تفاصيل الخبر

إدارة "بايدن" ستغازل إيران... لإنهاء حزب الله 

19/11/2020
إدارة "بايدن" ستغازل إيران... لإنهاء حزب الله 

إدارة "بايدن" ستغازل إيران... لإنهاء حزب الله 

بقلم خالد عوض

[caption id="attachment_83234" align="alignleft" width="377"] "بني غانتز": سيصبح رئيس وزراء إسرائيل في آخر فصل من ٢٠٢١ ليستلم دور... الشرطي.[/caption]

لا شك أن رفض الرئيس الأميركي الحالي "دونالد ترامب" الإعتراف بنتائج الإنتخابات وإعاقته بالتالي كل إجراءات الإنتقال السلس للسلطة يؤثر على قدرة الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب "جو بايدن" على الإمساك بالملفات الدولية الحساسة والتحضير المناسب للتعامل معها. ولكن من الواضح أن "بايدن" سيؤسس على ما سيقوم به "ترامب" في الشهرين الباقيين من ولايته مهما وصلت تمادياته وسيستفيد منها إلى أقصى حد، خاصة في ما يتعلق بالشرق الأوسط. 

الشرطي... الإسرائيلي 

من الواضح أن إدارة "ترامب" قررت إعطاء دور عسكري أكبر لإسرائيل في المنطقة. في الحسابات الأميركية المالية البحت من الأجدى للولايات المتحدة أن توسع الدور العسكري الإسرائيلي وتوفر عشرات المليارات من الدولارات من النفقات المباشرة على جيشها وقواعدها في دول المنطقة. وفي ظل التماهي بين السياستين الأميركية والإسرائيلية والثقة المتبادلة والعلاقة الوطيدة بينهما على المستوى الأمني والإستخباراتي والعسكري يستغرب أعضاء في إدارة "ترامب" لماذا تأخرت الولايات المتحدة في ذلك حتى الآن. ربما لم تكن الأرضية صالحة قبل ذلك في ظل العداوة العربية شبه الشاملة مع إسرائيل. ولكن كل ذلك تغير اليوم مع رياح التطبيع ودور إيران المستجد الذي يعتبره معظم العرب الخطر الحقيقي عليهم.

الإنسحاب الأميركي من المنطقة: خطة ظرفية أو خدعة عسكرية؟

لن تلغي الولايات المتحدة كل قواعدها في المنطقة بل على العكس ما زالت تطور بعضها. فالتحكم بمسارات النفط ومصادره مسألة إستراتيجية لأميركا لن تفوض بها أحداً. ولكنها ستخفف إلى حد كبير من وجودها في الدول القريبة من إسرائيل مثل سوريا والعراق. إعلان إدارة "ترامب" عن الإنسحاب من المنطقة قبل نهاية السنة ليس خدعة بل قرار منسجم مع التوجه الأميركي العام بتلزيم إسرائيل دوراً أكبر في المنطقة. أما أفغانستان فالإنسحاب الأميركي منها محسوم ومسألة وقت وترتيبات لوجستية لأن الوجود العسكري هناك لم تعد له أي قيمة إستراتيجية بل مصائبه أكثر بكثير من فوائده. هناك تفسير آخر للرحيل الأميركي العتيد له علاقة بالتكنولوجيا. فمن خلال الوجود السيبرياني والطائرات المسيرة وأسلحة جد متطورة تمت تجربتها مؤخراً بنجاح على أهداف متعددة في إيران ويمكن التحكم بها عن بعد لم يعد من الضروري الإحتفاظ بوجود عسكري كبير على الأرض. النفوذ العسكري في المستقبل لم يعد يتطلب الوجود اللوجستي نفسه. عندما تعلن الولايات المتحدة أن القمر سيصبح عام ٢٠٢٤ وجهة سياحية وأن الرحلات إلى المريخ ستبدأ اعتباراً من سنة ٢٠٢٧ لن تكون قاعدة في التنف في سوريا أو في عين الأسد في أنبار العراق هي التي ستحدد مدى نفوذ الولايات المتحدة هنا أو هناك، خاصة عندما يكون الوكيل الإسرائيلي موجود بقوة ولم يعد مغضوباً عليه عربياً كما كان في الماضي.  

ترامب وبايدن متفقان في مسألة وحيدة: إنهاء حزب الله 

[caption id="attachment_83235" align="alignleft" width="333"] وزيرة الخارجية المحتملة في إدارة "بايدن" سوزان رايس: لا مطلقة لدور حزب الله العسكري.[/caption]

كتب "جو بايدن" في مقال له في أيلول (سبتمبر) الماضي أنه سيعود بسرعة إلى الإتفاق النووي مع إيران. رد عليه منذ أيام وزير الخارجية "محمد جواد ظريف" بأن إيران ترحب بالخطوة الأميركية بشرط عودة الولايات المتحدة عن كل العقوبات التي فرضتها اثر انسحابها من الإتفاق. هذا من سابع المستحيلات خاصة في ظل سلسلة العقوبات التي تنهال بها إدارة "ترامب" على إيران. الأرجح أن "بايدن" سيعود إلى المفاوضات ولكنه لن يوقع على الإتفاق نفسه الذي أبرمه "باراك اوباما" وسيستخدم سياسة الجزرة من جهة وسياسة عصا "ترامب" أي العقوبات المفروضة لإدخال تعديلات عليه. لا ينوي "بايدن" فرض المزيد من العقوبات ولذلك لا يمانع فريقه بما يفعله "ترامب" حالياً. ولكنه لا يمانع أيضاً في أن تتولى إيران دوراً إقليمياً ثابتاً لا يتضارب مع الدور الإسرائيلي. ولكن ما ترفضه إدارة "بايدن" بالمطلق هو بقاء حزب الله بشكله العسكري الحالي. كل المؤشرات تؤكد أن هناك إجماعاً أميركياً عابراً للحزبين الجمهوري والديموقراطي بأن دور حزب الله المهدد لإسرائيل يجب أن ينتهي. إما أن تنهيه إدارة "ترامب" بطريقة أو بأخرى خلال الشهرين الآتيين أو تطلبه إدارة "بايدن" من إيران كشرط مبدئي على طاولة المفاوضات...

الإنتخابات الإيرانية أهم للبنان من الإنتخابات الأميركية

كما "ماطلت" إيران في عدة مواقف من العراق إلى اليمن مروراً بسوريا ولبنان بانتظار نتائج الإنتخابات الأميركية ستنتظر إدارة "بايدن" الإنتخابات الإيرانية في حزيران (يونيو) ٢٠٢١، بل ستحاول أن تكون من أهم المؤثرين فيها. ولذلك لن تستطيع "إدارة" الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تفرض أجندة صعبة على الأميركيين ولا بد لها أن تقدم تنازلات إن هي أرادت أن تحرز إنجازاً في الإتفاق النووي خلال الستة أشهر المقبلة. صحيح أن مسألة دور حزب الله مرتبطة بمرشد الثورة علي خامنئي وبالحرس الثوري الإيراني ولا يتبع الرئاسة، إلا أن دوره الإقليمي الذي كان محورياً خلال الفترة السابقة أصبح عبئاً ثقيلاً على إيران وهناك ضبابية كبيرة على دوره المستقبلي. كما أن تمويل الحزب وأخبار الفساد المتربطة ببعض أعضائه أمور لم يعد المجتمع الإيراني يهضمها في ظل الصعوبات الإقتصادية والمالية ومؤخراً الصحية التي تواجهها إيران.  يبقى أمام الحزب تحدي مواجهة إسرائيل الذي يبقى إحتمالاً وارداً في أي لحظة ويمكن أن يكون خاتمة دوره العسكري بغض النظر عن نتيجة هذه الحرب.