<اركضي لقدام بيكفي رجعة لورا> هو شعار سباق <ماراثون> السيدات الذي اقيم يوم الاحد الماضي وشارك فيه حوالى عشرة آلاف عداء وعداءة، وهذا الحدث الرياضي الذي يُقام للسنة الثانية تنظمه جمعية بيروت ماراثون وذلك برعاية وحضور ومشاركة السيدة الاولى وفاء سليمان مع مواكبة من شخصيات وفاعليات رسمية وأهلية كانت في استقبالهن رئيسة جمعية <بيروت ماراثون> السيدة مي الخليل وابرزهن السيدة لمى تمام سلام عقيلة رئيس الحكومة والسيدة ريما عبد المطلّب حناوي عقيلة وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي والنائب غسان مخيبر والسيدة سيرينا عقيلة النائب رياض رحال وسفيرة الاتحاد الاوروبي <انجيلينا ايخهورست> وسفراء كل من بريطانيا واسبانيا والارجنتين والمكسيك وتشيلي وتركيا واليونان والباراغواي واندونيسيا والاميرة غيدا طلال رئيسة مجلس ادارة مؤسسة الحسين لمرضى السرطان في الاردن ورئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية جان همام ورئيس الاتحاد اللبناني لالعاب القوى رولان سعادة ونقيب المحامين جورج جريج وممثلة مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة الملازم اول الطبيبة سمر ورئيسة فريق سيدات المديرية العامة لقوى الامن الداخلي الملازم الاداري اميرة ابي فراج ورئيسة جهاز الاسعاف والطوارىء في الصليب الاحمر اللبناني السيدة روزي بولس والمديرة التنفيذية لدى حاكمية مصرف لبنان السيدة ماريان حويك والرئيس السابق  لنقابة موظفي المصرف رمزي حمادة ورئيسها الحالي ناجي فاضل.

عداءة من أثيوبيا

والسباق الذي حددت نقطتا انطلاقته ووصوله في منطقة <النورماندي> امام الواجهة البحرية بدأت وقائعه عند الساعة 7:30 صباحاً بسباق السيدات التنافسي لمسافة 10 كلم واعطى شارة انطلاقته النقيب جورج جريج. ثم الساعة 7:40 صباحاً، كانت انطلاقة سباق السيدات لذوات الاحتياجات الخاصة لمسافة 10 كلم واعطت شارته الاميرة غيدا طلال، ثم عند الساعة التاسعة صباحاً انطلق السباق المفتوح لمسافة 5 كلم واعطت شارته اللبنانية الاولى السيدة وفاء سليمان، وكانت قد شاركت فيه لبضعة كيلومترات وهو سجل اعلى نسبة مشاركة من السيدات والرجال ومن غالبية الجامعات والجمعيات والمؤسسات الناشطة. ولقد حققت الفوز العداءة الاثيوبية <اريغو اباتي> التي تمكنت من تسجيل رقم جديد للسباق هو 41:06 دقيقة والرقم السابق كان باسم العداءة اللبنانية صونيا حنا 43:53 دقيقة وكان قد سجل في سباق السيدات لعام 2013. وتولى فريق من حكام الاتحاد اللبناني لالعاب القوى الاشراف الفني برئاسة امين سر الاتحاد نعمة الله بجاني وصادق رئيسه رولان سعادة على النتائج الفنية النهائية والتي اعلنت في حفلة توزيع الجوائز التي تناوب على تقديمها الى السيدة مي الخليل الاميرة غيدا طلال والنقيب جريج.

مع المرأة الحديدية

<الافكار> وكما في كل سنة واكبت هذا الحدث الرياضي، ولنتعرف اكثر على تفاصيل التحضير لاقامة سباق السيدات والهدف من اقامته كان لنا حديث خاص مع السيدة مي الخليل رئيسة جمعية <بيروت ماراثون>... هذه السيدة الاستثنائية التي استطاعت ان تحول الألم الى فرح ونجاح، ولا مبالغة في الامر عندما يطلق عليها لقب <المرأة الحديدية>... فالسيدة مي الخليل كانت قد بادرت الى اطلاق فكرة <الماراثون> في العام 2003 وذلك بعد تعرضها لحادثة نجت منها باعجوبة ابت ان تستسلم لليأس بل استعادت قواها وانطلقت لتنفيذ الفكرة لتصبح فيما بعد اهم نشاط يعرفه لبنان... واكتسابها لقب <المرأة الحديدية> هو نتيجة الانجازات التي حققتها على الصعيدين المحلي والدولي اذ نالت جوائز تقديرية تكريماً لانجازاتها العديدة ومنها Laureus Sport for Good في ابو ظبي عام 2011 وجائزة لوزان السويسرية في العام 2011، وجائزة امرأة العام من غرفة التجارة البرازيلية - اللبنانية وغرفة التجارة في لبنان عام 2009، وتقدير <زميل بول هاريس> بعد الحصول على جائزة افضل انجاز من مؤسسة <الروتاري> الدولية عام 2007، وجائزة افضل انجاز من وزارة السياحة عام 2007.

ونبدأ حوارنا مع السيدة مي الخليل بالسؤال الاول:

ــ ما هو الهدف من تنظيم واقامة سباق السيدات للسنة الثانية؟ وبماذا تتميز النسخة الثانية عن النسخة الاولى التي حققت نجاحاً واقبالاً كبيراً العام الماضي؟

- جاءت فكرة السباق للسيدات بدافع جملة من الاسباب ابرزها السعي لتعميم ثقافة الرياضة لدى المرأة عموماً ورياضة الركض خصوصاً وتوفير الظروف التي تساعد على تطوير قدرات العداءات اللبنانيات من خلال اتاحة الفرصة لهن للتدريب والمنافسة، هذا الى جانب تأكيد عنوان <المرأة والرياضة> الذي تدعو اللجنة الاولمبية الدولية لاعتماده ومساعدة المرأة لتكون حاضرة في الملاعب وفي المواقع الادارية.كما ان السباق كغيره من النشاطات عادة يكون له صلة بموضوع يمثل اهتماماً لشرائح المجتمع اللبناني، ورأينا ان قضية المرأة حاضرة بقوة وتحتاج  الى التضامن معها والوقوف الى جانبها، وهكذا تكون الرياضة في خدمة الوطن وابنائه وقضاياهم.

ــ كيف تتحضر جمعية <بيروت ماراثون> لاقامة هذا الحدث من حيث الشروط والامور المتعلقة بالجانب التنظيمي والرعائي؟ وبماذا يختلف سباق السيدات عن سباق <بيروت ماراثون> الكبير من حيث التحضير والمشاركة؟

- كل السباقات تأخذ منا الاهتمام والمتابعة بما يضمن ويكفل النجاحات التي نتطلع لتحقيقها ونحن اليوم بعد 12 سنة من العمل في هذا الاطار بتنا نملك سمة الاحتراف، وبالتالي صناعة احداث رياضية وفق معايير وشروط عالمية.

وتتابع السيدة الخليل:

- الفوارق بين سباق العام الماضي والسباق هذا العام عديدة لعل ابرزها مشاركة الرجل في السباق حيث تلقينا العديد من المطالب، وكان التمني ان يشارك الرجل حيث استحدثنا سباق 5 كلم وهو كان مفتوحاً للسيدات والرجال ولكل افراد العائلة، وهو سباق سجل اعلى نسبة مشاركة وبذلك طبقنا المساواة بين المرأة والرجل اقله في المجال الرياضي.

أمهات وأولادهن

ــ لماذا اخترت <اركضي لقدام... بيكفّي رجعة لورا> شعاراً لسباق السيدات لعام 2014؟ وما اهمية اشراك المرأة اللبنانية في حدث رياضي من هذا النوع؟

- شعارات السباقات دائماً تكون مستمدة من الواقع المعاش والاهتمامات ذات الطابع الشعبي وشعار <اركضي لقدام... بيكفّي رجعة لورا> هو تحفيزي للمرأة من اجل ان لا تستسلم للتحديات وتتقدم للامام لان الواقع الذي تعيشه بات يشكّل مراوحة ان لم يكن رجوعاً الى الوراء والاستسلام.

ــ كانت النسخة الاولى من سباق السيدات ناجحة وسجلت مشاركة كبيرة من قبل السيدات اللواتي اصطحبن اولادهن للمشاركة في هذا الحدث، فهل كنت تتوقعين مشاركة كبيرة يوم الاحد؟ وهل هناك مشاركة من قبل السيدات من الدول العربية والاوروبية والآسيوية؟

- قصة المشاركة والمشاركين واعدادهم في سباقات الجمعية دائماً تتضمن فصولاً مثيرة وتحديات بفعل الظروف السياسية والامنية، لكن الارقام تأتي دائماً لتكون بمنزلة الاستفتاء الشعبي والذي يؤكد توق ورغبة اللبنانيين لمثل هذا النوع من النشاطات.وهنا اشير بكل اعتزاز الى ان عدد المشاركين بلغ هذا العام 10 آلاف مشترك ومشتركة في حين كان سقف العام الماضي 4 آلاف. وعن هوية المشاركين فهي محلية لاننا لم نفتح الباب للمشاركة الخارجية.

ــ ذكرت في حفلة اعلان سباق السيدات ان الرجل سيشارك المرأة في سباق السيدات وذلك استجابة لمطلبه، فكيف تقيّمين مطالبة الرجل بالمشاركة في هذا السباق النسائي؟

- المرأة والرجل  يجب ان يكونا جنباً الى جنب دائماً بحسب المنطق وكانت الصورة رائعة وهي تجمع ما بين النصفين وبدت حالة الزهو والارتياح من جانب السيدات فاكتملت الصورة.

ــ كما ذكرت في حفلة اطلاق السباق ان هذا الحدث يترافق مع حملة ترويجية للدفاع عن حقوق المرأة اللبنانية وقضاياها، فهلا شرحت لنا اكثر كيف ذلك؟ ولماذا هذا الاهتمام بالمرأة اللبنانية؟

- المرأة اللبنانية وكما هو معلوم تعيش في ظروف لا تُحسد عليها وبالتالي اي خطوة على صعيد دعمها ونصرة قضاياها تأتي في موقعها الصحيح، ومن هنا كانت فكرة السباق وخطوة الجمعية وهي تلاقي رواجاً وتجاوباً بدليل ارقام المشاركين هذا العام.

ــ هل هناك مؤسسات او جهات ساهمت معكم في اقامة سباق السيدات؟ وماذا عن التدابير الامنية التي تتخذ لانجاح هذا الحدث؟

- جمعية <بيروت ماراثون> تقيم عادة شبكة علاقات وتعاون مع جميع الوزارات والادارات العامة والخاصة والقطاعات العسكرية والامنية والبلديات والنقابات والجمعيات على اختلافها وتحظى بمواكبة وتغطية اعلامية وهذا التعاون هو اساسي في نجاح الاستحقاقات. اما التدابير الامنية فهي على مستوى ما تتطلبه سلامة المشاركين والحاضرين من الشخصيات الرسمية ولا بد من التنويه والتقدير لجميع الجهات الامنية والعسكرية على وقفتها الداعمة ولا سيما اللواء إبراهيم بصبوص مدير عام الأمن الداخلي.

ــ لقد شاركت السيدة الاولى وفاء سليمان العام الماضي في سباق السيدات وايضاً سيدات مجتمع، فكيف تقيّمين مشاركة السيدة الاولى في هذه السنة؟ وماذا عن مشاركة السفراء الاجانب رجالاً ونساءً وفي مقدمتهم سفيرة الاتحاد الاوروبي <انجلينا ايخهورست>؟

- من دواعي فخرنا واعتزازنا ان نشاطات جمعية <بيروت ماراثون> تحظى دائماً بحضور ومشاركة استثنائية من شخصيات رسمية ودبلوماسية، وهذا العام تشرفت الجمعية برعاية وحضور اللبنانية الاولى السيدة وفاء سليمان وشخصيات وزارية ونيابية وفاعليات من مختلف القطاعات والنقابات ومن بينهم نقيب محامي باريس <اوليفيه بار سور> ونقيب محامي بيروت جورج جريج والاميرة غيدا طلال رئيسة مجلس الادارة لمؤسسة الحسين لمرضى السرطان في الاردن. اما المشاركة الدبلوماسية الاجنبية خصوصاً فهي دائمة وداعمة وخصوصاً سفيرة الاتحاد الاوروبي <انجيلينا ايخهورست> والتي الى جانب مشاركتها في السباق كانت معنا في الحملة الترويجية عبر اعلان تلفزيوني الى جانب عدد كبير من السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية.

ــ في هذا الوقت بالذات تطالب النساء في لبنان بالمساواة لذا يسأل البعض هل سباق السيدات يدعو للمساواة ام التحيز للمرأة فقط، فما هو ردّك؟

- نحن في جمعية <بيروت ماراثون> ضد التمييز بين المرأة والرجل وبالتالي مع المساواة بين الجنسين وعليه كانت بكل تواضع خطوتنا بمشاركة الرجل مع المرأة في السباق ورأينا كيف ان هذا الثنائي يوم السباق ظهر بصورة حضارية.

ــ هل كنت تتوقعين مشاركة كبيرة في سباق السيدات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد؟ وهل ستزداد نسبة المشاركة نظراً لاهتمام الجمعية بحقوق المرأة والدفاع عن قضاياها؟

- منذ بدأنا نشاطات الركض في بيروت والمناطق، كانت تواجهنا تحديات وموانع وكنا نتجاوزها دائماً بارادة وتصميم وبدعم وتشجيع كل اللبنانيين الذين من حقهم أن تكون هناك نشاطات يختبرون من خلالها معنى الحياة كما تعزز مناخ السلم الاهلي والاستقرار.

ــ في كل مرة نجري فيها مقابلة معك، نسألك ما سر نجاحك ونكرر سؤالنا اليوم: ما سر نجاح السيدة مي الخليل بجمع اللبنانيين في اصعب الظروف ضمن حدث مميز ينتظرونه كل عام؟ ومن اين تستمدين قوتك وعزيمتك للمضي بهذا النشاط الرياضي الذي يلفت انظار العالم؟

- ليست كلمة سر وعادة النجاح هو وليد روحية العمل الجماعي والمشترك وهو ما نؤمن به في جمعية <بيروت ماراثون> وان قوتي استمدها اولاً من ربي وثانياً من عائلتي: زوجي واولادي وثالثاً من اصدقائي المقربين ورابعاً واخيراً من فريق عمل <بيروت ماراثون>.