تفاصيل الخبر

افرام خرج بعد تباين في المواقف مع باسيل وروكز يستكمل مسيرته بعيداً عن ”الرفاق والأقارب“!

01/11/2019
افرام خرج بعد تباين في المواقف مع باسيل  وروكز يستكمل مسيرته بعيداً عن ”الرفاق والأقارب“!

افرام خرج بعد تباين في المواقف مع باسيل وروكز يستكمل مسيرته بعيداً عن ”الرفاق والأقارب“!

 

كثيرة ستكون تداعيات <ثورة 17 تشرين الأول> (أكتوبر) على الساحة السياسية اللبنانية، وعلى أوضاع الأحزاب اللبنانية التي لم تشارك في الحركات الشعبية التي حصلت خلال الأيام الماضية، ولو اكتفت بإصدار مواقف مؤيدة حيناً، ومتحفظة أحياناً، مع العلم بان صيحات المتظاهرين والمعتصمين لم ترحم رؤساء الأحزاب والكتل النيابية وشخصيات سياسية وروحية نالتها سهام التجريح حيناً، والنقد اللاذع أحياناً...

والى أن تنجلي صورة المشهد السياسي لمرحلة <ما بعد التوتر>، بدا <تكتل لبنان القوي> أول المتأثرين بالحراك الشعبي ليس فقط من خلال استهداف رئيسه الوزير جبران باسيل مباشرة أو مداورة، بل كذلك على صعيد بنية التكتل الذي فقد اثنين من أعضائه في الأيام العشرة الأولى لـ<الثورة>، هما النائب العميد شامل روكز والنائب نعمت افرام. صحيح ان النائب روكز <علّق> عضويته في <تكتل لبنان القوي> منذ شهر أيار (مايو) الماضي، إلا ان هذا الموقف ظل مكتوماً وبعيداً عن الإعلام، الى أن كشفته تطورات الأحداث الأخيرة. في حين ان النائب افرام فاجأ المسؤولين والسياسيين وقاعدة <التيار الوطني الحر> عندما أعلن عن خروجه من <التكتل> الذي ــ كما قال ــ فشل في تحقيق تطلعات الشعب وحاجاته. ولعل المشاركة المباشرة للنائب افرام في التجمعات الشعبية التي نظمتها <القوات اللبنانية> و<الحراك المدني> في منطقة ذوق مكايل (في كسروان) ظهّرت الى العلن الخلاف الصامت الذي حصل بين افرام ورئيس <التكتل> الوزير باسيل الذي لعب دوراً كبيراً في أن يكون افرام على لائحة <لبنان القوي> في الانتخابات النيابية الماضية على رغم معارضة قاعدة <التيار> و<عديله> النائب شامل روكز الذي كان شكا في الانتخابات من <الانحياز الكامل> لباسيل تجاه رفيق اللائحة النائب افرام ومرشح <التيار> روجيه عازار الذي فاز أيضاً بأحد المقاعد المارونية في دائرة كسروان ــ جبيل وكاد أن يُسقط زميله في اللائحة شامل روكز.

 

افرام يبتعد...

 

والذين رافقوا النائب افرام منذ ما قبل الانتخابات وما بعدها، لاحظوا منذ اليوم الأول وجود تباين في وجهات النظر بينه وبين رفاق اللائحة، ثم بعد ذلك <الرفاق> في <تكتل لبنان القوي>، إلا ان أحداً لم يكن يعتقد بأن هذا التباين سيظهر بسرعة مع بدء الحراك الشعبي الذي دفع بافرام الى الخروج من <التكتل> واختيار القاعدة الشعبية، من دون أن يعني ذلك انضمامه الى خيارات <القوات اللبنانية>. ويقول عارفو النائب افرام، انه كان يشعر خلال الفترة التي انقضت بأن أفكاره الاصلاحية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي لم تجد آذاناً صاغية لدى رئيس <التكتل> الوزير باسيل إذ انه يملك رؤية اقتصادية مختلفة عن تلك التي تبناها الوزير باسيل، وعندما حاول افرام تمرير أفكاره الاصلاحية من خلال ترؤسه لجنة الاقتصاد في مجلس النواب اصطدم بمعارضة ضمنية من فريق <التيار الوطني الحر>، كما انه غُيّب عن اجتماعات الخبراء الاقتصاديين التي انعقدت في قصر بعبدا ثم في قصر بيت الدين والتي نتجت عنها ورقة اقتصادية اصلاحية اعتمد بعض ما فيها في الورقة الاصلاحية التي تبنتها حكومة الرئيس سعد الحريري واعتبرتها جزءاً لا يتجزأ من الخطوط العريضة لمشروع موازنة 2020. ويضيف المطلعون ان النائب افرام سعى بكل جهده لايصال أفكاره الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلا ان جهوده لم تثمر وظلت أفكاره ملكه فقط!

وبدا من خلال مسار التطورات التي رافقت مراحل <الثورة> ان النائب افرام كان يبتعد تدريجياً عن تكتله النيابي ليقترب أكثر الى <جبهة الرفض> داخل حلفاء <التيار> وصولاً الى القاعدة الشعبية الكسروانية التي أعطته عدداً كبيراً من الأصوات التفضيلية في الانتخابات النيابية الأخيرة، الى أن عبّر عن خياره النهائي بالابتعاد عن <التكتل> حيث قال: <كنت متحالفاً مع التيار، وأصبحت خارج <تكتل لبنان القوي> لأني تمايزت عنهم وأنا مستقل، وبتنا في ثورة وهي صوت الحق>. وتبنى افرام مطالب <الثوار> لاسيما لجهة اسقاط الحكومة وتغييرها لإعادة الثقة مع انتخابات مبكرة مع القانون الانتخابي نفسه وإعادة الأموال المنهوبة. وعندما سئل افرام عن تقييمه لعمل <التكتل> الذي انتسب إليه ما بعد الانتخابات النيابية، اعتبر ان <التكتل> لم ينجح في انقاذ العهد وإزاحة البلاد من المهوار <لذلك أنا ابتعدت ولكني فرحت عندما رأيت ما يقوم به الشعب اللبناني وكنت أفكر بالهجرة، ولكن عندما رأيت هذا المشهد تراجعت عن قراري>. وفيما يعتبر النائب افرام ان الصدقية مفقودة والثقة مفقودة بين الشعب والطبقة السياسية، دعا افرام الرئيس الحريري الى تغيير الحكومة والاتيان بحكومة جديدة.

 

... و<الصهر> العميد خارج <التكتل>!

 

أما على جبهة النائب روكز، فإن لمواقفه تداعيات سياسية وعائلية على حد سواء. فعلى الصعيد السياسي لم يفاجأ أحد بخروج <صهر الرئيس> من <تكتل لبنان القوي> لأنه ابتعد عملياً عنه منذ شهر أيار (مايو) الماضي، إلا ان المفاجأة كانت في أن الخروج النهائي حصل خلال الأزمة السياسية والأمنية الحادة التي عصفت بالبلاد. فالتمايز بين النائب روكز و<التيار> كان واضحاً خصوصاً خلال اعداد مشروع موازنة العام 2019 وما فرض على العسكريين المتقاعدين (وهو واحد منهم) من اجراءات رأى فيها روكز انها تمس عسكريين أعطوا دمهم وحياتهم في سبيل المؤسسة العسكرية، فعارض الموازنة وانتقد طريقة مقاربة تعويضات العسكريين وصار يبتعد تدريجاً عن توجهات <التكتل> الذي انتمى إليه. ثم أتت <الثورة> لتبعده نهائياً عن <التيار الوطني الحر> الذي لم يكن عضواً فيه بل صديقاً، إضافة الى علاقته الخاصة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كان يقول عنه انه <مثل ابنه> وصورة طبق الأصل عنه عندما كان شاباً!

ولا يجد من يحاول معرفة أسباب ابتعاد العميد روكز عن <التكتل> صعوبة في ذلك، لأن <النائب العميد> صريح وجريء ويقول الأشياء كما هي من دون قفازات، فهو أعلن صراحة تأييده لـ<الحراك الشعبي> ويرى ان <الشارع يطالب ويتظاهر ويعبر عن غضبه، لكن لا أحد يسمع ويستجيب. صوت الشعب صوت مقدس ويجب احترامه، وأقل شيء يجب أن تكون هناك حكومة مصغرة تحقق طموحات الشعب لتظهر حسن نية للشعب الموجود في الساحات>. وفيما يوجه روكز <تحية وحدة وتضامن للشعب اللبناني على صموده ووقفته وعزته وكرامته>، يؤكد ان موقفه ليس موقفاً عائلياً أو نقاشاً عائلياً لأن هذا هو مصير الوطن، و<أنا نبهت أن دم العسكر والشهداء سيؤدي الى هزة في البلد، والاقتطاع من حقوق ناس مظلومة سيوصلنا الى ما وصلنا إليه>.

ويضيف: <ولا يوم انطلقت بمواقفي من منطلقات عائلية، أنا مع المتظاهرين قلباً وقالباً وإذا تطلبت التطورات أن أكون معهم فسوف أكون... ويشرفني أن أكون معهم، وإن شاء الله تزداد الأعداد لنثبت ديموقراطيتنا وعزة نفسنا. الشعب الموجود في الساحات يجب أن يُستمع إليه من أعلى الهرم الى أصغر شخص>. ويبرز النائب روكز تمايزه حين يؤكد دعمه للرئاسة، لكنه في المقابل يرى ان ورقة الاصلاحات التي أقرها مجلس الوزراء <غير قابلة للتنفيذ في هذه اللحظة التاريخية>، معتبراً انه يجب الفصل بين النيابة والوزارة و<أنا أعرف ماذا يحصل في مجلس النواب وطريقة العمل فيه>. وعندما يسأل روكز عن علاقته برئيس الجمهورية، يجيب: <أنا مع فخامة الرئيس وله كل التقدير والاحترام وأتمنى أن يكون قراره سريعاً بتشكيل حكومة جديدة مصغرة وكفوءة ونزيهة... فخامة الرئيس اختصاصه الساحات والشعب، ويسمع الصوت المقدس الذي هو صوت الشعب>! ويقرّ روكز بأنه لم ير رئيس الجمهورية منذ زمن، وهو يفضل أن يتوجه إليه عبر الشاشات ووسائل الإعلام، متحدثاً عن <قريبين منه> يؤثرون سلباً عليه وعندما يسأل عما إذا كان الوزير باسيل هو من هؤلاء، يجيب روكز: <أياً كان... لم أذهب منذ مدة الى قصر بعبدا لكي أعرف من هو المحيط بفخامة الرئيس>!

 

 

أبعاد عائلية... وكلودين مع زوجها!

هذا في السياسة، أما في البعد العائلي فلا يخفي مطلعون ان الخلاف بين النائب روكز والوزير باسيل انعكس على زوجته السيدة كلودين عون روكز التي تعتبر، مع شقيقتها السيدة ميراي عون الهاشم المستشارة الرئيسية للرئيس عون، ان مواقف الوزير باسيل وسياسته أضرّت بالرئيس عون وبصورته لدى الشعب اللبناني الذي يحب <الرئيس ــ الجنرال> ويروي مطلعون عن تطورات حصلت خلال الأيام الماضية ابتعدت بعدها الابنتان عن قصر بعبدا حيث حلّ الوزير باسيل مع أفراد عائلته لتعذر انتقاله من منزله الى مكتبه نتيجة أحوال الطرق المقفلة. وعكست السيدة كلودين موقفها المتمايز والقريب من مواقف زوجها النائب روكز في تغريدة وجهتها الى والدها يوم السبت الماضي قالت فيها كلاماً مباشراً وآخر غير مباشر، لكن من يفهم طبيعة العلاقة بين الرئيس عون وكريمته كلودين يدرك ان وراء الأكمة ما وراءها. وجاء في التغريدة التي أرفقتها بصورة تجمعها مع والدها الرئيس: <وعّيتني ع حب الوطن. قلتلي إنو كل شيء ببلش بحلم. حلمت بلبنان سيّد، حرّ ومستقل وتحقق الحلم. وحلمت بلبنان التعايش والانفتاح والمحبة. زرعت فيّي التفكير الحر. ولا مرة ما سمعتني ودايماً احترمتلي رأيي وشجعتني دافع عنو. علّمتني الصدق، وعلّمتني كون سيدة حرة ومستقلة، وكون تيار ووطنية وديموقراطية واحترم رأي غيري. علّمتني إنو حرية المعتقد الديني والسياسي مقدّسة وإنو فكر الانسان حرّ بحلّق كيف ما بدّو وحدو بيتحمل مسؤوليتو بالخطأ وبالصواب. وإنو حق الاختلاف وحرية التعبير هنّي ثوابت ما لازم نمسّ فيون حتى ما نخسر الوطن. علّمتني إنو سقف الحرية هو الحقيقة، مش الشتيمة والأذى والكذب. علّمتني قول الحقيقة وبس الحقيقة، لأنا وحدا بتحررنا. بحبك لآخر الدني وبحبك لكل دقيقة عزّ وفخر عيّشتني ياها>!