تفاصيل الخبر

عون ”الرئيس“ في بعبدا غير ”الجنرال“ في الرابية: حرية مطلقة للإعلاميين رغم ”شخصنة“ بعض الأسئلة!

03/11/2017
عون ”الرئيس“ في بعبدا غير ”الجنرال“ في الرابية:  حرية مطلقة للإعلاميين رغم ”شخصنة“ بعض الأسئلة!

عون ”الرئيس“ في بعبدا غير ”الجنرال“ في الرابية: حرية مطلقة للإعلاميين رغم ”شخصنة“ بعض الأسئلة!

 

عون الحلقة التلفزيونيةلم يشأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن تكون اطلالته في الذكرى الأولى لانتخابه رئيساً في 31 تشرين الأول (أكتوبر) من خلال رسالة تقليدية يتوجه بها الى اللبنانيين ليقدم لهم <جردة حساب> بما تحقق في السنة الأولى للعهد، وما لم يتحقق ولماذا، وما هو منتظر للسنوات المقبلة. أراد أن يقدم <الجردة> بأسلوب مختلف، فكانت فكرة الحوار مع مدراء ورؤساء تحرير الأخبار في محطات التلفزة اللبنانية الثمانية في لبنان ومن قصر بعبدا.

مدير الإعلام في رئاسة الجمهورية الزميل رفيق شلالا، الذي أسند إليه الرئيس عون المهمة، لم يجد صعوبة في الاتصال بأصحاب المحطات التلفزيونية والاتفاق معهم على توحيد البث التلفزيوني ليل الاثنين 30 تشرين الأول (أكتوبر)، أي عشية الذكرى الأولى للانتخاب، لبث اللقاء الحواري، خصوصاً عندما أبلغهم ان مدة اللقاء حوالى ساعة ونصف الساعة، ولن تكون هناك اعلانات في الحلقة باستثناء التقارير الإعلامية التي أُسندت حول انجازات العهد أو اعلانات لبرامج في المحطات. وعندما سمى أصحاب المحطات ممثلي محطاتهم في الحوار وكانوا على مستوى مدير الأخبار أو رئيس التحرير في الأخبار، تمت دعوتهم الى قصر بعبدا في لقاء مع الزميل شلالا الذي كلفه رئيس الجمهورية إدارة الحوار وتوزيع محاوره على الصحافيين.

ويروي أحد المشاركين في الحوار التلفزيوني ان <المفاجأة السارة> بالنسبة إليهم ان الرئيس عون التقاهم خلال الاجتماع مع شلالا <وطمأنهم> على أمرين اثنين: الأول انه لا يرغب في الاطلاع المسبق على الأسئلة <بل اسألوا ما تشاؤون>، والأمر الثاني انه لن يسجل الحلقة الحوارية بل يريدها <لايف> أي على الهواء مباشرة مع ادراكه دقة هذه المسألة وربما خطورتها... وقد تركت <تطمينات> الرئيس ارتياحاً لدى الاعلاميين الذين تعهدوا بالتنسيق في ما بينهم كي تكون الحلقة مفيدة، و<التعاون> مع شلالا لانجاح اللقاء الذي كان، بحسب رواية المشاركين فيه، لقاء جيداً مع الرئيس عون الذي كان هادئاً في التعاطي مع محاوريه. وانسحب هذا الهدوء ليل الاثنين الماضي على رغم ان طريقة طرح بعض الأسئلة من قبل بعض المشاركين فيها، لم تكن تأخذ في الاعتبار ان من يحاورونه هو رئيس الدولة، ولا بد من حد أدنى من اختيار العبارات وطريقة طرحها وتفادي <المماحكات> والحوارات الاستفزازية لاسيما وان الحلقة تبث على الهواء مباشرة.

 

رسائل عون... هادئة

وبعيداً عن مضمون الحلقة والمواقف التي أعلنها الرئيس عون كخلاصة للسنة الأولى من ولايته، فإن الحلقة الحوارية التلفزيونية كانت مناسبة استطاع فيها الرئيس عون أن يوجه الرسائل التي أرادها بأسلوب غابت عنه <الحدية> التي كانت تواكبه وهو في الرابية، فبدا الرئيس عون في بعبدا، غير <الجنرال> عون في الرابية، وهو أجاب على كل الأسئلة ولم يطلب استبدال أي سؤال بآخر، على رغم ان بعض ما طرح تجاوز المألوف، وطريقة طرحه خالية من الذوق واللياقة. وقد تمددت المقابلة ربع ساعة اضافية عن الساعة ونصف الساعة وتخللها تقارير عن المناسبة تضمنت خلاصات لانجازات العهد في سنته الأولى، تحت عنوان <سنة في عمر وطن>.

والتقت ردود الفعل حول الحلقة الحوارية، على الإشادة بـ<صراحة> الرئيس عون وإجابته عن الأسئلة كافة حتى تلك التي خاضت بـ<الخصوصيات> والمسائل العائلية، بحيث بدا رجل دولة يصارح شعبه بكل المواضيع حتى الشائكة منها، مثل سلاح حزب الله الذي قال عنه انه بات قضية اقليمية ولم تعد لبنانية، الى العلاقة مع السعودية التي يريدها علاقة أخوة وتعاون، ودور إيران الذي قال أن لا ضغوط ايرانية عليه، ناهيك بالمواضيع المحلية الأخرى والموقف من اسرائيل <المعتدية دائماً على حدودنا>، والارهاب والتعيينات والمماحكات السياسية والخطة الاقتصادية وقانون الانتخاب والضرائب وسلسلة الرتب والرواتب الخ... وتميزت ادارة الحلقة التي تولاها شلالا، باللياقة والمهنية بحيث كان يتدخل عندما تدعو الحاجة الى <ضبط> التنسيق بين الاعلاميين ومحاور الأسئلة من جهة، والتوقيت من جهة ثانية.

<سنة من عمر وطن>، شكلت انجازاً اعلامياً للرئيس عون الذي فتح أبواب قصر بعبدا لمدراء ورؤساء التحرير في محطات التلفزة: صائب دياب (تلفزيون لبنان)، مريم البسام (الجديد)، نديم قطيش (المستقبل)، جان فغالي (LBC)، غياث يزبك (MTV)، جاد أبو جودة (OTV)، علي حايك (المنار) وعلي نور الدين (NBN). أما الاخراج التلفزيوني للحلقة فتولاه فريق تلفزيون لبنان بإدارة المخرج حنا بواري. ولفت الفيلم الوثائقي الذي افتتحت به الحلقة حول انجازات العهد في سنته الأولى كونه أتى خارج المألوف وان بدا ضعيفاً في ايصال الرسالة الى المشاهدين على رغم التقنية العالية التي استعملت فيه.