تفاصيل الخبر

  «AFEJ » لـغــــــدٍ أفـضـــــــــل!

04/09/2015
   «AFEJ » لـغــــــدٍ أفـضـــــــــل!

  «AFEJ » لـغــــــدٍ أفـضـــــــــل!

 

بقلم عبير انطون

SAM_1209 هم الخميرة الصالحة التي يراد بها تصحيح المسار الإعلامي المعوجّ اليوم في أكثر من وسيلة وموقع. جمعية خريجي الصحافة الفرنكوفونية المختصرة فرنسياً بكلمة < أفيج> انتخب أعضاؤها مؤخراً الإعلامية نضال ايوب رئيسة والسيدة يمنى الشكر  غريّب أمينة للصندوق وممثلة للجمعية لدى الحكومة، فضلاً عن ميرنا الأسمر زهار في نيابة الرئاسة، وشانتال اده لأمانة السر وإيلي احوش للمحاسبة والعلاقات الإعلامية.

فما الذي سيتغير مع عهد الـ<افيج> الجديد الممتد على ثلاث سنوات؟ كيف سيفعّل العمل لهذه <النخبة> التي منذ تأسست وضعت نصب أعينها اداءً صحافياً يرسو على القيم والاخلاق الإعلامية؟ من أين التمويل للجمعية الواسعة الطموح، المتواضعة الموارد النقدية؟

لقاء < الافكار> مع كل من السيدتين نضال أيوب ويمنى الشكر غريّب  يوضح التفاصيل.

ــ لنبدأ <ريسة> نضال من البيان الذي أدليتم به إثر الانتخاب في آب/ أغسطس الماضي: <العمل على إرساء أداء صحافي يمتاز بالجودة ومعايير الرقي، بما يعكس القيم المهنية الحقيقية وأصالة مجتمعنا <هل تجدين ان هذه القيم مخترقة بشكل واسع اليوم في ساحتنا الإعلامية اللبنانية وتتطلب ثورة  من الـ<افيج> عليها؟

أجابت نضال أيوب:

- شخصياً لا اؤمن بما يسمى ثورة لا في مجال الإعلام ولا في أي مجال آخر، لأن الثورة في النهاية تعود بك الى المكان الذي انطلقت منه لا بل الى ما هو أسوأ. لا ندعي اننا سنغير كل شيء. هدف الـ<افيج> منذ وجودها هو تشكيل علامة فارقة، اي ان نجعل نحن كصحافيين مهنيين الأداء الصحافي مرتكزاً على قيم ومبادئ، عندها يكون للصحافيين مرجعية في الاداء الصحافي الجيد. في الوضع الذي نعيشه قراءً ومشاهدين وحتى من يعتبرون انفسهم صحافيين لا نلمس ارتكازاً الى مرجعية فكرية او مهنية تميز الصح من الخطأ في الاداء والتطبيق.

 

 أخلاق إعلامية..

 

ــ المطالبة بشرعة أخلاقية للإعلام في لبنان حثيثة منذ سنوات الا ان بعض أبناء المهنة يعتبرها كمّا للحرية في التعبير والاداء..

 - دورنـــــا في الجمعيـــــة ان نضيئ على المعـــــايير المهنية التي يجب ان تكون الممارســــة على اساسها والدفاع عنها والالتزام بها وتطبيقها عند التنفيذ.

ــ كيف تترجمون ذلك على ارض الواقع الإعلامي؟

- اولاً من خلال عملنا نحن كصحافيين، فنكون مرجعا للآخرين، ويمكن ان نشكل ما يمكن تسميته <اوبسرفاتوار> او مرصد..  فعندما تطالعنا مذيعة مثلاً ان جمع حجر هو <احجرة> وتقول أخرى <أرواح النفايات> بدلاً من <روائح> النفايات، فإن هذا غير مقبول . هذه أخطاء ويجب الاشارة اليها، وعلى من يشير الى هذه الاخطاء ان يكون صحافياً حتى يؤخذ الأمر على محمل الجد. فهناك مئات التعليقات والانتقادات لمثل هذه الأمور عبر صفحات التواصل الاجتماعي الا انها لا تكتسب صدقيتها الا من مرجعية صحافية.

ــ كانت هذه أهداف الـ<افيج> منذ ولادتها قبل 14 عاما. ماذا تحقق منها سيدة نضال؟

 - نعمل اليوم بمنهجية جديدة. ننطلق من تقييمنا للتجربة السابقة ووجدنا الحاجة لرص الصفوف بشكل اكبر، لمشاركة أوسع من الخريجين، لأننا في جمعية خريجي الصحافة الفرنكوفونية نضم اكثر من اسم بارز ولامع من رئيس تحرير <الماغازين> بول خليفة الى آن ماري حاج وندى مرعي ورولا دوغلاس في جريدة <لوريان لو جور > وأمل الاندري في جريدة <الاخبار> ورلى معوض في صحيفة <النهار> ورلى راشد ومدير كلية التواصل والإعلام في الجامعة الانطونية جوزف مكرزل وقبله ميرنا ابو زيد ومجموعة من الاساتذة حاملي شهادة الدكتوراه في الجامعات المختلفة، فضلاً عن اقلام عديدة لها قراؤها ومتابعوها ومنهم من رحلوا عنا وكانوا مميزين مثل رلى الايوبي في محطة <بي بي سي> وكوليت شيباني رئيسة تحرير مجلة <نون>.. هذه الاسماء وغيرها موجودة في مواقع استراتيجية، اذا ما تضافرت جهودها فإنها حتماً ستثمر. الهدف يبقى نفسه، الا ان السؤال يكمن في الوصول الى تحقيقه وبأية سبل. علينا ان نغير استراتيجيتنا ومنهجية العمل وهي بدأت مؤخراً من خلال الانتخابات في الجمعية، انتخابات بكل ما للكلمة من معنى، فلم تجرِ الأمور بالتوافق انما بمشاركة كبيرة وفعلية. مسعانا ان ينتسب جميع الخريجين الى الجمعية وان يكونوا معنيين وناشطين، وبشكل خاص الموجودين في مواقع المسؤولية.

وتزيد الرئيسة:

- نحن جمعية صحافيين فرنكوفونية الا انه لا يجب ان تؤخذ كلمة <فرنكوفونية> بالمعنى اللغوي الضيق. الفرنكوفونية مجموعة من القيم الانسانية، بينها الفكر الديموقراطي الذي نفتقده في البلد حتى في المجال الصحفي. هدفنا ان نشكل جسر عبور وتواصل مع مختلف وسائل الإعلام العربية، وهذا ما بدأنا بالعمل عليه. في هذا المجال اعطيكم مثالاً: <نحن من سوّق <معرض الكتاب الفرنسي> فعلياً في وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية التي كانت تنشر مقالاتنا حتى انها شكلت العناوين الاولى لبعض الصحف والمجلات. فمن خلال جناح <افيج> الذي لم يتعدَ 15 متراً، عملنا كوكالة انباء تتواصل مع الجميع بمن فيهم الوكالة الوطنية للإعلام ما أدهش الفرنسيين انفسهم، حتى انهم ضاعفوا مساحة جناح الـ<افيج> من تلقاء أنفسهم للعام التالي.

وتشدد يمنى غرّيب من ناحيتها:

 - الفرنكوفونية تحمل التعدد في جوهرها لأن الدول الفرنكوفونية تضم دولاً من مختلف القارات. فالعالم الفرنكوفوني واسع جداً ويشمل عدداً من الدول العربية، بهذا المعنى يمكننا ان نشكل صلة وصل على الصعيد الاعلامي ما بين الصحافيين الناطقين بالفرنسية والناطقين باللغة العربية مع الاحترام للقيم نفسها. وعندما يقصدنا صحافيون اجانب وفرنكوفونيون فإننا نشكل كـ<أفيج> الارضية الصالحة والمرجعية لعملهم والتي تختلف عن طريقة العمل الصحفي الذي نراه اليوم بحكم الواقع الإعلامي الموجود.

يا خريجين !!..

ــ ما هو عدد المنتسبين الى <افيج> اليوم سيدة نضال؟

 - عدد الخريجين في الدفعات المختلفة 350 شخصاً منذ نشأتها حتى توقفها في العام 2010، ينتسب منهم الى الـ<افيج>  لهذا العام 55 لهم وجودهم ودورهم وفاعليتهم، وهدفنا الابرز يبقى انتساب كل الخريجين.

SAM_1217ــ ولماذا تم انتخابك برأيك؟

- عليك التوجه بهذا السؤال الى الناخبين. وتفاجأت ان الانتخاب بالاجماع.

وتشرح السيدة يمنى الشكر الأسباب كما تراها من ناحيتها:

 - لقد صوتت لنضال وسأشرح أسبابي. انا مؤمنة بأنها الشخص المناسب في المكان المناسب. فإن <افيج> بحاجة لوجه معروف ومجلَ في الإعلام، وسيرة نضال المهنية تتحدث عنها أكان في مشوارها التلفزيوني من خلال إعداد التقارير او التغطيات المباشرة، او في تدريسها الجامعي، فضلاً عن انها كانت اولى دفعتها. هي جدية، ودرست العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية ما يطمئن الى خلفيتها الثقافية. عملها دقيق مثل <النملة> ولا يمكنني سوى ان اذكر الابتسامة المرسومة بشكل دائم على وجهها. لا ننتقص من قيمة احد ولا ممن سبق وترأسوا الـ< افيج>  وبذلوا جهداً فيها وأضافوا إليها من نكهتهتم الحيوية.

وتعود ايوب للتأكيد:

- مع انطلاقة الـ<افيج>  في العام 2001 كل خريج كان منهمكا بعمله. ومن سبقوا كانت لهم مهمة التعريف بهذه الجمعية وهذا ليس بالأمر السهل وسط الانهماكات والشجون اللبنانية اليومية. من الظلم ان نتكلم باسم شخص واحد، لان من يدير الـ<أفيج> هو هيئة إدارية متكاملة. مهمتنا اليوم والتي تلي مرحلة التعريف بالجمعية هي التفعيل ورسم الاهداف الواضحة والسعي لبلوغها. من الآن وصاعداً علينا ان نعطيها المدى المأمول منها.

ــ هل من مخطط واضح تنفذونه في مهلة معينة؟

- بالتأكيد، تقول نضال. هناك منهجية عمل تنفذ على مدى ثلاثة اعوام هي مدة انتخاب الهيئة الادارية ورئاسة <الـ<أفيج>> ويقع التنفيذ في شقين: اول داخلي تنظيمي اذ ان احد اهدافنا الاساسية هو تشكيل لجان، كل منها مسؤولة عن تحقيق هدف معين، بمعنى مأسسة العمل، والشق الآخر هو علاقة الـ<أفيج> بمختلف وسائل الإعلام والمجتمع ككل عبر خطة عمل واضحة. يهمنا الانفتاح على الجامعات، اذ ان نسبة كبيرة منا نحن المنتسبين، ندرّس في الجامعات ونعرف بأن منهاج تعليم الصحافة في الجامعات ناقص وغير فعال وفي شق كبير منه لا يخدم الطالب في العمل على الارض لاحقاً حيث يختلف الأمر بشكل كبير عن الدروس الاكاديمية، والتجاوب واضح من خلال اتصالاتنا مع الجامعات المختلفة.

وتزيد الرئيسة بحماسة:

-  نبغي ايضاً تنظيم ندوات وورش عمل فضلاً عن منشورات حول الطريقة الصحيحة للعمل الصحفي في لبنان والعالم العربي.. كذلك فاننا نسعى الى الانفتاح على وسائل الإعلام عبر تنظيم ندوات وورش عمل لصحافيين مهنيين،لأن صحافيينا بحاجة الى إعادة تأهيل واطلاع على مختلف التقنيات الحديثة في العالم. ولأننا على تواصل جيد مع صحافيين لامعين عبر العالم اجمع، فإنه بمقدورنا تأمين لقاءات معهم.

وحول الجانب المادي تشرح:

- ولتأمين التمويل وحتى نبقى مستقلين سوف نعمل على مستويين: دورات تدريب لأشخاص ومدراء تنفيذيين للتواصل مع وسائل الإعلام في ما يعرف بـ<public speaking> ويكون ذلك مدفوعاً لدعم الـ<افيج>، كما يمكن ان نتقدم بمشاريع مثلاً الى الاتحاد الاوروبي او جهات مانحة دولية كبرى، وهذا ما بدأنا العمل عليه، مع الاشارة الى اننا جميعنا متطوعون في الجمعية ونعمل بشكل مجاني.لا نريد ان نسمى على احد حتى نحافظ على صدقيتنا واستقلاليتنا.

 لا سهرات.. لا استعراضات !

ــ هل تفكرون بسهرة او مناسبة لدعم الجمعية؟ وأين مقرها؟

- لا، الجانب الاستعراضي نحن بعيدون عنه.لا نريد ان نشبه غيرنا. عملنا مهني اكاديمي وهو وحده يعرّف بنا. اما مقرنا فهو في شقة صغيرة عند ساحة ساسين نجري فيها اجتماعاتنا المكثفة هذه الايام.

ــ هل للجمعية مواقف مما يجري من أحداث، التظاهرات الشعبية في وسط البلد مثلاً؟

- لا موقف لدينا من الحدث السياسي بل من تغطية وأداء وسائل الإعلام لهذا الحدث. نحن نسعى للإفادة بطرق اخرى. فعلى موقعنا مثلاً يتم نشر جميع <الرسالات> التي ناقشنا على اساسها لنيل شهادة الديبلوم، ومنها يستفيد شبابنا، ومثال على ذلك فإن المحامي المعروف الكسندر نجار ارتكز على رسالة السيدة يمنى غريب للديبلوم حول رواية <Enfant Terrible> (الطفل الرهيب) لميشال زكور.

ــ هناك جمعيات تقوم على مراقبة الاداء الإعلامي او التعاطي مع الصحافيين مثل < سكايز> مهارات < وغيرهما..

- نحن نختص بالاداء. نراقب بفعالية الاداء الصحفي، ومدى مهنية التغطية الصحفية لهذا الحدث او ذاك.

ــ هل من تنسيق مع النقابات؟ محررين؟ صحافيين..

- في مرحلة سابقة تواصلنا مع نقابة المحررين ومع وزير الثقافة سابقاً طارق متري. ونتعاون مع جمعية <مهارات>. شبكتنا متنوعة.لا نضع أنفسنا في منافسة بل في موقع مختلف.

SAM_1226ــ ونسأل أمينة الصندوق: ما هو رسم الانتساب سيدة يمنى، وممن تتلقون الدعم حالياً؟

- هو رسم رمزي بقيمة 30 الف ليرة سنوياً. اما دعم الـ<أفيج> فيتشكل من الانتسابات وبعض البنوك وبعض الشخصيات التي تؤمن بالفرنكوفونية، بينها مثلاً الوزير ميشال اده الذي دعمنا سابقاً وكان يتولى حقيبة وزارة الثقافة والتعليم العالي، اي لما ولدت هذه الشهادة بين الجامعة اللبنانية بالتعاون مع جامعة <باريس2> والمعهد الفرنسي للصحافة (IFP) ومركز التدريب المهني للصحافيين <CFPJ>. هذه الاتفاقية تخوَل حامل ديبلوم الدراسات العليا إكمال الدراسة ونيل شهادة الدكتوراه وذلك بالاستناد الى المرسوم الجمهوري الصادر سنة 1983 تحت رقم 900، ووقّع الاتفاقية يومئذٍ الوزير الراحل أسعد دياب بوصفه رئيسا للجامعة .

ــ هل تشكل ال> افيج> حصانة ما، بطريقة ما للمنتسب اليها؟

- لم نصل لهذه المرحلة. نحن الآن في مرحلة بناء الهيكل لصحافيين مهنيين اخلاقيين من مختلف الاختصاصات والطوائف والجهات والمناطق لتحسين وجه الصحافة، مرآة المجتمع والبلد.

ــ هل من حنين نضال لشاشة التلفزيون وكنت من البارعات في اخبار محطة الـ<ال بي سي> كمراسلة متميزة ام انك مكتفية بالتدريس ما بين جامعتي الانطونية والكسليك الآن؟

- للصراحة، لا حنين.. فما أراه على التلفزيونات لم يعد يشبهني!

ــ سيدة يمنى، هل زوجك الإعلامي اللامع وزميلنا في مجلة <الافكار> سعيد غريّب منتسب الى الـ<أفيج> أيضاً؟

لا للأسف.. الا اننا نعتبره <صهر الجمعية>.