تفاصيل الخبر

”ابنة الجبل“ منال عبد الصمد أرضى توزيرها جنبلاط فأعلن ”هدنة“ مع الحكومة ”لاعطائها“ فرصة!

30/01/2020
”ابنة الجبل“ منال عبد الصمد أرضى توزيرها جنبلاط فأعلن ”هدنة“ مع الحكومة ”لاعطائها“ فرصة!

”ابنة الجبل“ منال عبد الصمد أرضى توزيرها جنبلاط فأعلن ”هدنة“ مع الحكومة ”لاعطائها“ فرصة!

مرة جديدة، يبدو فيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب والوزير السابق وليد جنبلاط في وضع محيّر بين تأييد حكومة الرئيس حسان دياب إكراماً لحليفه الدائم الرئيس نبيه بري، أو معارضته لإرضاء حليفه الآخر الرئيس سعد الحريري. وبين هذين الخيارين خرج <أبو تيمور> بصيغة لا يموت فيها الذئب ولا يفنى الغنم تقوم على الدعوة الى اعطاء الحكومة فرصة، من هنا بدا موقفه وهو يغادر <بيت الوسط> الأسبوع الماضي كمن فضّل التزام هدنة مع الحكومة الجديدة والتريث في <قصفها> بالتغريدات اليومية، وتوجيهها في اتجاه <العهد الفاشل> و<الصهر> الوزير السابق جبران باسيل. وعلى رغم ان جنبلاط وصف في وقت سابق الحكومة بأنها <حكومة اللون الوحد>، إلا انه مع ذلك آثر التراجع نسبياً الى الوراء وأعطاها <فرصة>.

وترى مصادر سياسية ان أحد أسباب <تكويع> وليد بك نصف دائرة، يعود الى المفاجأة التي أحدثتها تسمية الرئيس دياب للسيدة منال عبد الصمد وزيرة للاعلام في حكومته، وهي المعروفة بقربها من المختارة حيث لا تزال صورتها على رأس وفد من العائلة في زيارة تهنئة للنائب تيمور جنبلاط، تتصدر صفحات الصحف الصادرة ذلك النهار. صحيح ان الوزيرة عبد الصمد تقول عن نفسها انها غير حزبية لاسيما وأنها رئيسة مصلحة التدقيق والاستردادات في مديرية الضريبة على القيمة المضافة (TVA) في وزارة المال، لكن الصحيح أيضاً أنها سارعت مع وفد من بلدة عماطور لشكر زعيم المختارة على <تسهيل> تعيينها وزيرة للاعلام، بعدما كانت شاركته في وقت سابق <حزنه> على وفاة كلبه الأمين <أوسكار> حيث نشرت صورة له على حسابها الخاص على <الانستغرام>.

 

هكذا وُزّرت منال!

 

وبالعودة الى وقائع توزير عبد الصمد، فإن المعلومات تشير الى ان زيادة وزيرين على حكومة دياب ورفعها من 18 الى 20 وزيراً، أفسحت في المجال لتعيين وزير كاثوليكي من حصة رئيس <تكتل لبنان القوي> الوزير السابق جبران باسيل، ووزير درزي كان يفترض أن يكون على تقاطع بين جنبلاط ورئيس <الحزب الديموقراطي اللبناني> النائب طلال ارسلان، إلا ان وجود الوزير رمزي مشرفية في المقعد الدرزي بدعم من النائب ارسلان، جعل الرئيس دياب يسعى الى ان يكون المقعد الدرزي الثاني من حصة وزير قريب من جنبلاط، فتم استبعاد اسم ايمان نويهض الذي رشح في البداية، وحضر اسم منال عبد الصمد كبديل ترك صدى ايجابياً لدى جنبلاط الأب والابن معاً،لاسيما وان الوزيرة صبية وتلامس تطلعات الجيل الجنبلاطي الشاب الذي سبق لـ<أبي تيمور> أن وعد بأن يتولى مواقع متقدمة في الحزب التقدمي الاشتراكي.. وفي الحكومة. حمل دياب اسم منال عبد الصمد وأتى به الى قصر بعبدا في محاولة لإقناع الرئيس ميشال عون به وتسليمها وزارة الإعلام. وتقول المعلومات ان الرئيس عون تردد في البداية خصوصاً انه تلقى معلومات تفيد بأن عبد الصمد تنتمي الى الحزب التقدمي الاشتراكي وهو ما نفاه الرئيس دياب معترفاً باستقلاليتها وقربها في آن من آل جنبلاط من دون أن تكون حزبية. إلا ان الموافقة على تعيينها تطلبت وقتاً كان البحث يدور خلاله في الوزيرة الكاثوليكية التي أضيف المقعد الثاني للروم الكاثوليك من أجلها. وهنا حصلت <مداكشة> ــ كما تقول المعلومات ــ إذ قبل الرئيس دياب بالوزيرة غادة شريم الكاثوليكية في وزارة المهجرين، مقابل القبول بالوزيرة عبد الصمد في وزارة الإعلام.

 

عصفوران بحجر واحد!

وإذا كان الرئيس دياب حقق <نصراً> في اقناع الرئيس عون بالوزير عبد الصمد مؤكداً استقلاليتها وعدم حزبيتها، إلا ان جنبلاط ضرب بقبوله بتوزيرها عصفورين بحجر واحد. فهو أولاً نال وزيرة في حكومة لا تتناغم مع تطلعاته ومواقفه لئلا يصبح التمثيل الدرزي <ارسلانياً> فقط، وهو ثانياً أرضى صديقه الرئيس بري في عدم رفض سعيه لتوزير شخصية قريبة من جنبلاط من دون أن تكون تحمل بطاقة حزبية. وتقول المعلومات ان جنبلاط كان أسرّ الى صديقه الرئيس بري انه لا يريد أن <يزعل> معه من أجل مقعد حكومي ورشح لهذه الغاية رجل الأعمال وليد عساف ليكون وزيراً للصناعة على أن يكون عساف مشتركاً بينه وبين ارسلان لأنه غير حزبي وهو مقبول من جميع مكونات الطائفة الدرزية، فضلاً عن انه رجل أعمال ناجح. لكن ارسلان الذي فاتحه الرئيس بري بالاقتراح الجنبلاطي ــ لم يقبل، فامتنع جنبلاط بدوره عن <المشاركة النصفية> بالحكومة الجديدة. لكن الرئيس بري لم ييأس فجدد مساعيه التي لقيت تجاوباً كاملاً من الرئيس دياب لأنه يدرك ان إبعاد جنبلاط عن الحكومة، وإن بصورة غير مباشرة، سيجعل الموقف الجنبلاطي معادياً للحكومة ومستفزاً لكل ما يمثله جنبلاط في الشارع الدرزي. وعندما تيقن جنبلاط ان توسيع الحكومة الى 20 وزيراً سيكون للدروز المقعد الثاني فيها، أعاد تقييم موقفه وطرح الاسم <غير الاستفزازي> المحسوب على دروز بيروت، وتم تسويق الاسم لدى الرئيس دياب الذي لم يتأخر في قبوله لاسيما وان أحد النافذين في الجامعة الأميركية تولى هذه المهمة.

وتضيف المعلومات ان الرئيس بري، نجح بفعل حكمته وخبرته في تركيب <الطرابيش>، في اقناع الرئيس دياب بأن تكون منال عبد الصمد <مرشحته> التي يرضى بها جنبلاط... وهكذا كان وصعد الى بعبدا ومعه اسم منال عبد الصمد التي دافع عن <استقلاليتها> بشدة أمام الرئيس عون الذي وافق في النهاية بعد المبادلة بينها وبين الوزيرة شريم. لكن مصادر الرئيس بري تنفي أن يكون هو الذي اقترح اسم منال عبد الصمد بل جنبلاط وهو <شجع> دياب على تبنيها بعدما فشل في اقناع النائب أسعد حردان في أن يكون المقعد الدرزي الثاني لصالح مرشح يسميه الحزب السوري القومي الاجتماعي إذ أصرّ حردان على أن يكون مرشح الحزب مسيحياً وليس درزياً انطلاقاً من واقع الحزب القومي كحزب علماني.

في أي حال، أصبحت منال عبد الصمد وزيرة للاعلام وهي <ابنة الجبل> كما وصفها مستشار جنبلاط الزميل رامي الريّس، على أساس ان <وليد بك> سيتعاطى مع الحكومة من خلال هدنة أعلنها لاعطائها فرصة علّ وعسى...وهو حرص على ابلاغ حليفه الرئيس سعد الحريري بالموقف المستجد حتى يكون على علم!