تفاصيل الخبر

علم لبناني بطول 600 متر من ساحة الشهداء الى 52 دولة في أنحاء العالم!

21/08/2015
علم لبناني بطول 600 متر من ساحة الشهداء  الى 52 دولة في أنحاء العالم!

علم لبناني بطول 600 متر من ساحة الشهداء الى 52 دولة في أنحاء العالم!

 

بقلم عبير انطون

10689907_10152355682700997_6880575697501825885_n في الثالث والعشرين من آب/ أغسطس الجاري، تشهد ساحة الشهداء في وسط بيروت حدثاً استثنائياً. اللبنانيون جميعهم بمختلف أطيافهم مدعوون اليه. فمن هذه الساحة، سينطلق وسط مواكبة سياسية وفكرية واعلامية وشعبية كبيرة أطول علم لبناني في جولة حول العالم على دراجة في رحلة تستغرق ثلاث سنوات يزور فيها 52 بلداً قبل ان يعود الى قواعده في لبنان سالماً، والهدف: بيئة لبنان في المقام الاول.

من كبريات ساحات بيروت، وبمبادرة من الإعلامي سام سعد <رئيس لجنة النجوم المبدعين من أجل لبنان أفضل> أعلن رئيس بلدية بيروت بلال حمد من القصر البلدي عن شعوره بالفخر والاعتزاز لرؤية العلم اللبناني رمز الوطن يلف الآفاق حول العالم مؤكداً على موعد انطلاق <جولة أكبر علم لبناني حول العالم> في الثالث والعشرين من الجاري. فالساحة التي شهدت على النضالات وتظاهرات التحرير في لبنان تجتمع فيها ألمع الشخصيات اللبنانية الفكرية والاعلامية والسياسية تحت راية العلم وحده. الفكرة أطلقها سام سعد العام الماضي من حديقة بلدية جبيل في تكريم الجيش وتوقيع على العلم اللبناني، اما الهدف لهذا العام فسيكون لبنان الخارج، المنتشر في المغتربات كافة. الاسبوع المقبل سينطلق علم لبناني بطول 600 متر ليجول على 52 دولة في أنحاء العالم، ويزور كل السفارات اللبنانية في الاغتراب بعد ان يتم التوقيع عليه في الساحة، بحضور اللجنة المنظمة.

 قرفنا سياسة.. بدنا بلد!

 الإعلامي القدير جورج قرداحي هو الرئيس الفخري للجنة المنظمة. اعتبر ان اموراً كثيرة تفرقنا في هذا البلد في حين ان للعلم اللبناني قدسيته ورمزيته وهو ما يجمعنا بعد ان <قرفنا السياسيين>. الى جانبه تقف جورجيت جبارة راقصة ومدربة الباليه التي لم تتصور حياتها يوما من دون لبنان التي طالما آمنت به ووضعته أيقونة على صدرها. اما < سيف البحر> الفنان غسان صليبا فاعتبر بدوره ان فكرة العلم تتلاقى بمضمونها مع الشعب اللبناني المظلوم والمقهور على أثر معاناته من الأداء في الدولة اللبنانية من ناحية الفساد وهدر المال العام وانتهاك حقوقه: <ففي مثل هذا الحدث نعيد التأكيد على مبادئ انسانية ووطنية تهم كل مواطن لعلنا نتمكن من التغيير نحو الافضل ونطلق صرخة قوية نقف من خلالها بوجه الظلم الذي نعانيه، داعياً الللبنانيين الى النزول الى الشارع لمواضيع محقة ومطالب بديهية متسائلاً: متى سيحين وقت النزول والتغيير والانتفاض لكرامتنا من أجل مستقبلنا ومستقبل lebanese-worldاولادنا مثنيا على خطوة سام سعد في الوحدة تحت العلم.

من جانبها أعربت عضو اللجنة ايضاً الاعلامية ماغي فرح عن اقتناعها بالحدث لأن لا علاقة له بالطائفية والسياسة ولا حتى بالجنسية <حتى نثبت جميعنا حضورنا من حول العالم وإيصال رسالة لبنان الحضارة والسلام والعيش المشترك>. وليس أقل منها ايماناً بهذه المبادئ الموسيقار الكبير الياس الرحباني عضو اللجنة ايضاً تماماً كما الممثل رفيق علي احمد وتاريخ الرجلين في العطاءات اللبنانية خير تعبير عما يمكن ان يصرحا به.

أرجوكم لا تظاهرات في هذا النهار!

سام سعد يحكي بحماسة لـ<الافكار> عن مشروعه، طالباً عبر صفحاتنا من كل لبناني ان يجعل هذا اليوم يومه، ومناشداً عبر صفحاتنا ايضاً ألا تنظم في هذا التاريخ اي تظاهرة او احتجاج يفقد الاحتفال رونقه. فكرة سام انطلقت ذات ليلة، رأى فيها بالصدفة على مستديرة الطيونة علماً لبنانياً ممزقاً. استفزه الأمر وراح يفتش عما قد يعيد للعلم رونقه. ومن غير الجيش يستحق ان ترفع له القبعة ويزنر بالأعلام ؟ فليكن الاحتفال بعيد الجيش إذاً محطة الانطلاق. وهكذا كان واجتمع فنانو لبنان المتعددي التوجهات يغنون له ويحتفلون به. التنظيم للعام الماضي شابته فوضى التنظيم الاول. الأمر يرده سام لعفوية اللقاء والتجمع ولأن المسؤولين <استخفوا> بالأمر نوعاً ما. وهو على الرغم من ذلك وجده ناجحاً واستثنائياً. لهذا العام هذا <الاستلشاق> لا مكان له. كان التجاوب من المسؤولين كبير. فوزير الثقافة روني عريجي لبى النداء سريعاً معتبراً ان هذه الفكرة لن تحل مشاكلنا الا انها عمل حضاري ورمزي ينقل الصورة الحقيقية عن لبنان مذكراً العالم بها، مع العلم انه لا ضرورة لأن تكون كل الملفات والمسائل تتعلق بالأمور الحياتية اليومية او السياسية فهناك ملفات لها رمزيتها ومنها العلم اللبناني رمز لبنان والذي سيجوب العالم.

سبع وزارات لبنانية هي السياحة والبيئة والإعلام والثقافة والخارجية والتعليم العالي والشباب والرياضة فضلاً عن بلدية بيروت تتآخى لإنجاح المشروع. لم يكن سهلاً جمعها كلها ـ يقول سام لـ<الافكار>، تماماً كما لم يكن سهلاً جمع أسماء النجوم والشخصيات في اللجنة التي تضم مختلف الاطياف والتوجهات والفئات، وهناك اسماء ستبقى مفاجأة حتى يوم الاحتفال في قلب المهرجان مضيفاً بابتسامة كان قد جمع السياسيين TCHHSJMIYLالمختلفين اسهل من جمع النجوم والمشاهير، علماً ان بعض الاسماء اعتذرت لخوفها من ان تحسب على فئة او أخرى.

لا يخفي سام قلقه من تظاهرة ما او احتجاج يعكر صفو انطلاقة العلم من الساحة المقصودة في كل شاردة وواردة، ويناشد تحديداً التيار الوطني الحر من اي تظاهرة في هذا التاريخ في ساحة الشهداء، هو من يشهد تحركات احتجاجية هذه الأيام طالباً منهم ان يأخذوا تحركه بعين الاعتبار و<يطولوا بالهم> لتمرير هذا النهار. يتواصل سام بهذا الشأن مع وزير الخارجية جبران باسيل والوزيرين الياس بو صعب وروني عريجي طالباً منهم ضم جماهيرهم الى حفل إطلاق العلم حتى نكون جميعا كلبنانيين على مستوى الحدث ولا نعبر في هذا الاحتفال سوى بألوان العلم الثلاثة دون اي علم او شعار او لون آخر. سيبدأ الاحتفال بدءاً من الثانية بعد الظهر حيث يبدأ التوافد والتجمع يليه التوقيع على العلم وسط الاغاني الوطنية وبدءاً من الساعة الرابعة والنصف تصدح موسيقى قوى الامن الداخلي يليها الساعة الخامسة كلمة للرئيس الفخري للجنة الإعلامي جورج قرداحي ولبعض الشخصيات الاخرى. ولم يؤكد بعد حضور جميع السياسيين وهم كلهم مدعوون. وسيتخلل الاحتفال أيضاً عروض عن لبنان وسنحاول، يقول سام، بإنزال العلم اللبناني عبر طائرة <هليكوبتر>، على الأقل هذا ما نتمناه وهنا نناشد من يملك طوافة او من يمكنه ان يساعدنا في هذا المجال على تحقيق الأمر، وذلك كله قبل ان ينطلق نبيل حلواني في رحلته على الدراجة على السفارات في رحلة تستغرق ثلاث سنوات.

نبيل.. 52 بلداً!

الدراج المغامر نبيل حلواني يحمل في رحلته هذه هم البيئة اللبنانية. انها رسالتـــــه مــــن خــــلال هـــــذه الجولـــــة العالميـــــة المتعبة. استعداداته تجري على قدم وساق وكانت بدأت التحضيرات لها منذ مدة. في كل بلد سيزوره نبيل سيغرس شجرة أرز. ربما لا يصل الى الدول المنشودة جميعها في رحلته ويبلغ مجموع سيرها حوالى 56 الف كيلومتر بسبب الامكانيات المادية المحدودة ،الا انه يكفيه شرف المحاولة هذه. فالرعاية له من قبل بعض المؤسسات مشكورة كانت جيدة لكنها للأسف لم تصل الى ما يجب ان يكون عليه.

لنبيل هواية ركوب الدراجة منذ الصغر وقد رعته شركة <تريك للبايكينغ>. أحب المشروع والفكرة وفرغ نفسه لهما فترك عالم <البزنس> الذي يعمــــل فيـــــه حتى يتلقـــى التدريبات مع خبراء في المجال عملوا على تمرين عضلات جسده تم استقدامهم خصيصا من خارج لبنان، كما انه عمل مع اخصائيي تغذية للإشراف على نظامه الغذائي في مراحل قـــد تكون صعبة جداً، حتى انه تدرب على كيفية أكل الافاعي والحشرات لأنه قـــــد يضطـــــر لمثل هذه الأمـــــور.. يشكل هذا المشروع حلماً له يتمنى ان ينجزه بنجــــاح للانطـــــلاق بتحديـــــات أكبر بعــــد، وهــــو مـــن كل سفارة لبنانية تستقبله في الخارج سيتلقى غرسة أرز يزرعها ويرفع معها اسم لبنان في العالي!