تفاصيل الخبر

عــصـــــــــــر الــمــــــــــــــرأة!

29/03/2018
عــصـــــــــــر الــمــــــــــــــرأة!

عــصـــــــــــر الــمــــــــــــــرأة!

 

بقلم المحامية صونيا ابراهيم عطية

2SIbrahim-Attiya

في الثالث من آذار (مارس) الحالي، انعقد في مركز <لقاء> لبطريركية الروم الكاثوليك في الربوة، وبدعوة من قناة مريم التلفزيونية، مؤتمر بعنــوان <عصــر المــــرأة> برعايـــة الوزيــر جـــان اوغاسبيـــان، وقــد شارك في المؤتمر نواب ووزراء وأصحاب رأي وقادة فكر.

تراه، يصدق ابن خلدون في نظريته عن مسيرة التاريخ في حلقة دائرية.

فــــي هـــذا المجـــال يــرى بعض الباحثين والمؤرخين أنه كان للمرأة <عصر> في ما قبل التاريخ المدون، وفيه سادت المرأة فكان ما اطلق عليه تعبير <عصر الامومة>.

كذلك فإن العالم الاجتماعي السويسري <جوهان جيكوب> يقول ان هناك اكثر من دليل على الانتساب الى الام في اليونان القديمة <Ancient Greece> ولدى الشعوب البدائية في افريقيا وأميركا. وهنا في لبنان أدلة كثيرة تثبت هذه النظرية منها عائلات كثيرة تحمل أسماء نساء مثل علوية وحمرة وديبة وفرحة وغيرها مما يدل على ان عهد الامومة قديم في التاريخ.

وعلى ذلك بنيت نظرية التطور الاجتماعي، وهذه النظرية تقول:

- في البداية كان الشيوع <Promiscuity> ثم تطور النظام الاجتماعي الى ان ساد الانتساب الى الأم، وفي مرحلة لاحقة تكوّن مجتمع الابوة كما نعرفه، واليوم نرى ملامح تغيير وتطور في العالم لصالح المرأة وهذا يتفق مع نظرية ابن خلدون في فلسفة التاريخ والتي تبناها في العصر الحاضر المؤرخ الكبير <أرنولد توينبي>، ومفادها ان احداث التاريخ تجري في حلقات دائرية لتنتهي حيث بدأت ومن ثم تعود الى السريان مجدداً.

واليوم، نرى المرأة تتقدم بخطى ثابتة وجريئة لأخذ موقع مساو للرجل في كل حقول العلم وشتى ميادين المهن والعمل... ويؤكد هذا الامر تزايد أعداد النساء بشكل مطرد في كل المجالات، أذكر منها القضاء والمحاماة والطب والعمل في المصارف ، وغيرها الكثير.

كذلك لفتني ما قرأت في مجلة <الأفكار> في عددها الذي يحمل تاريخ 5 آذار (مارس) 2018، وما نقلته عن دراسة أجراها المركز التربوي للبحوث والانماء مع مكتب التعــاون التربـــوي التابـــع للسفارة الفرنسية حول واقع التعليــم فــــي لبـــنان تحت عنــوان <المدرســــة فـــــــي لبــــنان، أرقــــام ومــــؤشرات> وفيهــــا ان فريــــق الباحثين خرج بمؤشر يدل على تفوق نسب نجاح الاناث في الحصول على الشهادات الرسمية.

ونعود الى ابن خلدون وقد كتب في فلسفة التاريخ ما معناه ان احداث التاريخ تجري في حلقات دائرية لتنتهي حيث بدأت، ثم تعود الى السريان مجدداً.

وأقتبس من المقدمة ما نصه:

<........... وهي الخروج عن الرئاسة والشرف الى الضعة والابتذال وعدم الحسب ومعناه ان كل شرف وحسب فعدمه سابق عليه شأن كل محدث ثم ان نهايته في اربعة آباء وذلك ان باني المجد عالم بما عاناه في بنائه ومحافظ على الخلال التي هي اسباب كونه وبقائه وابنه من بعده مباشر لأبيه فقد سمع منه ذلك وأخذه عنه الاّ انه مقصّر في ذلك تقصير السامع بالشيء عن المُعاني له ثم اذا جاء الثالث كان حظه الاقتداء والتقليد خاصة فقصّر عن الثاني تقصير المقلّد عن المجتهد ثم اذا جاء الرابع قصّر عن طريقتهم جملة واضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم واحتقرها وتوهم ان ذلك البنيان لم يكن بمعاناة ولا تكلف وانما هو أمر وجب لهم منذ أول النشأة....>.

(مقدمة ابن خلدون ــ دار الرائد العربي الطبعة الخامسة ص. 137).

تـــرى، أيصــــدق ابـــن خــلدون فيضيّع الرجل ما كان له من موقع في المجتمع الانساني، ليحل بعد ذلك <عصــر المـــرأة> وتكـــون لهــــا الأولوية؟!

أملي ورجائي ان تنتهي الحرب بـــين الجنســـين وتزول المنافسة بين الرجــــل والمرأة، لندخل من بعــد في <عصــر العائلــة> فتكــون السيادة للعقل في التعامل بين متكاملين، وتحكم المحبة فتعدل بين الكائنين.