تفاصيل الخبر

”أبو مازن“ لعون: لا بديل عن الجيش والحكومة لحماية المخيمات الفلسطينية من الخلايا الإرهابية!  

03/03/2017
”أبو مازن“ لعون: لا بديل عن الجيش والحكومة  لحماية المخيمات الفلسطينية من الخلايا الإرهابية!   

”أبو مازن“ لعون: لا بديل عن الجيش والحكومة لحماية المخيمات الفلسطينية من الخلايا الإرهابية!  

1 عندما قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يكون أول رئيس عربي يزور لبنان بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لم يكن يريد في الواقع أن يسجل هذا الامر على أنه حدث سياسي تستهلكه وسائل الإعلام خلال ساعات ثم تنساه، بل أراد <أبو مازن> أن يوصل الى لبنان رسائل عدة بعضها مباشر والبعض الآخر غير مباشر، خلاصتها أن الفلسطينيين في لبنان لن يكونوا حجر عثرة في انطلاقة العهد الرئاسي الجديد ومعه حكومته الجديدة، وان لا بديل للفلسطينيين غير غطاء الدولة اللبنانية لأنه بغير ذلك ستكون الفوضى عارمة، والخطر على المخيمات الفلسطينية سيكبر أكثر فأكثر، وقد <يفلت الملف> بعد ذلك الى تطورات غير مريحة تتناغم مع ما يجري في الجوار اللبناني من أحداث.

 

عباس ولعبة

 اسرائيـــل

والذين التقوا الرئيس الفلسطيني خلال إقامته في لبنان، أيقنوا أن الرئيس عباس الذي يواجه الكثير من التحديات والإرباكات من سلطة الاحتلال الاسرائيلي، مصمم على الصمود مع الشعب الفلسطيني ولن يلعب لعبة الإسرائيليين القائمة على معادلة <احرجوه... فاخرجوه>، لقناعة لدى الرجل بأن <العصر الإسرائيلي> لن يتكرر، وأنه يكفي أن يقرر عباس البقاء في الضفة الغربية مع ابناء شعبه يواجه الصلف الاسرائيلي، حتى لا يتغير الواقع الديموغرافي في أراضي السلطة. لذلك بدا <أبو مازن> خلال محادثاته مع الجانب اللبناني حريصاً على إبقاء المخيمات الفلسطينية خارج دائرة الصراعات الإقليمية والمجاورة حتى يتبلور المشهد اكثر ويصبح في الإمكان اتخاذ مواقف جذرية.

<لا بديــل عـن الجيش>

لحمايــة المخيمــــات

وفي هذا الإطار، تشير المعلومات المتوافرة لـ<الأفكار> أن الرئيس الفلسطيني كان حريصاً على أن يبلغ الجانب اللبناني ولاسيما الرئيس عون، أن التعاون مع الحكومة والجيش وقوى الأمن اللبنانية في ما خص أمن المخيمات <لا بديل عنه، وهذا ما نريده>، داعياً الى رفع مستوى التنسيق، الى اعلى مستوى وتفادي تكرار ما حصل سابقاً من إرباكات على صعيد التنسيق، خصوصاً بعدما تعذّر على القوة الأمنية الموحدة التي شُكّلت تنفيذ المهام المطلوبة منها على رغم المحاولات التي جرت لاحتواء أنصار من <حماس> والإسلاميين. وهذه التجربة التي أصيبت بنكسات متتالية دفعت الرئيس الفلسطيني الى القول بأن التنسيق النظري شيء، والتنسيق العملي شيء آخر، ما جعله يضيف ان موضوع المخيمات يجب أن ينتهي بالطريقة التي ترضي اللبنانيين والفلسطينيين معاً، وإذا عرقل الإرهابيون والأصوليون أمن المخيمات، (وخصوصاً في مخيم عين الحلوة)، فإن القوى الفلسطينية الموالية لمنظمة التحرير الفلسطينية جاهزة للقيام بالواجب! ولمزيد من التأكيد قال الرئيس الفلسطيني لمحدثيه من اللبنانيين انه مع المعالجة الفورية للحالات الشاذة في المخيمات، وكل شيء يتم بالتوافق والتفاهم يؤدي الى نتائج عملية.

وإذا كان الرئيس عباس قد أظهر مرونة وتجاوباً لافتين حيال أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان، فإن النقطة الأبرز التي اعتُبرت سبباً بعدم ثبات الإجرءات المتخذة والمتفاهم عليها، كانت العلاقة شبه المقطوعة بين حركة <فتح> وامتداداتها في المنظمات الفلسطينية، وحركة <حماس> حيث لم تنجح المساعي التي قامت بين <فتح> و<حماس> بوقف الخلافات وتوحيد الجهود، ما ترك مضاعفات سلبية على أكثر من محور وقضية. وبدا من خلال ما دار من حديث أن إمكانية التوافق بين <فتح> واخواتها و<حماس> غير واردة في الوقت الراهن.

ونقل أحد الوزراء الذين شاركوا في المحادثات عن أحد أعضاء الوفد الفلسطيني قوله بأن لدى <حماس> رغبة في أن تكون بديلاً عن منظمة التحرير والدولة الفلسطينية، وأن ارتباطها مع حركة <الاخوان المسلمين> يجعل حدودها خارج فلسطين وصولاً الى ليبيا وسوريا وغيرهما، والمستفيدة الأولى من هذا الواقع هي اسرائيل التي تمكّنت من <سلخ> غزة عن الوطن الأم أي فلسطين! ويضيف الوزير المعني ان الرئيس عباس يتوقع <مواجهة ما> بين المنظمة و<حماس> خصوصاً بعدما رفضت الأخيرة قرار السلطة الفلسطينية بإجراء انتخابات بلدية في كل من الضفة وغزة، ما يعني أنها ستُجرى في النهاية في الضفة فقط.

 

تــواصل أميركي - فلسطيني مخابراتيــاً

عباس-ابراهيم-2

وبين الواقع المتردي في العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة <حماس>، وواقع العلاقات الخارجية للسلطة الفلسطينية، بدا من خلال المحادثات اللبنانية - الفلسطينية، ان الفارق كبير، ذلك أن الرئيس عباس الذي شكا من العلاقة مع <حماس>، بدا مرتاحاً للعلاقات الفلسطينية - الدولية، سواء لجهة رفض المجتمع الدولي للاستيطان الاسرائيلي، أم لجهة عدم التجاوب مع قرار الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> بنقل مقر السفارة الأميركية الى القدس الى درجة أن <ترامب> نفسه الذي بدا متحمساً خلال حملته الرئاسية لتنفيذ القرار، خفف قليلاً من اندفاعه بعد تسلمه مقاليد الرئاسة. وثمة معطيات تشير الى دور فاعل لعبه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين في اقناع <ترامب> خلال لقائهما في واشنطن بعيد تسلم الرئيس الأميركي الجديد سلطاته الدستورية، بالتريث في تطبيق هذا القرار نظراً لانعكاساته الخطيرة على العلاقات الأميركية - العربية، وفي هذا السياق قالت مصادر معنية ان العاهل الأردني استعمل عبارة <يدمّر كل شيء> في معرض الحديث مع الرئيس الأميركي حول تداعيات قراره.

وفي معلومات <الأفكار> ان التواصل الفلسطيني - الأميركي تجدد مع حلول الإدارة الأميركية الجديدة لاسيما من خلال زيارة مدير المخابرات الفلسطيني الذي نقل الى مسؤولين في إدارة <ترامب> واقع ما يجري في الأراضي الفلسطينية، وتلت هذه الزيارة، زيارة من مدير المخابرات الأميركية <CIA> لرام الله حيث تركز البحث على خيار الدولتين كحل ممكن للقضية الفلسطينية، لاسيما وأن الرئيس عباس كان قد أكد أن السلطة الفلسطينية تؤيد خيار الدولتين ولا تقبل بأي حل آخر، علماً أن ثمة تضحية كبرى من الجانب الفلسطيني في القبول بقيام دولة فلسطين الى جانب دولة اسرائيل بحيث تعيش الدولتان بأمان واستقرار. ووفق المعلومات نفسها، فإن الموقف الأميركي <تفهّم> وجهة النظر الفلسطينية إضافة الى تفهّمه ضرورة التنسيق لمواجهة الإرهاب الذي تشكو منه دول العالم بأجمعها. إلا أن الشكوى الفلسطينية من مواقف رئيس الوزراء الاسرائيلي <بنيامين نتنياهو> لا تنتهي، وأصبح لدى الرئيس عباس - كما قال للموفد الأميركي - قناعة بأن <نتنياهو> لا يؤمن بالسلام وهو غير مستعد له وما إصراره على الاستيطان إلا لزيادة الخلافات واستمرار التوتر، لاسيما وأن الجانب الفلسطيني أبلغ الأميركيين أن السلطة لن تقبل بالاستيطان مطلقاً.

وإذا كان الرئيس عباس قد بدا خلال محادثاته في بيروت مترقباً ردود الفعل الأميركية الجديدة في عهد <ترامب>، فإنه في المقابل أبلغ الجانب اللبناني ارتياحه <الكبير> لمواقف الدول الأوروبية التي اتخذت مواقف الى جانب القضية الفلسطينية، لاسيما لجهة الاعتراف بدولة فلسطين حيث وعد الرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> بإعلانه قبل مغادرته قصر <الاليزيه>، وهو يعمل الآن مع عدد من الدول الأوروبية مثل بلجيكيا وايرلندا واسبانيا والبرتغال ليكون الاعتراف جماعياً، بعدما تأمن اعتراف اكثر من 12 برلماناً أوروبياً منها الألماني والبريطاني.

في أي حال، شكلت زيارة الرئيس عباس مناسبة لتجديد التواصل مع السلطة الفلسطينية بعد تعثر خلال فترة الشغور، و<أبو مازن> وعد بأن يكون الى جانب المؤسسات الأمنية اللبنانية لإبقاء المخيمات خارج أي سخونة يمكن أن تنتقل إليها بفعل تسلل الإرهابيين والمتطرفين الى أحيائها وشوارعها، فهل ينجح الرئيس عباس مع اللواء عباس ابراهيم في تحييد المخيمات؟ ســــؤال يبقى الجواب عنه معلقاً الى إشعار آخر!