تفاصيل الخبر

عناصر الصليب الأحمر هم جنود الظل الذين يواجهون فيروس "كورونا" القاتل حتى النفس الأخير

03/02/2021
عناصر الصليب الأحمر هم جنود الظل الذين يواجهون فيروس "كورونا" القاتل حتى النفس الأخير

عناصر الصليب الأحمر هم جنود الظل الذين يواجهون فيروس "كورونا" القاتل حتى النفس الأخير

بقلم وردية بطرس

 

مدير التدريب في الصليب الأحمر اللبناني الدكتور شوقي أمين الدين: استجابة الصليب الأحمر استباقية لمواجهة الوباء وتدريب المسعفين يهدف لسلامتهم وسلامة المرضى والمجتمع

[caption id="attachment_85509" align="alignleft" width="188"] الدكتور شوقي أمين الدين: المسعفون جنود مجهولون يعملون بكد أيضاً.[/caption]

 لا يزال لبنان وسط معركة الكورونا والوضع الصحي ينذر بكارثة مع تزايد عدد الإصابات والوفيات... وجنود الظل يواجهون الكورونا حتى النفس الأخير. إنهم مسعفو ومسعفات الصليب الأحمر اللبناني الذين يعملون ليلاً ونهاراً بتفان وعزم على الرغم من الصورة القاتمة في البلد الذي يواجه الوباء من جهة والوضع المعيشي والاقتصادي المزري من جهة أخرى. فمنذ اليوم الأول الذي بدأت فيه أزمة الكورونا في العالم كان الصليب الأحمر اللبناني الجمعية الوحيدة التي كلفت من قبل مجلس الوزراء بنقل أي إصابة او اشتباه بإصابة في لبنان، وبناءً على المعايير الصحية العالمية باشر الصليب الأحمر اللبناني تنفيذ خططه الموضوعة استباقياً ملتزماً بأعلى معايير السلامة المتعلقة بكيفية نقل المصابين بالفيروس لحمايتهم، وهكذا استطاعت هذه المؤسسة أن تنجح بمهمتها وعملها لمواجهة الوباء.

 

الدكتور أمين الدين والاستجابة الاستباقية لمواجهة الكورونا

 فكيف يتم تدريب المسعفين والمسعفات لمواجهة وباء الكورونا؟ وماذا عن الخطط الاستباقية؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها (الأفكار) على مدير التدريب في الصليب الأحمر اللبناني الدكتور شوقي أمين الدين وسألناه بداية:

* كيف استطاع الصليب الأحمر اللبناني منذ بداية جائحة الكورونا لغاية اليوم من مواصلة العمل في ظل ظروف قاسية يمر بها البلد من جميع النواحي؟

- لكي نستجيب لأي أزمة ونتعامل معها لا نقدر أن ننتظر حدوثها، لأنه باللحظة التي تقع فيها الأزمة يصبح من الصعب جداً إيجاد الموارد لمواجهتها. بالتالي قدرة الصليب الأحمر اللبناني على استجابة كل الأزمات التي حدثت في البلد تعود الى Early detection أو الكشف المبكر للأزمة، اذ عندما رأى الصليب الأحمر اللبناني انتشار (كوفيد- 19) بتاريخ 29 كانون الثاني (يناير) 2020 في البلدان القريبة من لبنان سارع الى دق جرس الإنذار بأن هناك خطراً من (كوفيد-19) والذي قد يصل الى لبنان بأي لحظة ويجب أن نكون جاهزين لذلك. انطلاقاً من هنا استفاد الصليب الأحمر من التجربة والتحضير الذي قام به خلال فترة انتشار فيروس (الايبولا) بما يتعلق بمعدات الحماية والسياسات والاجراءات التي تخفّف

[caption id="attachment_85511" align="alignleft" width="250"] سيارات الصليب الأحمر جاهزة على مدار الساعة.[/caption]

من انتشار العدوى. اذ كانت هناك متابعة دقيقة لتحضير كل هذه الأمور لتكون فعّالة تجاه الفيروس الجديد الذي ظهر مع بداية عام 2020 الذي سُمي بـ (كوفيد- 19). فعلياً خلال فترة زمنية قصيرة جداً كنا جاهزين اذ حضّرنا خطة استجابة تحاكي المراحل الأربع من تفشّي الوباء، وبناءً على خطة الاستجابة نحضّر المسعفين والمتطوعين. الخطة التي وضعها الصليب الأحمر كان لها أربع ركائز أساسية: أول ركيزة هي السلامة أي تكون الاستجابة آمنة للمسعفين، وآمنة للمجتمع الذي نتعامل معه لأنه شريك أساسي لنا، وآمنة للمريض. الركيزة الثانية أن نكون Pro-active أي يجب أن تكون الاستجابة استباقية، ولا ننتظر الى أن تحدث الأزمة بل علينا أن نكون جاهزين قبل انتشار الفيروس على الأقل بمرحلة واحدة. الركيزة الثالثة هي: يجب أن تكون الاستجابة قابلة الى أن نكبّرها او نصغّرها حسب الحالات. لقد بدأنا بمركزين وهما: مركز الشويفات ومركز المريجة لأنهما قريبان من المطار، لأنه في المراحل الأولى للأزمة كنا نخشى من أن الفيروس اذا دخل الى البلد سيكون عبر المطار، وبعدها أضفنا الحدود البرية عندما رأينا أن عدد الإصابات بالكورونا قد ارتفع. الركيزة الرابعة هي أن تكون الاستجابة مبنية على البراهين العلمية والمعلومات و"الداتا" الموجودة لدينا، أي لا نعمل بناءً على آراء وافتراضات بل تكون الاستجابة مبنية على ركائز علمية وعلى تجارب بلدان أخرى لنقدر أن نستجيب بشكل فعّال، وهذا الأمر أثبت فعاليته اذ منذ أن كانت تُسجل حالة او حالتا اصابة في اليوم الواحد لغاية اليوم استطاع الصليب الأحمر أن يستجيب، وحتى الآن لم يصل الى القدرة الاستيعابية القصوى، بل استطاع أن يواكب كل الأزمة خصوصاً في الفترة الأخيرة عندما تضاعف عدد الاتصالات، إذ كانت غرف العمليات لدى الصليب الأحمر تستقبل 2500 اتصال في اليوم الواحد، فأصبحت تستقبل 5000 اتصال. وعندما كنا ننقل خلال شهر شباط (فبراير) 2020 من 5 الى 10 حالات كورونا في اليوم الواحد، أصبحنا الآن ننقل أكثر من 260 حالة إصابة كورونا باليوم الواحد ولكن لم نتوقف عن الاستجابة بل على العكس.

تدريب المسعفين لمواجهة الكورونا

* كيف يتم تدريب شباب وصبايا الصليب الأحمر في ظل وباء الكورونا وبوضع استثنائي في البلد حيث ينهار كل شيء من حولنا؟

[caption id="attachment_85513" align="alignleft" width="250"] كل التجهيزات والاستعدادات للتعامل مع مرضى "كورونا".[/caption]

- فعلياً اذا نظرنا الى السنتين الأخيرتين أي من آواخر عام 2019 لغاية اليوم، نكتشف أن شباب الصليب الأحمر لم يستجيبوا لكارثة واحدة بل استجابوا لـComplex crisis situation أو أزمات معقّدة تحدث كلها في وقت واحد، والتي تتطلب منا مجهوداً جسدياً ونفسياً وتستهلك الموارد الموجودة لدينا، فاذا نظرنا منذ عام 2019 لغاية اليوم أي منذ اندلاع الحرائق في الغابات والجبال، يليها الفيضانات، ثم الحراك الشعبي، وجائحة الكورونا، وانفجار مرفأ بيروت وصولاً الى مرحلة الموجة الثانية من كورونا لم تسنح للمسعفين والمسعفات الفرصة ليرتاحوا ولو قليلاً على مدى سنتين. بالنسبة للتدريب لدينا مناهج تدريبية مجهّزة من قبل لأي شخص يود أن يصبح مسعفاً وينضم الى الصليب الأحمر.

ويتابع:

- المناهج التدريبية تبدأ من المرحلة الأولى: أي شخص يدخل الى الصليب الأحمر يتعلّمها وهي مرحلة المستجيب الأول التي تجهزّه ليقدر أن يدخل الى سيارة الاسعاف، من ثم يخضع لدورة المسعف، وبعدها لدورة مسؤول مهمة، وبعدها لقيادة سيارة الاسعاف. ومدة المنهج تتطلب أكثر من سنتين. وكل مرحلة يخضع لها يطبق ما تعلّمه، وعندما يصبح جاهزاً يبدأ بالدورة التالية، وهكذا دواليك الى أن ينهي المنهج بالكامل. بالاضافة الى دورات مخصصة بالقيادة، ودورات مخصصة بإدارة الأزمات، والاستجابة للأزمات التي أصبحنا بحاجة إليها أكثر في السنتين الأخيرتين نظراً للأزمات التي وقعت في البلد.

الصعوبات التي فرضتها جائحة الكورونا

* هل من صعوبات فرضتها جائحة الكورونا عليكم من ناحية التدريب؟

- بالنسبة للصعوبات التي فرضتها جائحة الكورونا، فإن التدريبات الاسعافية بطبيعة الحال تتطلب الكثير من الأعمال التطبيقية، اذ مع بداية جائحة الكورونا كان عدد الاصابات قليلاً ولم تكن هناك مشكلة، ولكن عندما زاد عدد الاصابات خفنا من أن يشكّل ذلك خطراً على صحة المسعفين لأنه كما ذكرت أهم ركيزة هي أن تكون الاستجابة آمنة للمسعفين. وهنا استفدنا من القدرات والمنصات الموجودة في الصليب الأحمر، وحولّنا كل التدريبات الى تدريبات (أونلاين) بحيث تُقدم كل التدريبات على المنصات الخاصة بالصليب الأحمر. وبالتالي استطعنا أن ندرّب كل المسعفين، أي تقريباً أكثر من 4000 مسعف ومسعفة عن طريق هذه المنصات. أكثر من ذلك ولكي نضمن سلامة المسعفين استخدمنا مكالمة الفيديو، أي بأول مراحل الاستجابة كان أي مسعف يريد أن يتوجه بمهمة إسعافية للكورونا كنا نتأكد من أنه يرتدي معدات الحماية وينزعها بالطريقة الصحيحة حيث كان هناك أشخاص من قسم التدريب ومن قسم الجودة يتواصلون مع كل مسعف عبر (مكالمة فيديو) ليروا كيف يرتدي معدات الحماية وينزعها لنضمن سلامة المسعفين، وهذا يُترجم فعلياً إذ إنه منذ بداية الجائحة لم تُسجل حالات إصابة خلال المهمات التي يقوم بها المسعفون.

[caption id="attachment_85512" align="alignleft" width="375"] عناصر الصليب الأحمر بلباس خاص لمواجهة "كورونا".[/caption]

* إذاً المسعفون واصلوا عملهم نظراً للحماية التي أُحيطوا بها منذ بداية الجائحة لغاية اليوم

- كوني منسق استجابة الكورونا للصليب الأحمر في البداية عندما بدأنا باستجابة الكورونا فتحنا الباب للأشخاص او المسعفين الذين يودون ان يستجيبوا للكورونا اذ كانت طوعية، يعني المسعف هو يختار أن يكون ضمن فرع الكورونا أم لا، في أول مرحلة كان هناك أشخاص تحمسوا وأشخاص ترددوا فقد أرادوا أن ينتظروا قليلاً ليقرروا ماذا سيفعلون بهذا الخصوص. واليوم بعد مرور سنة ليس هناك ولا مسعف غير مدرب لمواجهة الكورونا اذ أصبح كل المسعفين يعملون بهذا الاطار لأن فيروس كورونا أصبح جزءاً وواقعاً من حياتنا، وبالتالي أصبحت الاستجابة للمصابين بالكورونا بالنسبة للمسعفين مثل الاستجابة لحوادث السير او لنقل مريض أصيب بذبحة قلبية مثلاً، أي أن مريض الكورونا هو مريض عادي ولقد زادت ثقتهم بإدارتهم، وثانياً بالتدريب الذي خضعوا له، وثالثاً بمعدات الحماية المتوافرة لهم، لأنه كما ذكرت أن هذه الخطوات برهّنت هذه الفترة على فعاليتها، وبأي وقت كان يُصاب من خارج الصليب الأحمر لم نتركه على العكس اذ يُقدّم له الدعم النفسي والرعاية الطبية، ومكان للحجر، ومتابعة يومية لحالته لكي تمر المرحلة على خير، وبالتالي هذا الأمر خلق ثقة أكثر بإدارتهم وجعلتهم يستجيبون أكثر لمهمات الكورونا.

 

خطة لمواجهة المرحلة المقبلة ومخاطرها

* اليوم هناك مخاوف من انهيار القطاع الصحي في لبنان فهل هناك خطة لمواجهة المرحلة المقبلة وما تحملها من مخاطر لاسيما أنه لم يعد الأمر يُشبّه بالسيناريو الايطالي بل أصبح يُعرف بالسيناريو اللبناني؟

- اليوم نمر بمرحلة صعبة، فقد وصلت المستشفيات الى القدرة الاستيعابية القصوى، لذا بدأ الصليب الأحمر اللبناني يركّز على التدخلات التي تساهم بإنقاذ الأرواح، وفي هذه المرحلة نرى ماذا يمكن أن نقوم به لنخفّف من الاكتظاظ في المستشفيات، وهذا أكثر شيء تُرجم بالمبادرة التي أطلقها الصليب الأحمر اللبناني التي هي تأمين مكينات أوكسجين للأشخاص الذين يحتاجون لها وطبعاً مجاناً عن طريق وصفة طبية ومتابعة من الادارة الطبية للصليب الأحمر، وعلى أساسها نخفف الاكتظاظ أمام أبواب المستشفيات، ونخفف قليلاً الضغط عن كاهل القطاع الصحي. بالاضافة الى ذلك تحصل مجموعة مبادرات طبعاً مع نقابة الأطباء ونقابة الممرضين والممرضات، ونقابة أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان، ووزارة الصحة لكي تكون هناك مساعدة لهذه القطاعات لكي تزيد امكانياتها وذلك طبعاً بالتنسيق مع كل الأشخاص المعنيين. ويمكن القول مرة أخرى إننا لم نصل الى القدرة الاستيعابية القصوى أي نحن اليوم نتحدث عن حوالي 260 إصابة كورونا يومياً يتم نقلها، وحتى لو زاد العدد فنحن جاهزون لنزيد الفرق الخاصة بالصليب الأحمر، وبالأساس قمنا بتدريب أشخاص كثر وبتجهيز سيارات الصليب الأحمر، أي حتى السيناريو اللبناني مدروس لدينا في الصليب الأحمر، والقدرات موجودة ومجهزّة وأيضاً الموارد جاهزة، وسيتم استعمال هذه الموارد البشرية والتقنية حسب تطور الإصابات في لبنان.

[caption id="attachment_85510" align="alignleft" width="375"] المسعفون حاضرون على الدوام.[/caption]

* كيف تتمكن على الصعيد الشخصي من القيام بمهمتك كمدير التدريب في الصليب الأحمر مع تفشي الفيروس في البلد؟

- قبل أن أتحدث عن نفسي شخصياً، أود أن أتحدث عن المسعف، فالمسعف منذ عام 2019 لغاية اليوم يستجيب بدون توقف من أزمة لأخرى، وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف عن العمل والتطوع. والمسعفون ربما هم مثال لنا نتعلم منهم هذه المرونة والقدرة على التكيّف مع الظروف الصعبة التي يمرون بها. وأشير هنا الى أن الصحة النفسية تعد بأهمية الصحة الجسدية للمسعفين، لهذا عملنا ضمن الخطة التي وضعناها في الصليب الأحمر اللبناني وهي أولوية سلامة المسعف، وعملنا أيضاً على تفعيل مشروع خاص للدعم النفسي للمسعفين من خلال مستويين: المستوى الأول هو دعم الأقران الذي هو كل مسعف مدرب يقدم دعماً نفسياً لزملائه المسعفين إذا احتاجوا لذلك، بالاضافة الى ذلك هناك مجموعة من معالجين نفسيين اختصاصيين، وفي حال استدعت الحاجة نقدر أن نعمل بطريقة يستفيد منها المسعفون كالخدمات اذا كانوا بحاجة لذلك. الكثير من الناس يرون المسعفين في الصليب الأحمر كملائكة وأبطال، نحن لسنا أبطالاً بل نحن أناس محترفون ومهنيون وتقنيون ومدربون ونقوم بواجبنا الانساني، ونحن جزء من الناس اذ نتعب وننزعج ونتضايق ونخاف ونختبر مشاعر كثيرة كأي مواطن عادي.

ويتابع:

- إنني من الأشخاص الذين أُصيبوا بالكورونا (بعد وقوع انفجار مرفأ بيروت ببضعة أيام) وأقدر أن أقول إنها كانت تجربة مزعجة ومؤلمة ومع كل ذلك ترين الشباب مهما حصل مستعدين لكل شيء، وسبق أن قلت إنه بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب (أغسطس) لم أتوقع أن أرى مسعفاً يقوم بمهمات او اذا أصيب بالكورونا فأتفاجأ بعزيمة المسعفين وإصرارهم على مواصلة العمل التطوعي، مما يشجعنا ويحفزّنا لنكمل هذه الرسالة. الوضع الآن ليس جيداً لسوء الحظ، وهاتفي لا يتوقف عن تلقي الاتصالات من الساعة الثامنة والنصف صباحاً لساعات متأخرة في الليل، ولكننا جميعاً نعلم أنه بهذه المرحلة ربما لدينا دور يجب أن نقوم به، لدينا واجب انساني ووطني وهو مساعدة الناس، لأن القطاع الصحي يمر بمرحلة صعبة على أمل أن تزول هذه الغيمة قريباً مع وصول اللقاح وأن نتمكن من العودة الى الحياة الطبيعية تدريجياً.

وعن الفرق التي تهتم بالتدريب ووضع الخطط يقول:

 - لا شك أن المسعفين يقومون بعمل أكثر من رائع، ولكن أود أن ألقي الضوء على جنود مجهولين يبقون في الظل وقت الاستجابة للكورونا ولولاهم لما استطعنا أن نستجيب للأزمات وهم: الفرق التي اهتمت بتأمين المعدات، والفرق التي اهتمت بالتدريب اذ كانوا يستيقظون ليلاً لإجراء مكالمة الفيديو مع كل مسعف ليتأكدوا من حمايته، وبالتالي لولاهم لما استطاع المسعفون أن يستجيبوا للنداءات، لذا لهذه الفرق دور مهم لأنهم يقومون بالتدريب ويضعون السياسات والخطط، ويوفرون المعدات ويجهزون السيارات، فهم جنود مجهولون يعملون بكد أيضاً.