تفاصيل الخبر

عملاق المسرح والسينما جميل راتب: يسألونني عن ديانتي فأجيب: أنا مصري!  

21/10/2016
عملاق المسرح والسينما جميل راتب: يسألونني عن ديانتي فأجيب: أنا مصري!   

عملاق المسرح والسينما جميل راتب: يسألونني عن ديانتي فأجيب: أنا مصري!  

جميل-راتب-(2)------22 تاريخ فني طويل حافل بالأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية التي قدمها على مدار مشواره الفني في مصر وفرنسا.. وكثير من التكريم تلقاه الفنان القدير جميل راتب على مر سنوات عمره.. قدم مجموعة من العروض المسرحية ما بين مصر وفرنسا تصل إلى أربعين عرضاً مسرحياً، وهو حاصل على وسام الاستحقاق من فرنسا ومثيله من تونس بالاضافة إلى الجوائز المحلية والدولية، واختتم سلسلة جوائزه بجائزة تكريمية جديدة من <مهرجان المسرح التجريبي>..

عن تكريمه الأخير وأبرز ما مر به في حياته دارت دردشتنا معه..

دفء التكريم

ــ كيف تــلقيت جائـــــزة <مهرجـــــــــان المســــــــــرح التجريبي> منذ أيام؟

- تكريم <مهرجان المســرح التجريبــــي> ليس مجــــرد جائزة في معناهــــا وهــــي تعكس حبـــاً أفتقــــده منــــذ زمــن، وبمجـــرد صعـــــــودي علـــــى خشبة المسرح وقبل ان أتسلم الجائزة التقيت بنظرات غمرتني حرارتها بدفء هائل وتصفيق حاد ملأ وجداني واحتواني، وبالفعل هذا الحب هو الأوكسجين الذي بعث فيّ الروح من جديد، بالطبع أنا تشرفت بتكريمي في <مهرجان المسرح التجريبي> وخاصة بعد توقفه لـ6 سنوات متتالية، وأشكر كثيراً القائمين على هذا المهرجان وأخص بالذكر سيادة وزير الثقافة حلمي النمنم ورئيس المهرجان الدكتور سامح مهران.

ــ لماذا أهديت جائزتك للفنانة سميحة أيوب والفنان محمد صبحي وأيضاً للفنانة محسنة توفيق؟

- لأنهم رفاق دربي، فالفنانة سميحة أيوب هي من قدمتني كمخرج على <المسرح القومي>، والفنان محمد صبحي كثيراً ما وقف إلى جانبي وشجعني وأعمالي معه في سلسلة <يوميات ونيس> تشهد على ذلك، كما أنني قدمت مسرحاً ناجحاً مع الفنانة القديرة محسنة توفيق.

ــ وكيف ترى المشهد المسرحي الآن؟

- لست متابعاً جيداً للمسرح بسبب ظروفي الصحية ولكن يقال لي إنه بخير، والمسرح سيظل بخير طالما أننا نتعامل معه بالحب والبذل والعطاء ونسخر كل ما لدينا من طاقة إبداعية لصالحه.

المسرح بين فرنسا ومصر

ــ تعد نجماً من نجوم المسرح الفرنسي الذين جسدوا العديد من الروايات العالمية لكبار الكتاب أمثال <شكسبير> و<راسين> و<سارتر> إلا أن المسرح المصري لم يشهد لك مثل هذه الأعمال، لماذا؟

- هذا الأمر كان خارجاً عن إرادتي لأن ثقافتي فرنسية حيث تعلمت المسرح في فرنسا وعملت به أيضاً، ولكن رغم ذلك كنت أحرص على عرض مسرحياتي بين مصر وفرنسا وذلك إيمانا مني بأهمية تبادل الثقافات بين الدول، ولا أنكر أنني كنت أرفض عروضاً مسرحية مصرية كثيرة لأن المسرح المصري كان فقيراً جداً والمسرح التجاري ليس له علاقة بالفن، على عكس مثيله في فرنسا المفعم بالذوق والابداع والموهبة سواء التمثيلية أو الإخراجية، والمسرح بالنسبة لي قيمة تحرك العقل والوجدان وتؤثر في ثقافة المجتمع، ولذلك كنت أرفض أدواراً مسرحية كثيرة في مصر تفتقد لتلك القيمة التي أبحث عنها.

ــ الى جانب التمثيل عملت كمخرج مسرحي خلال فترة من حياتك، لماذا توقفت عن الإخراج بعد ذلك؟

- عشقي للتمثيل هو ما أبعدني عن الإخراج المسرحي لأن التمثيل له سحر خاص يخرج ما بداخل الفنان من طاقة، ولكن الإخراج ما زال يجري في عروقي حيث أقوم حالياً بإخراج فيلم باسم <عصفور الشوارع> وهو إنتاج فرنسي - مصري مشترك.

ــ بجانب الجنسية المصرية تحمل أيضاً الجنسية الفرنسية، فما هي الامتيازات التي حصلت عليها من خلالها؟

- هناك <آدمية> في التعامل أولاً من حيث كوني مواطناً فرنسياً لي امتيازات أقلها التأمين الطبي وعلى مستوى عالٍ، ذلك عدا ان التعامل مع الممثل الفرنسي مختلف حيث تحفظ حقوقه الأدبية والمادية، فمثلاً هناك عائد مادي لأبطال العمل عند إعادة عرض الفيلم في كل مرة حتى لو بلغت 500 عرض، وأنا أشعر بضيق شديد جداً عندما أرى حقوق الفنان المصري ضائعة إلى هذا الحد.

 

السينما تلتقط أنفاسها

جميل-راتب--3 

ــ ماذا عن نظرتك للسينما الآن؟

- تحاول السينما أن تلتقط أنفاسها وتظهر من وقت لآخر أفلاماً على مستوى جيد مثل أفلام كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وأحمد السقا ومنى زكي وأيضاً ياسمين عبد العزيز، الحقيقة هذه المجموعة تقدم دائماً أعمالاً جيدة، ولكن بالمقابل هناك عدد كبير من المنتجين الدخلاء على الصناعة الذين يعملون فيها للتجارة والمكسب فقط وليس حباً بالفن.

ــ انتشرت ظاهرة إعادة كتابة الأفلام القديمة وتحويلها الى دراما تلفزيونية.. هل ترى هذا فقراً في الكتابة وإفلاساً في صناعة الدراما أم أنه استثمار لنجاح الأعمال السابقة؟

- الحقيقة أنا كنت ضد هذا التوجه تماماً وكنت أعتبره إفلاساً أدبياً حقيقياً، ولكنني غيرت وجهة نظري عندما قرأت سيناريو مسلسل <الكيف> فقد أعجبني كثيراً تطور الشخصيات وتطرّق المسلسل للظروف التي تمر بها البلد.

ــ من هم أصدقاؤك المقربون؟

- أقرب الأشخاص لي هو مدير أعمالي هاني التهامي والحقيقة هو ابني الذي أفتخر دائماً بحبه لي وهو يرافقني داخل مصر وخارجها، فأنا دائم الاعتماد عليه، والحقيقة انه مخلص لي جداً، كما أحب جداً الفنانة سلوى خطاب لأنها إنسانة <جدعة وبنت بلد> وأيضاً الفنانة محسنة توفيق لديها مكانة خاصة جداً عندي كذلك الفنانة سلوى محمد علي.

ــ جميل راتب الذي ظل راهباً للفن، ألم يشعر بالوحدة يوماً من الأيام؟

- لا لم أشعر بالوحدة اطلاقاً لأنني أعرف جيداً كيف أستفيد من وقتي. أنا مشاهد جيد جداً للتلفزيون وأيضاً قارىء جيد للصحف ومتابع للسياسة وأحب أن أكون على دراية بما حولي، هذا إلى جانب أن لي أصدقاء وأقارب أحبهم جداً وأتبادل معهم الزيارات.

ــ ما هي أكثر الأشياء التي تسعدك وما تلك التي تزعجك؟

- أسعد كثيراً عندما ألتقي بالناس في الشارع ويلتفون حولي ونتبادل الحديث وخصوصاً الأطفال فأنا عاشق لهم، وأكثر شيء يثير غضبي عندما يسألني شخص ما عن ديانتي فأجيبه على الفور: أنا مصري.

ــ بعد كل هذا العمر الفني المديد، هل أنت غني مادياً؟

- لن تصدقي إذا ما قلت لك أنني لا أملك ثروة مالية ولكن لدي ما هو أعظم من الأموال وهي ثروة حب الناس التي أجدها أينما ذهبت.

ــ هل لديك حلم لم يتحقق بعد؟

- على المستوى الفني لم أعد أحلم بشيء جديد، وأستطيع أن أقول بعد أكثر من 60 عاماً من مشواري الفني بأنني قد حققت كل ما كنت أتمناه ووصلت إلى ما كنت أحلم به سواء في مصر أو فرنسا، وربنا أنعم عليّ بالكثير والكثير. ولكن لدي حلم آخر إنساني بالمقام الأول أتمنى أن يتحقق، وهو أن يراعي الأثرياء الفقراء في كل أنحاء العالم ولو حدث هذا فاننا سنقضي على الفقر، كما أنني أحلم ألا أرى إنسانا يعاني المرض أو الجوع أو الفقر على وجه الأرض.