تفاصيل الخبر

”عروس بيروت“ يزفّها أبطال المسلسل.. وزين العابدين: أول مرة أتكلم لبناني!

13/09/2019
”عروس بيروت“ يزفّها أبطال المسلسل..  وزين العابدين: أول مرة أتكلم لبناني!

”عروس بيروت“ يزفّها أبطال المسلسل.. وزين العابدين: أول مرة أتكلم لبناني!

بقلم عبير انطون

<فارس> هو الابن البكر لعائلة <ضاهر> الثريّة والنافذة في الاعمال والسياسة، و<ثريا> هي مغنية يتيمة الابوين تربت في حضن خالتها. يجمع الحب من النظرة الاولى ما بين قلبيهما في <عروس بيروت> المسلسل الذي بدأ عرضه منذ فترة وجيزة على شبكة قنوات <ام بي سي>. رحلة العاشقين لن تكون سهلة، خاصة وان فارس الـ<محكوم> بعلاقته بوالدته واخوته و<خطّ العائلة>، لن يجد دربه الزوجية مفروشة بالورود. فأية صعاب سيواجهها العروسان، ومن يتسبب بها؟ ماذا عن الكواليس والشخصيات، ولماذا وضعت <ستوديوهات الـ<ام بي سي> ثقلها في العمل؟

أول المجيبين عن السؤال الأخير هو الممثل التونسي ظافر العابدين <فارس> المسلسل: <أردنا من خلال فريق عمل ضخم ان نقدّم، يدا باليد، عملا ناجحا يشكل إضافة للدراما العربية بشكل عام، والمسلسلات الطويلة العربية تحديدا، في اطار قصة حب روحها مختلفة، فيها الكثير من العلاقات والخيوط المتشابكة والشائكة، بينها مثلا تلك التي تربط الابن بأمه حيث تختلف الاولويات والمصالح>.

 هذه الخيوط والحكايات شكلت الحافز الاول لظافر للقبول بالدور الذي لفتته كتابته، كما الحبكة عموما: <لقد اعجبت بالمشروع والسيناريو والتركيبة، مع القصة الرومانسية وحالات الحب المتعددة التي عادة ما يتعلق بها الجمهور ويتابع فصولها>.

سبق لظافر العابدين، الممثل التونسي الوسيم والقدير الذي شارك في العديد من المسلسلات والافلام العربية والاجنبية، ان لفتنا في ثنائيات ناجحة مع نجمات من مختلف انحاء الوطن العربي من نيللي كريم وهند صبري ومنة شلبي ودرّة التونسية الى اللبنانية كارمن بصيبص مؤخرا، والتي يصفها بـ<الموهوبة والمجتهدة>. هذه تجربتهما الثانية معا بعد مسلسل <ليالي اوجيني> الذي جمعهما في رمضان الماضي في تجسيد لحقبة الاربعينات في مصر، حيث لعبا ايضا دور الزوج والزوجة: <كان الانسجام المهني عاليا مع الجميع> يقول ظافر، مقدما شكره أيضا لكل من ساعده في اتقان اللهجة اللبنانية التي يتحدث بها في المسلسل، فيكون بذلك الممثل التونسي الاول الذي يتحدث باللهجة اللبنانية في دور درامي: <حاولت اتقان اللهجة لتقديمها بشكل مقنع في <عروس بيروت>... كنت امام امتحان، ذلك انها المرة الاولى التي اتحدث فيها باللهجة اللبنانية على الرغم من انني سبق وقدمت اكثر من عمل في لبنان. لا اخفي ان الامر لم يكن سهلا وتطلب مني مثابرة واتقانا اذ لا اتقبّل ان تكون لهجتي <نص ــ نص>. بقيت هنا لفترة وعملت مع اشخاص على اللهجة، وساعدني الزملاء جدا اثناء التصوير. ونعرف جميعا ان الممثل حين يتحدث بلهجة بلده يكون طبيعيا ومرتاحا وتكون مساحته اكبر في التعبير بحرية عن مشاعره وصدق احاسيسه، لكنني قبلت برفع التحدي واستمتعت بالمغامرة على الرغم من صعوبة الأمر وانتظر من الجمهور ان يضع لي العلامة لتقييم جهودي في ذلك>.

العلامة من الجمهور ستدوّن على سجل السيرة الفنّية لظافر، الممثل الذي بدأ حياته كلاعب محترف لكرة القدم قبل ان ينتقل الى عرض الازياء لوكالة متروبوليتان، ومن ثم الى عالم التقديم والتمثيل بعد التحاقه بكلية برمنغهام للخطابة والدراما في لندن وكان تخرج منها عام 2002، ليشارك في اكثر من عمل عربي واجنبي لافلام ومسلسلات عرفت نجاحاً لافتا..

 

 <Soap Opera>!

مع بدء العرض لمسلسل <عروس بيروت> الذي يمتد لثمانين حلقة، وغنى شارته الفنان محمد عساف من كلمات لنزار فرنسيس والحان وتوزيع لميشال فاضل، تفاوتت الآراء وان كانت في الكثير منها ايجابية لجهة الاداء والانتاج واعداد السيناريو والحوار الجيد لنادين جابر وبلال شحادات، لكن برز ايضا نوع من المقارنات التي أقامها الجمهور ما بين <عروس بيروت> و<عروس اسطنبول>، وهو المسلسل التركي الذي لعب بطولته كل من <اوزكان دينيز> و<آصلى انور>، وحصد نجاحا وتعيده الشركة المنتجة نفسها اليوم باللغة العربية ومع فريق عمل عربي ونخبة من نجوم الشاشة اللبنانية والسورية والتونسية، في تصوير تم على مدى ثمانية اشهر جرى في غالبيته في لبنان فضلا عن اماكن في رومانيا وتركيا تحت عيون المخرج <ايمرة كاباكوساك>.

 النسخة العربية شرّعت السؤال حول الجدوى من انتاج مسلسل مع فريق عربي خاصة وان النسختين متطابقتان، فكان الجواب على لسان المدير العام لقنوات مجموعة <أم بي سي> علي جابر أن <عروس بيروت> <يفتح الطريق أمام نمط مختلف من الإنتاجات الدرامية العربية، وهي المسلسلات الطويلة ممتدة الحلقات>. واعتبر جابر أن هذا المسلسل، هو أول خطوة من نوعها، نحو الارتقاء بالدراما التي تتولى <أم بي سي> إنتاجها للمرحلة المقبلة مفصلا ان <مستقبل التلفزيون يرتكز على الدراما التي تقدم محتوى متقناً، لذا نحن كمجموعة إعلامية ومنصّة شاهد وام بي سي استوديوز، نضع في حساباتنا الاستثمار في إنتاجات عربية قوية، قادرة على استقطاب شريحة أوسع من الجمهور العربي>. واضاف ان الـ<ام بي سي> تدخل اليوم عالم ما يعرف بالـ<Soap Opera> وتحوله من محتوى مستورد يحمل قيم المجتمعات المصدرة إلى إنتاج عربي محلي ضخم عالي الجودة بمواصفات ترقى إلى العالمية، سواء بالشكل والقالب الفني أم من حيث المضمون، ناهيك عن كونه يحمل قيمنا وأفكارنا وثقافتنا قلباً وقالباً.

كارمن.. و<ثريا>!

 

 في شخصة <ثريا> التي نشأت في كنف خالتها بعد وفاة اهلها تلقائية وقوة في الوقت عينه، اشتغلت كارمن بصيبص على نقلهما ببراعة الى الشاشة. <ثريا> قادمة من طبقة اجتماعية متوسطة، اضطرها الحادث الذي اودى بحياة والديها الى العمل في سن مبكرة حتى تؤمن لقمة عيشها من خلال العزف والغناء وتسجيل الاعلانات فتكسب قوتها مع خالتها، متغلّبة على قساوة الحياة بضحكتها وحيويتها وحبها للعيش. المها لم يفقدها ضحكتها، ولما تغرم بـ<فارس> من النظرة الاولى وترتبط به لا تدرك بان ابواب الجحيم ستفتح عليها من قبل حماتها التي تجدها من خارج دائرة من يليق بارث عائلتها وتاريخها، فتبدأ سلسلة مشاكل لا تنتهي، الا انها تقرر المواجهة وعلى عدة جبهات.

ما يجمع بين كارمن الممثلة والمخرجة اللبنانية، و<ثريا> الشخصية المحورية التي تلعبها في <عروس بيروت> هو الجانب الرومانسي في كليهما، فضلا عن <حب الموسيقى> الذي تلتقيان عليه، اذ لطالما كان طموح كارمن المشاركة في فيلم سينمائي موسيقي. اما نقاط الاختلاف ما بين الشخصية ومجسدتها، فهي ان كارمن <عقلانية تشتغل بحسب ما يمليه المنطق، في حين ان <ثريا> حساسة جدا وترضخ لمشاعرها>.

 ومع انتظار حكم الجمهور على المسلسل، تترقب كارمن ايضا حكم الجمهور والنقاد على مغامرة جديدة تخوضها من خلال مشاركتها في فيلم <اكشن> مصري تحت عنوان <عودة يونس> مع أحمد عز ومن اخراج محمد علاء، وهو فيلمها السينمائي المصري الاول وكانت خضعت لاجله لتدريبات مكثفة.

 شمعون: اتعبتني <ليلى>!

 

الممثلة تقلا شمعون، التي تجمعها بكارمن علاقة مهنية جميلة وصفتها كارمن بـ<السمن على العسل> بعيدا عن دورها <المشاكس> لها في <عروس بيروت>، تجد في <ثريا> المسلسل نموذجا غريبا لعائلة لا تنتمي الى المستوى الاجتماعي اللائق من منظورها، فتتجاهلها وتواجهها، اما نحن كمشاهدين، فتتحفنا بأداء قل نظيره.

تعرفون انني انوع في أدواري تقول شمعون لـ<الأفكار>، وشخصية <ليلى> لم يسبق ان قدمتها قبلا. ما كان اساسيا هو التحدي الذي رفعته، خاصة لناحية العمر اذ ان <ليلى> اكبر بكثير مما انا عليه فعلا، في دور اطل به على العالم العربي وكثيرون من الجمهور لا يعرفون عمري الحقيقي، لكنني تجاوزت الامر لشدة ما وجدت النص جميلا حيث منح الكاتب شخصية <ليلى> ابعادا ستتكشف تباعا في الحلقات المقبلة. لقد أذهلني في بنائه لهذه الشخصية بهذا العمق وهذا الادراك لها. ولا أنكر بأن شخصية <ليلى> أرهقتني حتى انني كنت احملها معي خارج التصوير، أما أثناءه، فكنت ارفض أن انظر الى نفسي في المرآة.

لم تشاهد شمعون النسخة التركية من المسلسل وهي اصرت على ذلك حتى لا تتأثر بأي اداء. حتى انه في احدى المرات واثناء احدى القراءات اضطر الفريق ان يعود الى الترجمة في احد المشاهد فلمحت بـ<خطف البصر> مشهدا للام في النسخة التركية، ابتعدت وأبت ان تشاهدها: <شعرت انني اذا نظرت سأتابع، وانا لا أريد ان أتأثر بها على الاطلاق. متى استطعت ذلك؟ تقول تقلا، لما انتهيت من التصوير تماما. بات بامكاني ان اراها، ان اتابع تلك الـ<ليلى> التي ما عدتها أنا، ما اقوله

عميق جدا والممثلون يدركون ذلك>.

 وتؤكد شمعون ان كل شخصية تمثلها تحاول ان تحبها حتى توصلها للجمهور على النحو الافضل: <تقولين لي كصحافية، انني نجحت في جعل الجمهور يتعاطف مع <ليلى> حتى انه يتفهمها في بعض الاحيان، وهذا يعني انني نجحت في ان اوصلها الى المشاهد بالطريقة الصحيحة>.

من نقاط القوة في المسلسل بحسب شمعون فضلا عن النص والانتاج، الكاستينغ المميز للممثلين، وبين لائحة الاسماء الطويلة التي تعددها تذكر طبعا ظافر العابدين وكارمن بصيبص في دور الحبيبين.

ولما نسألها عن كارمن تلميذتها، تقول مبتسمة: هي تلميذة زوجي (طوني فرج الله) ونحن آمنا بموهبتها لذلك كانت معنا في فيلم حول القديسة <مورين>.

وعن الملاحظات التي قدمتها لها في الدور او المساندات التي دعمتها بها تؤكد شمعون: <ليست بحاجة الى ملاحظات>.

وكانت كارمن في فيلم <مورين> اللبناني التاريخي الاول من نوعه والذي حصد نجاحا كبيرا، قد لعبت دور القديسة مورينا متنكّرة بزي صبياني واكتسبت من خلاله الكثير من الخبرة والادوات التمثيلية بحسب ما تصرح هي نفسها.

 في دور <ليلى> اذاً، تلعب شمعون شخصية صعبة، تعتبرها <نموذجا لامرأة لديها فلسفة وجود وتناضل من اجل العادات والتقاليد، ونموذجا أيضا عن نساء كثيرات خرجن من عائلات عريقة في المجتمع، وحملن قضية، ووجدن ان من واجبهن الحفاظ على عائلاتهن خصوصا اذا كان لهذه العائلة اعمال انسانية وحضور فاعل في المجتمع>. عائلة <ليلى> ومصالح افرادها تأتي عندها في المقام الاول، ولأجل ذلك نجدها في علاقتها بابنائها وزوجاتهم على افضل حال، لكنها لا ترحم عند اي ابتعاد عن الخط الذي ترسمه بنفسها، بشكل خاص مع <ثريا> وزوجها <فارس> الذي تبع قلبه مغرّدا بعيدا عن سرب العادات والتقاليد والاحكام، فهل تنجح باسترداده الى كنفها والى رؤيتها الخاصة للحياة والارث العائلي؟

متابعة المسلسل وتطورات احداثه كفيلة بالاجابة..