تفاصيل الخبر

أبواب العاصمة الروسية مفتوحة لزيارات قياديين لبنانيين أبرزهم العماد عون  

08/04/2016
أبواب العاصمة الروسية مفتوحة لزيارات قياديين لبنانيين أبرزهم العماد عون   

أبواب العاصمة الروسية مفتوحة لزيارات قياديين لبنانيين أبرزهم العماد عون  

hariri-putin-2الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري لموسكو الأسبوع الماضي، لم تكن الأولى له سواء عندما كان رئيساً للوزراء في السراي الكبير، أو قبل دخوله إليه وبعد خروجه منه... إلا أن توقيت زيارته الأسبوع الماضي مع الوفد الذي رافقه والذي ضمّ وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب السابق غطاس خوري ومدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان، حمل الكثير من التساؤلات لارتباطه بموضوعين أساسيين: الأول لبناني يتصل بالاستحقاق الرئاسي المجمّد منذ 22 شهراً، والثاني إقليمي يتعلق بمستقبل سوريا ومسار الحرب فيها والمفاوضات لوقف هذه الحرب... كذلك فإن الزيارة اكتسبت أهمية خاصة بعد استقبال الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> للرئيس الحريري والوفد المرافق له، وهو أمر لم يكن يحصل دائماً في الزيارات الحريرية السابقة للاتحاد الروسي.

وإذا كان الرئيس الحريري قد استبق زيارته بالتأكيد على أن العنوان الأبرز فيها هو الملف الرئاسي اللبناني وضرورة إنجازه بمساعدة روسية نظراً لعلاقة موسكو الوطنية بطهران، فإن المعلومات التي توافرت عن محادثات الرئيس الحريري في العاصمة الروسية أشارت الى اهتمام خاص أعطاه الضيف اللبناني للوضع في سوريا محاولاً معرفة آفاق المساعي القائمة لإيجاد حل للحرب السورية التي دخلت عامها السادس على وقع تبديلات على الأرض لصالح النظام السوري، ما كانت لتتحقق لولا التدخل العسكري الروسي المباشر منذ أشهر. وما سمعه الرئيس الحريري في هذا السياق يدل على أن السياسة التي اتبعتها موسكو في الحرب السورية مستمرة على خطين: الأول تسهيل التفاوض على الحل السياسي ودعم المبادرات القائمة في هذا الاتجاه، والثاني احترام الإرادة السورية في ما خص مستقبل الرئيس بشار الأسد وعدم توقع أي تدخل روسي لتحديد مصير الرئيس السوري. وتؤكد المعلومات الواردة من العاصمة الروسية ان المسؤولين الذين التقاهم الرئيس الحريري شعروا أن الرئيس السابق للوزراء في لبنان وزعيم تيار <المستقبل> أظهر اهتماماً استثنائياً بالأوضاع في سوريا وحاول أن يفهم من محدثيه أي مسار ستسلكه الأزمة السورية في الآتي من الأيام، وما إذا كانت موسكو راغبة في حصول انتقال سياسي في سوريا، وغيرها من الأسئلة التي لم تجد كلها الأجوبة الروسية الواضحة إذ آثر المسؤولون الروس التركيز على الثوابت المعلنة في سياستهم، مع الاستعداد للانفتاح على الطروحات التي يمكن أن ترد في هذا المجال من دول معنية عربية أو إقليمية، من بينها السعودية التي ركز الرئيس الحريري في كلامه مع الروس على أهمية دورها في هذه المرحلة بالذات، والتأثير الإيجابي الذي يتركه أي تنسيق بين موسكو والرياض في مقاربة الأوضاع في دول المنطقة، ولاسيما منها الدول المضطربة وفي مقدمها سوريا واليمن والعراق.

موسكو مع احترام إرادة المسيحيين

أما في الشأن المحلي اللبناني، فكان الاستحقاق الرئاسي الطبق الرئيسي في المحادثات بين الرئيس الحريري ومضيفيه الذين أعادوا التأكيد على استعدادهم للعب أي دور يمكن أن يساهم في الإسراع في إنجاز هذا الاستحقاق، من دون أن يعني ذلك أن موسكو راغبة في أن تضغط على هذا الفريق لمصلحة ذاك الفريق، أو أن تستعمل نفوذها لتحديد خيارات اللبنانيين، ذلك ان موسكو كما أكد وزير الخارجية <سيرغي لافروف> للرئيس الحريري لن تتدخل في أمر تعتبره سيادياً بالنسبة الى لبنان، وهي - أي موسكو - تأمل في أن يتخذ جميع الشركاء الخارجيين الموقف نفسه ويحترمون هذه المبادئ لأنه لا بدّ للشعب اللبناني أن يحل  المشاكل التي تواجهه بنفسه ولوحده.

وفي ترجمة عملية لوقوف موسكو على مسافة واحدة من جميع القيادات اللبنانية، لاسيما المعنية منها بالاستحقاق الرئاسي، قالت مصادر معنية لـ<الأفكار> إن القيادة الروسية أوعزت الى السفير الروسي في بيروت <الكسندر زاسبكين> الاستمرار بالتواصل مع القوى السياسية اللبنانية والزعماء المعنيين للمساعدة في <لبننة> الملف الرئاسي من خلال تذليل العقبات التي يمكن أن تواجه مبادرات معينة في اتجاه الملف الرئاسي. وأكدت المصادر ما سبق أن أشارت إليه <الأفكار> في عدد سابق، من أن شخصيات سياسية لبنانية بارزة ستتلقى دعوات لزيارة موسكو خلال الفترة المقبلة، من بينها رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي كان تلقى دعوة روسية قبل أسابيع لكن برنامجها لم يكن قد أُنجز، ما جعل زيارة الحريري تسبق زيارة <الجنرال>.

وفي المعلومات أيضاً، أن المسؤولين الروس أكدوا للرئيس الحريري على أهمية <طمأنة> المسيحيين في أي خيار رئاسي مرتقب، وضرورة المحافظة على القواعد الدستورية التي تحمي صيغة العيش المشترك وتمنع شعور المسيحيين بالغبن أو التهميش، لاسيما وأن الوجود المسيحي في الشرق يتلقص تباعاً بفعل الأحداث الدامية التي وقعت في سوريا والعراق، وبات لبنان الدولة الوحيدة التي يحتفظ فيها المسيحيون بحضور ودور يحققان <شراكة وطنية> كاملة وغير منقوصة بكل تفاصيلها. وسمع الرئيس الحريري <ثناء روسياً> على جلسات الحوار التي تُعقد بدعوة من الرئيس نبيه بري مع رغبة ضمنية بأن يتم التوصل خلالها الى نتائج عملية  تؤدي الى اتفاق يحيي المؤسسات الدستورية وفي مقدمها رئاسة الجمهورية. كما شجع المسؤولون الروس حوار <المستقبل> - حزب الله، متسائلين عن السبب الذي يحول دون حوار مماثل بين <التيار الأزرق> والتيار الوطني الحر وغيره من القوى السياسية لوضع حد للتجاذبات القائمة، خصوصاً أن أي دور يمكن أن تلعبه موسكو لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين لن يحمل في طياته <انحيازاً> روسياً لهذا الفريق أو ذاك، وإن كانت العبارة التي رددها الروس خلال لقاءاتهم مع الرئيس الحريري قد تمحورت حول حتمية <احترام> إرادة المسيحيين في كل ما يتصل بالاستحقاقات الدستورية، وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي والانتخابات النيابية التي سأل الروس لماذا لا تتم مع الانتخابات البلدية والاختيارية؟!