تفاصيل الخبر

عندما ينفخ الوزير فرعون في رماد بارد!

02/05/2014
عندما ينفخ الوزير فرعون في رماد بارد!

عندما ينفخ الوزير فرعون في رماد بارد!

   كان على نائب بيروت ميشال فرعون أن يعتذر عن تسلم حقيبة وزارة السياحة في حكومة قد يكون عمرها ثلاثة أشهر أو بضعة أسابيع زيادة، لأن تسلم وزارة السياحة في هذه المرحلة التعيسة سياحياً يشبه القبض على الريح، والرسم على الماء والنفخ في رماد بارد. أما وقد ارتضى باستلام هذه الوزارة، فعلينا أن ننبه معاليه الى الآتي:

   ــ قبل أن يظهر رئيس جديد للجمهورية ويكون فعل توافق ووفاق بين الأطراف اللبنانيين، لن يصدق السائح الخليجي الذي هو الركن الأساس في السياحة والاستثمار أن في البلد متسعاً للنشاط العقاري، وتأسيس الشركات، والتجول بأمان واطمئنان.

   ــ قبل أن يظهر رئيس جديد للجمهورية لن تتوضح صورة المستقبل في لبنان، ومنه الحالة السياحية، أو قل الثروة اللبنانية التي هي عماد الموازنة.

   ــ قبل أن يظهر هذا الرئيس تبقى مشاريع استدراج الشركات الاقليمية والعالمية للتنقيب عن البترول والغاز في الشواطئ اللبنانية حلماً لاح في عين الساهر، لأن هذه الشركات تريد التفاوض مع بلد له رئيسه ومؤسساته الدستورية.

   كل ما يستطيع وزير السياحة ميشال فرعون أن يفعله في هذه المرحلة هو اعتماد سياسة تحديد الخسائر، فيوجه عنايته الى حواضر البيت السياحية، وأولها مغارة جعيتا. فهذه المغارة لا تزال محل شبهات، وتركيبتها تحتاج الى تصحيح. كما يستطيع الوزير فرعون تفعيل الشرطة السياحية عدداً وانتشاراً، كما كان حالها في عهد رئيسها الراحل المفوض عادل عبد الرحيم، بحيث كان السياح ينتظرون أن يحصلوا على مائدة في المطاعم.. بالدور، وكان الازدحام الفندقي هو الغلاّب بحيث كان الفندق الممتاز مدينة ضمن مدينة.

   ويستطيع ميشال فرعون بالتعاون مع الدكتور محمد شعيب رئيس شركة <انترا> المالكة الأكبر في أسهم كازينو لبنان، أن يحرر هذا الكازينو من طوق الاتهامات والشائعات بعدما صار <بازاراً> للقوى السياسية في المنطقة!

   وفي امكان ميشال فرعون أن يتفق مع رئيس نقابة فنادق لبنان بيار الأشقر، ورئيس جمعية فنادق بيروت أمين خياط، أن يخصص شهراً للتنزيلات الفندقية كوسيلة جذب للسياح العرب الذين لا يعتبرون المجيء الى لبنان مغامرة أمنية. وهكذا فعلت فنادق القاهرة بعدما كادت السياحة فيها تتحول الى هباب يباب، ويبحث تمثال أبو الهول (الفرعون خفرع) عمن يقول له: السلام عليكم.

   كل هذا يبقى في متناول الوزير ميشال فرعون، إذا شاء، ضمن سياسة تحديد الخسائر. ولن نقترح عليه أن يقوم بجولة في البلدان الخليجية لاسترجاع السائح الذي ذهب ولم يعد. فالمدة القصيرة من عمر الحكومة لا تسمح بمثل هذا النشاط، والتكلفة ستكون أكبر بكثير من.. المردود.

   إنها الدائرة التي يمكن للوزير فرعون أن يتحرك فيها، بانتظار أن يمن الله على هذا البلد برئيس جمهورية يعزز حضور المؤسسات الدستورية ويقول: يا نار كوني برداً وسلاماً على السياحة.

   بغير ذلك سيبقى الوزير فرعون ينفخ في رماد بارد!