الله الذي بادل جنبلاط بحرص مماثل على رغم الحملات التي شنها رئيس الاشتراكي ضد الحزب وإيران على خلفية الحرب القائمة في سوريا. وما يؤشر الى الواقع المستجد في العلاقة بين الطرفين، اصطحاب جنبلاط معه الى الإفطار الوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور ونجله تيمور، ليجد في استقباله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ووزيري الحزب محمد فنيش وحسين الحاج حسن والنائبين حسن فضل الله وعلي عمار ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، ما جعل اللقاء يتجاوز المجاملة التي تتكرر في الإفطارات، الى ما هو أبعد من ذلك، لاسيما وأن اللقاء امتد على ثلاث ساعات متواصلة تم خلاله مناقشة كل الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية بدءاً من رئاسة الجمهورية الى قانون الانتخابات النيابية المقبلة، وصولاً الى تفعيل العمل الحكومي وملف النفط والأوضاع الأمنية وقانون العقوبات المالية الأميركية على حزب الله. وحده ملف الحرب السورية لم يتحمس أحد لفتحه خلال الإفطار وبعده، على خلفية ضرورة إنجاح هذا اللقاء من جهة، وعدم التطرق الى المواضيع الخلافية كي تُعطى للحوار المتجدد فرصة الوصول الى خواتيم سعيدة.

وعلى رغم تكتم الطرفين عن تفاصيل المداولات التي دارت بين جنبلاط ومضيفيه، لاسيما بعد تكاثر <الاجتهادات> و<النظريات>، فإن مصادر مطلعة أكدت لـ<الأفكار> أن الأجواء كانت إيجابية وهي ستؤسس لمزيد من التواصل بين الطرفين، لاسيما وأن قيادة المقاومة سجلت <بارتياح> مواقف كثيرة للنائب جنبلاط خلال الأشهر الماضية، اختلفت عن تلك التي صدرت عنه في فترات سابقة، واعتبرت أن هذه المواقف تفتح الطريق أمام إعادة تنظيم الحوار بين الحزب التقدمي وحزب الله، وإحياء اللجان المشتركة في البلدات والقرى المتداخلة، والتي كانت جُمدت نشاطاتها بقرار اشتراكي لم يطلب حزب الله العودة عنه، وترك للقيادة الاشتراكية أن تتخذ ما تراه مناسباً عند الضرورة. ويبدو أن هذه <الضرورة> حلت وأتى الإفطار الرمضاني ليكون سبباً مباشراً للقاء الذي سيعطي لـ<الممالحة> بين جنبلاط والحزب نكهة خاصة تختلف عن الحوار القائم بين حزب الله وتيار <المستقبل> الذي ما أن يتقدم خطوات قليلة حتى يعود الى نقطة البداية ويصبح <مكانك راوح>.

توافق على علاقة <متينة>

المصادر المطلعة تحدثت أيضاً عن توافق بين جنبلاط ومضيفيه على أن العلاقة بينهما يجب أن تبقى <متينة> وأن تمحى كل الآثار التي نتجت عن مواقف النائب جنبلاط خلال الأعوام الماضية، لاسيما بعد اندلاع الحرب في سوريا، خصوصاً أن ما أعلنه الزعيم الاشتراكي خلال الاشهر الماضية أزال تدريجياً <التشنج> الذي طغى على العلاقة بين الاشتراكي وحزب الله والذي بلغ الذروة عندما اتضح لقيادة المقاومة - وفق مصادر قريبة منها - أن جنبلاط سعى في وقت من الأوقات الى التمييز بين <جبهة النصرة> وتنظيم <داعش> واعتبار <الجبهة> خارج التوصيف الإرهابي بل هي <التنظيم الثوري> لـ<الجيش السوري الحر>. ولعل ما شهدته منطقة العرقوب من <تسهيلات> قدمت لمؤيدين لـ<النصرة> ما هو إلا الدليل على القرار الجنبلاطي بإعطاء <النصرة> علامات تميّز عن <داعش>. إلا أن جنبلاط أعاد النظر في وقت لاحق بهذا التقييم، وأعاد الأمور الى نصابها في العلاقة بين الاشتراكيين وأنصار <جبهة النصرة>.

وتعتبر المصادر المتابعة للحراك الجنبلاطي أن الإفطار الرمضاني أوضح الكثير من النقاط الخلافية بين الجانبين، ما جعل جنبلاط يخرج مرتاحاً منه وهو الذي كان مهّد لهذا الإفطار بسلسلة مواقف أعاد فيها رئيس الحزب الاشتراكي رسم المشهد السياسي اللبناني الراهن، لاسيما في ما خص الاستحقاق الرئاسي من خلال المقاربة اللافتة التي برزت في حديثه التلفزيوني الأخير والذي تحدث فيه عن عدم ممانعته من انتخاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية لأن الطريق الى خيارات اخرى ليست سالكة وآمنة بعد نظراً للتداخل الاقليمي والدولي في الملف الرئاسي اللبناني. كذلك كان لمواقف جنبلاط من قانون العقوبات الأميركية على حزب الله، الصدى الإيجابي لدى قيادة الحزب التي قال أحد المقربين منها أنها <مواقف واقعية وموضوعية> صدرت عن زعيم دار المختارة، وهو كرّرها خلال الإفطار وبعده.

Joumblatt_Raad

رغبة متبادلة في فتح القنوات

 

وفي هذا السياق، قالت مصادر في حزب الله لـ<الأفكار> ان الانطباع الذي تكوّن لدى قيادة المقاومة بعد مداولات الإفطار أن النائب جنبلاط راغب في فتح قنوات الاتصال من جديد على مستوى عالٍ وهو أراد الوقوف على حقيقة مواقف الحزب وتوجهاته المقبلة بهدف إعادة إطلاق البحث الجدي في صيغة للتفاهم والتنسيق تواكب الحوار بين <المستقبل> وحزب الله وتساعد على تذليل العقبات أمام الوصول الى نتائج عملية فيه. أما <الرسالة> الأبرز التي أراد جنبلاط إيصالها الى حزب الله - وقد وصلت بالفعل حسب المصادر نفسها - فهي تركز على طمأنة قيادة المقاومة على أنه - أي جنبلاط - لن يكون مصدر <قلق> أو <إزعاج> للحزب في الآتي من الأيام، وأنه يتطلع استطراداً الى <معاملة بالمثل> لقيادة الحزب الاشتراكي التي يمهد جنبلاط انتقالها بـ<سلاسة> الى نجله تيمور الذي أشركه في الإفطار مع <ملهمه> الوزير أبو فاعور الذي بات <المستشار الأبرز> للزعيم الشاب تيمور وجليسه في كل المناسبات، لاسيما خلال استقبال الوفود الشعبية والحزبية في دار المختارة كل يوم سبت!

وتساءلت مصادر متابعة عما إذا كان <إفطار الضاحية الجنوبية> قد حضّر للقاء بين جنبلاط والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، لاسيما وأنهما لم يلتقيا منذ زمن بعيد، والوقت بات مناسباً لحصول تواصل مباشر. إلا أن مصادر في حزب الله اعتبرت أن جنبلاط <خطا خطوة مهمة> صوب <منطقة> الحزب بعدما كانت تصريحاته <رممت> التصدع الذي أصاب جسور هذا التواصل، لكن من المبكر الجزم بإمكانية لقاء سريع بين <السيد> و<البيك> وإن كانت النتيجة الطبيعية لإعادة التواصل بين الطرفين، حصول مثل هذا اللقاء. لكن ثمة من يرى أن النائب جنبلاط لا يريد أن <يحرق المراحل> وأنه لا بد من الوصول مسبقاً الى تفاهم حول كثير من النقاط المطروحة حتى يكون اللقاء بين السيد نصر الله والنائب جنبلاط <مكرساً> لهذا التفاهم لأن أي فشل في هذا المجال يترك تداعيات غير مرغوب فيها على العلاقة بين الطرفين. إلا أن المصادر  نفسها تتحدث أيضاً عن <إرادة متبادلة> لإتمام مثل هذا اللقاء شرط توفير <ضمانات> نجاحه سلفاً!.