تفاصيل الخبر

علــى ادراج مـعـبـــد بـــاخـوس... شاشــــة عـمـلاقــــة فــي الهـــواء الطلـــق تعـــرض 38 فيلمــــا تمثـــل 24 دولـــــة!

08/09/2017
علــى ادراج مـعـبـــد بـــاخـوس... شاشــــة عـمـلاقــــة فــي  الهـــواء الطلـــق تعـــرض 38 فيلمــــا تمثـــل 24 دولـــــة!

علــى ادراج مـعـبـــد بـــاخـوس... شاشــــة عـمـلاقــــة فــي الهـــواء الطلـــق تعـــرض 38 فيلمــــا تمثـــل 24 دولـــــة!

 

بقلم عبير انطون

c

هي افكار الشباب تنبض فنا وثقافة وخطوة رائدة في مدينة الشمس هذه المرة. فالمدينة التاريخية التي تفتح ذراعيها للحفلات والاستعراضات الفنية العالمية في <مهرجانات بعلبك الدولية> منذ العام 1956، تبسط شاشتها هذا العام للاعمال السينمائية في <مهرجان بعلبك الدولي للافلام القصيرة> في خطوة هي الاولى من نوعها. فكيف انطلقت الفكرة، ما هو هدفها، وما هي المعايير التي انطلقت منها لعرض 32 فيلما من حول العالم على ادراج معبد باخوس؟

مع مي عبد الساتر مؤسسة المهرجان ومجموعة متطوعة من الشباب دخلت <الافكار> كواليس المهرجان وظروفه..

فما هو <مهرجان بعلبك الدولي للافلام القصيرة>، كيف انطلقت فكرته والام يطمح؟

 المؤسسة هي المخرجة الشابة مي عبد الساتر، لها في ذمة السينما اللبنانية اكثر من فيلم قصير وقد نالت <جائزة افضل فيلم> من بين 60 فيلماً قصيرا من حول العالم في <مهرجان لبنان السينمائي الدولي> في النبطية من تنظيم مسرح <اسطنبولي>، وكان بعنوان <شاي باللبن> وتناولت فيه ذاكرة بيروت عبر ذاكرة عائلة، فالفيلم يروي قصة عائلات كثيرة مع الحرب، والهجرة الى البعيد ومفهوم السفر المرتبط بالموت فضلا عن الحرب الاهلية اللبنانية وعودة من سافروا وذهولهم امام الواقع المتغير والمدينة المدمرة وصولا الى الواقع الذي نعيشه حاليا من الارهاب و<داعش> ومواجهة العدوان الاسرائيلي... انها ذاكرة بيروت مختصرة في الفيلم عبر عيون الراوي الذي لعبه والد مي في الفيلم.

بشغف الخطوة الاولى، والعناية بمولود يعول عليه الكثير، تحدثت مي لـ<الافكار> وشرحت اسباب القيام بالمهرجان وهي بنت المهنة قائلة:

- كوني مخرجة شابة كانت لي مشاركات عديدة في مهرجانات سينمائية خارج لبنان وداخله من النبطية الى طرابلس وصور وبيروت وبرمانا، ولطالما تمنيت ان يكون لبعلبك مهرجان سينمائي عالمي على غرار مهرجانها الفني التاريخي لأن هذه المدينة تستحق ان تعود السينما اليها، وان يتعرف اهل المنطقة ولبنان على ثقافة العالم من خلال لغته السينمائية المتعددة. يمكنني القول ان الفكرة انطلقت من غيرة صبية على مدينتها وتمني وجودها في قلب الثقافة السينمائية. فأنا من منطقة <ايعات> وقد درست العلوم السمعية والبصرية في <الجامعة اليسوعية> في بيروت، وأردت مع مجموعة من الشباب الذين يجمعنا الهم السينمائي والتنموي والثقافي نفسه، ان يكون للمدينة وجهها السينمائي لأن المدينة تستحق ذلك، وعندما يوضع اسم بعلبك في اي مكان فانه يضيف الكثير.

لا تنسيق مع لجنة <مهرجانات بعلبك الدولية>، تقول مي رداً عن سؤالنا وتضيف:

- التنظيم مستقل تماماً مع تقديرنا الكبير لتاريخهم وهم يشكلون بدون اي شك قاعدة حلوة لنا حتى ننمو، علّ التنسيق الغائب حالياً يضحي قائماً مع نجاح المهرجان ومواسمه المقبلة، وقد نقوم بالخطوة تجاههم، فـ<مهرجانات بعلبك الدولية> تاريخ بالنسبة لنا ونأمل ان تتشابك الايدي للافضل في المدينة.

صورة-من-فيلم-الشتاء-العربي-كارل-هلال--d 

<ذومال>..

 

بدأت مي مع مجموعة من الشباب المتطوعين العمل على تحقيق الحلم، وهم يحصدون اليوم عبر شاشة عملاقة في الهواء الطلق على مدرج معبد باخوس في القلعة التاريخية ما بدأوا بزرعه منذ شهر آذار/ مارس، زمن ولادة الفكرة، التي اطلقت رسمياً في نيسان/ ابريل لجمع التمويل.

 - الصعوبات كانت طبعاً تمويلية بالدرجة الاولى>، تقول مي، خاصة وان المهرجان يعلن نفسه مستقلاً تماماً عن اية جهة سياسية او حزبية، وهذا ليس سهلاً في بلد كلبنان. العمل الشبابي كان تحدياً بذاته في حين ان غالبية المهرجانات تلحظ دعما سياسياً او طائفياً او سنداً معيناً. استجمعنا قوانا وانشأنا حملة تمويل جماعي عبر منصة <ذومال> الرائدة في العالم العربي في تمويل المشاريع الابداعية العربية، وكان التنظيم كبيراً يفوق قدرتنا كأفراد، وقد نجحنا في جمع 20 ألف دولار بتعاون افراد ومؤسسات، كما واستحضرت افضل التقنيات الصوتية والضوئية التي تليق بالحدث.

وبعد ان كانت في بعلبك ثلاث سينمايات عرفت عزاً كبيراً في السابق وأقفلت للأسف مع الحرب، كان <الهاشتاغ> الذي اطلقه شباب المهرجان <بدنا سينما ببعلبك>، واول المتجاوبين كانت بلدية المدينة الراعي الرسمي للمشروع والتي قدمت دعماً مالياً ومعنوياً ولوجستياً من دون اغفال الشق الامني، فيما باركت وزارة الثقافة الفكرة ودعمتها معنويا ليكون للمهرجان الثقافي مكانه على خريطة <الفن السابع>.

 

ستوديو بعلبك.. والصورة

 

bوفي سياق حضور بعلبك منذ القدم وارتباطها بالثقافة والفن ذكرت مي بستوديو بعلبك الشهير الذي استمد اسمه من شمس المدينة في <بولفار 166> بمنطقة سن الفيل في بيروت، وكان أكبر ستوديو إنتاج في العالم العربي ترك إرثاً ذهبياً وتسجيلات صوتية وأرشيفاً من الأفلام شملت العالم العربي كله، وفي ستوديوهاته تم تسجيل العديد من الأعمال الفنية، بدءاً من أغاني وأفلام فيروز وصولاً إلى مئات الأعمال الموسيقية لفريد الأطرش وعبد الوهّاب وصباح وغيرهم من نجوم الساحة العربية. كذلك، فإن بعلبك نفسها شكلت ستوديو طبيعياً جميلاً لتصوير اجمل الافلام. ولو قيض لها كمخرجة اختيار اماكن تصوير لفيلم لها في المدينة فانها تختار <اوتيل بالميرا> و<السوق الشعبي> و<ساحة المطرانية> والبيوت القديمة ومن بينها بيت الشاعر خليل مطران.. وتؤكد مي على ان الجانب <التطميني> للزوار هو من احد الاهداف الاساسية للمهرجان بدءاً من تغيير الصورة التي باتت نمطية عن المدينة بانها للسلاح وحشيشة الكيف.

- هي كذلك، تقول مي، لكن مدناً كثيرة من حول العالم تعاني مثلها تجمّع هذه الآفات لكن فيها ايضاً جانب الجمال والثقافة والفن والحضارة، ومن الخطأ الابقاء على هذه الصورة وحدها، فأهل بعلبك طيبون يكرّمون ضيفهم وينزلونه بمنزلة اهلهم، ولي هنا عتب صغير على اهل المهرجانات في المنطقة وروادها الذين يسهرون بين احضان القلعة ويعودون الى العشاء ومبيت الليل في زحلة والجوار لقلقهم من البقاء في المدينة. هذه صورة سوداوية غير صحيحة تتبع نمط تفكير خاص فيه الكثير من القلق، وهذا ما يجب ان يعمل عليه لتغييره.

 

ابنة المنطقة..

 

 اما المعايير التي تم بحسبها اختيار الافلام المشاركة فتشرح مي:

- فتحنا باب المسابقة في الثلاثين من شهر نيسان/ ابريل واقفلناه في الثلاثين من حزيران/ يونيو على 3500 فيلم. اختارت لجنتنا الخبيرة والمكونة من اكاديميين ومختصين 38 فيلما تمثل 24 دولة من حول العالم وتواصلنا مع سفارات عدة، وتم الالتزام بمعايير معينة فوصلنا الى افضلها للعرض الذي سيمتد على مدى ثلاثة ايام من 8 الى 11 أيلول/ سبتمبر وسيكون مجانيا للجميع بدءا من الساعة السابعة والنصف، ومن يريد ان يقصد المهرجان من بيروت فانما يدفع كلفة النقل فقط وهي 20 ألف ليرة لبنانية. وتشمل مجموعة الافلام تلك الخيالية، والوثائقية والمتحركة.

الدعوات التي سيوجهها المهرجان لأهل الفن والقلم والادباء والاعلاميين عديدة، ويتمنى القيمون على المهرجان تلبيتها وتنشيط المنطقة التي فيها اطيب المطاعم وأجمل الاوتيلات التي طالت شهرتها العالم كله، فقد حل بين ربوعها ونام فيها كبار نجوم العالم والعالم العربي ولبنان، والجميع يعرف ان سفيرتنا الى النجوم السيدة فيروز كانت تنزل في فندق <بالميرا> في المدينة، وهو الفندق الذي أقام فيه ايضا <كوكتو> وعاصي الرحباني ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم و<بيجار> ومئات الأسماء اللامعة..

وعن الجوائز التي ستتوزع ومنها جائزة <افضل فيلم قصير>، <وثائقي قصير>، <رسوم متحركة - قصير>، <افضل تصوير سينمائي>، <افضل تمثيل> و<افضل سيناريو>، تؤكد مي انها معنوية مع الخطوات الاولى للمهرجان. اما اللجنة التي ستمنحها فتتألف من الممثلين القديرين جناح فاخوري، مجدي مشموشي ودارين حمزة مع مدير التصوير المعروف ميلاد طوق والمخرج هادي زكاك، وجميعهم لهم باعهم في المجال الفني.

- لقد حرصنا على ألا نأتي باسماء للجذب فقط، تتحلق حولهم الصحافة والجمهور، بل ان تكون اسماء لها بصمة فنية معينة في السينما، والاهم ان بينهم الفة فنية وهذا ليس سهلاً بين الفنانين عادة.

وبالنسبة الى الوضع الامني في منطقة عرفت انجازاً كبيراً منذ مدة وجيزة مع دحر الارهابيين الى خارج الحدود، تؤكد مي ان تواصلاً مع محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر ووزارة الداخلية قد تم والاجواء مطمئنة.

وعن خصوصية المنطقة والاخذ بالاعتبار هذا الجانب من حيث اختيار المواضيع والافلام المعروضة اكدت مي على الرقابة الذاتية قائلة: <انا ابنة المنطقة وأعرف تماماً عاداتها وتقاليدها>، مؤكدة على مراعاتها لها، فلا تريد ان يعتقد من خلال فيلم ما ان المهرجان يسوق لفكرة معينة غريبة عن عادات المنطقة، فلا مشاهد خلاعية او اخرى تمس بالاخلاق العامة، <خاصة وان الجميع اولانا ثقة كبيرة، والرقابة على ما سيعرض لم صورة-مجدي-مشموشي--aتطلب او تعرض على اي جانب سوى تلك التي يقوم بها روتينيا الامن العام اللبناني كما في اي مهرجان>.

وبعيدا عن المهرجان نسأل مي:

ــ انت مخرجة محجبة فيما بعض الفتاوى تعتبر الفن حراماً، ما تعليقك على ذلك؟

- لكل رأيه في الموضوع، شخصياً لا يشكل حجابي حاجزاً او عائقاً لي في ما احب انجازه وهو لا يحدني كامرأة عما اريده لحياتي العملية بل على العكس فإنه يشكل دافعاً لي وهو يخصني وحدي في علاقتي مع الخالق.

ــ لكن ماذا عن المشاركة اللبنانية، ومن هم المشاركون؟

- اربعة افلام تستحق العرض اختيرت للمهرجان، اولها <شجن> لجمال ابو حمد وهو روائي، <خبز وشاي> لسارة كسكسا وليليان رهال وهو من النوع الوثائقي، <آراب وينتر> او <الشتاء العربي> لكارل هلال وهو من نوع الرسوم المتحركة، و<بيترزويت> لـ<كورين اتيه> وهو ايضا من النوع الروائي.

 

اللجنة ترحب..

 

النجم مجدي مشموشي يرى في المهرجان خطوة مهمة لأن <الفن السابع> له وقعه، ومن الجميل ألا تقتصر بعلبك على الاحتفالات والاستعراضات الغنائية رغم اهميتها، خاصة مع مشاركة 24 دولة من حول العالم في المهرجان ما يخلق تبادلاً ثقافياً وحضارياً ويعكس غنى وتنوعاً، في حين اعلنت الممثلة جناح فاخوري ان شوقها لبعلبك التي ما عادت اليها منذ العام 1975 بعد ان حضرت احتفال الراحلين وديع الصافي وصباح جعلها لا تتردّد لحظة في القبول بالمشاركة. من جانبها رأت دارين حمزة في المبادرة <خطوة عز> لبعلبك من خلال فكرة شباب طموحين، فيما ادرج المخرج هادي زكاك المبادرة في اطار اعادة السينما إلى المجتمع، خاصة انها صادرة من أهل بعلبك من أجل اعادة السينما إلى مدينتهم، اما مدير التصوير ميلاد طوق فاعتبر ان أهمية هذا المشروع تكمن بابتعاده عن بيروت حيث تتركز المهرجانات، وبإقامته عند أشخاص يستحقون مشاهدة السينما.