تفاصيل الخبر

ابـن تنورين الشيخ مـوريس طربيـه: أنشات مشروع «كاسكادا مـــول » فـي البقــاع لأنــه يمثــل 43 بالمئـــة مــن مساحــة لبــنان!  

14/08/2015
ابـن تنورين الشيخ مـوريس طربيـه: أنشات مشروع «كاسكادا مـــول » فـي البقــاع لأنــه يمثــل 43 بالمئـــة مــن مساحــة لبــنان!   

ابـن تنورين الشيخ مـوريس طربيـه: أنشات مشروع «كاسكادا مـــول » فـي البقــاع لأنــه يمثــل 43 بالمئـــة مــن مساحــة لبــنان!  

بقلم طوني بشارة

1  ليس من المبالغة القول ان قرار الهجرة أو العودة الى الوطن، وكلاهما أمرّ من الآخر هما من أصعب الخيارات التي يمكن ان يقدم عليها المرء في لحظة حاسمة من حياته، علماً ان هذين الأمرين فقدا بمرور الزمن الكثير من مبرراتهما الذاتية والموضوعية، وخبت جذوة ما كان معقوداً عليهما من آمال واحلام وطموحات، خصوصاً بعد مقتل أكثر من مهاجر لبناني في ساحل العاج وكندا.

لقد مرّ على اللبنانيين ابان الحرب الاهلية، لاسيما على شريحة اجتماعية كانت قد بلغت درجة من الاستقرار المادي والوظيفي، زمن لم يألفوا مثله من قبل، جعلهم تحت رحمة حرب طائفية عبثية قذرة، فتلاشت لديهم كل مقومات الصمود الوطني التي استحالت ضرباً من الانتحار والموت البطيء لا يدرون في اي لحظة أو اي مكان يكون فيه حتفهم.

في مثل تلك الاجواء، كان العديد من اللبنانيين، عائلات وافراداً، يتهافتون على سفارات الدول الاوروبية والاميركية، سعياً للخلاص والنجاة، ودونما اي اعتبار لوظيفة أو عمل أو دراسة أو مستقبل.

وبالرغم من هجرتهم القسرية، فقد تأقلم اللبنانيون مع أوضاع بلاد الغربة، فنجحوا أينما حلوا في العالم بإثبات قدراتهم المهنية والثقافية والإبداعية وحتى السياسية. وتمكّنت الجاليات اللبنانية في عدة دول من تشكيل جزء مهم من اقتصاديات الدول المضيفة كما في الإمارات والبحرين وليبيا وساحل العاج وفنزويلا والبرازيل... كما ان تحويلات المغتربين المالية إلى ذويهم إضافة إلى استثماراتهم في لبنان ساهمت إلى حدٍ بعيد في دعم الاقتصاد اللبناني.

هاجر اللبنانيون وهم يعتقدون ان الهجرة الى هذا البلد أو ذاك لم تكن إلا نوعاً من هجرة الضرورة، محكومة بالعودة آجلاً أو عاجلاً، الا ان تاريخ الهجرة اللبنانية يؤكد عكس ذلك، فعدد المهاجرين في الانتشار يفوق 4أكثر من خمسة أضعاف المقيمين. انها سنة الهجرة التي تحول المرء من مهاجر الى مشروع مواطن، الى مواطن قلباً وقالباً، بمعنى ان الجيل الاول يؤسس للثاني، والثاني للثالث، وهكذا الى ان تنقطع صلة الرحم والتواصل الوطني ويبلغ التغريب اقصى مداه.

من هذا المنطلق، يخشى الآباء ظاهرة التغريب التي تستبد بأبنائهم شيئاً فشيئاً مخافة ان يصبحوا بمرور الوقت جزءاً من مجتمع الاغتراب بكل مظاهره الاجتماعية والثقافية والاقتصادية و<النوستالجية>، لاسيما وان النطق بلغة بلادهم أضحى ثقيلاً على ألسنتهم وغالباً ما يستعيضون عنه بلغات <ضرائر> هي أجدى لهم وأسهل في استعمالهم داخل المنازل وخارجها، والى ذلك تتأصل في نفوسهم مجموعة من قواعد السلوك والعوائد والتقاليد غريبة عن أهلهم ومحيطهم، فلا المناسبات العائلية والاعياد الدينية والوطنية توحي لهم بشيء ولا صلة الرحم والقرابة والصداقة بين أبناء جلدتهم تعنيهم من قريب أو بعيد، ولا وجبات الأطعمة المنزلية تفتح شهيتهم بعدما تحولت اذواقهم ومذاقاتهم الى وجبات سريعة <فاست فود> عند <ماكدونالد> أو <هارفيز> أو <بيرغر كنغ> أو سواها.

ورغم اشكالات التغريب والاندماج والخشية من انحرافات الابناء ومشاعر الحنين، فإن جذوة العودة لدى معظم اللبنانيين لم تنطفئ وباقية حية في نفوسهم، هذه الجذوة دفعت العديد من المغتربين الى اتخاذ قرار العودة الى الجذور وتحدي المشاكل الامنية والسياسية التي يمر بها الوطن، والسعي لبدء حياة استثمارية جديدة في لبنان.

العديد من المغتربين من كبار رجال الاعمال اتخذوا قرارهم، نقلوا مشاريعهم واستثماراتهم الى لبنان، غير آبهين بنصائح الاهل والاقارب بعدم الاستثمار في بلد يعاني للأسف من أزمات أمنية وسياسية محلية واقليمية. بنوا مشاريعهم متكلين على الله تعالى معتبرين ان الوطن في الوقت الحالي بأمس الحاجة اليهم، وخير دليل على ذلك الشيخ موريس طربيه ابن الثمانين عاماً الذي ترك بلدته تنورين وهو في العاشرة من عمره قاصداً وعائلته فنزويلا حيث كافح وعمل في ميادين مختلفة الى ان استقر في العقد الرابع من عمره في مجال استثمار <المولات> وهو يمتلك حالياً فروعاً عدة لـ<كاسكادا مول> في العديد من دول العالم. و<كاسكادا> وفقاً لطربيه كلمة فنزويلية وتعني الشلال، واختار طربيه هذه التسمية تيمناً بشلال قريته تنورين التحتا الذي لطالما لعب مع رفاقه بالقرب منه وهو لم يكمل بعد العاشرة من عمره.

عاد موريس طربيه الى بلده الأم منذ أربعة أعوام بعد ان أمضى 70 سنة في فنزويلا، وذلك اثر تأثر أعماله بالأحوال الاقتصادية التي مرت بها اميركا اللاتينية، ففكر في العودة الى بلاده للاستثمار غير آبه بنصائح الاهل والاقارب الذين تهيبوا  الاوضاع الأمنية المتردية محلياً واقليمياً. استثمر بداية في مجال العقارات عن طريق تشييد الابنية وبيعها، وكان استثماره مربحاً، الأمر الذي شجعه على إنشاء شركة خاصة به وتدعى SAM_6806<inter mall group>  وعاد للاستثمار في مجال المولات عن طريق إطلاق مشروع <كاسكادا مول> في البقاع.

 عن اختيار منطقة البقاع يقول طربيه: اخترت البقاع بعد ان استعنت بشركات عالمية متخصصة بدراسة الجدوى الاقتصادية لمواقع المشاريع، وبنتيجة الدراسة تم اختيار منطقة البقاع لاعتبارها تشكل 43 بالمئة من مساحة لبنان، كما انها قريبة من سوريا والاردن.

 ويتابع طربيه: أعتبر ان هذه المبادرة تهدف الى توفير ولأول مرة في منطقة البقاع التي تضم أكثر من 600 ألف نسمة مقصد متعدد الاستخدامات يخدم تطلعات سكان المنطقة الى معايير معيشية عصرية ضمن مجتمع متطور، تم تطويره وفقاً لأعلى المعايير المتبعة علمياً وعالمياً.

11 صالة سينما ومجموعة مطاعم

 وعن مشروع <كاسكادا مول>  يقول طربيه: <مساحته تبلغ 210 آلاف متر مربع ويضم أكبر تجمع لسلسلة المطاعم العالمية. ويتسع هذا التجمع لـ 1500 شخص، كما يضم المشروع 11 صالة للسينما وأكبر ملعب مخصص للأولاد بمساحة 5000 متر مربع. كما يضم ايضاً <هيبرماركت> ضخماً جداً، وفندقاً يدعى <كاسكادا> وعيادات خارجية متخصصة بمجال التجميل، مما يعني ان الاهمية الاقتصادية لهذا المشروع متوافرة عن طريق تأمين حوالى 3000 فرصة عمل لأبناء المنطقة، ناهيك عن توفير متعة التسوق للزبائن.

وفي ما يتعلق بالمشاكل التي واجهته أثناء تنفيذ مشروعه يقول طربيه: ان العدو الاكبر للمشاريع الاقتصادية في لبنان هو الروتين الإداري الذي تعاني منه المؤسسات المعنية بإعطاء التراخيص، ناهيك عن الكذب والمراوغة ومحاولة عرقلة التراخيص بغية الحصول على البراطيل.

عن مشاريع <inter mall group> المستقبلية يشير طربيه: نحن بصدد استلام الرخص التي تخولنا إنشاء مشروع مماثل لمشروع البقاع على اوتوستراد البلمند وسنطلق عليه ايضاً اسم <كاسكادا مول> وهو بمواصفات مشروع البقاع نفسه.

2

مشروع جبور

 وبدوره برونو جبور، وبعد غربة دامت 20 سنة متنقلاً بين دول اوروبية عديدة عاد ابن الـ(38 عاماً) من بلاد الاغتراب ليؤسس مشروعاً للتخييم في منطقة دلبتا، مشروع وصفه جبور بحلم حياته وأطلق عليه اسم <village nature>، شيّد جبور مشروعه على ارتفاع 550 متراً وبمساحة فاقت الـ 23000 متر مربع، مؤمناً بذلك فرص عمل عديدة لأبناء المنطقة غير آبه بالتكاليف التي تكبدها، معتبراً ان كل من يتكل على الله سيكون النجاح والتوفيق من نصيبه.

عن مواصفات المشروع يقول جبور: ان مشروع <village nature> هو مشروع للتخييم والترفيه، يضم 12 <كرافاناً> (قافلة)، لكل <كرافان> مساحة خاصة به، كما يحتوي المشروع على مطعم يقدم المأكل والمشرب للزوار بأسعار تنافس أسعار السوق، وهذا المشروع يعتبر أول مشروع للتخييم على ارتفاع 550 متراً تم تشييده بعد الاستعانة بشركات عالمية قامت بدراسة الموقع، وأعطت تقارير مفصلة، وأعلنت ان الموقع يحتوي على مواصفات بيئية وترفيهية معتمدة عالمياً، مما جعله مقصداً للعديد من أبناء المنطقة المقيمين والمغتربين بعد ان علموا بمواصفات الموقع من الناحية العلمية والجمالية، ومما ساعد على نجاح المشروع هو ان طريق الوصول اليه سهلة جداً، فالمشروع يبعد فقط 10 دقائق عن بلدة غزير و40 دقيقة عن بيروت و20 دقيقة عن منطقة جبيل.

ونزولاً عند رغبة الزائرين عمد جبور الى توسيع مشروعه عن طريق إضافة ملاعب للـ<paint ball> سيتم تدشينها مع نهاية الشهر المقبل، والمشروع هو عائلي بامتياز وسيضيف إليه جبور كل ما من شأنه تأمين التسلية والترفيه للزوار.

وشدد جبور على ان مشاريع استثمارية ترفيهية كمشروع  <village nature> تسهم في رفع قيمة الاراضي في المنطقة وتساعد على تثبيت الاهالي في بلداتهم وأرضهم وتحد من الهجرة الداخلية والخارجية لأهل المنطقة وتسهم في تحريك الدورة الاقتصادية كما تؤمن التسلية والترفيه للأهالي.

 

سارة منقارة بنت طرابلس

3

أما سارة منقارة ابنة طرابلس البالغة من العمر 26 سنة فولدت وترعرعت في أميركا على اعتبار ان أهلها تركوا لبنان ابان حرب العام 1975، وشاءت الظروف ان تفقد سارة نظرها في عمر السبع سنوات، بسبب خلل ناتج عن الجينات الوراثية على اعتبار ان أهلها أقارب. وبالرغم من فقدانها لنظرها تابعت سارة تخصصها الجامعي وتخرجت من جامعة <هارفرد> في اختصاصات عدة(اقتصاد - رياضيات وعلاقات اجتماعية).

إعاقة سارة لم تقف عائقاً أمام طموحها، فتحدت القدر وعمدت الى تأسيس مؤسسة محلية في أميركا اطلقت عليها تسمية <eti> مؤسسة هدفها مساعدة كل كائن معاق، وتأهيله وتدريبه وتشجيعه على مواجهة إعاقته وجعله عنصراً فعالاً في مجتمعه. وتمكنت سارة بفضل طموحها وشجاعتها وحبها لتحدي الاعاقة من انشاء فروع عديدة لمؤسستها في <نيكاراغو> و<تايلند> مما جعل مؤسستها تكتسب صفة عالمية. سارة اليوم أرادت الاستقرار في لبنان، غير آبهة بالمشاكل الامنية المحلية والاقليمية، وتمكنت بعد محاولات عديدة من إنشاء فرع لمؤسستها في طرابلس، ومهمة هذا الفرع تأهيل وتدريب العديد من الافراد الذين لديهم إعاقات جسدية أو عقلية أو حتى كل شخص يتيم أو مشرد، وجعلهم عناصر فاعلة في المجتمع. وأقامت سارة كبداية لعمل مؤسستها في لبنان مخيماً ضم حوالى مئة شاب وصبية من المناطق اللبنانية كافة، مكفوفين وغير مكفوفين، مما سمح لأصحاب الإعاقة بالتأقلم مع مجتمعهم. وتخلل هذا المخيم حلقات تدريبية وتأهيلية وبرامج تسلية وترفيه لمدة شهر تقريباً، جعلت أصحاب الإعاقة يشعرون بأمل جديد لهم في الحياة.

عن مدى تجاوب المجتمع الاهلي مع أهداف مؤسسة <eti> تقول منقارة: لقد تمكنت من إقامة ندوات عدة لدى الجامعة اللبنانية والجامعة الاميركية، وبالفعل لاقى برنامج <eti> التجاوب التام من قبل المجتمع الاهلي، حيث تطوع العديد من طلاب الجامعة كل حسب اختصاصه لخدمة المعاق ووضع قدراتهم وخبراتهم بهدف إنجاح وتحقيق اهداف مؤسسة <eti> الساعية لخلق الثقة لدى الايتام والمعاقين وجعلهم عناصر فعالة في مجتمعهم الذي للأسف ما زال حتى الآن ينظر اليهم بطريقة مختلفة عن نظرته لباقي الافراد.