تفاصيل الخبر

علي وهبي: مشروع ”الخطوة المقبلة“ لتبني ولدين مصابين بالسرطان في كل بلد عربي أركض فيه!

20/01/2017
علي وهبي: مشروع ”الخطوة المقبلة“ لتبني ولدين  مصابين بالسرطان في كل بلد عربي أركض فيه!

علي وهبي: مشروع ”الخطوة المقبلة“ لتبني ولدين مصابين بالسرطان في كل بلد عربي أركض فيه!

 

_DSC2680-----B لما يقترن الانجاز الرياضي بالمهمة الانسانية تكون النتيجة اكثر بعداً، وما يكون شخصياً يصبح وطنياً وانسانياً عاماً. العداء اللبناني علي وهبي، حصد في مسيرة انجازاته الرياضية الكثير من الالقاب والجوائز، واضعاً نصب عينيه الانسان وشجونه في المرتبة الاولى. فما بين حالات التوحد ومرض السرطان الى غيرها من الامراض والآفات الاجتماعية والانسانية والبيئية يشد وهبي العزم في كل فترة ويمخر عباب مشروع جديد فيه من المشقات ما يضني فيطوي الصعاب ويتمرن ويركض مسافات طويلة لتحقيق المبتغى.

 اليوم لوهبي، العداء والمغامر اللبناني مشروع جديد لا يقل اهمية عما سلف، فما هو؟ اين سيركض، في اية دول ورافعاً اية راية؟

 

جذور المغامرة 

بدأ علي وهبي مسيرته الرياضية من يوم لفظت امه الروح على يديه بعد اصابتها بالمرض الخبيث. ارتفعت في علي الذي يعشق الحياة روح التحدي واختار لنفسه رياضة تتطلب قدرات وتمرينات صعبة متحديا نفسه بالدرجة الاولى. انتقل من كرة القدم الى رياضة سباق الصحراء، مثبتاً لنفسه انه بإرادته الصلبة يمكنه تخطي جميع الصعاب، وهادفا في الوقت عينه الى رفع اسم بلده لبنان عاليا حتى ولو كان يحمل الجنسية الفرنسية الى جانب اللبنانية. السباق الاول الذي شارك به كان ماراتون الرمال في المغرب عام 2006 لمسافة 250 كلم وسط الصحراء المغربية، وحل في المركز 125 بين 900 منافس من 70 دولة. ومع اكتساب الخبرة، نجح في عام 2007 بالتقدم الى المركز الثالث في سباق الصحراء المصرية حيث شعر فيه بمتعة أكبر من سباق الصحراء المغربية، الذي شارك فيه للمرة الثانية وحسّن وقته بمدة ساعة واحدة. وفي عام 2008، شارك في سباق <جبال الألب> لمسافة 300 كلم، وانطلق من المانيا باتجاه النمسا وصولاً الى ايطاليا عبر طرقات جبلية وعرة وشاقة مواجهاً الرياح العاتية والبرد القارس، وحصل على تمويل في آخر العام 2009 من احدى شركات الخلوي استمر عامين.

في العام 2010 حصل المغامر اللبناني على تمويل من بنك البحر الأبيض المتوسط (بنك ميد) الذي لا يزال الراعي الرسمي له وشارك في سباق الصحراء الاسترالية عام 2010 وحل في المركز الرابع عشر بين زهاء 200 منافس، وتعرض خلال أول يومين من السباق الى جفاف في الجسد لارتفاع حرارة الجو مع هطول المطر، الا انه استطاع ان يصمد ويتغلب على تلك المشكلة بفضل إرادة التحدي لديه. شارك بعد ذلك بسباق الصين لمسافة 250 كلم وحل في المركز السادس عشر فكان العربي الوحيد في هذا السباق، وفي أواخر عام 2010 شارك بسباق القطب الجنوبي لمسافة 250 كلم ضمن محمية عالمية واجتاز مناطق طويلة مغطاة بالثلوج، ثم شارك عام 2011 في سباق الصحراء التشيلية في أميركا الجنوبية ونجح في أن يكون أول عربي في العالم يدخل نادي الصحاري الأربع بين 87 من العدائين الذين حققوا هذا الانجاز الذي يفخر به لبنان..

استمرت انجازات علي عالمياً ومحلياً، اجتاز الكثير وحاز على الكثير من الالقاب والميداليات، وهو ركض منذ فترة بدءاً من مركز المعسكر الفرنسي لقوات <اليونيفيل>، مرورا بتبنين، ساحة اللواء فرنسوا الحاج في بلدة رميش، الناقورة، قانا، وصولاً الى المقر العام لقيادة الجيش اللبناني جنوب الليطاني، ونجح في تجاوز مسافة 100 كلم في <تحية من اجل الذين قدموا حياتهم فداء في خدمة الوطن والذين اصيبوا بجروح اثناء الخدمة، ودعما لعائلاتهم التي تحملت هذه التضحية، ولجمعية الجنرال فرنسوا الحاج، من لبنان وجمعية تنمية اعمال التعاضد في الجيش من فرنسا>، وفي العام الماضي كان اول عربي ولبناني يجتاز ما يعادل ٨٠٠ كلم في <Global Limits> في اصعب المناخات الطبيعية ضمن كأس < Global Limits Site Runner Heritage Award> من اجل رفع الوعي الرياضي عند الشباب ولخدمة الانسانية وتشجيع الاسلوب الرياضي الحيوي في وسط الشباب اللبناني والعربي.

 فهل سيصعب على <بطل سباق الصحاري الاربع> و<سباقات القارات السبع> انجاز مشروعه الجديد؟

 <الافكار> حاورت بالتفاصيل ابن بلدة جباع الحلاوي الجنوبية المتخصص بسباقات الصحراء، وبدأنا معه بالسؤال:

 ــ كيف يمكن ان تقدم لنا موجزا عن المشروع الجديد؟

- المشروع الجديد <The Next Step> يأتي تخليداً لذكرى وفاة والدتي التي قضت بالسرطان، وهو عبارة عن ركض في البلاد العربية على مدى خمس سنوات متتالية لمساعدة وتبني علاج اطفال السرطان عبر المستشفيات والمؤسسات الاجتماعية.

ــ أي البلدان العربية سيشمل مشوارك الرياضي؟

- ستكون البداية في الأردن في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل بالتعاون مع <مؤسسة ومركز الحسين للسرطان>، و<مركز الحسين للسرطان> هو مركز السرطان الرائد على مستوى العالم العربي حيث يوفر آخر ما توصل إليه العلم من سبل الرعاية الشمولية للمرضى الأطفال والكبارالمصابين بجميع أنواع السرطانات، وهو مركز مُعتمد من قِبل <اللجنة المشتركة الدولية JCI> كمركز متخصص في علاج السرطان بصورة محددة، ليكون بذلك المركز الوحيد في الدول النامية الحاصل على هذا الشرف الطبي. أما <مؤسسة الحسين للسرطان> فهي أكبر مؤسسة مجتمعية في الأردن مكرّسة لمكافحة مرض السرطان، وتتضمن مهامها جمع التبرعات والتنمية، وحشد الجهود الدولية والمحلية لمكافحة المرض، وتنفيذ برامج الوقاية من مرض السرطان والكشف المبكر عنه، بالإضافة إلى توفير تغطية للعلاج ودعم المرضى الأقل حظاً. وبعد الاردن حيث الانطلاقة، ستكون محطتي التالية في مصر تليها الامارات، وبعدها ستحدد لائحة البلدان الأخرى بحسب الاوضاع الامنية في كل بلد، اما نهاية المشروع فستكون طبعاً في لبنان.

Cambodia-2016-----AAــ من يدعمك فيه من جهات خاصة اورسمية؟

- ستوفر الهيئات والمؤسسات التي سيتم التعاون معها الدعم لإنجاح هذه المبادرة الإنسانية، وبالطبع دعم الجهات الرسمية المشاركة على المستوى اللوجستي مطلوب لإنجاحها.

ــ كيف تجري تحضيراتك له جسدياً ونفسياً؟

 - خبرتي كمغامر وكأول عربي ولبناني يقوم باجتياز المحيطات السبعة والقطبين والصحاري الاربع الاصعب على الكرة الارضية تساعدني كثيراً في هذا المجال، أما التحضيرات الجسدية فقد اصبحت جزءاً من حياتي اليومية. التعب الجسدي وبقدر اهميته لا يشكل بالنسبة لي ولا يوازي الا ضحكة طفل من بعد علاج اليم بالسرطان. وكل شخص عنده مريض من اهله مصاب بالسرطان يعرف تماماً ما اتكلم عنه!

ويضيف علي بعد وقفة صغيرة:

- اتمرن على الارض ثلاث مرات يومياً على مدار الاسبوع، وتشمل التحضيرات الجسدية الركض واللياقة البدنية بحيث لا اتخطى 250 كلم بالاسبوع، وذلك حسب برنامج وضع من قبل المسؤولين ويشمل مدربين رياضييين وصحيين وغذائيين وذلك حسب الهدف المطلوب. اما بالنسبة للدعم النفسي فأستمدّه أولاً من والدي، زوجتي واولادي والاطفال المرضى بالسرطان والناس التي تدعمني بكل محبة ووسائل الاعلام والاعلاميين.

ــ ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهها في مشروعك الجديد؟

- تأمين الجهات الداعمة لكلفة مشاريع مماثلة والتواصل مع الجهات الرسمية بهدف تسهيل المهمات لي وللفريق المساعد بالمشروع.

ــ هل سيجري تصويره وبثه عبر <الانترنت> بشكل مباشر؟

- أكيد، سوف يتم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي اولاً وعبر You Tube Live Coverage!  كما سيتم تصوير <Documentary> عن كل بلد والهدف الذي توصلنا اليه.

ــ كيف سيجري اختيار الطفلين المصابين بمرض السرطان في كل بلد، بناء على اية أسس؟

- هذا الأمر يقرر عبر الهيئات والمؤسسات التي سيتم التعاون معها، وسيتم اختيار الأطفال المرضى الأقل حضاً، وذلك بحسب الأولوية الطبية والوضع الاجتماعي لكل طفل.

ــ الى أي مدى تعتقد بان التجاوب سيكون كبيراً مع مشروعك، وما هي امنياتك من البلدان التي تزورها؟

 - أتمنى ان يكون التجاوب كبيراً بصراحة، لأن الاحصاءات تدل على أن نسبة السرطان في العالم العربي في تصاعد للأسف! لذلك أعتقد بأن كل شخص سيبرع في اختيار المساعدة بطريقته، وان كان بالتبرع بمبلغ قليل لإنجاح هكذا مشروع انساني طبي.

وأضاف:

- اما بالنسبة لأمنياتي من البلدان التي سأزورها فتقتصر بأن استطيع ان اصل الى الهدف المطلوب وهو مساعدة وتبني علاج الاطفال المصابين بالسرطان.

ــ هل من مشروع جديد في مجال رياضتك، وماذا سيكون؟

- المشروع الجديد هو التنمية الرياضية للجيل الجديد، لذلك اخطط وككل عام لركض لبنان <Run Ali Run>.. بمشاركة عدد كبير من المدارس ضمن <البرنامج الرياضي الاجتماعي> الذي انشأته للتنمية الرياضية في لبنان ومن اجل رفع الوعي الرياضي عند الشباب اللبناني وتشجيع الاسلوب الرياضي الصحي والحيوي وبناء جيل جديد رياضي واعد بعيداً عن آفات التدخين والمخدرات.

واستطرد قائلاً:

 - اسمحوا لي بان انتهز الفرصة عبر مجلتكم لشكر <بنك مد Bank Med> لدعمه كافة سباقاتي في العالم  كما وأشكر <Asics lebanon> و<Spa 180> و<Degrees Fitness> للدعم الرياضي الذي يؤمنونه لي.