تفاصيل الخبر

عروض غير مسبوقة بكلفة تخطت الثلاثة ملايين دولار «بـيــــروت تـنـبــض»..هـــذا مـا يـلـيـــق بـالـعـاصـمــــة !  

15/04/2016
عروض غير مسبوقة بكلفة تخطت الثلاثة ملايين دولار  «بـيــــروت تـنـبــض»..هـــذا مـا يـلـيـــق بـالـعـاصـمــــة !   

عروض غير مسبوقة بكلفة تخطت الثلاثة ملايين دولار «بـيــــروت تـنـبــض»..هـــذا مـا يـلـيـــق بـالـعـاصـمــــة !  

بقلم عبير انطون

5-(12)  

قبة عملاقة بمساحة 3600 متر مربع تتسع لنحو 1800 شخص تظلل الدورة الاولى من <مهرجانات بيروت الثقافية>. عقيلة رئيس مجلس الوزراء السيدة لمى تمام سلام فخورة بالمشروع الذي لم يُكتب له ان يبصر النور العام الفائت، فعاد هذه السنة بزخم اكبر. <الحدث ضخم حتى يليق بتاريخ العاصمة>، هكذا اراده القيّمون عليه، فكانت نشاطات لم يعرفهـــا لبـــنان سابقــــاً، تُقدم فيهــا عروض رائدة هي الاولى عربياً وبمستوى عالمي..

فماذا يضم المهرجان؟ ومن عمل عليه؟ كم بلغت الكلفة؟ ما هي الاحتياطات الامنية المتخذة؟ وماذا يتوقّع له؟

<الافكار> تحدثت الى القيّمين عليه والمشاركين فيه.. خلية العمل لا تهدأ بانتظار شارة الانطلاق على واجهة بيروت البحرية ما بين 17 إلى 22 أيار/ مايو المقبل.

سلام: قيامة بيروت..

<تسعى <مهرجانات بيروت الثقافية> إلى أن تشكّل حدثاً مميزاً يليق بعاصمتنا العريقة وينسجم مع كونها ملتقى للحضارات والثقافات>، بهذه العبارة لخصت لمى تمام سلام الهدف من <مولود جديد> ينضم الى المهرجانات الاخرى في كافة المناطق اللبنانية، مع دراسة دقيقة للتواريخ حتى لا تتضارب معها. يهدف المهرجان الى ضخ الحياة مجدداً في بيروت العزيزة وإحياء أجواء الفرح والفن والإبداع والجمال فيها.

 ولكن، ماذا عن الهاجس الامني؟ وهل من ضمانات ممكنة في هذا المجال؟

 تجيب السيدة سلام بتحية شكر الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام قائلة: <القوى الامنية بمختلف اجهزتها ستكون العين الساهرة على الأمن، لذلك ادعو الجمهور إلى المشاركة بكثافة في الأنشطة تعبيراً عن محبة اللبنانيين لهذه المدينة التي ينتمي إليها كل لبناني، من أي منطقة كان، ولوضع بيروت مجدداً على خريطة الحياة والفرح والسياحة>. ووجهت سلام تحيات ايضا الى مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة لمساندته المهرجانات من خلال برنامجه لدعم الثقافة، وإلى بلدية بيروت ورئيسها الدكـتور بلال الحمد وأعضاء <المجلس البلدي> لإيمانها بالمهرجانات وإدراكها أهميتها وعدم تردّدها في أن تكون شريكاً اساسياً في تنظيمها، كما شكرت محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، ورجل الأعمال جهاد العرب على ما قدّمته شركته من خدمات لوجستية مساهمة في إنجاز المشروع، وجميع أصحاب <الأملاك في الواجهة البحرية> الذين قدّموا عقاراتهم مجاناً خدمةً للمشروع، كما حيّت تعاون وزارات الداخلية والسياحة والثقافة وقيادات قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني لمواكبة الحدث، وغيرها من الجهات الراعية والداعمة والناقلة لفعاليات المهرجان..

وتابعت سلام قائلة:

 - كنا نتمنى أن تُقام المهرجانات في ساحة النجمة، كما كان مقرراً أساساً في أيلول/ سبتمبر الفائت، كونها قلب المدينة التي نريدها أن تنبض وتنهض مجدداً، ولكن بسبب الاوضاع المعروفة في وسط بيروت والتي دفعتنا إلى تأجيل المهرجانات، قررنا نقلها الى <الواجهة البحرية>. على كل حال، بين بيروت والبحر قصة قديمة وعلاقة تاريخية، وكل جزء من بيروت يمثّل عراقة المدينة ويرمز إليها.

قريطم: تحت السيطرة!

5-(4)

 من جهته، ردّ الأمين العام لجمعية <مهرجانات بيروت الثقافية> عزت قريطم على التساؤل الامني عينه لـ<الافكار> بثقة ومن دون استبعاد اية فرضية:

- لا نخاف الا من رب العالمين، الا اننا نعيش في منطقة لا تعرف استقرارا دائماً. نتوجس من حدوث امر طارئ الا اننا اخترنا منطقة يمكن ان تكون تحت السيطرة امنيا. القلق لم يؤثر على العمل، وكل ما في المهرجان يسير على السكة الصحيحة من تنظيم واعداد وفريق عمل، ولا نعاني من اي تأخير على الصعيدين اللوجستي والاداري، والامر الاوحد الذي يمكن ان يشكّل عائقاً يبقى التوتر الامني لا سمح الله!

اما الانتقال الى الواجهة البحرية فضرورة عاد وأكدها قريطم قائلاً:

 - المنطقة في الوسط التجاري مقفلة أمنيا، وكذلك شارع المعرض. لا يُخفى على احد منا ان الوضع الامني ليس مستتباً نهائياً ويتخوّف البعض من التظاهرات او الحراك المدني ونحن نريد منطقة لا تتأثر بأي نشاط، كما انه من غير الجائز ان نعرّض مشروعنا لاية نكسة جديدة، ففي العام الماضي خسرنا الكثير من الاموال جراء الغاء المهرجان ولا يمكننا اعادة المخاطرة هذا العام ايضاً.

وحول الصعوبات والعوائق التي يواجهها مشروع مماثل يؤكد قريطم قائلاً:

 - ذُللت جميعها فالمجموعة محترفة بعملها. المراحل كانت سهلة وبسيطة، والتحضيرات بدأت منذ شهر تشرين الأول/ نوفمبر من العام الماضي.

أما <النبض الشبابي> الذي يُحسب للمهرجان فشرحه قريطم قائلاً:

- أردنا نشاطاً يغطي كل فئات المجتمع، وقد نُظّمت الليالي على هذا الاساس. الافتتاح سيكون في 17 ايار/ مايو مع <رواية بيروت> وهذه الرواية تتوجّه الى الفئة المحبة للثقافة والتاريخ، وهي من تنفيذ شركة <It’s Communication> وتتلخّص في عرض بصري - موسيقي ضخم يستعيد بأحدث التقنيات أهم الحقبات والمحطات التي عرفتها العاصمة عبر التاريخ. وقد كان لا بدّ لهذه الخطوة الثقافية مواكبتها باخرى مميزة فتم الاتفاق مع شركة <باك ستيج> على تقديم حفل عربي غير تقليدي مع النجمين راغب علامة ونانسي عجرم في ( 20 ايار/ مايو). الجمهور يحب راغب ونانسي، الا اننا لم نرد ان تكون مشاركتهما تقليدية، فكان الاتفاق على عمل مختلف بمشاركة اثنين من المتأهلين إلى نهائيات برنامج المواهب <XFactor> وهما لاتويا ونجم. هذه السهرة سيعقبها في الليلة التالية حفل شبابي مع <وايت ايليمنت>(21 ايار/ مايو) فتنبض بيروت بشبابها في أجواء <White> الرائعة، وقد أطلقنا على هذه الليلة اسم <The White Experience>.

ويضيف قريطم قائلاً:

 - نحن مجموعة من 15 شخصاً عملنا على <مهرجانات بيروت الثقافية>، وبحثنا عن جديد على مختلف الصعد.. كانت الثقافة والتاريخ من خلال <رواية بيروت>، وكان الغناء والرقص والموسيقى، ولم يبقَ ناقصاً سوى الاثارة، فولدت فكرة الـ<موتور فيلاج> (قرية للمحركات الميكانيكية) التي تمتد على مساحة 60 ألف متر مربع وتضم حلبة لـ<الكارتينغ> مخصصة للجمهور، ومعرضاً للسيارات القديمة، كما يمكن للجمهور أن يتابع انطلاق واختتام <رالي كاس لبنان>، وهو مرحلة استعراضية ضمن <بطولة لبنان للراليات>، وعروضاً في القيادة الاستعراضية <drifting> مع بطولة لبنان فيه، وعرضاً لـ<الكارتينغ> مع نجوم معروفين وسباق بطولة لبنان فيه ايضاً، فضلا عن إحدى مراحل <بطولة لبنان للدراجات النارية>.

ويزيد قريطم بحماسة:

5-(8)- الجميع يعرف كباراً وصغاراً ما تشكّله بطولة < الفورمولا 1> من شغف للكثيرين، حتى ان بعضهم يتسمّر لثلاث ساعات امام الشاشة لسماع صوت المحركات، فاخترنا ان يُختتم المهرجان بـ<الفورمولا 1> في الثاني والعشرين من ايار/ مايو في عرض هو الأول من نوعه في لبنان لإحدى سيارات فريق <Red Bull> لـ<الفورمولا واحد> على الطريق بين فندق <فينيسيا> و<مجمّع البيال>، يقدّمه السائق الاسباني <كارلوس ساينز جونيور>، وستكون مشاهدة هذا العرض متاحة للجمهور مجاناً. وهنا لا بد من تذكير اللبنانيين، يقول قريطم، بأن حلم الرئيس الشهيد الراحل رفيق الحريري العام 1990كان يقضي باستحضار <الفورمولا وان> الى بيروت، فحققنا هذا الحلم الجميل كتحية منا الى روحه عبر العرض الذي تكلمت عنه، وهو امر عظيم لمدينتنا.

ولا يفوت المنظّم للحدث الاشارة الى انه على هامش المهرجانات، وعلى امتداد ايامها، يُقام جناح لـ<سوق الأكل> قرب القبة الدائرية، بالتعاون مع < NoGarlic NoOnions>.

ونستوضح قريطم حول الكلفة الاجمالية للمهرجان، مع طلب تفصيل أوسع حول عرض الافتتاح تحت عنوان <رواية بيروت> فيشرح:

- الكلفة الاجمالية للمهرجان فاقت الثلاثة ملايين دولار. اما <رواية بيروت> فهي باختصار قصة بيروت مذ ايام الفينيقيين حتى اليوم، مروراً بجميع المراحل الجميلة والصعبة، حيث نتعرّف الى بيروت الزمن الجميل، وبيروت الحرب والدمار، وبيروت النهوض من جديد مع ممثلين وموسيقى على المسرح من ضمن قبة دائرية عملاقة هي الاكبر عالمياً تم شحنها الى لبنان خصيصاً للمناسبة، وتشكّل من جهتها الداخلية شاشة بنطاق 360 درجة <بانورامية> لعرض المؤثرات البصرية في تقنية ثلاثية الابعاد، وهو عرض أول من نوعه في العالم العربي.. فعلى مدى سبعين دقيقة سنكون مع عرض مذهل يجعل المشاهد للحدث مشاركاً فيه، كأنه في قلبه وسط فرقة موسيقية تعزف بشكل حي، واشخاص يركضون بين الجمهور، واطفال يمثلون مع اهلهم فترة الحرب ويهربون الى الملجأ بين صفوف الجماهير، فيعيش الحاضرون الاحساس وكأنه ابن ساعته..

ويضيف قريطم شارحاً:

- <القبة الدائرية> المستقدمة من الولايات المتحدة، سيتوسطها مجسّم لساعة العبد التي تزيّن ساحة النجمة في وسط بيروت، وستكون هذه الساعة الشاهد على كل ما جرى، هي الراوي لهذه الحقبات المتعاقبة، فتنبض المدينة بتاريخها، بماضيها وصولاً الى حاضرها. باختصار نحن نسترجع ماضي بيروت العريق بتقنية حديثة، تعبيراً عن افتخارنا بتاريخ مدينتنا وتطلعنا إلى مستقبل مشرق لها، عنوانه التطور. وسيُعاد العرض نفسه في ليلتي الثامن عشر والتاسع عشر من ايار/ مايو.

غي مانوكيان: أجمل ما ألّفت!

5-(9)

 موسيقى <رواية بيروت> اوكلت الى المؤلف الموسيقي والعازف غي مانوكيان، وحولها كان شرحه لـ<الافكار>:

- نحضّر لـ<رواية بيروت> منذ سنة. توقفنا لفترة اذ لم نكن على يقين بأن المشروع سيبصر النور لهذا العام بعد الغائه العام الفائت، ولما اتُخذ القرار بالمضي فيه اكملنا العمل منذ حوالى الثلاثة اشهر، وفي السادس من ايار/ مايو اكون منتهياً وجاهزاً تماماً. الموسيقى التي خصصتها لـ<رواية بيروت> هي موسيقى تصويرية لا يمكن تصنيفها في خانة الـ<كونسرت> او الحفل الموسيقي العادي، انما هي تجربة، بمعنى ان الجمهور الحاضر سيعيش تجربة جديدة مع الموسيقى وغير مسبوقة، من خلال اوركسترا وكورال وممثلين ومغنيين وتقنيين وموسيقيين يبلغ عددهم حوالى المئة، ستون شخصاً منهم على المسرح، وسيتضمن العرض المتنوع مقطوعات موسيقية وأغنيات مرتبطة مباشرة بتاريخ بيروت وقصتها وقيامتها، المحفورة في وجداننا الجماعي اللبناني، فضلا عن الحان جديدة استوحيتها من موضوع الرواية..

ويشرح مانوكيان ان العمل على موضوع او <تيمة> محددة يساعد المؤلف الموسيقي ويجعله يستلهم من الصورة او الكلام المطروح عليه اكثر مما لو كان التأليف حراً، ويزيد قائلاً:

- القصة توحي لي بالكثير، فما ان قال لي داني الجر واميل عضيمة مؤلفا فكرة <رواية بيروت> ومنفذاها، بانهما يعملان على الافتتاح بصور سفن فينيقية تنطلق الى العالم عبر الشاطئ اللبناني حتى تشكّلت الصورة في رأسي وترجمتها نوتات موسيقية رائعة.

ويضيف مانوكيان الذي سيشارك في <مهرجانات بيت الدين> لهذا العام في عمل يبقيه حالياً طي الكتمان:

 - اعتبر موسيقى الافتتاح لـ<رواية بيروت> من اجمل المقطوعات التي ألّفتها في حياتي، وقد شعرت فيها بالإبداع والخلق فعلاً. هي سريعة مع نبض قوي، فيها تلوينات وتغييرات اشبهها تماماً ببيروت التي عرفت الكثير من التقلّبات لتعود وتقف من جديد.. وهناك لحن عنونته <ذي ستريتس اوف بيروت> او <شوارع بيروت> وفيه تنقل بين الشوارع وكأنها نجوم، وهو ايضاً من اجمل الالحان والتوزيعات التي قدمتها. لا أطيق الانتظار حتى تاريخ العرض.. انتظره بشغف!