تفاصيل الخبر

عون لم يخفِ انزعاجه من خطاب ”ترامب“ عن النازحين ما عكس فتوراً في العلاقة مع الإدارة الأميركية!

29/09/2017
عون لم يخفِ انزعاجه من خطاب ”ترامب“ عن النازحين  ما عكس فتوراً في العلاقة مع الإدارة الأميركية!

عون لم يخفِ انزعاجه من خطاب ”ترامب“ عن النازحين ما عكس فتوراً في العلاقة مع الإدارة الأميركية!

 

 

نيويورك ــ <الأفكار>

gobran-bassil12

انشغلت الأوساط السياسية والديبلوماسية اللبنانية والعربية بما وصف بـ<المواجهة الباردة> بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية من خلال حادثتين بروتوكوليتين وقعتا بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والذي عبّر فيه عن مواقف أثارت استياء الوفد اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون. وتناقلت مصادر المعلومات روايات مختلفة حول الموقف الرئاسي اللبناني حيال الدعوة التي وجهها الرئيس <ترامب> الى رؤساء الدول والوفود الى احتفال الاستقبال الذي أقامه والذي غاب عنه الرئيس عون، فثمة من تحدث عن <مقاطعة> تعمّدها رئيس الجمهورية للتعبير عن انزعاجه مما ورد في كلمة الرئيس <ترامب> حول النازحين، وثمة من أشار الى أن الدعوة لم تصل الى الرئيس عون وفقاً للأصول البروتوكولية، وتحدثت رواية أخرى نقلها أحد أعضاء الوفد اللبناني على حسابه في <تويتر> أن <الأسباب اللوجستية كثيرة ومتعددة>، من دون أن يتوافر أي إيضاح جدي عما قصده صاحب التعليق بـ<الأسباب اللوجستية>.

كل هذه التفسيرات لم تجد أي تأكيد لها لدى الوفد الرئاسي اللبناني الذي اعتصم اعضاؤه بالصمت لجهة تفسير غياب الرئيس عون عن استقبال الرئيس الأميركي، باستثناء إشارة عابرة بأن رئيس الجمهورية <لم يكن متحمساً أصلاً> للمشاركة في هذا الاستقبال الذي لا يتجاوز مصافحة الرئيس المضيف لضيوفه الرؤساء والملوك ورؤساء الوفود ترافقها كلمات عابرة بروتوكولية تتضمن مجاملات وعبارات عامة، في وقت لم يذهب الرئيس عون الى نيويورك ليكررها على مسامع من يلتقيهم، بل ذهب ليقول مواقف ثابتة حيال المواضيع المطروحة والتي أشار إليها في كلمة أمام الجمعية العمومية. إلا أن الأكيد، وفق مصادر في الوفد اللبناني، أن الرئيس عون <انزعج> من مضمون كلمة الرئيس <ترامب> في الشق المتعلق بالنازحين، لذلك أتى الرد في الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة، وسواء <قاطع> الرئيس عون الاستقبال الرئاسي الأميركي أم <غاب> لأن لا مكسب كبيراً من حضوره للبنان، إلا أن الأكيد أن التواصل بينه وبين الرئيس الأميركي <ترامب> لن يكون منتظماً باستثناء بعض المجاملات في برقيات التهنئة المتبادلة بالأعياد الوطنية، أو لمناسبات محددة كما حصل في ذكرى 11 أيلول حين وجه الرئيس عون رسالة الى الرئيس <ترامب> ضمنها مشاعر التضامن مع الشعب الأميركي، خصوصاً أن بين ضحايا 11 أيلول 2001  من كان يحمل الجنسية اللبنانية، إضافة الى آخرين يحملون الجنسيتين اللبنانية والأميركية.

 

<ساترفيلد> وذكريات مرحلة سابقة!

حادث آخر حصل مع الجانب الأميركي خلال وجود الرئيس عون في نيويورك، وهو طلب نائب وزير الخارجية الأميركية <ديفيد David-Satterfieldساترفيلد> لقاء رئيس الجمهورية للبحث في مواضيع تهم البلدين، لكن الرئيس عون آثر أن يتم اللقاء بين وزير الخارجية جبران باسيل والسفير <ساترفيلد> لأن المسؤول عن السياسة الخارجية هو وزير الخارجية، وطالب اللقاء هو مساعد لوزير الخارجية الاميركية، والأصول تقتضي أن يكون اللقاء بين الوزير ونائب الوزير وليس بين الاخير ورئيس الجمهورية! وقد حصل اللقاء بالفعل بين الوزير باسيل والسفير <ساترفيلد> الذي لا يحفظ الرئيس عون <ذكريات جميلة> عن المرحلة التي عمل فيها <ساترفيلد> سفيراً لبلاده في لبنان، لأن العلاقة بين الرجلين لم تكن سوية، لا بل كان التباعد في المواقف سيد الموقف، ومعطيات تلك المرحلة حفلت بمواجهات سياسية بين ما كان يؤمن به <الجنرال> عون آنذاك، وما كان يعمل له السفير <ساترفيلد>. وهذا الشعور بالنفور المتبادل ربما، تكرر أيضاً عندما التقى الرئيس عون بالسفير الأميركي السابق <جيفري فيلتمان> الذي أصبح مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة، وهو جلس الى يسار الأمين العام <انطونيو غوتيريس> خلال لقاء الرئيس عون بالأمين العام، واقتصر الكلام بينهما على المصافحة الباردة والسؤال المتبادل عن الأحوال!

التباس حديث <المونيتور>

ولم تغب عن زيارة الرئيس عون اشكالية أخرى تتعلق بالحديث الذي أدلى به رئيس الجمهورية الى موقع <مونيتور> الإخباري الأميركي، الذي استوجب بياناً توضيحياً من مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بعدما نقل الموقع عن الرئيس عون كلاماً اعتبر رئيس الجمهورية أنه غير دقيق وأتى خارج السياق، ليتضح في وقت لاحق أن الاعلامية التي أجرت المقابلة، أضافت بعض التعابير والتوصيفات التي استنتجتها من حديث الرئيس عون أعطيت تفسيرات متناقضة، خصوصاً في معرض حديثه عن سلاح حزب الله، ودور القوات الدولية العاملة في الجنوب. واتضح أيضاً أن مواقع لبنانية <تصرفت> في نقل مختصر عن الحديث الى <مونيتور> وبدت في بعض الأحيان وكأن ما نُقل جاء على قاعدة <لا تقربوا الصلاة> من دون الشطر الثاني و<أنتم سكارى>، ما أعطى لبعض العبارات غير المكتملة تفسيرات أتت هي أيضاً خارج السياق!