تفاصيل الخبر

عمان من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان ومعالمها الاثرية شاهدة على الحضارات القديمة!

06/12/2019
عمان من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان ومعالمها الاثرية شاهدة على الحضارات القديمة!

عمان من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان ومعالمها الاثرية شاهدة على الحضارات القديمة!

 

بقلم وردية بطرس

 

 

يرجع تاريخ نشأة مدينة عمان الى أكثر من 7000 سنة قبل الميلاد، وقد أنشئت المدينة على أنقاض مدينة ربة عمون، ولقد قامت المدينة التي أُدرجت ضمن قائمة أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان حتى وقتنا الحاضر فوق تلال سبع ولهذا عُرفت باسم مدينة التلال السبع، واتُخذت مدينة عمان كعاصمة للبلاد منذ تأسيس امارة شرق الأردن، وأصبحت بعد استقلال الأردن عن بريطانيا عام 1946 عاصمة رسمية للبلاد.

تزخر عمان بمواقع ومعالم أثرية تعود لحضارات قديمة مرت على المنطقة واستقرت فيها فأنشأت المدن الكبرى، وأهمها الحضارة العمونية ثم الرومانية واليونانية وصولاً للحضارة العربية، وقد تركت تلك الحضارات الكثير من الشواهد على أرض الأردن التي يمكن لزائر وسط المدينة ان يتجول بينها ويطلع على تفاصيلها وقصتها التاريخية ومنها المدرج الروماني الكبير ومسرح الأوديون الصغير الملحق به، وكذلك آثار جبل <القلعة> العديدة والمتنوعة بين المعابد والكنائس والقصور والقلعة العمونية.

جبل <القلعة> من أكثر الأماكن جذباً للسياح في عمان!

 

يُذكر ان <القلعة> هو أحد جبال مدينة عمان، وقد اتخذه العمونيون منذ القدم مقراً لحكمهم في المدينة، ومن بعدهم كل من اليونانيين والرومان والبيزنطيين الذين احتلوا المدينة على التوالي الى ان هلّ عليها الفتح الاسلامي في القرن السابع الميلادي حيث بني على قمته القصر الأموي. ويبرز جبل <القلعة> في عمان كمقر عاصمة العمونيين وان بقايا قصور العمونيين ما زالت ماثلة فيه، منها جدران الأسوار والآبار المحفورة في الصخر الجيري، كما عثر في جبل <القلعة> على أربعة تماثيل لملوك العمونيين تعود الى القرن الثامن قبل الميلاد، وتوجد في جبل <القلعة> أيضاً آثار وأعمدة رومانية كورنثية كذلك يحوي على آثار اسلامية تعود الى العصر الأموي حيث القصر الأموي هناك.

وبالاضافة لذلك يوجد متحف الآثار الأردني على قمة الجبل الذي شيد سنة 1951 وهو يحاكي تاريخ الأردن بشكل عام وعمان بشكل خاص، وبذلك يكون الشاهد على الحضارات القديمة والتاريخ العريق الذي مرتّ به المنطقة، كما يبين المتحف مراحل التطور التاريخي الذي مرّ به الأردن، والمتحف من أهم المتاحف في المنطقة حيث تتكون مقتنياته من الأثريات التي يعود تاريخ بعضها الى العصر الحجري القديم، وأخرى الى العهد الروماني مروراً بالعهد الأموي، بالاضافة الى أهم وأبرز المقتنيات التاريخية، والتي هي عبارة عن مجموعة من التماثيل الحجرية التي تصوّر أجساداً بشرية تعود الى العام 8000 سنة قبل الميلاد، كما توجد مخطوطات البحر الميت التي تم اكتشافها عن طريق الصدفة داخل جرار فخارية في أحد كهوف شمال غرب البحر الميت، كذلك يعرض المتحف كل ما يتعلق بحياة الانسان القديم في هذه المنطقة من خلال الأواني الفخارية والتماثيل والصور والأدوات والكتابات القديمة، والتي تروي حكايات تعود الى عصور ماضية. ويعد جبل <القلعة> من أكثر المناطق جذباً للسياح في عمان سواءً على المستوى الخارجي او الداخلي، وتُقام على أكتافه الحفلات الموسيقية حيث يعتبر أحد ابرز أماكن الاحتفال الرئيسية التي تحدث في الأردن، وذلك نظراً لموقعه المطل على معظم مناطق العاصمة عمان وخصوصاً وسط البلد، وجبل <القلعة> هو من أكثر المواقع زيارة اذ يحتوي على عدد كبير من المواقع والمعالم التاريخية حيث يمكن زيارة الأماكن الاتية: معبد هرقل، والكنيسة البيزنطية، والقصر الأموي.

معبد هرقل!

 

معبد هرقل هو مبنى تاريخي يقع ضمن قلعة عمان في وسط العاصمة، ويُعتبر من أهم المباني الرومانية الباقية الى اليوم في المدينة وأضخم من أي معبد روماني تم بناؤه في روما نفسها، ويعود تاريخه الى القرن الثاني للميلاد، اذ يشكل الجزء المتبقي من هذا المبنى أحد أهم معالم مدينة عمان في الوقت الحاضر اذ انه يرمز اليها ولتاريخها، ولقد تم بناء هذا المعبد على شرف الامبراطور الروماني <ماركوس أوريليوس> بين عامي 161 و166 ميلادياً حسب بعض النقوش التي وُجدت في الموقع. ويمكن اليوم رؤية واجهة واحدة متبقية من المعبد مكونة من ستة أعمدة ضخمة، بالاضافة الى بعض الأعمدة الأخرى من غرف القصر الأخرى، ولقد كُرّس اسم المعبد لهرقل احدى الآلهات الرومانية التي كانت مهمتها ووظيفتها حماية المدينة.

يُذكر انه قد تم بناء تمثال ضخم لهرقل عند مدخل الهيكل حيث تُوجد آثار متبقية لليد، كما توجد فوق الأعمدة تيجان من الطراز الكورنيثي، وقد أشارت الحفريات الى ان هناك أعمدة غير مكتملة، ما يدعم فرضية ان المبنى لم يكن مكتملاً انشائياً، أما اليوم فلم يبق من هذا البناء الضخم الا القليل من الأعمدة، وقد قامت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع المركز الأميركي للأبحاث الشرقية باعادة ترميم المبنى في بداية التسعينات من القرن الماضي ليكون بالشكل الحالي.

 

الكنيسة البيزنطية!

 

الكنيسة البيزنطية في جبل <القلعة> هي احدى الكنائس الأثرية البيزنطية في عمان، اذ تقع داخل أسوار قلعة المدينة التي تحوي ايضاً آثاراً من حضارات أخرى تعاقبت على المدينة منذ آلاف السنين. وقد تم تشييد هذه الكنيسة في القرن السادس للميلاد وتحديداً سنة 550 ميلادي في منطقة مجاورة لمعبد هرقل... تتبع هذه الكنيسة التي تعود في تاريخها الى القرن السادس الميلادي مخطط البازيليكا الذي يتألف من صحن وجناحين، وينتهي كل جناح بغرفة مستطيلة قد أُضيفت في العصر الاموي بعد قرن من الزمن، اما الصحن فقد رُصف بمكعبات فسيفسائية ملونة وهو ما كان شائعاً في العهد البيزنطي وهي مغطاة للحماية، وتوجد داخل الكنيسة صهاريج عدة لتخزين مياه الأمطار، وقد استمر استعمالها في العصر الأموي، وكانت وزارة السياحة والآثار الأردنية قد قامت باعادة ترميم المبنى في بداية التسعينات من القرن الماضي ليكون بالشكل الحالي.

القصر الأموي!

 

أما القصر الأموي فيقع في الطرف الشمالي من جبل <القلعة>، ويعود تاريخه الى القرن السادس او السابع الميلادي، وهو يتكون من ثلاثة أجزاء مختلفة، كما يُعتقد ان القصر بُني على أساسات رومانية قديمة. يحتوي بناء القصر على قاعة الاستقبال المؤلفة من عدد من الغرف المحيطة بالقاعة الرئيسية والتي تزينت جدرانها بالزخارف الاسلامية المنحوتة في الصخر الطري، وتعلو هذه الجدران أنصاف قباب. وللقصر بوابتان: الأولى تطل على ساحة مركزية مكشوفة، والأخرى على ساحة مربعة أقيمت عند المدخل الأمامي للقصر. ويتخذ مخطط البوابة شكلاً مصلباً سقّفت أضلاعه بأقبية برميلية وأنصاف قبة، بينما كان يغطي الجزء المربع الأوسط قبة قامت دائرة الآثار العامة بترميمها قبل سنوات واعادة بنائها بالخشب. ويضم القصر أيضاً حجرات مستطيلة مسقوفة ومزخرفة، وتزين جدرانها شبابيك او نوافذ ذات أقواس وأعمدة، وتحمل كل نافذة فوقها عتبات والتي تحمل بدورها نوافذ أخرى بحجم أصغر. والزائر للقصر حين يخرج من القصر يجد بجانبه بركة قديمة كانت تزود السكان بالماء وقت الحاجة، وهي بركة واسعة ومستديرة الشكل ومحفورة في الصخر لتجمع المياه في فصل الشتاء.

المدرج الروماني من أروع المعالم التاريخية في المدينة!

 

ويعد المدرج الروماني واحداً من أروع المعالم التاريخية في العاصمة الأردنية، ومن أكبر المسارح الأثرية في المملكة الأردنية، وتبلغ مساحته الاجمالية حوالى 7600 متر مربع، ويعتبر من أجمل أماكن السياحة في عمان. ويعود تاريخ المدرج الروماني في عمان الى العصر الثاني الميلادي وقد بناه الرومان القدماء تكريماً للامبراطور الروماني <مادريانوس>، واستخدم بعدها من كل الحضارات القديمة التي توالت على الأردن مثل اليونانيين، وهو اليوم واحد من أكبر الوجهات السياحية التي يزورها الملايين سنوياً من السياح الأجانب.

والمدرج الروماني مقسم الى ثلاثة أقسام و 44 صفاً تقابلها منصة حجرية كبيرة يعتليها الفنانون، اذ يمكن للزائر مشاهدة عظمة الآثار الرومانية والبراعة في فنون عمارتها، وفي أعلى المسرح يقع معبد أثري منحوت في قلب الصخر ويحتوي على تماثيل الآلهة الرومانية. ويمتاز المدرج الروماني بقربه من المعالم التاريخية والطبيعية البارزة مثل متحف الدبابات الملكي وجبل <القلعة> وحدائق الملك حسين وجامع ابو درويش.

مسجد الملك عبد الله الأول!

 

ويعتبر مسجد الملك عبد الله الأول من معالم العاصمة الأردنية اذ يقع في منطقة العبدلي بالقرب من وسط البلد، وتجاوره العديد من المساجد والكنائس الكبيرة ف

ي المدينة، ويُعتبر المسجد الذي بُني في العقد الثامن من القرن العشرين من أشهر مساجد العاصمة الأردنية وذلك تخليداً لذكرى الملك المؤسس عبد الله بن الحسين مؤسس امارة شرقي الأردن، ويتميز المسجد ببنائه الخاص وطابعه الهندسي واستخدام اللون الأزرق... أما أكبر مسجد في الأردن فهو مسجد الملك حسين بن طلال الذي يقع في وسط مدينة عمان على تلة حيث يُمكن رؤيته من معظم مناطق المملكة، وقد تم بناؤه في العام 2005.

المتاحف في عمان!

 

تزخر الأردن بالكثير من متاحف التاريخ التي تشهد على حضارة الأردن عبر التاريخ، حيث اعتبرت مملكة الأردن من أهم الدول العربية التي تحظى بنسبة كبيرة من السياح لزيارة الأماكن السياحية في البلد مما يدل على مدى التطور الهائل والاهتمام بجذب السياح من كل مكان في العالم، اذ يمكن زيارة أهم المتاحف في الأردن وخصوصاً في عمان حيث تضم

مجموعة كبيرة من المعالم السياحية الرائعة، كما تحظى بوجود عشرة من أهم المتاحف في التاريخ ونذكر منها: متحف الآثار الأردني وهو من أهم متاحف عمان اذ تم انشاؤه في العام 1951 في جبل <القلعة> ويحتوي على العديد من القطع الاثرية المهمة جداً. متحف الأردن وهو أحد المتاحف المميزة والجديدة في عمان اذ يحتوي على الكثير من القطع الاثرية المهمة جداً وهو يقع في منطقة رأس العين في وسط المدينة. متحف الحياة الشعبية وهو من أروع المتاحف التاريخية التي يمكن زيارتها في الأردن اذ يحتوي على جزء كبير من ثقافة أهل الأردن سواء كانت الثقافة البدوية او الحضرية او الريفية، وقد تم انشاء المتحف عام 1975 حيث يضم معروضات من القرن 19 و 20 مثل الملابس والأدوات المنزلية وأدوات مستخدمة في العمل. متحف الآثار في الجامعة الأردنية وقد تم افتتاح هذا المتحف في العام 1986 ويُعتبر من أهم المتاحف التاريخية للأردن والتي يعرض بها التراث الثقافي الأردني عبر العصور، اذ يعرض هذا المتحف مجموعة مهمة من القطع الأثرية الشاهدة على تاريخ الأردن كما تُوجد أيضاً مخابر للأبحاث وقاعات للعرض. متحف الأنثروبولوجيا في الجامعة الأردنية وقد تم تأسيس هذا المتحف عام 1977 تحت اشراف الجامعــــــــــــة الأردنية بتشجيع من الطلاب لجمع التراث الشعبي المادي مثل الأزياء والاثاث والأواني وغيرها من الأدوات الزراعية، وتم جمع هذه المقتنيات بواسطة تبرعات الأهالي. المتحف الوطني للفنون الجميلة ولقد تم تأسيس هذا المتحف من طرف الجمعية الملكية للفنون الجميلة في جبل اللويبدة، وهو يجمــــــــــــــــع بين مجموعة كبيرة جداً من المعروضات التاريخية، ويعمل هذا المتحف تحت رعاية الفنون المعاصرة في الأردن ويقوم بتبادل المعروضات مع المتاحف الأخرى خارج الأردن.

النشاطات الثقافية في عمان!

 

وتعرض مدينة عمان ثقافتها وتقاليدها من خلال اقامة المعارض والمهرجانات الدولية ومنها: مهرجان صيف عمان: يُقام هذا المهرجان في شهر تموز (يوليو) وهو عبارة عن حدث ثقافي تُعرض من خلاله الثقافة الشعبية للبلاد، وذلك عبر عروض للموسيقيين والفنانين الشعبيين من جميع أرجاء الأردن وكذلك الفنانين العالميين من خارج المملكة حيث يُعبّرون عن ثقافتهم الوطنية عبر اقامة العروض والحفلات الموسيقية. سوق جارا: وهو سوق شعبي مشهور، وتتم اقامته كل يوم جمعة من منتصف شهر أيار (مايو) وحتى أوائل شهر أيلول (سبتمبر) في شارع فوزي معلوف، ويُتيح هذا السوق امكانية شراء التحف والحرف اليدوية والملابس والمواد الغذائية والمنتجات المحلية، كما يشهد مقر السوق اقامة الحفلات الموسيقية وعروض الأفلام وغير ذلك من الأنشطة الترفيهية الأخرى. معرض عمان الدولي للكتاب: يُقام هذا المعرض في شهر أيلول (سبتمبر) من كل عام، ويُعرض فيه ما يزيد عن مليون كتاب من الكتب المنشورة لأكثر من 220 دار نشر وذلك من 17 دولة عالمية، ويُقام خلال المعرض لمدة عشرة أيام العديد من الفعاليات والنشاطات الثقافية وحلقات العمل التثقيفية.