تفاصيل الخبر

عــــــون أراد اسـتـعـــــادة دور لـبـــــنـان والـزيــــــارة جــــــاءت بـعـــــد مـرحـلـــــــة عـلاقـــــات مـلـبــــدة بـالـغـيـــــــوم!

20/01/2017
عــــــون أراد اسـتـعـــــادة دور لـبـــــنـان والـزيــــــارة جــــــاءت بـعـــــد مـرحـلـــــــة عـلاقـــــات مـلـبــــدة بـالـغـيـــــــوم!

عــــــون أراد اسـتـعـــــادة دور لـبـــــنـان والـزيــــــارة جــــــاءت بـعـــــد مـرحـلـــــــة عـلاقـــــات مـلـبــــدة بـالـغـيـــــــوم!

 

بقلم علي الحسيني

الاسرى----6

لطالما عوّل لبنان على انفتاحه على الدول العربية وعلى علاقته بالغرب على حد سواء، وذلك ضمن سياسته المتبعة في معظم العهود القائمة على الصداقات المتينة والمُتميّزة. وإنطلاقاً من موقعه هذا، باشر العهد الجديد مع الرئيس العماد ميشال عون، بإعادة وصل ما سبق وانقطع مع بعض الدول العربية في طليعتها المملكة العربية السعودية ودولة قطر لأسباب لها علاقة بالنظرة الى الوضع السوري القائم منذ العام 2011. وقد احدثت زيارة عون لهاتين الدولتين، كوّة في جدار الأزمة معهما والتي انعكست بشكل كبير على ملفين كبيرين هما: الهبة الموعودة للجيش اللبناني، والعسكريين المخطوفين لدى تنظيم <داعش>.

اعادة وصل ما انقطع

زيارة الرئيس ميشال عون والوزراء المرافقين الى السعودية وقطر، تهدف بالدرجة الأولى إلى استعادة الاطار الصحيح للعلاقات الثنائية بعد الخلل الذي شابها بفعل الشغور الرئاسي والتطورات السياسية. ويُعوّل من خلالها على أن تُعيد تفعيل العلاقات مع الرياض بشكل اساسي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية خصوصاً وانها ترتدي طابعاً استثنائياً سواء لناحية الشكل أو المضمون. ذلك أن الوفد الوزاري الذي رافق الرئيس، ضم ثمانية وزراء بينهم الوزراء السياديون الأربعة وهو ما منح الزيارة بُعدها الحقيقي من حيث إعادة وصل ما انقطع بين البلدين. وبما أن الاولوية لدى الرئيس عون، تدعيم المؤسسات كافة على رأسها المؤسسة العسكرية، فقد استعرض في المملكة أهمية العمليات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة العسكرية والأمنية الرسمية، مع حاجة لبنان إلى التعاون مع المملكة العربية السعودية وكل الدول كون الإرهاب لميعد محصوراً في دول الشرق الأوسط بل عم العالم أجمع.

 وقد كان لافتاً طرح عون للأزمة السورية ودعوته الى ضرورة التوصل إلى حل سياسي وسلمي يسمح بعودة النازحين السوريين إلى وطنهم، كون لبنان يتحمل ثقل الأعباء الناجمة عن هذا الملف، سواء الاجتماعية او الاقتصادية وصولاً الى الامنية. وفي السياق تكشف المصادر الى ان عون طرح على القيادة السعودية العمل المشترك لمواجهة هذا الإرهاب في الشقين الإستخباراتي والعسكري، وقد لاقى هذا الطرح، اقبالاً وترحيباً من القيادة السعودية التي اوصت بتسهيل مهمات الوفد اللبناني وتهيئة الظروف المناسبة للوصول الى نظرة مشتركة حول معظم الصيغ التي طُرحت على طاولات البحث بين القيادتين اللبنانية والسعودية وتحديداً في الشق المتعلق بإقتصاد لبنان.

هل تغيرت نظرة السعودية

الى عون؟

تأكيداً منه على السير في الطريق الصحيح في ما خص العلاقة بين البلدين، كان حديث الرئيس عون الأول لقناة الاخبارية السعودية حيث اوضح خلاله ان العلاقات اللبنانية ــ السعودية تأثرت بالحوادث التي جرت في الدول العربية، وحصل بعض الشوائب غير الواضحة بالنسبة للبلدين، مضيفاً: أنا اليوم هنا لأبدد الالتباسات التي حصلت حاملاً المودة والصداقة للشعب السعودي، والأفرقاء في لبنان اتبعوا في المرحلة التي مضت الان-عون-----4سياسة توازن داخلي قائمة على الابتعاد عن كل ما يزيد الشرخ بين الدول العربية، مشدداً على أن لبنان ليس بحاجة لقيام طائف جديد بل لديه القدرة على صنع تعديلات معينة اذا ارتأينا وجود حاجة إليها.

ولا شك أن اختيار الرئيس عون زيارة السعودية، كأول زيارة رسمية خارجية له منذ توليه سدة الرئاسة، هو أمر له دلالات ورسائل داخلية وإقليمية، وبالتالي فهي ليست زيارة شكلية بل محاولة جدية لفتح صفحة جديدة بين لبنان والدول العربية، وهذا ما يسعى إليه عون منذ استلامه سدة الرئاسة أي إعادة تموضع لبنان دبلوماسياً تجاه بعض الملفات في المنطقة، وإعطائه شرعية إقليمية والاهتمام بمصالحه الاقتصادية العالقة منذ زمن في أزمة. وعلى الرغم من ان الرئيس عون يُعتبر أحد أبرز حلفاء حزب الله خصم السعودية في السياسة والمنهج، إلا ان السعودية ترى فيه اليوم، شخصية تمثل كل اللبنانيين وليس فريقاً مُحدداً، وهذا ما سيجعله يغلب المصلحة الوطنية على مصالح حلفائه. ومن هنا كان تأكيد من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي زهير الحارثي في تصريح، أن الزيارة لم تكن شكلية كما يتمنى البعض، بل فتحت صفحة جديدة مع المملكة وأعطت لبنان شرعية إقليمية وأكدت أن لبنان يرفض سياسة المحاور.

النائب عون: هنا تكمن اهمية الزيارة

ينظر عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب آلان عون إلى أهمية الزيارة إنطلاقاً من رمزيتها، ويقول: لا بد من النظر إلى الزيارة من منطلق انها أتت بعد مرحلة علاقات ملبدة بالغيوم بين البلدين، نتيجة التطورات السياسية الداخلية والاقليمية، وبما يرمز الرئيس عون من ماض وتحالفات نسجها وتوافق سياسي أتى به رئيساً للجمهورية، وكل هذه العناصر سيكون لها إنعكاس إيجابي لناحية بناء علاقات جيدة ونقية بين البلدين مهما بلغت الاختلافات السياسية حول ملفات معينة. ويأمل بعد فترة طويلة من الانكماش في العلاقة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، أن تعيد الزيارة العلاقة بين لبنان ودول الخليج، خصوصاً أنها علاقات تاريخية وممتازة بين الطرفين وتفتح آفاق التعاون بينهما من جديد.

ويعتبر أن الزيارة ترتدي أهمية كبرى وتاريخية بعد التباعد المؤسف الذي حصل بين لبنان والسعودية، والذي من الضروري معالجته لمصلحة الاقتصاد اللبناني والجيش ولمصلحة المملكة أيضاً خصوصاً وان علاقات لبنان مع المملكة هي علاقات راسخة منذ سنوات ويجب أن تستعيد بريقها خصوصاً أن للسعودية دوراً كبيراً جداً في المحطات الهامة في لبنان، وأي زيارة يجب أن تصب في هذا الاتجاه وان تنعكس ايجابياً بين الدول وعلى الإقتصاد اللبناني والاستثمارات الخليجية فيه خصوصاً، وعلى الهبة السعودية للجيش اللبناني والقطاع السياحي من خلال رفع حظر سفر الرعايا الخليجيين إلى لبنان، لافتاً الى ان العلاقات بين لبنان لقاء-الود-والمودة----1والمملكة يجب أن تكون في حدود الصداقة والاحترام المتبادل دون التأثر بتنوع الآراء الداخلية اللبنانية حول ما يحصل اقليمياً ودولياً.

الدور الذي لعبه الحريري

مما لا شك فيه، ان انتخاب العماد عون رئيساً للبنان، قد لقي ترحيباً كبيراً سواء اقليمياً او دولياً وبخاصة من الدول الفاعلة على الساحة اللبنانية. وعلى الرغم من الإجماع الدولي حول أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، فإن ترجمة الترحيب الدولي على الأرض اللبنانية لن تكون سهلة، ولاسيما ان كلاً من السعودية وايران، تعتبران وصول عون إلى سدة الرئاسة إنجازاً لسياساتهما في المنطقة. فحزب الله ومحوره السياسي في لبنان، يعتبرون ان وصول عون لسدة الرئاسة قد شكّل فوزاً ساحقاً لمحور الممانعة الذي يندرج الحزب ضمنه وعلى هذا الاساس يتصرف حلفاء عون في محاولة منهم للالتفاف على اي قرار احادي يُمكن ان يتخذه رئيس البلاد من دون ان ينال رضا الحلفاء خصوصاً اذا ما تعلق بالسياسة التي تتبعها ايران في سوريا وتدخل الحزب عسكرياً هناك.

وفي الشق الاخر، لا شك أن تبني الرئيس سعد الحريري لترشيح عون شكل دعامة مهمة لتخطي عقدة الرئاسة، وبالتالي فإن اقتراع زعيم تيار المستقبل وكتلته النيابية لصالح عون ما كان ليحصل لولا حصوله على ضوء أخضر سعودي، ولاسيما أن هذا التحول في الموقف من قبل الحريري مبني على تفاهم مسبق مع زعيم التيار البرتقالي، مما يعني بكل تأكيد، أن السعودية سهلت تمرير الاستحقاق الرئاسي مقابل ضمانات حصل عليها الحريري في تفاهمه مع عون. اما من خلال نقطة التلاقي بين الخيارين الايراني والسعودي، يمكن القول ان المرحلة الحالية التي طبعتها الحكومة بعنوان، مرحلة استعادة الثقة، يسعى العهد الجديد مع الحكومة بتجسيدها على ارض الواقع، من دون ان تميل كفة الميزان لجهة، لكن مع ارجحية ولو قليلة للدور الذي تقوم به السعودية التي لطالما شرعت أبواب الخير للبنان، كل لبنان، بمختلف تكاوينه وتلاوينه دونما أي غاية أو وسيلة خارجة عن إطار تعزيز قدرات الدولة ونية الإسهام في استنهاض مقدراتها السيادية والوطنية.

فايد: الزيارة لم تعكس رغبة <بروجوردي>

عضو المكتب السياسي في <تيار المستقبل> الاعلامي راشد فايد، يعتبر انه من علامات الزمن الرديء ربما، أن تدور مفاضلة، منذ انطلق العهد الجديد، بين أن تكون اولى زيارات رئيس الجمهورية إلى الخارج إلى الرياض أو طهران. والمفاضلة المدسوسة، ولو قامت على تمنيات مخابراتية، هدفت إلى الإيحاء بتوازن بين الجهتين لدى لبنان وبأن قيادة المنطقة لم تعد عربية خالصة. ففي السابق من العهود الرئاسية، كانت الرهانات تفاضل بين القاهرة والرياض، وفي زمن الوصاية الأسدية صارت دمشق محطة إلزامية يبدأ بها الرئيس المنتخب عهده خارجياً، وتكون معبراً له ولرئيس الحكومة في الذهاب أو الإياب، إلا إذا أوفد إليهما الأب، وبعده الابن مندوباً سامياً يرمي عليهما البركة، ويصوب رؤيتيهما إلى ما سيكون موضع بحث مع مستقبلي كل منهما. ومنذ اتفق على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً دُس خبر زيارة مرتقبة له إلى طهران يبدأ بها إطلالاته خارج الحدود.

ويتابع: لم يقع شيء من ذلك، لكن على طريقة المندوب السامي الأسدي حل فجأة على لبنان ضيف ايراني هو رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الإيراني <علاء الدين بروجردي>، الذي رغب في الزيارة بعد مثلها لسوريا ليخطف اهتماماً محدوداً الى دور طهران لبنانياً، توّجه بالتذكير بأن نية ايران بتسليح الجيش اللبناني، راسخة. لكن اللبنانيين لا ينسون ما نُقل عن الرئيس السابق ميشال سليمان، إثر زيارته طهران إبان رئيس-لبنان-وامير-قطر-----2ولايته، وزيارته مصانع سلاحها المعروض وغير الموائم لحاجات الجيش اللبناني.

ويُشير الى انه لا عجب أن يكون أول اتصال تهنئة بالرئيس عون بعيد انتخابه من الملك سلمان، وأن تكون إطلالته الخارجية الأولى على الرياض، بل أن ما يفرض ذلك هو مصلحة لبنان، وهويته العربية بما هي محل إجماع وطني خصوصاً أن السعودية لم تضع يوماً شروطاً لدعم لبنان ولم تتدخل في شؤونه الداخلية، ولم تقبل مرة أيّ حل لأي أزمة على حساب لبنان: لم تساوم به وعليه ولم تناور بمصلحته أو تقامر، رغم ما لها فيه من قدرة اقتصادية لافتة فاقت التدفقات الاستثمارية السعودية إلى لبنان الـ 10 مليارات دولار أي نحو 40 في المئة من الاستثمارات العربية. وحتى يوم تطاولت بعض الألسن عليها لم تتراجع السعودية عن دعمها، تحديداً خلال حرب تموز 2006، فبلغت قيمة المساعدات السعودية والودائع نحو 5 مليارات دولار.

ويختم: ولم تؤد حفلة الردح السياسي الى جوقة زغلول المعارضة إلى ثني الرياض عما هو أهم من الدعم المالي، وهو العناد لأجل لبنان المستقل واحتضان سلمه واستقراره وعروبة هويته الإقليمية. حين تفتح الرياض أبوابها لرئيس لبنان فمغزى ذلك أن دول مجلس التعاون الخليجي تنحو إلى نهجها، وتوفر زيارتا قطر والقاهرة بعدها التوازن الذي يحتاج اليه لبنان كبوصلة للتناغم العربي.

 

المملكة تستعيد دورها في لبنان

 

لا احد كان ليتوقع قبل اشهر قليلة ان تعود السعودية الى لبنان بنشاط بارز عبر البوابة التي اقفلتها لسنوات، واسمها ميشال عون. ليس الهدف العودة الى الوراء، ولكن محاولة توقع ما سيحمله المستقبل للعلاقة السعودية ــ اللبنانية، بعد ان دخلت المملكة في الشأن اللبناني من بوابة الحل بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة. فقد كانت السعودية قبل اشهر قليلة فقط على عتبة خسارة دورها في لبنان، لكن المؤكد اليوم ان زيارة عون الى الرياض اساسية بنسبة عالية جداً الى لبنان واللبنانيين، وهي بالفعل تشكل متنفساً للشعب اللبناني ككل وللبنانيين في المملكة بعد ان كانوا مهددين فيها وفي دول الخليج بشكل عام بخسارة اعمالهم ومكانتهم بسبب التوتر السياسي الذي حصل. ولكن بالمبدأ فإن السعودية تكسب ايضاً من هذه الخطوة، ولعل المكسب الاهم يكون في استعادة دورها في لبنان وتأسيس علاقة مع الرئيس الجديد الذي يحظى باجماع حول شخصه اضافة الى كونه من غير الطائفة التي ترعاها في لبنان اي الطائفة السنية ولا من الطائفة التي ينتمي اليها خصمها حزب الله اي الطائفة الشيعية، فالرئيس الجديد، اقسم على حفظ دستور البلاد، والدستور لا يُميز في علاقة البلاد بين دولة واخرى، لكنه يرعى مصلحة البلد خصوصاً مع دولة مثل السعودية.

 

الزيارة تفتح ملف العسكريين المخطوفين

 

للاسرى العسكريين اللبنانيين المُختطفين لدى داعش، نصيب بارز من المحادثات التي اجراها الوفد اللبناني في السعودية وقطر، وقد رشحت معلومات في هذا السياق تُفيد أن غالبية العسكريين ما زالوا على قيد الحياة، وسط غموض يحوط بمصير ثلاثة منهم من اصل تسعة، مع الاشارة الى ان فحوص الحمض النووي التي أجريت أخيراً لأهالي العسكريين بينت وعلى نحو قاطع ان الجثث التي اكتُشفت في احد المغاور على الحدود الشرقية تحديداً في بلدة قارة المحاذية مع للحدود مع لبنان، لم تكن للعسكريين المخطوفين.

وأكدت المعلومات ان الجانب اللبناني لم يكتف بمناقشة الملف المتعلق بمصير العسكريين وامكان مساهمة قطر في المساعي لكشف مصيرهم بعدما برز وسيط جدي على خط الوساطة هو الرقم 13، بل ان المباحثات في الدوحة سوف تفضي الى فتح قنوات لصفقة تبادُل شاملة ومتعددة الاطراف تشمل عملية تبادُل واسعة النطاق كالصيادين القطريين الـ 25 المخطوفين لدى حزب الله العراقي، ومخطوفين وأسرى حرب وموقوفين عند الدولة السورية وعناصر من ميليشيات محتجزين لدى جهات في سوريا ولبنان مثل <جبهة النصرة>، <القاعدة> وحزب الله، اضافة الى تبادل جثث.

راشد-فايد----3 

حزب الله ليس على طاولة النقاش

تتهم دول الخليج حزب الله بموالاة ايران، والهيمنة على القرار السياسي في لبنان، وتدين تدخله العسكري إلى جانب نظام الرئيس السوري الأسد ودعمه لميليشيا الحوثي في اليمن. ومن قلب هذا التأزم أو المشاكل العالقة حتى اليوم بين دول الخليج والحزب والتي يبدو انها لن تُحل في القريب العاجل، دخلت الأسئلة التي طُرحت على الرئيس عون أثناء عودته الى لبنان، في صلب هذه الأزمات العالقة. فقد أكد عون ان العلاقات مع دول الخليج، وفي مقدمها السعودية، عادت الى طبيعتها وان صفحة الخلل التي مرت بها خلال الفراغ الرئاسي ونتيجة الاحداث الاقليمية، قد طويت نهائياً وسيشهد اللبنانيون عودة متزايدة لأبناء دول الخليج الى لبنان كما كان الوضع عليه في السابق، قائلاً: <لمسنا خلال وجودنا في الرياض والدوحة تقديراً واحتراماً كبيرين للبنانيين، خصوصاً للذين ساهموا ويساهمون في النهضة الانمائية والعمرانية التي تشهدها دول الخليج>.

وفي رده على سؤال، اعتبر ان حزب الله اصبح منخرطاً في صراعات المنطقة كما اصبح جزءاً من ازمة اقليمية دولية، ومعالجة هذا الوضع تفوق قدرة لبنان لانخراط كل من اميركا وروسيا وتركيا وايران والسعودية في هذه الصراعات. وقال: لذلك، ليس بمقدورنا نحن اليوم ان نكون طرفاً مع احد او طرفاً يناهض بعض الاطراف في سوريا لاسيما حزب الله لانه جزء من الشعب اللبناني وهو ملتزم ضمن الاراضي اللبنانية بالامن والاستقرار الذي شكل بداية التفاهم بين اللبنانيين. ونبشر انطلاقاً من ذلك، الجميع بالامن والاستقرار وعودة المؤسسات للعمل، فما نقوم به هو تحييد موضوع تدخل حزب الله في سوريا عن الوضع الداخلي اللبناني. وعما اذا كان طرح هذا الامر في المملكة واذا ما سيطرحه في قطر، لفت الى ان هذا الموضوع ليس مطروحاً للنقاش في المرحلة الحالية.

 

هذا ما يُريده لبنان

 

من المؤكد ان الزيارة الرئاسية للسعودية بعد التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين طيلة العامين الماضيين، ستكسر جليد العلاقات بين لبنان والدول الخليجية وتضخّ الدم السياسي في شرايين العلاقات التجارية والسياحية، وسيتمكّن الرئيس عون من إعادة إحياء هبة الثلاثة مليارات ولو في وقت لاحق، فالسعودية سترد التحية لعون لكونه اختارها أول دولة في لائحة زياراته الخارجية، فالرجل ذهب بناء على ارادة لبنانية تعتزم استعادة لبنان لدوره في المنطقة وتفعيل اقتصاده وبناء مؤسساته واعادة ابنائه من الاسر الداعشي، وتزيين حدوده بسلاح متفوق يردع الارهاب ويشد من عصب الجيش وقوته.