أبواب السعد تنفتح واحداً بعد آخر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فاستكمالاً لمسيرة البلاد الديموقراطية التي تحققت بعد ثورة 25 يناير، أعلن المستشار أيمن عباس رئيس اللجنة العليا للانتخابات ان المرحلة الأولى لاقتراع مجلس الشعب ستتم على درجتين: خارج البلاد في السفارات المصرية يومي 17 و18  تشرين الأول (أكتوبر)، وداخل البلاد يومي 18 و19 من الشهر نفسه، وبدأت اللجنة العليا في تلقي أوراق المرشحين يوم الثلاثاء الماضي.

   وأشار المستشار عباس في مؤتمر صحفي بثته محطات التلفزيون ان المرحلة الأولى ستضم 14 محافظة هي الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والاسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح. أما المرحلة الثانية فستبدأ خارج مصر يومي السبت والأحد الموافقين 21 و22 تشرين الثاني (نوفمبر) وداخل مصر يومي 22 و23 تشرين الثاني (نوفمبر)، وستضم المرحلة الثانية ثلاث عشرة محافظة هي القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والاسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء.

   ومعروف ان مصر بلا برلمان منذ حزيران (يونيو) 2012 عندما حلت المحكمة الدستورية العليا مجلس الشعب الذي تم انتخابه بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2013، وهيمن عليه حزب <الحرية والعدالة> الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين.

   والحدث الثاني اعلان مجلس الوزراء السعودي برئاسة نائب الملك ولي العهد الأمير محمد بن نايف التعاون مع مصر في عدة مجالات منها الاستخدام السلمي للطاقة النووية  والتعليم والعمل والزراعة والثقافة، كما وافق مجلس الوزراء السعودي على <تفويض رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، أو من ينوب عنه، بالتباحث مع الجانب المصري في شأن مشروع اتفاق للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بين المملكة ومصر والتوقيع عليه>.

   كذلك وافق مجلس الوزراء السعودي على توقيع اتفاقيات مع الجانب المصري في مجالات الإذاعة والتلفزيون والثقافة والتعليم والتفاوض حول التعاون في مجالي العمل والزراعة.

7 مليارات دولار لحقل <شروق>

   لكن الحدث الاقتصادي الذي خص الله سبحانه وتعالى به أهل مصر هو اعلان رئيس الشركة القابضة المصرية للغازات الطبيعية <ايغاس> خالد عبد البديع يوم الاثنين الماضي ان اجمالي الاستثمارات التي ستضخها شركة <إيني> الايطالية في كشف الغاز الجديد في المياه المصرية من البحر الأبيض المتوسط عند حقل <شروق> سيصل الى سبعة مليارات دولار بمجرد اكتمال عملية التنمية بالكامل لحقل <شروق> العملاق.

   وأضاف خالد عبد البديع ان الاستثمارات المبدئية في تطوير الكشف الغازي الضخم في المياه المصرية تبلغ نحو ثلاثة مليارات و500 مليون دولار، ومع اكتمال عملية التنمية بالكامل للحقل المذكور ستزيد الاستثمارات الى سبعة مليارات دولار.

    وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة <إيني> الايطالية <كلاوديو ديسكالزي> استعداد الشركة لبيع حصة في حقل <شروق> خلال بحثها عن تمويل عملية تنمية الحقل من دون التضحية بتوزيعات أرباح الأسهم، وان <إيني> أصبحت في العام الماضي أول شركة نفط كبرى تخفض توزيعات أرباح الأسهم بعد هبوط الأسعار العالمية وباعت بالفعل جزءاً من كشف الغاز الذي حققته في <موزامبيق> كما تسعى الى بيع 15 بالمئة أخرى.

   وبعد اعلان شركة <إيني> اكتشاف حقل <شروق> في المياه المصرية بدأت أسهم شركات التنقيب عن الغاز في اسرائيل تعاملات يوم الاثنين الماضي بهبوط حاد في الأسهم، وقال وزير الطاقة الاسرائيلي <يونال شتاينتز> ان حقل <شروق> قد يغطي احتياجات مصر من الغاز لعقود من الزمن وقد تكون له تداعيات على اسرائيل التي تتطلع الى تصدير غازها. وقد هبط سعر سهم شركة <ويليك> الاسرائيلية 13,6 بالمئة في بورصة تل أبيب، وأسهم شركتي <ويليك اريلنغ> و<افز أويل> التابعتين لشركة <ويليك> أكثر من 13 بالمئة.

غاز <الشروق> دعم الجنيه

   وأعلنت شركة <إيني> بلسان رئيسها التنفيذي ان الكشف الجديد جرى حفره في عمق مياه مقداره 1450 متراً ووصل الى عمق 4131 متراً ليخترق طبقة حاملة للهيدروكربونات بسماكة 630 متراً، وان عملية تنمية الكشف الغازي ستستغرق أربع سنوات ليساهم بشكل كبير في تلبية احتياجات الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي، وان الشركة تدرس حالياً بدائل من أجل ضغط البرنامج الزمني لتنمية الكشف ليكون في فترة زمنية أقل من الفترة المعلنة.

   وقال وزير البترول المصري شريف اسماعيل ان كشف حقل <الشروق> سيفتح آفاقاً جديدة لاكتشافات أخرى ويسهم في جذب مزيد من الاستثمارات لتكثيف عمليات البحث والاستكشاف لدعم الاحتياطيات وزيادة معدلات الانتاج.

   وقد ساهم اعلان شركة <إيني> الايطالية عن حقل <الشروق> في استقرار سعر الجنيه المصري عند 7,73 مقابل الدولار الواحد وتراجعت مزايدات العملة في مكاتب الصرافة.

   وفي بيان رسمي للشركة الايطالية ان الكشف الجديد يتضمن احتياطات أصلية تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وهو ما يعادل 5,5 مليار برميل ويغطي مساحة تصل الى 100 كيلومتر.