تفاصيل الخبر

عون طلب فتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى عدم صيانة طائرات الـ”سيكورسكي“!

18/10/2019
عون طلب فتح تحقيق في الأسباب التي أدت  إلى عدم صيانة طائرات الـ”سيكورسكي“!

عون طلب فتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى عدم صيانة طائرات الـ”سيكورسكي“!

تعرض لبنان يوم الاثنين الماضي لموجة كبيرة من الحرائق في اكثر من منطقة والتهمت النيران أحراج مختلف المناطق اللبنانية لاسيما في المشرف، الدبية، الناعمة والدامور في الشوف، المدينة الصناعية في ذوق مصبح، ومنطقة غزير في كسروان، زكريت ومزرعة يشوع وقرنة الحمرا، والمنصورية في قضاء المتن وجدايل في جبيل، وفي عكار  وزغرتا في الشمال، جويا وصريفا وبرج رحال والمنصوري والشهابية وقانا وبافليه في الجنوب، وغطت سحب الدخان معظم الأجواء اللبنانية بعدما وصل عدد الحرائق الى 105 على كافة الاراضي اللبنانية كما اعلن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، وعملت حوالى 200 آلية من الدفاع المدني على إخمادها، حتى ان قوات <اليونيفيل> ساهمت في ذلك، الا أن الطقس الحار والرياح السريعة تسببا بامتداد الحرائق من كل الجهات حتى باتت تهدد المنازل والمدارس والجامعات ومحطات الوقود لاسيما في الدبية، لكن الامر ادى للاسف الى وقوع شهيد في بلدة بتاتر الشوفية هو سليم أبو مجاهد على أثر نوبة قلبية ألمت به بعدما كان قد ساعد في إطفاء الحرائق، فيما افيد عن 4 اصابات في قرنة الحمرا في المتن و5 اصابات من عناصر الدفاع المدني ناهيك عن احتراق العديد من السيارات والمنازل.

واستمرت الحرائق طوال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين بعدما عجزت فرق الدفاع المدني مدعومة من فرق الجيش اللبناني وطوافاته عن اخمادها ما استوجب الاستعانة بطائرات قبرصية ويونانية واردنية وتركية لاخماد الحريق الهائل في بلدة المشرف الذي امتد على مساحة اكثر من مليوني كلم 2 خاصة وان الالغام القديمة المنتشرة هناك بفعل الحرب تفجرت، اضافة الى ان النيران طاولت قرية الدبية واقتربت من المنازل، وتسببت بانفجار خط التوتر العالي، كما نشبت حرائق في بلدات بريح والفوارة وكفرحيم المجاورة، الا ان العناية الالهية تدخلت وبدأ البرق فوق سماء لبنان بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي ايذاناً بتساقط امطار الخير التي تكفلت بإطفاء الحرائق لاسيما في الوديان التي لا يمكن الوصول اليها وكان الله هو المعين الذي رأف بلبنان الاخضر الذي نتغنى به.

وأكدت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن التي زارت منطقة الشوف، أن هذه الطائرات باشرت عملها، مشيرة إلى أنه تم إنشاء غرفة عمليات في السراي الحكومي وأخرى متنقلة على الأرض في بلدة المشرف لمتابعة عملية إخماد الحرائق، فيما أكد وزير البيئة فادي جريصاتي، في تصريح اثر جولة له على الاضرار الناجمة عن الحرائق أن الصدمة كبيرة والمشهد مؤذٍ بشكل كبير والأكيد أنّ أحداً بدأ بالحريق، مناشداً رئيس الحكومة سعد الحريري والحكومة بأن وضع الدفاع المدني لم يعد

يحتمل، متمنياً أن تكون هناك خطة طوارئ لتأهيل ولوضع كل الامكانات بمتناول العناصر.

وأشار وزير الدفاع الياس بو صعب الموجود في قبرص الى ان موضوع الحرائق اولوية وهذه الزيارة الى قبرص مبرمجة قبل حصول الحرائق، ونحن طلبنا من قبرص المساعدة لاخماد الحرائق في لبنان، وقد حصلت تلبية سريعة لاخماد الحرائق عبر طائرتين قبرصيتين، كما ان هناك 4 طوافات للجيش اللبناني تعمل، لافتاً في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي، الى ان هناك تواصلاً دائماً وتنسيقاً تاماً بين الجهات المعنية في لبنان في مواجهة الحرائق، وتم التواصل ايضاً مع الجهات اليونانية والاردنية، معلناً ان اليونان ارسلت طائرتين لاطفاء الحرائق بشكل فعال اكثر، وهي تحمل حوالى 20 طناً من المياه.

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد اطلع على تقارير عن الحرائق في عدد من المناطق اللبنانية وأوعز بوضع كل الإمكانات بتصرف الفرق التي تتولى عمليات الإطفاء، منوهاً بالجهود المبذولة لمكافحة الحرائق التي يبذلها رجال الدفاع المدني والجيش والإطفاء، فيما قال الرئيس الحريري في تصريح بعد اجتماع لجنة ادارة الكوارث لبحث موضوع اخماد الحرائق أن ما حصل كارثة، وتكلمنا مع عدة دول لارسال طوافات اضافية لاخماد هذه الحرائق، مؤكداً ان كل المناطق تعاني ونحن نقوم بجهد كبير، شاكراً الجميع على عملهم، وقال ان هيئة الاغاثة ستهتم بكل الممتلكات التي تضررت وسنعمل 24 على 24 والدولة تقوم بواجبها، وأهم شيء اليوم ان لا أضرار جسدية، معلناً انه سيكون هناك تحقيق في النهاية كي نعرف كيف بدأت هذه الحرائق واذا كانت مفتعلة فليتحمل كل شخص مسؤوليته.

بدوره طلب وزير الصحة جميل جبق معالجة المصابين من جراء الحرائق على نفقة وزارة الصحة مئة بالمئة.

يذكر ان هناك 3 طوافات <سيكورسكي> قدمتها للدولة جمعية <أخضر دايم> عام 2009، وتمَ تدريب عناصر من الجيش اللبناني على قيادتها وكان العقد مع الشركة يشمل صيانتها لمدة 3 سنوات لكن بعد انتهاء العقد لم يتم صيانة هذه الطوافات نظراً لتكلفتها البالغة 450 الف دولار رغم ان هذه الطوافات تستطيع تعبئة بين 4 الاف و4 الاف و500 ليتر من المياه بينما الطائرات المستعملة حالياً تستوعب 700 ليتر، ولذلك طلب الرئيس عون فتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى توقف طائرات الإنقاذ وإطفاء الحرائق <سيكورسكي> عن العمل منذ سنوات وتحديد المسؤولية، كما طلب اجراء كشف سريع على الطائرات الثلاث والإسراع بتأمين قطع الغيار اللازمة لها.