تفاصيل الخبر

عون ”لم يعطِ سره لأحد“ في اسم خليفة قهوجي والحريري لم يفتح بعد ملف تغيير بصبوص وخير!

10/02/2017
عون ”لم يعطِ سره لأحد“ في اسم خليفة قهوجي  والحريري لم يفتح بعد ملف تغيير بصبوص وخير!

عون ”لم يعطِ سره لأحد“ في اسم خليفة قهوجي والحريري لم يفتح بعد ملف تغيير بصبوص وخير!

  

عون-الحريري تبدي مصادر عسكرية وأخرى وزارية انزعاجها من استمرار السجال حول التعيينات الأمنية لاسيما منها في قيادة الجيش نظراً للانعكاسات السلبية التي يتركها مثل هذا السجال على أداء المؤسسة العسكرية في ظرف نحتاج فيه الى الكثير من التضامن والالتفاف حولها فيما هي تواجه الارهاب بأشكاله المختلفة. وتسجل هذه المصادر بكثير من الاستغراب ما رافق عملية احباط تفجير الانتحاري نفسه في مقهى <كوستا> من تشكيك في <نظافة> هذه العملية وجديتها وتدرج هذا التشكيك في سياق الحملات المبرمجة التي تتحدث يومياً عن تغيير سوف يحصل <خلال أيام> في عدد من المناصب الأمنية الحساسة ومنها قيادة الجيش. ولعل أكثر ما أثار الاستياء ــ كما تقول المصادر ــ الحديث عن <تصريف الأعمال> في الجيش منذ تصاعد الكلام عن تعيين قائد جديد للجيش خلفاً للعماد جان قهوجي وطرح أسماء ضباط في التداول والدخول في تفاصيل دورات التخرج وغيرها من النقاط التي أحدثت ارباكاً داخل المؤسسة العسكرية ما جعل وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف يتحرك في أكثر من اتجاه للحد من الأخبار التي تروّج بشكل منظم ومبرمج في هذا الإطار.

وفي هذا السياق، تؤكد المصادر العسكرية والوزارية على حد سواء ان لا جديد في مجال التعيينات الأمنية، غير انها صارت مادة دائمة في وسائل الإعلام والصالونات والأندية السياسية، وهو ما زاد من حالة البلبلة وغياب الوضوح، الى حد ربط أي اجراء اداري داخل المؤسسة العسكرية بـ<التغيير> الذي يتم تداوله على نطاق واسع، سواء كان هذا الاجراء يتصل بإلحاق ضباط في دورات الى الخارج، أو عدم صرف أموال كانت مرصودة آثر الوزير الصراف تجميدها الى حين تنظيم عملية صرفها وفقاً للأصول المالية المعتمدة.

ملف التعيينات الأمنية غير جاهز بعد

 

وفيما يتحدث معنيون عن ان التعيينات ستُحسم قبل نهاية شهر شباط (فبراير) الجاري، فإن المعطيات المتوافرة لـ<الأفكار> تشير الى ان الملف ليس جاهزاً بعد وهو يخضع لمزيد من التداول واستمزاج الآراء، إضافة الى ارتباطه بتعيينات أخرى في قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة، وما يمكن أن يحدثه تعيين قائد جديد للجيش من تغيير في التراتبية والهرمية العسكرية وذلك تبعاً لسنوات خدمته ومبدأ الإمرة على الضباط والعسكريين. وعلى رغم ان خيار القائد الجديد للجيش يرتبط بشكل أو بآخر برأي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإن المعلومات تؤكد ان الرئيس لم يحسم بعد خياره ولم يعطِ سرّه لأحد على رغم ترويج البعض ان اسم القائد الجديد بات محدداً وتعيينه لم يعد بعيداً <وانها مسألة أيام> ريثما تتوافر <الضمانات> المطلوبة التي تجعل عملية تعيينه <مسهلة> داخلياً وخارجياً نظراً للدور الذي لعبه الجيش في ظل قيادة العماد قهوجي على صعيد مكافحة الارهاب في الداخل وعلى الحدود، والتنسيق الذي قام بينه وبين أجهزة الاستخبارات العربية والدولية التي لعبت دوراً مباشراً في تسهيل الكشف عن ارهابيين وخلاياهم، إضافة الى الدعم اللوجستي في العتاد والمعدات الذي لم يتوقف طوال فترة الشغور الرئاسي.

ولأن تعيين قائد جديد للجيش يفرض تعيين أمين عام جديد للدفاع الأعلى خلفاً للواء محمد خير الممددة ولايته، ومدير عام لقوى الأمن الداخلي خلفاً للواء ابراهيم بصبوص، فإن <ورشة> التغيير يُفترض أن تكون قائمة في السرايا الكبير، في حين تجزم مصادر حكومية مطلعة ان هذا الملف لم يُفتح بعد في رئاسة مجلس الوزراء وان الرئيس سعد الحريري لم يتطرق إليه بعد، لا هو مباشرة ولا أي من معاونيه، خلافاً لما تردد بقوة في الأسبوعين الماضيين. وتشير المصادر نفسها ان الرئيس الحريري لم يتناول هذا الموضوع بعد مع الرئيس عون لأن الانشغالات منصبة راهناً في التحضيرات الجارية لإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، خصوصاً بعد بروز تجاذبات من شأنها إذا استمرت أن تؤثر على العمل الحكومي ككل، أو تشغل الرئيسين ــ على الأقل ــ في تداعياتها داخل مجلس الوزراء وخارجه. أما على <جبهة> وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، المعني مباشرة باقتراح المدير العام الجديد لقوى الأمن الداخلي، فلا تظهر في الأفق أي اشارات تدل على ان الوزير قرر فتح هذا الملف، في الوقت الحاضر على الأقل...

قهوجي 

قهوجي: مطمئن الى مستقبل الجيش

 

في غضون ذلك، ينقل زوار العماد قهوجي عنه قوله انه غير معني بما يتردد عن امكانية تغييره معتبراً ان ذلك من مسؤولية مجلس الوزراء، وما يقرره سوف يلتزم به لاسيما وانه يستعد منذ انتخاب الرئيس عون لمغادرة اليرزة والعودة الى الحياة الطبيعية التي افتقدها منذ تعيينه قائداً للجيش والتي تضاعفت مسؤوليته خلال فترة الشغور الرئاسي والحرب مع الارهاب. ولا يخفي العماد قهوجي بأن التحدي الأمني لا يزال مستمراً ما يفرض البقاء على جهوزية كاملة لصد المخاطر المحتملة، رافضاً ربط عمليات الجيش القتالية والاستخباراتية بأي أجندة أو حسابات سياسية. ويسجل العماد قهوجي ارتياحه الى المستوى الذي وصل إليه الجيش وما يقوم به على صعيد مواجهة الارهاب، متحدثاً بكثير من الاعتزاز عن <الخبرات المتراكمة> و<الروح المعنوية العالية> التي تسود العسكريين وتمنحهم كل هذا الاندفاع، لاسيما وان لا مجال للتراخي أو التهاون أو الضعف في المعركة مع الارهابيين.

ويختصر العماد قهوجي بالقول: <أنا ضميري مرتاح بعد كل هذه الأعوام التي قضيتها في القيادة، وأنا مطمئن الى واقع الجيش ومستقبله في آن على كل المستويات>.