اذا كان لبنان كلّه يتأثر بالاحداث الجارية في سوريا، فكيف هو الحال في القرى والبلدات التي تقع على الحدود اللبنانية السورية؟ سؤال يُطرح على الدوام مع حدث يحصل في الداخل السوري وهذه المرّة كان المشهد في قضاء عكّار مجدداً، وذلك اثر ورود معلومات عن دخول مئات المسلحين من المعارضة السورية الى الاراضي اللبنانية بعد سقوط مدينة الحصن المتاخمة للحدود بين البلدين بيد جيش النظام السوري وحزب الله.
موقع عكار الجغرافي
عكار هي احدى محافظات لبنان السبع، تمتد من مجرى نهر البارد في الجنوب حتى مجرى النهر الكبير بمحاذاة الحدود مع سوريا في الشمال،
بمساحة تزيد على 776 كيلومتراً مربعاً. من الشمال ترتسم الحدود الدولية ومن الشرق محافظة البقاع ومن الغرب ساحل البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب قضاء الضنية. ويبلغ عدد البلدات والقرى التي تضمها محافظة عكار 216 قرية وبلدة يسكنها حوالى 600 ألف نسمة وينتخب فيها حوالى 320,000 ناخب أغلبيتهم من الطائفة السُنية.
يقع قضاء عكار، اليوم، في قلب الحدث الإقليمي، فهو نقطة استراتيجية بالنسبة إلى ما يجري في سوريا. طوال السنوات الماضية، لم يهدأ شمال لبنان من الغليان إلى أن انفجر خلال الأيام الأخيرة في عكار. لكنه حتى الساعة، يمكن اعتباره الى حد ما انفجاراً صغيراً في بيئة هي الأفقر في لبنان لكنها الأكثر قابلية للاشتعال، وهذا ما تبيّن فعلاً من خلال سير الاحداث الاخيرة التي وقعت في الداخل السوري، والحديث بالتحديد هنا عن قلعة الحصن التي نزح منها عدد كبير من المقاتلين الذين كانوا يتحصنون داخلها الى عدد من القرى العكارية المحاذية للحدود عبر تلكلخ، يرافقهم بانسحابهم هذا اعداد كبيرة من المدنيين الذين فضلوا اللجوء الى لبنان على ان يقعوا بايدي النظام السوري.
النظام يطلق نيرانه باتجاه لبنان
لم تقف الامور عند حد النزوح بل تطورت في ساعاتها الاولى الى ما يُشبه حرباً. فقد عمدت مدفعية النظام السوري الى اطلاق قذائفها باتجاه المجموعة المنسحبة من قلعة الحصن، لكن معظم هذه القذائف سقطت ضمن الاراضي اللبنانية وتحديداً باتجاه خط البترول في منطقة وادي خالد والدريب وصولاً الى اطراف بلدة شدرا ما ادى الى جرح عدد من المدنيين وهو الامر الذي اعتبره العكاكرة تطوراً خطيراً حيث عمدوا الى التظاهر واغلاق الطرق مطالبين الدولة اللبنانية ببسط سيطرتها على كامل الحدود منعاً لاستهدافهم، الا ان كل هذه التحركات لم تُفلح في ايقاف القصف على المناطق الحدودية بل اكملت مدفعية النظام عملها العشوائي، الامر الذي نتج عنه اصابات اخرى في صفوف النازحين المدنيين ليُعلن النظام السوري لاحقاً عن بسط سيطرته الكاملة على بلدة الحصن، وهو الامر الذي مكّنه من بسط سيطرته الكاملة على كل ريف تلكلخ وريف حمص الغربي، وبالتالي اصبح بإمكانه اغلاق حدوده مع لبنان بشكل كامل.
ويأتي سقوط بلدة الحصن بيد النظام السوري آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف حمص الغربي، بعد أيام من سيطرته على مدينة يبرود، آخر أكبر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية (شمال دمشق) الحدودية مع لبنان أيضاً، لكن عدداً كبيراً من مجموعات المعارضة المسلحة ما زالوا منتشرين في المنطقة الجبلية في القلمون في ريف دمشق، لكنهم شبه مطوقين، وتسعى القوات النظامية مدعومة بمقاتلين من حزب الله الى تأمين هذه المنطقة الحدودية التي تقول السلطات السورية إنها ممر للسلاح والامدادات والمسلحين.
جرحى سوريون في مستشفيات عكار
من الارض التي دارت عليها المعركة الى المستشفيات التي استقبلت الجرحى سواء اولئك الذين اصيبوا في الداخل السوري وتم اسعافهم في لبنان، او الذين اصيبوا من خلال القصف السوري على القرى اللبنانية الملاصقة للحدود. انين الجرحى يصل الى ردهة احد المستشفيات الذي يُشرف على علاج بعض المصابين، قد يكون منهم من ينتمي فعلاً للمعارضة السورية، لكن معظمهم، في الحقيقة، هم من المدنيين الذين ابدوا خشيتهم من ملاحقتهم من قبل النظام السوري او بعض حلفائه الى حيث هم موجودون اليوم.
مروان الروّاسي هو احد النازحين الذين تعرضوا لاصابة برجله يقول: < كنّا نجلس في الطابق الارضي من المبنى الذي نسكنه مع العديد من العائلات التي لم تستطع الهروب من قرية الحصن نظراً للقصف العنيف الذي كان يتساقط علينا من الطائرات. لكن مع بزوغ ساعات الفجر الاولى، كنا بدأنا نتحضر للهروب باتجاه الاراضي اللبنانية، كونها المنفذ الوحيد الذي تبقّى لنا بعد محاصرة جيش النظام وحزب الله لنا، وذلك اثر ورود معلومات تُفيد بفقدان المعارضة السيطرة على القلعة، فبدأنا نركض باتجاه الحدود، بيننا نسوة وأطفال وعجائز، لكن الجيش السوري وحلفاءه كانوا قد اعدوا خطة عبارة عن كمين، وما ان وصلنا الى مقربة منهم حتى بدأوا باطلاق نيرانهم باتجاهنا، فقتل العديد من المدنيين والاطفال وتم سحب جثثهم الى عمق الاراضي السورية قبل ان يُحضروا كاميراتهم للتصوير، وكانوا قد اخفوا معالم مجازرهم>.
اولادي يسألون عن امهم
ولعبد الكريم مُرّة قصة لا تُشبه اياً من القصص الواقعية وهو الذي كان على مسافة امتار قليلة ليصبح بأمان داخل الاراضي اللبناية مع عائلته المؤلفة من اربعة اولاد وزوجة، قبل ان تُصيبهم النيران من الجهة السورية، فيصاب طفله برجله بينما تخترق رصاصة عنق زوجته وهنا يقول: <كنا على وشك النجاة بحياتنا قبل ان يبدأ جيش النظام بتصويب رصاصه نحونا، حاولت الاحتماء بين الاعشاب، كوننا كنا قد اصبحنا ضمن منطقة هي عبارة عن سهل واسع يُسهل لهم كشفنا عن بعد مئات الامتار، لكن رصاصهم لحقنا بعدما تم اكتشاف الم
كان الذي اختبأنا فيه، واذ بزوجتي تسقط ارضاً بعد اصابة بليغة في عنقها، كما اصيب ابني ايهم البالغ من العمر سبع سنوات في رجله>.
ويتابع عبد الكريم: <بعدما رأيت هذا المشهد بدأت اصرخ واستغيث، لكن احداً لم يلتفت اليّ، كون الجميع كانوا يسعون للنجاة بأنفسهم وبعائلاتهم، فاضطررت عندئذٍ الى ان انقذ اولادي على ان اعود لسحب زوجتي، لكن جيش النظام كان قد سحب عدداً من الجثث التي اصيبت ومن بينها زوجتي التي لم أعرف حتى الساعة مصيرها، والاولاد يلومونني لأنني لم انقذ والدتهم، وانا اناشد كل العالم لكي اعرف مصيرها فهل هي حيّة ام قُتلت؟>.
رواية مختلفة لاحد ابناء عكار
داخل احدى القرى العكارية التي يوجد فيها ابناء من الطائفة العلوية، يقول احد ابناء البلدة الذي رفض الافصاح عن اسمه: <تتكرر من حين الى آخر الخروق الامنية عند مقلبي الحدود الشمالية، سواء في منطقة الدريب الأوسط أو منطقة وادي خالد، وهناك مجموعات مسلحة تستهدف مراكز الجيش السوري في الجانب الآخر من الحدود بين الحين والآخر، ما يستدعي رداً عنيفاً من الأخير يدفع ثمنه المواطنون الآمنون. ونحن في هذه المنطقة شهدنا خلال اليومين المنصرمين تحركات مشبوهة لمجموعات مسلحة قامت بإطلاق النار من أحد المنازل المهجورة في عين جبارة عند سهل البقيعة باتجاه منطقة الغيضة السورية، حيث يوجد مركز ثابت للجيش السوري، وقد قام الجيش السوري بالرد بالقذائف والمدفعية الثقيلة>.
الجيش يتوزع حول وادي خالد
خلال جولة لنا في منطقة وادي خالد، لاحظنا كيف توزّع الجيش اللبناني حول مداخل ومخارج وادي البلدة منعاً لهروب مسلحين الى باقي المناطق العكارية. وقد لاحظنا ايضاً تحليقاً كثيفاً لمروحيات الجيش فوق الجبال والاودية. وقد نفى مصدر عسكري لنا ان يكون اي من حواجز الجيش قد اصيب بنيران الجيش السوري على عكس الاهالي الذين اكد بعضهم ان مواقع عسكرية تابعة للجيش اللبناني قد تعرضت لاطلاق نار من الجهة السورية. ويؤكد احد وجهاء وادي خالد أن <اربعة وخمسين جريحاً، بينهم نساء وأطفال إلى جانب مقاتلين معارضين، عبروا النهر الكبير الفاصل بين الحدود اللبنانية والسورية، إلى داخل الأراضي اللبنانية، ونقلوا إلى مستشفيات في شمال لبنان، بعدما نصب الجيش السوري كميناً لهم أثناء محاولتهم الفرار من منطقة محاصرة. ولفت الى أن ثمانية مقاتلين آخرين وصلوا متوفين نتيجة اصابات كانوا قد تعرّضوا لها لحظة هروبهم باتجاه الاراضي اللبنانية>.
سمعنا استغاثاتهم
واحد من احدى العائلات التي تسكن على مسافة لا تتعدى العشرة امتار من الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا يقول لـ<الافكار>: <لقد خرج النازحون من بلدة الحصن بعد اتفاق مع القوات النظامية يقضي بإخلاء المنطقة باتجاه الأراضي اللبنانية، لكن بعد وصولهم إلى منطقة سهل البقيعة المتاخم لوادي خالد، بدأت القوات النظامية، في الرابعة والنصف فجراً، بإطلاق النار عليهم، ولاحقتهم القذائف إلى الداخل اللبناني>، مؤكداً سماعهم نداءات استغاثاتهم عند الخامسة فجراً، فبدأنا بإخلاء الجرحى، وتبين أن هناك قتيلاً واحداً، وهو شاب يبلغ من العمر 17 عاماً، منعنا الرصاص النظامي من إجلائه، بينما تمكنا من إجلاء أكثر من 50 مصاباً، بينهم أطفال وشيوخ>. وشدد على ان بعض المصابين تلقوا علاجاً ميدانياً، بينما نقل الجرحى الذين يعانون من إصابات بالغة أو متوسطة إلى المستشفيات في عكار>.
الحكومة تتحرك ميدانياً
ومع تعذّر نقل المصابين إلى المستشفيات نتيجة النقص في سيارات الإسعاف بسبب ارتفاع عدد الجرحى، وموا
صلة قوات النظام السوري إطلاق النار باتجاه الداخل اللبناني، فضلاً عن إقفال لبنانيين الطرقات في مناطق بالشمال، احتجاجاً على إطلاق النار باتجاه الداخل اللبناني، ناشد وزير الداخلية نهاد المشنوق الاهالي في الشمال لفتح الطرق وعدم إقفالها تسهيلاً لمرور المصابين اللبنانيين والسوريين جراء القصف السوري على المستشفيات اللبنانية، كذلك اعطى رئيس الحكومة تمام سلام تعليماته إلى الهيئة العليا للإغاثة للعمل على إيواء النازحين في منطقة عكار، كما أعطى وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور توجيهاته للمستشفيات لاستقبال المصابين اللبنانيين والسوريين.
نقمة الاهالي على الدولة اللبنانية
لا يمكن للوافد الى مناطق عكار او الخارج منها الا ان يلاحظ مدى نقمة الاهالي على الدولة اللبنانية، فهم يعتبرون ان غياب الدولة عن مناطقهم يجعلها مستباحة امام الغير وتحديداً النظام السوري. وفي هذا المجال طالب مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا الدولة اللبنانية بتفعيل وجودها في الشمال وتحديداً داخل القرى المحرومة، كما طالب بانتشار الجيش اللبناني على الحدود كافة منعاً للخروقات اليومية التي يقوم بها النظام السوري والتي يستهدف من خلالها الآمنين في منازلهم واشغالهم. وتوجه زكريا الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تحديداً، وذلك اثر تعرّض مسجد بني صخر عند منطقة وادي خالد للقصف للاسراع بوقف هذه الاعتداءات التي تمس السيادة اللبنانية أولاً ثم تمس دور العبادة، وهذا أمر لا نرضاه أبداً، فدور العبادة يجب تحييدها كما الأبرياء من النساء والأولاد عن أي نزاع، وهو شيء لا يمكن السكوت عنه بحكم كونه تطوراً خطيراً يساهم في زيادة الاحتقان.
الضاهر لـ<الافكار>:
فشر ان يدخل النظام السوري
بدوره اعتبر عضو كتلة <المستقبل> النائب خالد الضاهر ان الاتهامات التي يسوقها النظام السوري وحلفاؤه ضد عكار ليست بجديدة، فهؤلاء يريدون لعكار ان تدفع ثمن ايوائها للنازحين السوريين ووقوفها الى جانبهم وهي التي قدمت لهم المسكن والدواء والاهتمام بالجرحى، وهذا ما ازعج النظام السوري الذي كان يُريد لهؤلاء المساكين ان يموتوا جوعاً. وعن اتهام عكار بإيوائها مسلحين يقول الضاهر: <هذه كلها اكاذيب وأضاليل اخترعها النظام السوري لتبرير قصفه للمناطق الآمنة، وحتى لو كان هناك مقاتل مصاب يتم علاجه في المستشفيات، فهذا حق منحته اياه شرعة حقوق الانسان طالما انه لا يحمل السلاح في البلد الذي يُعالج فيه. والسؤال هنا: كم هو عدد هؤلاء؟ ففي الحقيقة لا يتعدى الخمسين مصاباً بينهم اطفال ونساء>.
واضاف الضاهر: <فشر> ان يدخل الجيش السوري الى عكار او وادي خالد، فهذا جيش ضعيف ومتهالك ولن يستطيع ان ينتصر على شعبه بالبراميل المتفجرة ولا بمليشيات حزب الله او غيره، وان فكر بمجرد الدخول الى مناطقنا فسنواجهه بمقاومة لبنانية شرسة. فأهل عكار هم بالفطرة مقاومون وعند أعتابهم سينتحر النظام السوري، معتبراً ان المشكلة هي في عدم قيام الجيش اللبناني بحماية الحدود والتلكؤ في تحقيق هذا الامر المنصوص بالدستور، وان التخلّي عن الواجبات والمراهنة على تحقيق الحلم الرئاسي لهما امر خطير لا يصب في مصلحة البلد ولا أمنه.
وختم: <هناك محاولة للاساءة للوسط السني وتصويره على أنّه وسط ارهابي بالرغم من أنّه كان ولا يزال رافعاً شعار الشرعية، ومطالباً ببسط سلطة الدول على كامل أراضيها، ويحثّ أجهزتها الأمنية على القيام بواجباتها بحماية لبنان واللبنانيين>، متسائلاً: <هل هناك ارهابيون بسمنة وآخرون بزيت؟ ولماذا لا يتم اعتقال كوادر حزب الله الذين اغتالوا رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري والذين تم ترفيعهم لمرتبة القديسين؟ ولماذا لا يُلقى القبض على من فجّروا مسجدي التقوى والسلام وهم معروفون لا بل يتحدون الدولة ويهدّدون باحراق طرابلس؟>.
المرعبي لـ<الافكار>: نعم لتقديم شكوى عاجلة أمام مجلس الامن
من جهته، طالب زميل الضاهر في <الكتلة> نائب عكار معين المرعبي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام وقيادة الجيش بالعمل فوراً على وقف المجازر التي تمارس على الدوام بحق اللبنانيين والنازحين السوريين والتي كان آخرها قصف مدفعية النظام للنازحين ولابناء عكار بعد سقوط قلعة الحصن، ما تسبب بوقوع العديد من الاصابات وتضرر عدد كبير من منازل اللبنانيين الآمنين عند منطقة وادي خالد الحدودية، مانعاً من خلال قصفه هذا الاهالي من اسعاف الجرحى والمصابين السوريين، وذلك عبر قصف مراكز تجمع الجرحى في الداخل اللبناني، داعياً الى <ضرورة التحرك سريعاً وتقديم شكوى عاجلة أمام مجلس الامن الدولي بهذه الانتهاكات السورية للسيادة اللبنانية واستهداف الآمنين والسعي الى ايقاف هذه الاعتداءات فوراً>.
واذ دعا المرعبي <الهيئة العليا للاغاثة> التي يرئسها اللواء محمد خير الى الاسراع في ترميم منازل العائلات اللبنانية المتضررة لتثبيتهم في بلداتهم وقراهم، وإلا فليتحمل الجميع مسؤولية نزوح الاهالي الى وسط بيروت وليجهزوا لهم الفنادق المناسبة، وما تشهده اليوم البلاد من تفلت للوضع الامني سببه عدم نشر الجيش عند الحدود اللبنانية. ومن هنا نُطالب الحكومة أن تلجأ للامم المتحدة لنشر قوات اممية الى جانب جيشنا الوطني على حدودنا كافة، وشدد على ضرورة طلب الحكومة من الجيش استدعاء الاحتياط ليتمكن مع القوى الاممية من منع وصول ارتدادات الازمة السورية، فإن استطاعت الحكومة القيام بهذه الانجازات، تكون قد انقذت لبنان واللبنانيين.