تفاصيل الخبر

عشاء ”كليمنصو“ أحيا ”الثنائية الدرزية“ بعد قطيعة وأول الغيث إصرار على إنشاء مجلس الشيوخ برئاسة درزي!

22/07/2016
عشاء ”كليمنصو“ أحيا ”الثنائية الدرزية“ بعد قطيعة وأول الغيث إصرار على إنشاء مجلس الشيوخ برئاسة درزي!

عشاء ”كليمنصو“ أحيا ”الثنائية الدرزية“ بعد قطيعة وأول الغيث إصرار على إنشاء مجلس الشيوخ برئاسة درزي!

 

جنبلاط-ارسلانلم يصغِ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى من يصفهم بأصحاب <الرؤوس الحامية> في الحزب، ولا الى بعض من <صب الزيت على النار> لتأجيج الخلاف الذي نشأ بينه وبين رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان على خلفية الانتخابات البلدية والاختيارية في عدد من المناطق الدرزية لاسيما في الشويفات وحاصبيا وبيصور، بل بادر الى الاتصال بالزعيم الارسلاني ليطوي صفحة الخلاف الذي كاد أن يرتدي طابعاً شخصياً نتيجة <الغمز واللمز> على مواقع التواصل الاجتماعي التي زادت الأمور تعقيداً لاسيما عندما تحدث النائب ارسلان في إحدى تغريداته على <تويتر> عن <معارك العم والصهر والعشيقة>!

المتابعون لمسيرة العلاقة بين الزعيمين الدرزيين لم يستغربوا مبادرة النائب جنبلاط في دعوة النائب ارسلان للعشاء في دارته في شارع كليمنصو، ولا هم فوجئوا بما نشره <أبو تيمور> على حسابه على <تويتر> من تعليق على الصورة الذي جمعته بارسلان قبيل الانتقال الى المائدة وأشار فيه الى <القريب والنسيب فوق كل اعتبار>، لأنه سبق للزعيم الجنبلاطي أن <انفتح> على ارسلان في أكثر من مناسبة لعل أهمها وأكثرها رمزية، تلك التي حصلت بعد أحداث 7 أيار (مايو) 2008 بعد القصف الذي تعرضت له قرى الجبل والذي تلا المواجهة العسكرية في الشويفات، البوابة الشرقية للضاحية الجنوبية. يومها طوى الزعيمان كل خلافاتهما وعملا معاً بطلب ملحّ من جنبلاط على طي الصفحة واعادة التواصل مع قيادة حزب الله التي كان ابتعد عنها النائب جنبلاط مسافة طويلة على اثر الموقف الذي اتخذه وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي من شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله، وقائد جهاز أمن المطار في حينه العميد وفيق شقير الذي اتهمه جنبلاط في حينه بتقديم تسهيلات للحزب في مطار رفيق الحريري الدولي من بينها مراقبة جنبلاط في انتقاله من المطار وإليه...

 

<تعاون مستدام>

إلا ان <صلحة كليمنصو> هذه المرة، سوف تؤسس ــ حسب المطلعين على العلاقة بين الزعيمين ــ على <تعاون مستدام> لا يهدف فقط على تثبيت الاستقرار في الجبل <ومنع الاصطياد بالماء العكر>، بل كذلك تبديد أسباب الخلافات المتجددة بُعيد الانتخابات البلدية والحد من تأثير الراغبين في إعادة <العوكرة> الى مياه المجاري بين دارة خلدة ودارة المختارة، للانتقال الى إرساء تفاهمات مشتركة حول الملفات الوطنية المطروحة بدءاً من الاستحقاق الرئاسي، الى قانون الانتخابات النيابية مروراً بالمناخات التي يفترض أن تسود <خلوات عين التينة> في بداية الشهر المقبل. وفي هذا السياق، يتحدث المطلعون ان عشاء كليمنصو تطرق بشكل مباشر الى قانون الانتخاب حيث دافع ارسلان عن وجهة نظره حول النسبية مع الدائرة الواحدة للبنان، في وقت عرض جنبلاط لـ<ايجابيات> القانون المختلط بين النظامين النسبي (60 مقعداً) والأكثري (68 مقعداً) الذي سبق أن تفاهم عليه مع تيار <المستقبل> و<القوات اللبنانية>. وبعد نقاش مستفيض استقر رأي ركني <الثنائية الدرزية> الجديدة على متابعة ما سوف يصدر من مواقف عن القيادات السياسية حيال الاقتراحات المطروحة وصولاً الى الاتجاه الذي سيسود في <الخلوات> الشهر المقبل. كذلك فإن موضوع <المؤتمر التأسيسي> الذي يؤيده ارسلان وجد حلاً بترحيل البحث فيه الى وقت لاحق ريثما <تنضج> المواقف منه وتُحدد الاتجاهات.

 

مجلس الشيوخ... للدروز!

وتضيف معلومات المطلعين على ان جنبلاط وارسلان توافقا على ضرورة إنشاء مجلس الشيوخ المنصوص عنه في وثيقة الوفاق الوطني المعلنة بعد مؤتمر الطائف، يمثل الطوائف اللبنانية كافة على أن تكون رئاسته لدرزي، خلافاً لما يسعى إليه البعض لجهة إسناد الرئاسة الى ارثوذكسي على أساس ان الطائفة الارثوذكسية هي الرابعة في السلم الطائفي اللبناني بعد الموارنة والسنة والشيعة. وبدا من خلال الحوار ان جنبلاط وارسلان يدركان ان لا مناص من تطوير النظام وتفعيل اتفاق الطائف وتطبيقه، إضافة الى التقاء الآراء على نقاط أخرى موضع أخذ ورد، بحيث تكون اطلالة <الثنائية الدرزية> على <خلوات عين التينة> منسقة حيال المواضيع التي سيتم طرحها بمبادرة من رئيس مجلس النواب ومهندس الحوار الرئيس نبيه بري. وتوافق الزعيمان الدرزيان على الافساح في المجال أمام النقاش وسماع آراء الجميع، على أن يكون مطلب انشاء مجلس الشيوخ في أولويات النقاط المطروحة الى جانب <المواضيع التقليدية> الأخرى المرتبطة بملفي الرئاسة وقانون الانتخاب.

واستناداً الى المعلومات المتوافرة، فإن النائب جنبلاط سوف يحرص على تنسيق مواقفه مع النائب ارسلان في الآتي من الأيام، وما اقتراحه بزيادة اللقاءات بين نجله تيمور جنبلاط ومجيد طلال ارسلان إلا الدليل على رغبته في انسحاب الجو الوفاقي الى الزعيمين الشابين لمقاربة المرحلة المقبلة بتناغم على مستويي القيادة والقاعدة لاسيما وان النائب جنبلاط قطع شوطاً بعيداً في مجال تسليم نجله <مقاليد> السلطة الحزبية في مرحلة أولى تليها مرحلة المقعد النيابي الدرزي في الشوف، وان النائب ارسلان دفع بابنه مجيد الى الساحة السياسية باكراً حتى <يعتاد> على اللعبة السياسية التي لديها خصوصية في الطائفة الدرزية لا مجال لأي نقاش حيالها!