تفاصيل الخبر

عون: تفاهمي مع ”القوات“ هو المعبر الإلزامي للرئاسة  

15/04/2016
عون: تفاهمي مع ”القوات“ هو المعبر الإلزامي للرئاسة  

عون: تفاهمي مع ”القوات“ هو المعبر الإلزامي للرئاسة  

sleiman الجلسة الـ38 لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الثلاثاء 18 نيسان/ أبريل الجاري، لن تختلف عن سابقاتها من الجلسات التي دعا إليها الرئيس نبيه بري، لأن نصابها الدستوري، أي غالبية الثلثين، لن يتحقّق، وبالتالي فلا انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والموعد سيرُحّل الى تاريخ جديد. صحيح أن موعد الجلسة الـ38 يأتي مع زيارة الرئيس الفرنسي <فرنسوا هولاند> لبيروت وعلى وقع تصريحات ومواقف سيعلنها الرئيس الضيف، لكن الصحيح أيضاً أن المعطيات التي يمكن أن تجعل من الانتخاب الرئاسي أمراً واقعاً، لم تحمل جديداً منذ مدة بعيدة، لا بل على العكس، فإن كل ما حصل في الداخل والخارج، يشير الى أن الشغور الرئاسي قد يدخل عامه الثالث ابتداءً من 25 أيار/ مايو المقبل، في وقت ستغرق فيه المنطقة في مفاوضات لإنهاء الحرب في سوريا، ووضع قواعد جديدة للحالة في العراق واليمن، ما يعني أن الاهتمام الدولي سيكون بعيداً عن وطن الأرز الذي ينتظر من دون جدوى ويكتفي اركانه بسماع الدعوات الى <لبننة> الاستحقاق الرئاسي من دون أن يروا أن الوضع المتدهور سياسياً واجتماعياً واقتصادياً يفرض عدم صمّ الآذان... والمبادرة.

وإذا كان الاهتمام الدولي بلبنان يتراجع في ما عدا الاهتمام ببقاء النازحين السوريين فيه، فإن الموقف في الداخل لا يقلّ تباعداً بين المرشحين الأساسيين الاثنين: العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، لاسيما وأن الأيام تحمل المزيد من المواقف التي تجهض كل المحاولات التي تبذل لإصلاح ذات البين بين حليفي الأمس، على نحو لم يعد من الممكن في الظرف الراهن على الأقل الوصول الى تفاهم بين الرابية وبنشعي، ما يعني عملياً بقاء كل طرف مؤيد للزعيمين المارونيين على موقفه حتى إشعار آخر. وفي هذا الإطار، أعاد رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع تكرار تأييده للعماد عون مرشحاً رئاسياً <تنطبق عليه المواصفات المحدّدة للرئيس المسيحي القوي>، في وقت يكرر فيه قادة حزب الله أن لا عودة عن قرار دعم العماد عون الذي لا يزال يؤكد لزواره انه مستمر في ترشيحه ونقطة على السطر!

 

لا <خطة ب> لدى العماد عون

وفي هذا السياق، يسمع زوار العماد عون منه أن لا وجود لـ<الخطة ب> (Plan B) في حساباته مهما اشتدّت الضغوطات عليه، وهو غير مستعدّ لتقديم أي تنازلات ولو بقي وحيداً في الساحة، علماً أنه ليس كذلك، وهو ان تمسك بـ<الميثاقية> فلأن تسلسل الأحداث زاد من قناعته بأن الرئيس العتيد للجمهورية يجب أن يتمتّع بتمثيل واسع لدى المسيحيين، كما هو الحال بالنسبة الى رئيس مجلس النواب وما سيكون عليه الوضع بالنسبة الى رئيس الحكومة في العهد الرئاسي الجديد. وفي هذا الإطار، يسمع زوار الرابية أن سياسة <تهميش> المسيحيين المعتمدة من قبل <بعض الشركاء> في الوطن لا يجوز أن تستمرّ بعد اليوم، وان <الرئيس القوي> قادر على جعل <الشراكة الوطنية> حقيقة قائمة، في حين أن <الرئيس الضعيف> سيكمل مسيرة تدهور دور المسيحيين كما حصل منذ ما بعد <اتفاق الطائف> وصولاً الى عهد الرئيس ميشال سليمان الذي أدّت السياسة التي اعتمدها الى إقصاء المسيحيين وإضعاف دورهم قياساً الى دور شركائهم في الوطن. وهذه القناعة - يقول زوار الرابية - تترسّخ يوماً بعد يوم من خلال ما يحصل داخل مجلس الوزراء من <محاصرة> لحقوق المسيحيين، سواء في التعيينات أو في ملف المديرية العامة لأمن الدولة، وصولاً الى <الإمساك> بالاعتمادات المالية و<تقنينها> للوزارات التي يتولاها وزراء التيار الوطني الحر أو الحلفاء، فيما تصبح غير محدودة لوزارات أخرى تحظى برضا مرجعيات معينة لأسباب معروفة.

ويلاحظ زوار الرابية أن العماد عون <غير قلق> من مسألة <التهويل> باكتمال نصاب الجلسة الانتخابية، بدليل أن الرئيس سعد الحريري الذي وعد بارتفاع عدد النواب الحاضرين في الجلسة ما قبل الأخيرة، لم يتمكّن من شحذ همم فريقه السياسي وحلفائه ليكونوا حاضرين ومشاركين في الجلسات الانتخابية، بدليل أن حضور الجلسة الـ37 لم يتجاوز الـ60 نائباً، فيما الجلسة الـ36 استقطبت 72 نائباً. وبالتالي فإن لا نصاب رئاسياً لأن العماد عون يعتبر أن النصاب القانوني هو تعبير عن تفاهم سياسي لا بد أن يكون جامعاً، ولن يكون هناك أي نصاب بـ<التهريب>. ويبدي <الجنرال> ثقته بعدم إمكانية تجاوز <الأكثرية المسيحية> المتمثلة بتفاهم <التيار - القوات> الذي يعتبر انه بات <ممراً إلزامياً لأي خطوة تتعلق بالاستحقاق الرئاسي، والقفز فوق هذه الأكثرية هو قفز في المجهول>. وفيما يؤكد العماد عون أن المحافظة على الاستقرار الداخلي مسؤولية الجميع ولا تهاون في ذلك، يرى أن اللجوء الى الشارع ليس <ترفاً>، بل سيكون حاجة ضرورية إذا ما اتضح أن ثمة من يعمل لفرض واقع في السياسة والعمل الحكومي والمجلسي لا يأتلف مع القناعات التي يؤمن بها العماد عون ويؤيده فيها حليفه القديم حزب الله، وحليفه الجديد سمير جعجع. ولدى العماد عون معلومات دقيقة عن زيارة الرئيس الحريري لموسكو والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين الروس، وفي طليعتهم الرئيس <فلاديمير بوتين>، وهو - أي عون - يدعو الى عدم التسرّع في الحديث عن هذه الزيارة وخلط <التمنيات بالوقائع> لأن القيادة الروسية على بيّنة من حقيقة الأوضاع في لبنان، وهي تتصرف بـ<واقعية> ولن تقبل بتجاهل دور المسيحيين في أي استحقاق.

 

مخاوف فرنجية من التأخير

 

وإذا كان العماد عون لا يحدّد وقتاً زمنياً تنتهي فيه <صلاحية> ترشيحه أو إنجاز الاستحقاق الرئاسي، فإن لرئيس تيار <المردة> المرشح الرئاسي سليمان فرنجية وجهة نظر أخرى إذ هو كشف أمام زواره في الأسبوع الماضي أنه إذا لم يُنتخب الرئيس قبل حلول موعد الانتخابات البلدية والاختيارية، فإنه سيكون من الصعب حصوله قبل نهاية السنة المقبلة وربما أبعد من ذلك! ويعود سبب الخشية التي يبديها النائب فرنجية الى أن الانتخابات الرئاسية الأميركية ستحلّ في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ما يعني أن ولاية الرئيس الاميركي الحالي <باراك أوباما> تدخل في <كوما> الانتخابات الرئاسية خلال الصيف المقبل، ما يجعل الاهتمام الاميركي متجهاً الى الداخل، والمتابعة الدولية مصوبة الى الولايات المتحدة الاميركية لما يشكّله رئيسها الجديد من وزن وتأثير. واستطراداً، فإن النائب فرنجية يرى أن الرئيس الاميركي الجديد سوف ينشغل في تركيب إدارته الجديدة وتحديد سياستها في مناطق الشرق الأوسط ومن بينها لبنان، علماً أن الأولوية ستكون للأوضاع المتفجرة في سوريا والعراق واليمن وليبيا إلخ... وإذذاك، سيبقى الاستحقاق الرئاسي اللبناني معلقاً عونريثما تتوضح رؤية الإدارة الجديدة.

وينقل زوار بنشعي عن النائب فرنجية أن التواصل الذي انقطع بينه وبين العماد عون يجعل من الصعب إقناع <الجنرال> باختياره هو رئيساً للجمهورية، كي يكون الفوز الحقيقي لفريق 8 آذار لأن فرص انتخاب عون تراجعت لا بل انعدمت - في رأي فرنجية - الذي لم يعد في وارد أن يتخلى عن ترشيحه متمسكاً بتأييد 14 آذار له والنائب وليد جنبلاط إضافة الى الرئيس بري. ويقول المطلعون على موقف فرنجية إن الزعيم الزغرتاوي بات يشعر بأن تحالف عون - جعجع يقود ضده <حرب إلغاء> بدأت في انتخابات الرابطة المارونية، ثم انتقلت الى الانتخابات البلدية، لاسيما في البلدات والقرى خارج زغرتا التي لتيار <المردة> تأثير ضمنها في المسار الانتخابي في ظل التحالفات القائمة. صحيح أن الوضع الانتخابي في قضاء زغرتا الزاوية لا يقلق النائب فرنجية بعد الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع رئيس <حركة الاستقلال> السيد ميشال معوض، إلا ان ما يرد الى بنشعي من تقارير حول الضغوط التي يمارسها العونيون والقواتيون على المرشحين في الانتخابات البلدية والاتجاه الى تشكيل لوائح مقفلة في وجه <المردة>، يجعله يعتقد أن حرب <إلغائه> لا تحتاج الى أدلة إضافية، ما يجعله يتمسّك بترشيحه في مواجهة العماد عون ويجعل <الدوز> أكثر ارتفاعاً في معرض توجيه الانتقادات الى مواقف <الجنرال> وخياراته كما فعل خلال زيارته الأخيرة لطرابلس، وفي التصريحات التي أدلى بها أمام مجموعة من الإعلاميين <دردشت> معه في بنشعي. وفي قناعة النائب فرنجية أن انتخابه رئيساً للجمهورية سيحصل عاجلاً أم آجلاً بعد الالتزامات التي قطعها الرئيس الحريري له، واستمرار <الفيتو> الخارجي على العماد عون، وتأييد النائب جنبلاط والرئيس بري له، وهو يرى أنه بقدر ما أقفل تأييد حزب الله للعماد عون الطريق الرئاسية أمامه - حتى الآن على الأقل - فإن دعم الرئيس الحريري له أقفل هو الآخر الطريق الرئاسية أمام العماد عون، ليصبح الزعيمان المارونيان في حالة انتظار لمعرفة طريق من منهما ستصبح سالكة وآمنة الى قصر بعبدا....