تفاصيل الخبر

عون غير قلق من عودة التواصل بين بيت الوسط ومعراب...  

13/05/2016
عون غير قلق من عودة التواصل بين بيت الوسط ومعراب...  

عون غير قلق من عودة التواصل بين بيت الوسط ومعراب...  

الحريري-جعجعلا يبدي زعيم <التيار الوطني الحر> العماد ميشال عون، أي قلق من عودة الحرارة الى العلاقات بين حليفه الجديد رئيس <القوات اللبنانية> الدكتور سمير جعجع، ورئيس <تيار المستقبل> الرئيس سعد الحريري، لأمرين أساسيين: الأول متانة <التفاهم> الذي تم التوصل إليه بين الزعيمين المارونيين الأقويين والذي استفاد منه جعجع أكثر بكثير مما استفاد منه عون، والثاني لإدراك <الجنرال> ان الرئيس الحريري لم يعد قادراً عملياً على التأثير سلباً على الاتفاق بين العونيين والقواتيين وهو أصلاً لا يسعى لذلك، بل كل ما يريده من اعادة التواصل مع جعجع، هو توفير امتداد مسيحي لزعامته السنية من جهة، وتقديم خياراته المبنية على الاعتدال والانفتاح على ما عداها من الخيارات. من هنا، لم تترك زيارة الدكتور جعجع لبيت الوسط الأسبوع الماضي وتناوله العشاء الى مائدة الرئيس الحريري، أي <توتر> في الرابية لاسيما وان <الحكيم> سارع الى إيفاد <ضابط الاتصال> ملحم رياشي الى الرابية لاطلاع <الجنرال> على أبرز ما دار في <بيت الوسط>.

وتشير مصادر مطلعة ان <تفاهم معراب> نجح في اجتياز امتحان الانتخابات البلدية والاختيارية بحيث لم يتأثر سلباً من عدم التعاون بين <القوات> و<التيار> في عدد من البلديات لاعتبارات تتصل بواقع هذه البلديات، عائلياً وحزبياً والتي لم يكن من السهل تجاوزها. لذلك ــ تضيف المصادر ــ لم تكن هناك أي ثغرة يمكن النفاد منها للتأثير على التحالف القائم بين العماد عون والدكتور جعجع، وهو ما أدركه الرئيس الحريري مباشرة من خلال المسار الذي سلكته عملية تشكيل اللائحة الموسعة لبلدية بيروت والتي ضمت ممثلين عن <التيار> و<القوات> الى جانب مرشحي <المستقبل> والحلفاء، ولم يؤدِ غياب ممثل عن حزب الله في <لائحة البيارتة> الى أي ردة فعل سلبية لدى <التيار>، فلكل بلدية وضعها الخاص الذي يفرض التعاطي معه بواقعية. من هنا ــ تضيف المصادر نفسها ــ أتت زيارة جعجع لـ<بيت الوسط> والعشاء الى مائدة الرئيس الحريري، لـ<تنفيس> احتقان تم رصده لدى القاعدة الشعبية <القواتية> و<المستقبلية> على حد سواء، لكنه ظل احتقاناً محدوداً لاسيما وان الدكتور جعجع أعاد أمام الرئيس الحريري، التأكيد على أهمية <تفاهم معراب> والحاجة الملحة الى وحدة الصف المسيحي، من دون أن يعني ذلك تجاهل بعض <الثغرات> التي برزت في مسار الاستحقاق الانتخابي البلدي في عدد من البلدات والقرى خصوصاً في جبل لبنان.

 

تفاهم بلدي وتمايز رئاسي

 

وإذا كانت المعلومات التي توافرت عن لقاء <بيت الوسط> قد دلت على <تفاهم تام> بين الحريري وجعجع في ما خص مقاربة الاستحقاق البلدي في عدد من البلدات والقرى، وعلى <تفهم واقعي> لوضع مدينة زحلة وموقف <المستقبل> المعارض للائحة المدعومة من الأحزاب وخصوصاً <القوات اللبنانية>، ودعم اللائحة التي شكلتها <الكتلة الشعبية> بزعامة السيدة ميريام سكاف أرملة الزعيم البقاعي الراحل ايلي سكاف، فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي حيث تقول مصادر <قواتية> ان النقاش الرئاسي مع <المستقبل> وزعيمه لا يزال يدور في حلقة مفرغة ولا يبدو انه سيصل الى نتائج جديدة وايجابية، لاسيما وان الرئيس الحريري مستمر في دعم ترشيح رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية ولن يتراجع عن هذا الدعم، لا بل لم يجد أي تجاوب من <الحكيم> لتغيير خياره بدعم العماد عون، أو على الأقل عدم التصويت لأي من المرشحين العونيين. لذلك بدا ان الاتفاق قائم بين الحريري وجعجع على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية لتنظيم الحياة السياسية في لبنان، لكن الخلاف يبقى على المرشح الذي يحظى بدعم الزعيمين، إذ لم يحصل أي خرق لهذه المسألة، وإن كان <الحكيم> أبلغ زواره في معراب الأسبوع الماضي بأن التحالف مع الرئيس الحريري مستمر ويزداد متانة لما يمثله من حضور على الساحة السياسية السنية في لبنان، وباعتباره أبرز رموز الاعتدال الذي <يتكامل> مع دور <القوات> على الساحة المسيحية ما يعني عملياً ضرورة استمرار التواصل مهما كانت الخلافات السياسية لسبب أو لآخر.

وتضيف المصادر ان الصراحة التي تحدث بها الدكتور جعجع، قابلها الرئيس الحريري بصراحة مماثلة لاسيما لجهة تأكيده بأنه بذل كل ما في قدرته كي تحصل الانتخابات الرئاسية، سواء عندما دعم ترشيح الدكتور جعجع، أو عندما سعى لخيار يأتي بالرئيس أمين الجميّل رئيساً للجمهورية، وصولاً الى التفاوض مع العماد عون واعتراض حلفائه على ذلك، الى أن دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية على النحو الذي بات معروفاً.

وأضاف الحريري ــ استناداً الى المصادر نفسها ــ انه مستعد لاتخاذ أي موقف يسهّل عملية الانتخاب، وهو ما قاله لجعجع وأعاد ترداده خلال زيارته لبكركي ولقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قبيل سفر البطريرك الى باريس. كذلك فإن الحريري كشف لجعجع ان الاتصالات التي أجراها خلال وجوده في الخارج ان الاستحقاق الرئاسي بات استحقاقاً اقليمياً بامتياز وهو يتجاوز الرابية ومعراب وبيت الوسط والضاحية الجنوبية وعين التينة... وبالتالي فلا داعٍ لمزيد من الخلافات الداخلية حول هذا الاستحقاق طالما ان القرار في ما خص الرئاسة لم يعد لبنانياً كما يتمنى الكثيرون. من هنا، فإن الحريري ــ كما قال لجعجع وغيره ــ ينتظر ما سيسفر عنه الحراك الذي تقوم به فرنسا والأمم المتحدة ليبني على الشيء مقتضاه.

وتقول المصادر ان جعجع بدا سعيداً خلال اللقاء مع الحريري معتبراً ان <الانجاز> الذي تحقق في لائحة الانتخابات البلدية في بيروت لجهة جمع مرشحي <التيار الوطني الحر> مع <المستقبل> يُسجل له لأنه استطاع من خلال <تفاهم معراب> والتحالف مع <المستقبل> تشكيل لائحة بيروتية واحدة خلافاً لما حصل في الانتخابات البلدية قبل ست سنوات، ما يعطي لـ<الحكيم> دوراً اضافياً يريد أن يستثمره في الاستحقاق الرئاسي... لجهة اقناع الرئيس الحريري بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية... فهل ما صحّ بلدياً يمكن أن يصح رئاسياً؟