تفاصيل الخبر

عون لقي تفهماً دولياً لسعي لبنان لعودة النازحين بأمان وتأييداً أممياً لإنشاء ”أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار“ في بيروت!

05/10/2018
عون لقي تفهماً دولياً لسعي لبنان لعودة النازحين بأمان وتأييداً أممياً لإنشاء ”أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار“ في بيروت!

عون لقي تفهماً دولياً لسعي لبنان لعودة النازحين بأمان وتأييداً أممياً لإنشاء ”أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار“ في بيروت!

 

مشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اجتماعات <الجمعية العمومية للأمم المتحدة> في نيويورك على رأس وفد لبنان، تميزت هذه السنة بإنجازين أساسيين عمل الرئيس عون على تحقيقهما طوال الأشهر الماضية في حركة ديبلوماسية لافتة بدأت في بيروت واستمرت في نيويورك. الأول طرح قضية عودة النازحين السوريين الى أراضيهم على مراحل لاسيما الى المناطق التي تشهد استقراراً أمنياً بعد تحريرها من الإرهابيين، والثاني تبني الأمم المتحدة لفكرة جعل لبنان مقراً دولياً للحوار بين الحضارات والشعوب والأديان خصوصاً بعدما طوّر لبنان اقتراحه من خلال الإعداد لإطلاق <أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار> التي سيكون مقرها في بيروت.

 

تفهّم دولي لموقف لبنان من النازحين!

بالنسبة الى الطرح الأول، فقد استطاع الرئيس عون من خلال الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العمومية واللقاءات التي عقدها مع عدد من قادة الدول العربية والأجنبية، ان يوضح موقف لبنان الذي عمدت جهات اقليمية ودولية الى تشويهه من خلال الترويج بأن لبنان يضغط على النازحين السوريين للعودة، والذي لخصه رئيس الجمهورية بضرورة فصل الحل السياسي للأزمة السورية عن عودة النازحين الى المناطق الآمنة، لأن من حق هؤلاء العودة الى ديارهم من جهة، ولأن الحل السياسي قد يتأخر من جهة ثانية، مستشهداً بتجربتين لا تزالان في الذاكرة العربية والدولية، هما تجربة تقسيم قبرص التي لا تزال من دون حل سياسي منذ 48 سنة، وتجربة الشعب الفلسطيني الذي لجأ منذ 70 عاماً الى عدد من الدول من بينها لبنان، ولا يزال

ينتظر منذ ذلك الحين حلاً سياسياً عادلاً ومشرّفاً يعيده الى أرضه ووطنه. وقد حرص الرئيس عون على الإضاءة، إضافة الى البُعد الإنساني لهذه القضية، على التداعيات الاقتصادية لموجات النزوح السوري على لبنان والتي زادت في إرهاق اقتصاده وارتفاع خسائره المباشرة التي فاقت الـ11 مليار دولار، وغير المباشرة التي تختلف الارقام حيالها لتصل في حد اقصى الى أكثر من 60 مليار دولار، ناهيك عن أزمة البطالة في صفوف الشباب اللبناني التي بلغت نسبتها 26 بالمئة، فضلاً عن المضاعفات الأمنية نتيجة ارتفاع نسبة الجرائم التي نفذها سوريون، ومعظمها من الجرائم التي يعاقب عليها القانون كونها جنايات وليست جنحاً. وفيما كان لبنان يشكو من تجاهل المنظمات الدولية لمطلبه العادل بضرورة تسهيل الأمم المتحدة عودة النازحين، لاحظ الرئيس عون والوفد المرافق أن <لهجة> الأمين العام للأمم المتحدة <انطونيو غوتيريس> اختلفت هذه السنة عما كانت عليه العام الماضي إذ تجاوب مع المطلب اللبناني بعدم <عرقلة> رغبة النازحين السوريين بالعودة الى مدنهم وقراهم، وتقديم المساعدات الدولية لهم داخل الأراضي السورية بدلاً من الاستمرار في تقديمها لهم في لبنان، لأن حصول النازحين على هذه المساعدات في أراضيهم سوف يشجعهم على العودة من جهة، وعلى المساهمة في إعادة إعمار قراهم وبلداتهم وممتلكاتهم من جهة أخرى. وأكدت مصادر الوفد اللبناني لـ<الأفكار> بأن <غوتيريس> <التزم> التعميم على المنظمات الدولية بتقديم المساعدات العينية للسوريين العائدين من لبنان في الأماكن التي سيحلون فيها داخل الأراضي السورية، مع التأكيد، استطراداً على عدم عرقلة العودة الطوعية للنازحين من خلال وقف التهويل على الراغبين بالعودة أو تخويفهم. وأظهر <غوتيريس> تفهّماً للموقف اللبناني مماثلاً للتفهّم الذي برز لدى قادة الدول الذين التقاهم رئيس الجمهورية، ومنهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لاسيما بعدما قدم الرئيس عون بالأرقام حجم الخسائر التي مني بها لبنان نتيجة تدفق النازحين السوريين الذين توزعوا على تصنيفات عدة، فهناك الذين نزحوا لأسباب سياسية والذين لا يطالب لبنان بعودتهم قبل زوال أسباب نزوحهم، وهناك من نزح لأسباب أمنية نتيجة وقوع منازلهم أو ممتلكاتهم في مناطق شهدت قتالاً بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية وهؤلاء يدعو لبنان الى إعادتهم بعد عودة الهدوء

الى مدنهم وقراهم وانتفاء اسباب نزوحهم، وهناك ثالثاً من نزح لأسباب اقتصادية بحيث أتوا إما للعمل في لبنان أو للاستفادة من المساعدات الدولية.

 

دعم لأكاديمية التلاقي والحوار!

أما بالنسبة الى سعي لبنان كي يكون مقراً دولياً لحوار الحضارات والأديان والأعراق، فإن الرئيس عون الذي أعاد التأكيد في كلمته أمام <الجمعية العمومية للأمم المتحدة> على هذه الرغبة، تمكن من الحصول على تأييد من التقاهم من قادة الدول والأمين العام للأمم المتحدة، لاسيما بعد مفكرة مفصلة قدمت الى هؤلاء حول خارطة الطريق التي سيعتمدها لبنان لهذه الغاية من خلال إطلاق <أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار> والتي سيكون مقرها في بيروت. وقد أظهر أكثر من رئيس دولة، إضافة الى <غوتيريس>، حماسة للتجاوب مع المطلب اللبناني خصوصاً بعد الشروحات التي قدمها الرئيس عون حول طبيعة التركيبة اللبنانية التي تحتضن أكثر من 18 طائفة ومذهباً يتعايش أبناؤها بتناغم وسلام حتى غدا لبنان نموذجاً في المنطقة وازدادت فرادته بعد جرائم التهجير والقتل التي استهدفت المسيحيين في الدول التي عانت من ممارسات المجموعات الارهابية، لاسيما في سوريا والعراق واليمن إضافة الى ما يتعرض

له الأقباط في مصر.

وتدليلاً على الأهمية التي تعلقها الأمم المتحدة على ضرورة تفعيل ثقافة الحوار، فقد علمت <الأفكار> أن الأمين العام <غوتيريس> سوف يعين وزير الخارجية الإسباني السابق <مايكل انخل موراتينوس> ممثلاً شخصياً له لمتابعة ملف الحوار والأكاديمية التي ينوي لبنان إنشاءها بمتابعة دولية مباشرة، وأبدى <غوتيريس> ثقته بنجاح لبنان في القيام بالدور الذي يطمح إليه من خلال هذه الأكاديمية.

تبقى الإشارة الى أن بين ما تحقق في الزيارة الرئاسية لنيويورك من حضور لبناني وإنجازات، وبين ما سبق الزيارة ورافقها وتلاها من حملات تجريح وأخطاء لوجستية و<جوية> مفتعلة عرّضت سلامة رئيس الجمهورية والوفد المرافق له، ارتسمت علامات استفهام كثيرة، لعل أبرزها لمصلحة من الإساءة الى رأس الدولة وهو في أعلى منبر دولي يدافع عن مصلحة لبنان واللبنانيين؟ وأية أهداف لدى أولئك الذين لا يريدون للوطن أن يستعيد دوره وحضوره في محيطه والعالم؟