تفاصيل الخبر

عمر غدي الرحباني آخر العنقود في أسرة الرحابنة: ”بـاسـبـــــور“ عـمـــــل مـوسيـقـــــي يخــــاطب المـستقبــــــل وحـتــــى الـوصــــــول الــــــى.. الـمـريــــــــخ!  

14/10/2016
عمر غدي الرحباني آخر العنقود في أسرة الرحابنة: ”بـاسـبـــــور“ عـمـــــل مـوسيـقـــــي يخــــاطب المـستقبــــــل  وحـتــــى الـوصــــــول الــــــى.. الـمـريــــــــخ!   

عمر غدي الرحباني آخر العنقود في أسرة الرحابنة: ”بـاسـبـــــور“ عـمـــــل مـوسيـقـــــي يخــــاطب المـستقبــــــل وحـتــــى الـوصــــــول الــــــى.. الـمـريــــــــخ!  

بقلم عبير انطون

5-(1)----3

<باسبور>. العنوان متعدد الابعاد وهو لافت لاول عمل موسيقي جاء ثمرة ثلاث سنوات من التعاون مع موسيقيين عالميين، وعصارة اختمار الفن في شجرة العائلة منذ الاجداد الى الآباء وصولاً اليه. عمر غدي الرحباني من الجيل الرحباني الثالث، يريد لموسيقاه ان تتكلم عنه. يختصر بالاجوبة ويريدها دقيقة من دون ادعاء، فصوت الموسيقى بالنسبة اليه ابلغ من اي كلام او استفاضة. التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل فتحت له آفاقا واسعة الى أطراف الارض وايقاعاتها المختلفة، نهل منها وأضافها الى كنوز الارث الرحباني طامحاً ان يعود بها وزنات مضاعفة فلا يكتفي بالعيش على الامجاد الفنية: <فأصل الفتى ليس ما قد حصل، بل ما قد الّف وجدّد وابدع>!

ما بين بيروت، لندن، ونيويورك، كان خط العمل على انتاج العمل الجديد الموسيقي- الانساني، اما التوقيع الناجح فكان من قلب اسواق بيروت التي اجتمعت فيها الدولة اللبنانية بجناحيها السياحي والثقافي من خلال الوزيرين ميشال فرعون وروني عريجي الى جانب العائلة الرحبانية وتحلق المحبون حول عمر. <البداية كانت من الشريط الوثائقي الذي اختصر الرحلة الصعبة والممتعة للالبوم، باكورة انتاج شركة رحباني ــ يحيى. ويحيى هو اسم العائلة لشريك عمر في الشركة مهدي يحيى الذي التقى به للمرة الاولى في لندن وعادا ليجتمعا من جديد في شركة <تنوي ان تسير عكس السائد>، ذلك ان الموسيقى كما يقول عمر عنها < دورها تنويري في التربية النفسية الإجتماعية لكي تصنع إنساناً مختلفاً>، فالمقطوعات العشر في <الالبوم> والتي تجمع القصص الى الفلسفة والعلوم والفنون، ليست سوى <مُحاوَلة لتوحيد البَشَر تحت كيان واحد من خلال الموسيقى. . وهي موجّهة إلى الفَرد أكثر من المَجموعة، ومن هُنا ضرورة أن يَستمع <كل فَرد إلى الموسيقى على انفراد>.

 مع عمرالذي تعلّم العَزف على آلة البيانو والتأليف الموسيقي مع الاستاذ هاغوب أرسلنيان، والمهتم ايضا بالتصوير الفوتوغرافي وبإنجاز الأفلام السينمائيّة القصيرة، كان لقاء <الافكار> مبادرين اياه بالتهنئة:

ــ مبروك <الالبوم>. كيف كانت اصداء حفلة توقيعه؟

 - شكراً للتهنئة. الاصداء جيدة وايجابية.

ــ تحمل اسم عائلة الرحابنة العريق، هل هو حمل مضاعف عليك ام يشكل <الباسبور> الاسهل لدخول عالم الفن والموسيقى؟

- اسم العائلة سيف ذو حدّين فإنه من السهل الاتكال عليه وبناء مستقبلك على أمجاد اجدادك وآبائك. وانني لا انكر انه يمثل خلفية وأساساً متيناً للانطلاق والتطوير، انما هدفي هو خلق كون ومساحة ونهج جديد.

ــ في كافة أجيال العائلة الرحبانية مختلف انواع الموسيقى، اين ستكون الاضافة والتمايز بالنسبة لك؟

- ليس من السهل ايجاد جواب واضح. اعطيك مثلاً: بعد مرحلة المؤلف الكلاسيكي <موزارت> كان من الطبيعي ان تتحدر منه مرحلة <بتهوفينية>، وكنتيجة حتمية جاء <فاغنر> بعدها. بالتالي ليس هناك من تخطيط مسبق بل انه تطور طبيعي للامور.

جدي منصور صديقي!

5-(3)-----1

ــ ماذا يمكن ان تخبرنا عن المعلم <منصور> الجد؟ ما هي الذكريات التي لا تزال محفورة بذاكرتك عنه؟ وما حكاية موشح احمد بن حسن الموصلي الذي تضمنه <الالبوم>؟

- جدي منصور اراد ان تكون علاقتي به علاقة جدّ وصديق في الوقت نفسه. لقد عرّفني على الشعر العربي وكان يدوّن لي على قصاصات ورقية اجمل ابيات الشعر العربي ويحثني على حفظها. اذكر يوماً انه جاءني بموشح اندلسي لاحمد بن حسن الموصلي وقال لي: <يا عمر، هذا الموشح يصلح للتلحين>. وكان عمري 17 سنة وقتئذٍ، وها انا اليوم بعد عشر سنوات انشر هذا الموشح ولكن في غيابه.

ــ لماذا شكلت اعادة توزيع اغنية <جسر القمر> المعروفة تحديا بالنسبة اليك؟

- التحدي كان في تجنّب التشابه والتكرار. في اعدادي للمقطوعة <تيمات> جديدة اضفتها من روح الاخوين رحباني، واضفت على ذلك سرداً سينمائياً من خلال التصميم الصوتي (Sound design) وإيحاء صورة معيّنة في ذهن المستمع.

ــ سعيت الى التعاون مع اسماء عالمية، كيف كان الاتصال بهم؟ وما الهدف من وراء ذلك؟

 - إن الاتصال والتعامل مع موسيقيين عالميين صعب من الناحية اللوجستية بحيث أن انشغالاتهم وحجوزاتهم كثيرة جداً. لكن الملفت هو مدى اعجابهم بالموسيقى ومدى تواضعهم واحترامهم وتشجيعهم ودعمهم. إن الموسيقى التي قمت بتأليفها حتمّت عليّ التعامل مع أكبر الموسيقيين المحليين واكثرهم احترافاً الى جانب الموسيقيين العالميين، فإن بعض الايقاعات والشعور الموسيقي (Groove Swing) يستدعي حضورهم إذ ان التقنيات هي بمتناول ايديهم. وهنا اذكر ان <ستيف رودبي> حائز على 14 جائزة <Gramy Award>، و<كيث كارلوك> هو عازف <الدرامز> وعضو في فرقة <ستينغ>، و<واين كرانتز> عازف <الغيتار> المجدد والمطور في عالم <الجاز>، و<كونغ فو> عازف <الترومبيت> وعضو من اعضاء فرقة <بات متيني>، وكريم زياد الجزائري الفرنسي عازف <الدرامز> وعضو في فرقة <جوزف زازينول>.

 

تواطؤ أبي..

ــ ما مدى اثر والدك غدي في الموسيقى الشرقية ووالدتك في رقص التانغو على حياتك؟ وهل شجعاك على خوض ميدان الفن على الرغم من صعوباته الكثيرة؟

 - حرص أبي ان تكمل والدتي دانييل تعليمها وعزفها على البيانو اثناء حملها بي. والظاهر أنه كان يريد أن يصبح إبنه مؤلفاً موسيقياً منذ الولادة. وفي ما بعد، وبعد ولادتي حرص على اسماعي كل انواع الموسيقى بدءاً من الكلاسيكية الى الموسيقى الاثنية فالشرقية. أبي كان شريكي الخفي في عدم ذهابي اليومي الى المدرسة لكن بشرط البقاء في المنزل والمواظبة على العزف والتعلم والتأليف والتمرين في المنزل. أما أمي فأظن انها في قرارة نفسها كانت تدرك ذلك على عكس مخاوفها الظاهرة في اكمالي مسيرتي الفنية، إذ كانت تسمعني انواعاً موسيقية أخرى، وفي ما بعد أدخلتني الى عالم رقص التانغو بالتحديد، مما زاد عنصراً آخر في محاولتي لايجاد فنٍ يشمل كل الفنون.

ــ تسعى الى الفن الشامل اليس المفهوم واسعا جدا ويمكن لهويتك الفنية الخاصة بك ان تضيع بين عدة انواع؟

- إن تعريف الفن الشامل يختلف من فنان لآخر. كان المؤلف الالماني <فاغنر> معنياً بالتأليف الموسيقي والنصّي وايضاً بالاخراج. كذلك <ليوناردو دافنتشي> كان رساماً ونحاتاً وعالماً زراعياً ومهندساً ومبتكراً ومخترعاً اضافة الى اتقانه العديد من الفنون. انه بالفعل مفهوم واسع جداً لكن الغاية منه بالنسبة لي هو إستعارة عناصر من بعض الفنون المختلفة ودمجها في إطار وقالب واحد. فهويتي الفنية ستبرز هنا من خلال هذا الابتكار الفردي.

ــ اين انت من الغناء؟

- هنالك تجارب كثيرة أوصلت <البرت اينشتاين> الى معادلته الشهيرة. بالنسبة لي الغناء تجربة من التجارب لايصال رسالة ما.

ــ كيف كانت ظروف ولادة اغنية <nation gift> (هدية أمة) بعد احداث نهر البارد؟

- شعرت بعد أحداث نهر البارد ان الموسيقى هي ابلغ كلام يمكن تقديمه الى اي شهيد، ومن هنا ابصر النور <النشيد الصامت>.

5-(7)----2ــ من سيكون جمهورك؟ الفئات؟ الاعمار؟

- لا اعمار للموسيقى بل هناك مستمعون ومريدون ومحبون وناقدون.

ــ نعرف انك كتبت مسرحية عن الوجود لكن ما الذي حال دون انتاج المسرحية التي كتبتها؟ هل هو موضوعها الشائك؟ وهل يمكن لشركتكم اليوم ان تقوم بالمهمة؟

- ان مشروع <باسبور> استنفد مني كل الوقت بحيث وضعت جانباً كل افكاري الاخرى حتى إشعار آخر.

ــ اعلنتم ان شركة انتاجكم <رحباني ــ يحيى> ستكون حركة معاكسة لكل نتاج الشركات الحالية، ماذا تقصدون بذلك؟

- تهدف شركة <رحباني ــ يحيى للانتاج> (RYP) الى نشر وترويج الفنون اللبنانية والشرق أوسطية بالتحديد الى العالم بعيداً عن الحركة التجارية السائدة في تعليب الفنون.

 ــ كيف فكرت بانتاج اغنية عن معمل الذوق؟ وهل ستصل الرسالة من خلال الاغنية برأيك؟

- مقطوعة <Zouk: The Power Station> هي نظرة لولد يرى معملاً او شاحنة كأجمل الاشياء تماماً مثل العاب التركيب < Lego> التي تحوّل القبيح الى الجميل. سأبقى ولدا لانفذ ما ترسمه مخيلتي..

 ــ بكلمات، ما كانت تعليقات وانتقادات كل من الاساتذة: غدي، مروان، اسامة وغسان على عملك وهل من تعليق لزياد ايضاً؟

 - أدعوكِ الى توجيه السؤال الى كل من زياد ومروان وغدي واسامة وغسان لتسمعي الجواب والرجاء إبلاغي بالنتيجة.

ــ حسنا سأقوم بذلك.. بالانتظار اي صوت لبناني نأمل ان تنتج له، وبم يتميز برأيك؟

 - هنالك كثير من الاصوات الجيدة ولكل حادث حديث.

 ــ الى من تستمع من فناني اليوم؟ ومن تعتبره المجدد الموسيقي الأكبر (عالمياً او عربياً) للزمن الحاضر برأيك؟

 - لائحة المجددين لا تنتهي، ومن الصعب جداً عليّ ان أورد لك بعضاً من الاسماء لأنها كثيرة ومتنوعة.

ــ هل فكرت يوما بغير <الباسبور اللبناني>؟ وصوب اية وجهة؟

 - هذا <الباسبور ــ الألبوم> يمثل حقيقتي، ووجهته المريخ.