تفاصيل الخبر

ابحثوا عن المدير العام فهو أصل البناء... وأصل البلاء!

12/04/2018
ابحثوا عن المدير العام فهو أصل البناء... وأصل البلاء!

ابحثوا عن المدير العام فهو أصل البناء... وأصل البلاء!

بقلم وليد عوض

ميسم-نويري

أول سؤال يطرحه والد الفتاة على الشاب المتقدم لخطوبة ابنته هو: <وشو بيشتغل الضيف الكريم>؟

السؤال في محله: أولاً لأن البنت غالية على أبيها، ومستقبلها رهن بالزواج الذي تنتهي إليه، وتصبح أماً للأطفال. وثانياً لأن الوالد يعلم ان مستقبل الفتاة بعدما تتزوج يتوقف أولاً على مزاج الاثنين: الزوج والزوجة، وثانياً على طريقة تعامل الزوج مع العمل.. فهل هو نشيط مثلاً لا تهمه الساعة التي يصحو فيها باكراً، ولا ما يستغرقه العمل من جهد وتعب؟.

والزوجة لم تعد مثل أمهات زمان تجلس على كرسي المطبخ وتحرك محتوى الطنجرة، أو منسوب البطاطا الداخلة في عباب الماء، أو تراجع ما استوردته من الفرن ظهراً، بعدما أرسلته صباحاً. زوجة اليوم ربة عمل مثل الزوج، وتراعي وظيفتها كما تراعي تنشئة أطفالها. وقد سئلت إحدى الزوجات عن أحوال زوجها فقالت متبرمة بالسؤال: <بيغيب شهر وبيحضر شهر>!

وهكذا يكون العمل أساس التوازن في المجتمع، وشعلة النشاط الذي يتولى التحضير للمستقبل.

والترقي مبدأ لا غنى عنه للانسان المكافح تماماً كال قال عزيز عثمان في إحدى منولوجاته: <مربوط عالدرجة التسعة والناس درجات>. كما ان الموظف النشيط مرشح لأن يكون رئيس قلم، ورئيس القلم مرشح لأن يكون مديراً عاماً، تماماً كما كان حال نصري حرفوش أشهر المديرين العامين في زمانه، عندما كان مديراً عاماً لوزارة المال!

 

النساء المديرات

كذلك كان المرحوم صلاح عبوشي مديراً لرئاسة الوزارة مع أكثر من صاحب دولة بينهم سامي الصلح، وعبد الحميد كرامي، وسعدي المنلا، وعبد الله اليافي، كما للادارة الحكومة الآن عدد من النساء بينهن المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك، والمديرة العامة لوزارة العدل ميسم نويري، والمديرة العامة لشؤون وزارة الداخلية فاتن يونس، والمديرة العامة لوزارة الاقتصاد علياء عباس، وغلوريا أبي زيد المديرة العامة للتعاونيات، وناتالي يارد رئيسة إدارة الأبحاث والتوجيه في مجلس الخدمة المدنية.

ونحن الآن بتوقيت نتائج مؤتمر <سيدر واحد> ومنه يشع مبلغ 12 مليار دولار لدعم المسيرة اللبنانية مقابل من يقدم الاصلاحات الكفيلة برد التوازن الى مسيرة الدولة بدءاً من الاستغناء عن الموظف غير المنتج أو الذي يعدد أياماً ويقبض راتباً.

ومثل نصري حرفوش كان هناك في وزارة المال الأمير جميل شهاب الذي كان يشتغل الموازنة بالإبرة والصنارة. والمدير العام الحالي لوزارة المال آلان بيفاني يدرك تماماً ما هي أعباء الوزارة، وكان له دوره في تحرير الموازنة من زيادات جديدة تنعكس خيراً على معاشات الموظفين والموظفات، ولكن كلمته في الموازنة وعصر النفقات ليست ككلمة وزير المال، على أساس ان وزير المال علي حسن خليل يمثل الرئيس Nada-Sardoukنبيهبري، وما من مشروع اصلاحي يعبر مجلس النواب إذا كان الرئيس بري غير راضٍ عن مسار المشروع.

والمليارات الاثنا عشر المرشحة من مؤتمر <سيدر واحد> تعادل تقريباً 8 بالمئة من قيمة الدين العام، هي واجهة الانفاق على مشاريع لبنانية جديدة تنطلق من عمق البنى التحتية، أولها الكهرباء التي تكلف خزينة الدولة سنوياً أكثر من مليار دولار، وعز حل مشكلتها على كل الحكومات التي تعاقبت على تسلم هذه السلطة الاستراتيجية في حياة لبنان. وكلما ظهر نائب على شاشة التلفزيون وراح يتحدث عن الكهرباء إلا وتناول في حديثه مغارة علي بابا الكهرباء وما تحويه من فساد. ولكن أياً من الذين تعاقب ظهورهم على التلفزيون لم يطرح الأشياء بمسمياتها، وقال: هذا الوزير جنح الى الفساد، وذلك الوزير لم يكافح الفساد برغم عثوره على منابعه.

 

مناطق مرشحة للتغيير

وأهمية مؤتمر <سيدر واحد> ومخصصاته البالغة اثنتي عشر مليار دولار، انه يستشرف مرحلة ما بعد الانتخابات، وصولاً الى العام 2022 الذي يختم ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون. والهاجس الوطني لدى الدولة اللبنانية الآن يقف عند استحقاقين: الأول تغيير سلسلة من البنى التحتية في لبنان، والثاني الاستعداد لمهرجان المئة عام الذي يمر على انشاء دولة لبنان الكبير، وهو احتفال تعوّل عليه فرنسا بكل الوسائل لتأكيد صداقة الدولة الفرنسية للبنان، وعدم الوقوف الطويل أمام مرحلة الانتداب.

والباب مفتوح على مصراعيه أمام ورش اصلاح البنى التحتية. وشركة <سوليدير> برئاسة المهندس ناصر الشماع تجدد شباب بيروت بعدما كان مجد بيروت يقوم على سوق الطويلة، وسوق النورية، وسوق النجارين في الأشرفية، وأول الأسواق التي يمكن قلب بناها التحتية سوق البازركان في طرابلس، وسوق الدكرمان في صيدا، وسوق التراثيات في جبيل، وهي المدينة اللبنانية التي أهدت الى العالم حــــرف الأبجديــــة. وقد كان للشعراء قصائد غزل في مدن لبنان وأحيائه، فكان للشاعر العباسي أبو الطيب المتنبي قصيدة في طرابلس فقال: <وقصرت كل مصر عن طرابلس>، كما خص الشاعر أمين نخلة منطقة الأشرفية بقصيدة استهلها قائلاً: <في الأشرفية يوم جئت وجئتها نفسي على شفتيك قد جمعتها>. وفي ذلك الحين كانت الأشرفية حياً سياحياً يؤمه السياح قبــــل أن تتطـــــور بناهـــا التحتيــــة وتتســــاوى مع باقي الأحياء.

 

مؤتمر <سيدر واحد> ومرحلة

ما بعد الانتخابات

الحريري-مؤتمر-سيدر

ونحن الآن نعيش مرحلة مؤتمر <سيدر واحد> بين ناقد سياسي متفائل وناقد سياسي متشائم، وفي الحالتين تبقى بيروت أم القرى، وعاصمة الورش، وموقع الانقلاب الاصلاحي، ومثلها طرابلس وصيدا وزحلة التي تقدم الى واجهتها امرأة لأول مرة هي السيدة ميريام سكاف زوجة زعيم زحلة الراحل ايلي سكاف، وكل المؤشرات تدل على ان أهالي المدينة لن يخذلوها، ويقدموا الدليل على أن النساء في الملمات لن يكن أقل اندفاعاً من الرجل!

وتبقى مرحلة ما بعد الانتخابات فأي الحكومات ستتألف وأي الكتل السياسية ستحكم الساحة ومن سيكون رئيس الحكومة بموجب الاستشارات الدستورية؟

كل الدلائل تشير الى ان كفة الميزان ستكون لصالح الرئيس سعد الحريري ثم الرئيس نجيب ميقاتي، وسوف تدفع الى الواجهة بالنائب سمير الجسر، والوزير محمد عبد اللطيف كبارة وغيرهم من الوجوه الجديدة.كما ان الحكومة المختصرة العدد ستكون الحكومة المفضلة، حتى لا يكون هناك صراع على الكراسي. كما هناك مشكلة الحقيبة الوزارية الثابتة. فتيار <المستقبل> يتمسك بحقيبة وزارة الداخلية، والرئيس نبيه بري مع حركة <أمل> يتمسكان بحقيبة وزارة المال، وزعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل يتمسك بحقيبة وزارة الطاقة، ووحده الرئيس ميشال عون يستطيع أن يفصل في الأمر، ويقدم الدليل على ان الحقيبة الوزارية هي الرجل، وليس الرجل هو الحقيبة، مع العلم ان رئيس التيار الوطني الحر يرشح للحقيبة النائب الجديد عن جزين أمل أبو زيد صاحب الوكالة الحصرية لشركة المراسلات <ليبان كول>.

ومن معركة المقاعد الوزارية سيكون هناك عبور الى الوزارات السيادية، وقد أصبحت خمس وزارات بعد مؤتمر <سيدر واحد> وهي: الداخلية، والمالية، والخارجية، والدفاع، ثم الآن وزارة الطاقة التي ستحكم مرحلة اكتشاف البترول والغاز في مياه الشواطئ اللبنانية!